أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مضمونة: “ ما حكم ضم الأموال النقدية إلى عروض التجارة في الزكاة؟ حيث يوجد رجلٌ يملك عُروضًا للتجارة، وعنده مالٌ آخَر نقدي يملكه، وحال عليهما الحول، لكن كلًّا منهما لا يبلغ النصاب إلا إذا ضم الآخَر إليه، ويسأل: هل يضم العروض إلى المال النقدي ويزكيهما زكاةً واحدة أو يزكي كلَّ مالٍ على حِدَة؟”.

 

لترد دار الإفتاء موضحة: أن الشخص الذي يملك عروضًا للتجارة وعنده مالٌ آخر يملكه، وحال على الجميع الحَوْلُ يُقَوِّمَ ما عنده مِن عُروضِ التجارة، ويَضُمَّها إلى ما يملكه مِن مال نقدي، فإذا بلغت جميعُها نصابَ الزكاة وهو ما يعادل خمسة وثمانين جرامًا مِن الذهب غير المشغول عيار (21)؛ فإنه يزكيهما معًا زكاةً واحدةً بمقدار ربع العشر (2.5%) منها جميعًا.

وقد أجمع العلماءُ على أنَّ عُروض التجارة تجب فيها الزكاة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول.

قال الإمام ابن المُنْذِر في "الإجماع" (ص: 48، ط. دار المسلم): [وأجمعوا على أنَّ في العروض التي تُدار للتجارة الزكاة إذا حال عليها الحول] اهـ.

ظاهرة في مكة تنذر باقتراب يوم القيامة.. ما القصة؟ تشهد الملائكة موته وغسله ودفنه.. سورة قرآنية بها معجزة للمريض الذي يحتضر

نصاب زكاة عروض التجارة

نصابُ زكاة عُروض التِّجارةِ، هو نِصابُ الذَّهَبِ والفضَّةِ؛ كما هو قول عامة الفقهاء.

قال الإمام عَلاء الدين الكَاسَانِي في "بدائع الصنائع" (2/ 20، ط. دار الكتب العلمية): [وأما أموال التِّجارة، فتقدير النِّصاب فيها بقيمَتِها مِنَ الدَّنانيرِ والدَّراهم، فلا شيءَ فيها ما لَم تبلغ قيمَتُها مِائَتَي درهمٍ أو عشرينَ مثقالًا من ذَهَبٍ، فتجِبُ فيها الزَّكاةُ، وهذا قولُ عامَّةِ العلماء] اهـ.

والذي عليه العمل في زماننا: أن النصاب هو ما يعادل خمسة وثمانين جرامًا مِن الذهب غير المشغول عيار (21).

حكم ضم الأموال النقدية إلى عروض التجارة في الزكاة
أجمع العلماء على أنَّهُ مَنْ كانَ يَملِكُ عُرُوضًا للتجارةِ ومعه مالٌ نَقْدِيٌّ آخَرُ غيرها، وحالَ عليهما الحولُ، لكن كلًّا منهما لا يبلغ النصاب إلا إذا ضم الآخَر إليه، فإنَّهُ يُقَوِّمُ ما عنده مِن العُروض، ويَضُمُّها إلى ما يملكه مِن المال النقدي، بحيث إذا كَمُل بمجموعهما النصابُ يزكيهما معًا زكاةً واحدةً؛ لأنَّ زكاةَ التِّجَارةِ إنما تتعلق بالقيمة، فكانت مع النقود كالجنس الواحد، كما في "الفروع" للإمام علاء الدين المَرْدَاوِي (4/ 138، ط. مؤسسة الرسالة).

وقد نقل هذا الإجماعَ غيرُ واحدٍ مِن العلماء؛ قال الإمام الخَطَّابِي في "معالم السنن" (2/ 16، ط. المطبعة العلمية): [ولا أعلم عامَّتهم اختلفوا في أنَّ مَن كانت عنده مائةُ درهمٍ، وعنده عرضٌ للتِّجارة يساوي مائة درهم، وحال الحَوْل عليهما، أنَّ أحدَهما يُضَمُّ إلى الآخَرِ، وتَجِبُ الزَّكاة فيهما] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة في "المغني" (3/ 36، ط. مكتبة القاهرة): [عُرُوض التِّجَارةِ تُضَمُّ إلى كلِّ واحدٍ من الذهب والفضة، وَيَكْمُلُ به نِصَابُهُ، لا نعلم فيه اختلافًا] اهـ.

وقال الإمام كَمَالُ الدين ابن الْهُمَامِ في "فتح القدير" (2/ 221، ط. دار الفكر): [عُرُوضُ التِّجارة يُضَمُّ بَعْضُهَا إلى بعضٍ بالقيمةِ وإن اختَلَفت أجناسُها، وكذا تُضَمُّ هي إلى النقدين بالإجماع] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن على الرجل المذكور الذي يملك عروضًا للتجارة وعنده مالٌ آخر يملكه، وحال على الجميع الحَوْلُ -أنْ يُقَوِّمَ ما عنده مِن عُروضِ التجارة، ويَضُمَّها إلى ما يملكه مِن مال نقدي، فإذا بلغت جميعُها نصابَ الزكاة فإنه يزكيهما معًا زكاةً واحدةً بمقدار ربع العشر (2.5%) منها جميعًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ا للتجارة عروض ا عنده م ا زکاة جمیع ا

إقرأ أيضاً:

جولدمان ساكس يشكك في السياسة النقدية للمركزي التركي

أنقرة (زمان التركية) – أفادت مؤسسة جولدمان ساكس بأن تقرير التضخم الثاني للبنك المركزي التركي لعام 2025 يتوافق مع توقعات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في يونيو، بينما توقع بنك مورغان ستانلي أن يقوم البنك المركزي بخفض الفائدة في يونيو إذا جاءت بيانات تضخم مايو إيجابية.

جولدمان ساكس: شكوك حول السياسة النقدية

في تقييمه لتقرير التضخم الصادر عن البنك المركزي التركي، أشار جولدمان ساكس إلى أن التقرير يعكس توقعاتها بعدم تغيير أسعار الفائدة في اجتماع يونيو المقبل.

وجاء في التحليل: “بينما يتجاوز توقعنا لتضخم نهاية العام 2025 توقعات البنك المركزي بشكل طفيف، فإن توقعاتنا للسنوات اللاحقة أعلى بشكل واضح. نعتقد أن الفجوة الإنتاجية المطلوبة لخفض التضخم في تركيا قد زادت بشكل كبير بسبب استمرار توقعات التضخم المرتفعة والمستعصية في الأشهر الأخيرة.”

وأضاف التقرير: “في الوقت الحالي، ما زلنا نتوقع أن يظل النمو عند مستوياته المعتادة في شهري مارس وأبريل. لكننا نحتفظ بشكوكنا حول ما إذا كانت السياسة النقدية ستظل مشددة لفترة كافية لخفض التضخم إلى ما دون معدل توقعاتنا الحالي البالغ 1.6% سنوياً.”

واختتم جولدمان ساكس بالقول: “نرى أن التقرير يتسق إلى حد كبير مع توقعنا بأن البنك المركزي سيحافظ على أسعار الفائدة في يونيو، ثم يبدأ في تخفيف السياسة النقدية تدريجياً اعتباراً من يوليو.”

مورغان ستانلي: فرصة لخفض الفائدة في يونيو

من جهة أخرى، قدم بنك مورغان ستانلي تحليلاً أكثر تفاؤلاً، مشيراً إلى أن البنك المركزي قد يبدأ خفض أسعار الفائدة في يونيو إذا سجل تضخم مايو أداءً إيجابياً.

ونقل التقرير عن المحللين قولهم: “إذا جاء تضخم مايو أقل من 2% كما يتوقع البنك المركزي، وإذا ظل اتجاه التضخم غير متأثر بشكل كبير بزيادة سعر الصرف في مارس، فقد يفكر البنك في خفض الفائدة خلال اجتماعه المقبل في 19 يونيو.”

خلاصة التوقعات:

في حين تبدو جولدمان ساكس أكثر تشككاً في قدرة السياسة النقدية على تحقيق استقرار التضخم على المدى الطويل، فإن مورغان ستانلي يرى فرصة لبدء دورة تخفيف نقدي مبكر إذا تحسنت المؤشرات. ويبقى الاقتصاد التركي أمام خيارات صعبة بين محاربة التضخم ودعم النمو في الفترة المقبلة.

Tags: الاقتصادالاقتصاد التركيجولدمان ساكس

مقالات مشابهة

  • هل تقبل النوافل ممن ترك الفرائض؟ الإفتاء توضح
  • هل يجوز إخراج الزكاة لابنتي المتزوجة؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • أفضل وقت لارتداء ملابس الإحرام لحجاج بيت الله.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز للأم إعطاء الزكاة لابنها لتعينه على ظروف الحياة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوزُ لي أن أعطيَ أبي من زكاة مالي؟.. الأزهر يجيب
  • هل يجوز للحاج تغيير ملابس الإحرام حال اتساخها؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجب على الحاج صلاة عيد الأضحى؟ الإفتاء توضح
  • متى يبدأ صيام 10 ذي الحجة 2025؟.. الإفتاء توضح فضل العشر الأوائل
  • جولدمان ساكس يشكك في السياسة النقدية للمركزي التركي
  • الزكاة والجمارك توضح كيفية معرفة المستحقات المالية الواقعة على الشركة