فضل الله: تطوّر موقفنا مرتبط بالمجريات في غزة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله على أن "الكيان الصهيوني هو المحتل والمعتدي والمجرم الذي يرتكب المجازر من أجل إلغاء وجود الشعب الفلسطيني بتهجيره مرة جديدة من أرضه، والشعب الفلسطيني في موقع الدفاع عن وجوده وأرضه ومقدساته".
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد على طريق القدس إبراهيم بديع حمزة في حسينية بلدة الجميجمة الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.
ورأى أنه "عندما تعجز إسرائيل عن تحقيق ما وضعته من أهداف، فهذا يعني أنها فشلت، وعندما نرى الفلسطينيين يعودون بهذه الطريقة إلى بيوتهم المدمرة ويفرضون على العدو إطلاق الأسرى، فهذا يعني أنهم أسقطوا أهدافه، وقضية الأسرى قضية كرامة الإنسان وحريته، فكيف إن كنّا أسيرات وأطفال في سجون العدو، وهذا يعني أن المقاومة كشفت الصورة الحقيقية لهذا الكيان أمام العالم أجمع، وأنها أيضاً تمكنت من إحباط المشروع الإسرائيلي الأميركي، وصحيح أن كل نقطة دم غالية، ولكن حجم المشروع التدميري الاسرائيلي كان إلغاء وجود الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن نقيس حجم الانجاز بحجم التضحيات، فمنذ العام 1948 والعدو يرتكب المجازر، ولكنه اليوم يواجه مقاومة صلبة وإرادة شعب يرفض أن تحل به النكبة مرة أخرى".
وأكد فضل الله أن "الجبهة الأساسية هي في غزة، وصمود المقاومة وشعبها مهما بلغت الآلام والتضحيات هو العنصر الحاسم في تحقيق النصر النهائي، وثقتنا بالله والمقاومة في فلسطين عالية، فالميدان هو الذي يفرض الشروط السياسية في نهاية المطاف، ولا تزال المقاومة في غزة ثابتة وقوية في هذا الميدان، وهي صاحبة الأرض، وصمودها وبطولاتها فرضت على العدو الهدنة وإطلاق الأسرى، والشعب الفلسطيني ستكون له الكلمة الفصل في رسم نهاية هذه الحرب".
وأشار إلى أن "دورنا في لبنان وفي بقية الجبهات في العراق واليمن، هو المساند والداعم، وإن كانت الجبهة اللبنانية على مستوى محور المقاومة هي الأكثر فعالية وتأثيراً، وقدمنا خيرة الشباب اللبناني شهداء في هذه المعركة من أجل لبنان وفلسطين، وهذه المقاومة تقوم اليوم بتكليفها الوطني والشرعي والأخلاقي والإنساني انتصاراً للدم المظلوم في غزة، وأيضاً دفاعاً عن بلدها وأرضها وشعبها، وموقفها مرتبط بالتطورات في غزة، ونحن سنقوم بأي عمل يحتّمه علينا هذا الواجب من دون أن نعطي بالاً لكل تهديد ووعيد، ومنذ خمسين يوماً ورسائل التهديد والوعيد والتحذيرات تأتي إلينا، ولكننا لم نغيّر حرفاً واحداً في موقفنا انتصاراً للمظلومين، لأننا في موقع الحق والموقع الصحيح، ونحن نحكّم موقفنا إلى ما تمليه علينا الواجبات وما تقدره المقاومة في الميدان".
وختم فضل الله: "إن الصورة التي قدمتها المقاومة في لبنان على مستوى حضور مجاهديها وصلابة عوائل شهدائها ووعي جمهورها وصبره، تؤكد من جديد أنها المقاومة القوية والواعية وتملك من الشجاعة والحكمة ما يجعلها قادرة على حماية بلدها وشعبها، وهي في الصعاب تثبت أنها على مستوى المواجهة، وأنها مقاومة كلها في الميدان بمجاهديها وعوائلها وقادتها تقدم الشهداء وتفخر بهم، ولا توفر أبناء قادتها الذين يرتقي منهم الشهداء كما ارتقى القادة الشهداء".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المقاومة فی فضل الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
المعجزات والإمدَادات الإلهية للطوفان المبارك
يمانيون| بقلم: نجيب الجمل
من أعظم معجزات طوفان الأقصى المبارك تُعتبر قدرة المقاومة -حماس وكل حركات المقاومة في غزة وفلسطين- على إخفاء الأسرى لمدة 740 يومًا في مساحة لا تتجاوز 360 كيلومترًا، واحدة من أبرز ما سجله التاريخ الحديث من ذكاء وبأس للمقاومة، حَيثُ انطلقت كُـلّ استخبارات العالم في البحث عنهم، ليلًا ونهارًا، من الأقمار الصناعية إلى أنظمة المسح الحراري والضوئي، ومن وحدات الرصد الخَاصَّة إلى الجواسيس والذكاء الاصطناعي.
تجمعت جميع أدوات المراقبة البشرية والتقنية، لكن -ورغم كُـلّ ذلك- باءت جهودهم بالفشل، وكان الحصول على الأسرى مرتبطًا بالمفاوضات بعد 740 يومًا من العجز.
فلماذا عجز الاحتلالُ الإسرائيلي وأجهزته عن النجاح؟؛ لأنهم لم يواجهوا تنظيمًا عاديًّا، بل نظام مقاومة عميق الجذور، يمتلك خبرة تمتد لعقود من الصراع والتخفي، ويتميز بتشابك بنيوي مذهل ودقة تنظيمية تُربك أجهزة الأعداء.
إن هذه المنظومة تعرف كيف ومتى تُخفي ومتى تُظهر، وكيف تُربك خصومها حين يظنون أنهم يسيطرون على مقاليد الأمور.
رغم كُـلّ التفوق التكنولوجي الموجود، فشلت كافة أدوات المراقبة أمام عقل مقاومة حماس وفلسطين الذي ينقش طريق الحرية بأظافره.
ولو وُجد لهذه المقاومة دعمٌ واحدٌ بجانب موقف اليمن، لكانت المعركة قد انتهت قبل أن تبدأ، ولكُتِبَ التاريخ بطريقة مختلفة.
تُعتبر الـ 740 يومًا من التحدي معجزة القرن التي ستظل تُدرَّس للأجيال.
أما عن الإمدَادات الإلهية للمقاومة في حماس وفلسطين، فقد عثروا على سفينتين حربيتين غارقتين في قاع بحر غزة منذ أَيَّـام الحرب العالمية الأولى، قبل أكثر من مئة عام.
احتوت تلك السفن على غرف محصّنة بأسلحة ومواد متفجرة، فاختبروها وجربوها واستخدموها بفعالية في معاركهم.
كما اكتشفوا تحت الأرض شبكة من مواسير المياه التي أنشأها اليهود لمستوطنيهم لسرقة مياه غزة، واستطاعت المقاومة سحبها وتحويلها إلى صواريخ متطورة فاقت توقعاتهم.
وبعد كُـلّ معركة، كانوا يجدون صواريخ إسرائيلية محمّلة بمواد متفجرة شديدة التدمير لم تنفجر، فيستخرجونها للاستفادة منها، وهي مواد لم يكن بإمْكَانهم الحصول عليها، لكن الله أرسلها لهم من الجو.
تتوالى الإمدَادات الإلهية من السماء، ومن قاع البحر، ومن أحشاء الأرض، مُعززةً صمودهم واستمرار مقاومتهم.
هو الله وقوة الله (إن تنصروا الله ينصركم) صدق الله العلي العظيم.
#طوفان الـأقصى