لجريدة عمان:
2025-12-05@00:06:38 GMT

حوارات عُمان من أجل السلام

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

حوارات عُمان من أجل السلام

رغم التعقيدات الكبيرة التي قادت إسرائيلُ المنطقةَ لها إلا أن هناك من يبقى على إيمان كبير أن الحلول الدبلوماسية ما زالت ممكنة ولا يمكن الاستهانة بها، أو أنها هي الخيار الأهم لحل القضية الفلسطينية.

سلطنة عُمان من بين الدول التي تؤمن أن الحوار وتفعيل الدبلوماسية والاحتكام إلى القوانين الدولية قادرة على الوصول، دائما، إلى حل منطقي يرضي جميع الأطراف.

ورغم أن سلطنة عمان تحترم وتقدر مقاومة الشعوب في سبيل الحصول على استقلالها واستعادة أراضيها المحتلة إلا أنها في الوقت نفسه تبذل جهودا كبيرة في مسار السلام والحوار عبر تفعيل الدبلوماسية وقوة سلطنة عمان الناعمة. وليس صعبا رصد هذا المسار الذي تتبناه سلطنة عمان وتؤمن به سواء في القضية الفلسطينية أو قضايا إقليمية أخرى.

ولا شك أن هذه الاستراتيجية تكون على طاولة المباحثات التي سيعقدها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع فخامة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الثلاثاء.. وستناقش سلطنة عُمان -كما تفعل في جميع الحوارات السياسية- مكاسب المنطقة والعالم في إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتدرك ألمانيا هذه الأهمية سواء عبر تحقيق المكاسب السياسية أو المكاسب الاقتصادية خاصة في ظل بدء توسع الحرب لتشمل مناطق أخرى خارج محيط قطاع غزة.

وتعول المنطقة كثيرا على الدبلوماسية العمانية التي تتبنى الحوار والتفاهم بين الفرقاء الأمر الذي يمكن أن يسهم في تغيير وجهات النظر وتقريبها عند حدود المنطق والقوانين الدولية.

إن أكثر ما يميز السياسية العمانية واستراتيجية الحوار الذي تتبناه الفهم العميق للسياقات التاريخية والثقافية القائمة في منطقة الشرق الأوسط وهذا الفهم راكمته عُمان عبر تاريخها العريق وتجاربها الطويلة في المنطقة باعتبار النظام السياسي في سلطنة عمان واحدا من أقدم الأنظمة السياسية في العالم، وهذه الميزة كانت تدفع بالحوارات العمانية إلى النجاح.

ورغم أن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ حوالي ٥٠ يوما قد تجاوزت كل الحدود المادية والأخلاقية وتحولت إلى حرب إبادة بغيضة جدا إلا أن فكرة السلام تبقى تحوم فوق ساحات المعارك وتبحث عمن يستطيع أن يمسك بها ويحولها إلى خيار مناهض لخيار الحرب والدمار.. وتؤمن سلطنة عمان التي تبذل كل ما في وسعها من أجل وقف الحرب أن السلام ليس مجرد انتهاء الحرب ووقف صوت المدافع والقنابل، بل السلام هو وجود العدالة والتفاهم والاحترام المتبادل والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعودة المهجرين إلى أراضيهم التاريخية.

بالقدر الذي كان فيه موقف سلطنة عُمان، وما زال، صلبا ورافضا للعنجهية الإسرائيلية فإنه لم يتخلَ عن خيار السلام ولم تتوقف الدبلوماسية العمانية عن الدعوة له وعن فتح حوارات مع قادة العالم من أجل تحقيقه على أرض فلسطين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

كييف تمشي نحو السلام على إيقاع جنائزها

تمشي العاصمة الأوكرانية كييف على إيقاع جنائزها، تُشيّع أبناءها وكأن الرحيل صار جزءا من روتينها اليومي، في حين يقف الأوكرانيون كل صباح دقيقة حداد على من سقطوا في حرب أنهكت البلاد منذ أكثر من 3 سنوات.

وبعد أكثر من 3 أعوام على الحرب مع روسيا، يتصاعد الجدل بين الأوكرانيين حول جدوى أي سلام محتمل مع روسيا، إذ يرى كثيرون أن السلام الذي يُبحث عنه اليوم بات يمثل حاجة ملحة لوقف النزيف المستمر.

أما عائلات أسرى الحرب، فتؤكد أن أي سلام لا وزن له ما لم تُستعاد حرية أبنائهم المحتجزين.

وبدون معاناة أو جهد كبير في البحث، استطاع مراسل الجزيرة في كييف تامر الصمادي رصد مشاهد الفقد والانتظار التي تطبع حياة الأوكرانيين، الذين تتجسد معاناتهم في قصص أمهات وزوجات ينتظرن عودة أبنائهن وأزواجهن من جبهات القتال أو من الأسر.

ففي مدينة بوتشا التي شهدت مجازر روسية مروعة في بداية الحرب، تبحث السيدة نينا عن أي خبر عن ابنها الجندي المنقطعة أخباره منذ 4 أشهر.

ولا تنفك نيتا عن تقلّيب ألبوم صور ابنها، وهي تريد سلاما لا يشترط سوى عودته حيا، إذ ترى أن الحرب لم تعد مجدية، كما أن العائلة أُنهكت ولم تعد قادرة على تحمل مزيد من المعاناة وألم الفراق، وتقول للجزيرة "فقدُنا كبير، نحن منهكون جدا، أريد ولدي، أريد أن نتجاوز هذه الحرب التي لم تعد مجدية".

أما الكنائس في أوكرانيا، فقد أصبحت ملاذا لكثيرين ممن يصلون طلبا لعودة السلام للأحياء والرحمة لمن فقدوهم خلال 3 سنوات من حرب نشرت كثيرا من مشاهد الموت والدمار، وها هي كنيسة بوتشا تحتضن صلوات أهالي المدينة، حيث تتجاور الشموع كأرواح تبحث عن خلاص مؤجل، وتُطل نينا مرة أخرى متعلقة بخيط رجاء وأمل، في انتظار معجزة تُعيد إليها ابنها.

ربط السلام بالعدالة

أما المقابر في أوكرانيا، فهي الشاهد الأبرز على الجزء الأكثر إيلاما وسوداوية في تأثيرات الحرب، وتتعاظم المآسي في مقبرة بوتشا المزدحمة بقبور من رحلوا.

إعلان

ويقف فلاديمير ومارينا عند قبر ابنهما العشريني الذي ابتلعته الجبهة باكرا، في حين تصر الأم المكلومة مارينا على ربط السلام بالعدالة: "هناك بعض الآمال في أنهم قد يتوصلون إلى اتفاق سلام لكي لا يستمر أطفالنا ورجالنا في الموت، لكننا نريد العدالة، إننا لا نثق في العدو، إنه يكذب دائما".

ومن جهة أخرى، تطالب زوجات الأسرى بإعادة أزواجهن كشرط لأي تسوية، وتجسد حارسة كييف "باري هينيا" أسطورة الأوكرانيين القديمة، رمزا للحرية التي تنشدها هذه العائلات.

وتُردد إحدى الزوجات: "نحن نبحث عنهم ونطالب بهم، نريد أن يعودوا، أعيدوا جميع رجالنا".

أما في مكاتب صناع القرار في كييف، فإن المطلوب هو سلام عادل قوي، وليس هشا، ويصر قادة أوكرانيا على استعادة السيادة الكاملة على الأراضي الأوكرانية، مع ضمانات دولية تحول دون تجدد الحرب مستقبلا.

وتظل الأسئلة حول شكل التسوية النهائية وحدودها بلا إجابات واضحة، بينما تتقاطع في أوكرانيا روايات الفقد والأمل والانتظار، بين من يريد سلاما يوقف النزيف فورا، ومن يخشى أن يضيع دم الشهداء بلا معنى إن جاء السلام دون عدالة أو محاسبة.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب
  • كييف تمشي نحو السلام على إيقاع جنائزها
  • التربية تكرّم المدارس الخضراء وتوقع برامج دعم الأنشطة البيئية
  • سفيرنا في أندونيسيا يستقبل وفد غرفة تجارة وصناعة عمان
  • الحوثيون للمبعوث الأممي: الوقت حان لاستئناف التسوية السياسية وتنفيذ خارطة الطريق
  • سلطنة عمان تُجلي طاقم السفينة "إترنيتي سي" من اليمن
  • 1.48 % معدل التضخم في سلطنة عمان بنهاية أكتوبر
  • فصل جديد من الإنجازات للحكمة العمانية في الهوكي محليا وإقليميا
  • محمد مندور يكتب: عمان واستثمارات المستقبل
  • توضيح رسمي من "مهرجان الدن" بشأن العرض المسرحي المثير للجدل