الجزيرة:
2025-12-04@13:11:23 GMT

كييف تمشي نحو السلام على إيقاع جنائزها

تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT

كييف تمشي نحو السلام على إيقاع جنائزها

تمشي العاصمة الأوكرانية كييف على إيقاع جنائزها، تُشيّع أبناءها وكأن الرحيل صار جزءا من روتينها اليومي، في حين يقف الأوكرانيون كل صباح دقيقة حداد على من سقطوا في حرب أنهكت البلاد منذ أكثر من 3 سنوات.

وبعد أكثر من 3 أعوام على الحرب مع روسيا، يتصاعد الجدل بين الأوكرانيين حول جدوى أي سلام محتمل مع روسيا، إذ يرى كثيرون أن السلام الذي يُبحث عنه اليوم بات يمثل حاجة ملحة لوقف النزيف المستمر.

أما عائلات أسرى الحرب، فتؤكد أن أي سلام لا وزن له ما لم تُستعاد حرية أبنائهم المحتجزين.

وبدون معاناة أو جهد كبير في البحث، استطاع مراسل الجزيرة في كييف تامر الصمادي رصد مشاهد الفقد والانتظار التي تطبع حياة الأوكرانيين، الذين تتجسد معاناتهم في قصص أمهات وزوجات ينتظرن عودة أبنائهن وأزواجهن من جبهات القتال أو من الأسر.

ففي مدينة بوتشا التي شهدت مجازر روسية مروعة في بداية الحرب، تبحث السيدة نينا عن أي خبر عن ابنها الجندي المنقطعة أخباره منذ 4 أشهر.

ولا تنفك نيتا عن تقلّيب ألبوم صور ابنها، وهي تريد سلاما لا يشترط سوى عودته حيا، إذ ترى أن الحرب لم تعد مجدية، كما أن العائلة أُنهكت ولم تعد قادرة على تحمل مزيد من المعاناة وألم الفراق، وتقول للجزيرة "فقدُنا كبير، نحن منهكون جدا، أريد ولدي، أريد أن نتجاوز هذه الحرب التي لم تعد مجدية".

أما الكنائس في أوكرانيا، فقد أصبحت ملاذا لكثيرين ممن يصلون طلبا لعودة السلام للأحياء والرحمة لمن فقدوهم خلال 3 سنوات من حرب نشرت كثيرا من مشاهد الموت والدمار، وها هي كنيسة بوتشا تحتضن صلوات أهالي المدينة، حيث تتجاور الشموع كأرواح تبحث عن خلاص مؤجل، وتُطل نينا مرة أخرى متعلقة بخيط رجاء وأمل، في انتظار معجزة تُعيد إليها ابنها.

ربط السلام بالعدالة

أما المقابر في أوكرانيا، فهي الشاهد الأبرز على الجزء الأكثر إيلاما وسوداوية في تأثيرات الحرب، وتتعاظم المآسي في مقبرة بوتشا المزدحمة بقبور من رحلوا.

إعلان

ويقف فلاديمير ومارينا عند قبر ابنهما العشريني الذي ابتلعته الجبهة باكرا، في حين تصر الأم المكلومة مارينا على ربط السلام بالعدالة: "هناك بعض الآمال في أنهم قد يتوصلون إلى اتفاق سلام لكي لا يستمر أطفالنا ورجالنا في الموت، لكننا نريد العدالة، إننا لا نثق في العدو، إنه يكذب دائما".

ومن جهة أخرى، تطالب زوجات الأسرى بإعادة أزواجهن كشرط لأي تسوية، وتجسد حارسة كييف "باري هينيا" أسطورة الأوكرانيين القديمة، رمزا للحرية التي تنشدها هذه العائلات.

وتُردد إحدى الزوجات: "نحن نبحث عنهم ونطالب بهم، نريد أن يعودوا، أعيدوا جميع رجالنا".

أما في مكاتب صناع القرار في كييف، فإن المطلوب هو سلام عادل قوي، وليس هشا، ويصر قادة أوكرانيا على استعادة السيادة الكاملة على الأراضي الأوكرانية، مع ضمانات دولية تحول دون تجدد الحرب مستقبلا.

وتظل الأسئلة حول شكل التسوية النهائية وحدودها بلا إجابات واضحة، بينما تتقاطع في أوكرانيا روايات الفقد والأمل والانتظار، بين من يريد سلاما يوقف النزيف فورا، ومن يخشى أن يضيع دم الشهداء بلا معنى إن جاء السلام دون عدالة أو محاسبة.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام في أوكرانيا؟.. الكرملين يحسم الجدل وزيلينسكي يعلق

قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى حلّ وسط بشأن السلام في أوكرانيا، مبينا أن فرص إحلال السلام هناك لم تعد أقرب، لكنها في الوقت نفسه لم تبتعد.

وأضاف أوشاكوف أن الجانبين أخفقا في التوصل إلى حلّ وسط بشأن النزاع المتعلق بالأراضي، والذي يمثل واحدة من أصعب القضايا في الصراع.

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مع المبعوث الخاص الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب.

ووصف أوشاكوف المناقشات بأنها بنّاءة، لكنه أقرّ بأن الخلافات لا تزال قائمة بشأن أوكرانيا.



وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الحرب بين بلاده وروسيا يجب أن تنتهي بصورة عادلة، وإن إنهاءها "لن يكون ممكنا بقرارات سهلة".

وأشار زيلينسكي إلى الزيارة التي يجريها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، إلى روسيا لمناقشة خطة السلام التي أعدتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.

وأضاف، أوكرانيا ستنتظر إشارات من الوفد الأمريكي بعد المحادثات في روسيا، مبينا أن الوفد الأمريكي يريد إطلاع كييف مباشرة على نتائج المحادثات، وأن الخطوات المقبلة ستعتمد على الإشارات التي ستأتي.

وتابع، أن أوكرانيا مستعدة لمواصلة العمل إذا تلقت "إشارة عادلة" من الوفد عقب المحادثات في موسكو.

وأردف، "أنا مستعد لتلقّي كل الإشارات، ومستعد للقاء الرئيس (دونالد) ترامب.. كل شيء يعتمد على محادثات اليوم"، لافتا إلى أن روسيا هي من بدأت الحرب على أوكرانيا، وإن أي سلام يجب أن يتضمن ضمانات بعدم استهدافها لبلاده مرة أخرى.

كما شدد زيلينسكي على أن "إنهاء الحرب لن يكون ممكنًا بقرارات سهلة"، موضحا أن المسألة الأساسية ليست في اتخاذ القرار، بل في إنهاء الحرب بشكل عادل.

وأكد زيلينسكي أن موضوع وحدة الأراضي الأوكرانية مهم للغاية، وأنه لهذا السبب تحتاج بلاده إلى ضمانات "ملموسة وموثوقة".

وفي 23 الشهر الماضي، أعلن البيت الأبيض مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.

وبحسب تقارير إعلامية، اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة المقترحة، منها ما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" نهائيا.

مقالات مشابهة

  • ما بعد أوكرانيا: هل يفرض ترمب شروطه لإنهاء الحرب السودانية ؟
  • بعد اجتماع الـ 5 ساعات.. هل يُنهي بوتين الحرب في أوكرانيا؟
  • “التلغراف”: روسيا انتصرت في الحرب وبوتين سيحدد شروط السلام في أوكرانيا
  • هل اقترب السلام في أوكرانيا؟.. الكرملين يحسم الجدل وزيلينسكي يعلق
  • بوتين يلتقي ويتكوف وكوشنر لبحث خطة السلام المقترحة مع أوكرانيا
  • أمين الناتو يرحب بجهود أمريكا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روبيو يبحث هاتفيا مع نظيره الألماني الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ماكرون: ننتظر موقف موسكو من مقترح السلام في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: روسيا لا تريد السلام في أوكرانيا.. وسنزيد الدعم العسكري إلى كييف