في ثالث أيام الهدنة.. القسام يسلّم 13 محتجزاً صهيونياً و3 تايلنديين وروسيًّا.. والعدو يُفرج عن 39 أسيراً فلسطينيا كلهم أطفال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شهيد و8 جرحى في غزة و5 شهداء وعدد من المصابين في مخيم جنين العدو ألقى 40 ألف طن من القنابل والمتفجرات على غزة خلال 48 يوما من عدوانه الغاشم
الثورة /متابعات
سلّمت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء أمس – الصليب الأحمر 13 محتجزا صهيونيا و3 محتجزين تايلنديين وروسيًّا، ضمن المرحلة الثالثة لتبادل الأسرى في إطار التهدئة الإنسانية التي دخلت أمس يومها الثالث فيما سيفرج العدو عن 39 أسيرا فلسطينيا كلهم أطفال وقاصرين.
بدورها، قالت القناة الـ12 التابعة للعدو الصهيوني، إن الصليب الأحمر سلّم المحتجزين المفرج عنهم لجيش الاحتلال.
وأكدت إذاعة جيش العدو أن عملية تسلم الدفعة الثالثة للمحتجزين تمت لأول مرة في شمال قطاع غزة.. وليس في منطقة رفح، كما جرى مع الدفعتين الأولى والثانية.
ومع دخول الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومها الثالث، استشهد مزارع فلسطيني وأصيب 8 آخرون في مناطق من غزة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حذر سكان القطاع من التوجه إلى الشمال.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مزارعا فلسطينيا قُتل وأصيب آخر أمس، بعد أن استهدفتهما قوات صهيونية في مخيم المغازي للاجئين بوسط غزة.
وحذر جيش العدو سكان القطاع من التوجه إلى شماله ومن الاقتراب من السياج الأمني لمسافة تقل عن كيلومتر واحد.
ومنذ بدء الهدنة، تمنع قوات الاحتلال أكثر من مليون نازح في جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقّد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هدّدت باستهدافهم.
واستهدف جيش العدو مجموعة من المواطنين في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، أثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أكثر من مسؤول في قطاع غزة ضرورة إيصال المساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، لا سيما الوقود، كما طالب الهلال الأحمر الفلسطيني بمعدات لرفع الأنقاض للبحث عن المفقودين في قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن الدمار الذي خلفه الاحتلال يعكس رغبته في جعل غزة غير صالحة للعيش.
وأضاف أن أيام التهدئة كشفت عن حجم الدمار الهائل والمجازر الكبيرة التي ارتكبها العدو في غزة على مدى خمسين يوما.
في السياق ذاته، قال المدير العام لوزارة الصحة منير البُرش إن كمية الوقود التي دخلت محدودة، خصوصا في شمال القطاع.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل، إن حجم الدمار في غزة هائل وكبير، مؤكدا انعدام المعدات الضرورية لإزالة الحطام.
فيما قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة طالت مئات الآلاف من السكان، مضيفا أن حجم المساعدات لا يلبي الاحتياجات الكبيرة .
وتظهر المشاهد حجم الدمار الواسع في مدينة غزة وفي شمال القطاع وفي خانيونس ورفح، كما تظهر المشاهد حجم الدمار الكبير الذي لحق بمقر المجلس التشريعي بمدينة غزة، وذلك عقب اقتحامه من الآليات العسكرية الإسرائيلية وتعرضه للقصف المكثف.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن العدو ألقى 40 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأوضح معروف أن القنابل التي استخدمها الاحتلال مؤخرا لم تُستخدم من قبل، ومئات من الشهداء دفنوا في أماكن استشهادهم، والدمار الذي خلفه الاحتلال يعكس رغبته بجعل غزة غير صالحة للعيش.
وبخصوص الوضع في مستشفى الشفاء، غربي مدينة غزة، قال معروف، إنه يفتقر لجميع الإمكانيات وبات غير صالح للاستخدام، وادعاءات الاحتلال بشأنه استغباء لوسائل الإعلام.
ونقل شهود عيان ومصادر محلية، بأن جيش العدو فجّر مولدات الكهرباء في المستشفى وأجهزة طبية بينها أجهزة أشعة، إضافة لمضخات الأوكسجين، قبل الانسحاب منه يوم الجمعة الماضي، بعد نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه.
وفي الضفة الغربية المحتلة استشهد شاب فلسطيني يبلغ من العمر (33 عاما) وأصيب خمسة آخرون، فجر أمس، جراء قصف مسيرة للعدو الصهيوني، منزلا في مخيم جنين بالضفة الغربية ليرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا في المخيم إلى خمسة شهداء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن مسيرة تابعة للعدو قصفت بصاروخ واحد على الأقل منزلا في حارة الدمج بمخيم جنين، ما أدى إلى استشهاد الشاب اسعد علي الدمج وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينهم ثلاث نساء، كذلك قصفت مقر الخدمات في مخيم جنين. وأضافت الوكالة – نقلا عن شهود عيان – أن قوات العدو الصهيوني احتجزت مركبة الإسعاف التي كانت تنقل المصابين من المخيم واعتقلت اثنين منهم.
وكانت قوات كبيرة من جيش العدو الصهيوني ترافقها جرافة عسكرية، قد اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر، ومستشفى ابن سينا، ودمرت الأكشاك أمام المستشفى، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة، كما جرف العدو عدة شوارع في أحياء المدينة، وأطراف مخيم جنين، وداهم عددا من المنازل في منطقة الجابريات والهدف وطلعة الغبز، وأطراف المخيم، ودمر عددا كبيرا من المركبات.
واستشهد أربعة مواطنين فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب ستة آخرون بالرصاص الحي، الليلة قبل الماضية، خلال اقتحام قوات العدو الصهيوني مدينة جنين.
وأعلنت فصائل العمل الوطني الفلسطيني في محافظة جنين الإضراب الشامل، أمس، حدادا على أرواح شهداء جنين ومخيمها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی قطاع غزة حجم الدمار مخیم جنین جیش العدو مدینة غزة فی مخیم فی غزة
إقرأ أيضاً:
مع استمرار الحرب..التهاب السحايا مأساة جديدة تهدد حياة أطفال غزة
صراخ وبكاء داخل قسم الأطفال المكتظ بالمرضى، أطفال يتشاركون ذات الأسرّة يعانون من ارتفاع حاد بدرجة الحرارة، تستخدم الأمهات قطع القماش المبللة بالماء للتخفيف من الحمى، ولكن دون جدوى في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود داخل المستشفيات.
تحتضن كفاح سالم ذات الـ23 عامًا رضيعها يزن الذي يبلغ من العمر خمسة أشهر، يبكي فتحاول أن تهدهده بين ذراعيها، في محاولة منها للتخفيف من أوجاعه إثر إصابته بمرض التهاب السحايا.
توصف كفاح النازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتي تعيش في أحد مخيمات النزوح بالقرب من منطقة الجامعات ما حدث مع طفلها قائلة:" أصبح ابني كثير الصراخ والبكاء، تفاجأت بأن حرارته مرتفعة كنت اعتقد في البداية أن ما أصابه كان نتيجة تواجدنا داخل الخيمة وارتفاع درجة الحرارة فيها، حاولت تبريد جسده باستخدام الماء، ولكن دون جدوى، توجهت بعدها إلى النقطة الطبية داخل المخيم وبعد فحص الطبيب لطفلي أخبرني أن حرارته مرتفعة ولابد من الذهاب إلى مستشفى الرنتيسي فورًا، خرجت بسرعة وهنا قرر الأطباء دخولي إلى قسم المبيت بعد أن تأكدوا من إصابة طفلي بالحمى الشوكية أو ما يعرف بالسحايا، أتواجد هنا منذ أسبوع تقريبًا، يأتي عشرات الأطفال بشكل يومي لديهم نفس الأغراض، يتاقسم ابني سريره مع طفل آخر بسبب قلة الأسرة داخل المستشفى".
يعتبر يزن واحدًا من بين مئات الحالات، جلهم من الأطفال الرضع الذين سجلت مستشفيات قطاع غزة إصابتهم بهذا المرض، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة من انتشاره السريع وأمراض معدية أخرى، في ظل مكوثهم في بيئة غير آمنة وسط منظومة صحية منهارة ناجمة عن تداعيات الحرب والحصار.
هذا ويتشابه واقع الأطفال رغم اختلاف مكان تواجدهم في كافة أنحاء قطاع غزة لأنهم يعيشون نفس الظروف القاسية واللاإنسانية.
في غرفة ممتلئة بالأطفال المصابين بالتهاب السحايا داخل مستشفى العودة الصغير والوحيد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والذي يخدم مئات الآلاف من السكان والنازحين في المحافظة الوسطى من القطاع ترافق سوسن ياسين (32) عامًا وهي أم لثلاثة أطفال، رضيعها محمود والقلق يتملكها على مصيره بعد استشهاد والده قبل أسبوعين أثناء محاولته الحصول على المساعدات الأمريكية بالقرب من وادي غزة، أدى إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استشهاده أثناء انتظاره لشاحنات المساعدات فأصبحت الأسرة دون معيل.
تحتضن سوسن رضيعها محمود المصاب بالتهابات السحايا وتقول:" لقد لاحظت ارتفاعا شديدا في درجة حرارة طفلي بعد استشهاد والده بأيام، توجهت فورا برفقة أخي إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوص الطبية وأخذ العينات منه وتحليلها، أكد الطبيب بأنه مصاب بالتهاب السحايا أو ما تعرف بـ"الحمى الشوكية، أخبرني الطبيب أن حالته تستدعى المتابعة المستمرة، أحاول بكافة الطرق البدائية خفض حرارته المرتفعة التي لا تقل عن 39 درجة".
لم تخض سوسن تجربة مماثلة مع أطفالها السابقين، حيث كانت الأمور قبل الحرب مستقرة من حيث الحصول على الطعام والشراب، انتابها البكاء عندما أخبرتني قائلة: " كانت حياتنا مستقرة، زوجي يعمل في أحد المطاعم، يجلب لنا كل ما لذ وطاب من أطعمة، كنا نسكن بيتًا جميلًا، اليوم فقدنا كل شيء بسبب الحرب، استشهد زوجي ودمر بيتى ولا أجد طعاما لأطفالي الذين يعانون من مجاعة صعبة، حتى الماء النظيف لا يمكن الحصول عليه بسهولة، لقد تحولت حياتنا إلى جحيم في ظل استمرار الحرب".
هذا وقد أشارت البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة إلى ارتفاع عدد إصابات الأطفال بمرض السحايا، حيث تم تسجيل 337 إصابة بمرض السحايا بينها 259 حالة فيروسية والأعداد في ارتفاع سريع محذّرة من ارتفاع مقلق في عدد الإصابات اليومية في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع المحاصر.
وأوضحت الوزارة أن هذا التفشي الخطير يأتي في وقت يعاني فيه القطاع من اكتظاظ شديد في مراكز الإيواء، ونقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، ما يهيئ بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا وأقل مناعة.
ودعت وزارة الصحة، ومعها الطواقم الطبية، المنظمات الدولية والإنسانية إلى تحرك عاجل لتوفير المياه الصالحة للشرب، والأدوية والمضادات الحيوية، ودعم وحدات الكشف والعزل في محاولة لاحتواء انتشار المرض قبل خروجه عن السيطرة.
وأكدت الوزارة أنها تتابع الوضع الصحي ضمن الإمكانيات المتاحة، محملة المجتمع الدولي مسؤولية التدهور الصحي الحاد، ومطالبة بتدخل فوري أمام ما وصفته بـ"الكارثة الصحية والإنسانية" في قطاع غزة وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، في بيان صحفي عبر صفحة الوزارة: إن المرافق الصحية تواجه ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة الحصار والتدمير الإسرائيلي الممنهج، مشيرًا إلى أن أكثر من 1.5 مليون مواطن يعيشون في ظروف معيشية خانقة بعد الإخلاء القسري.
وأكد البرش إن ما يجري "هو محاولة ممنهجة لنشر الأوبئة في القطاع"، محذرًا من أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد دفع الأوضاع نحو الانفجار الصحي من خلال منع تدفق الأدوية والتطعيمات، والتسبب بانتشار أمراض مثل الإسهال المدمم الحاد، والتهاب السحايا، وأمراض منقولة أخرى، بالتزامن مع حرمان السكان من الأمن المائي، حيث يعاني 90% من سكان القطاع من انعدام الأمن المائي.
من جانبه، أكد رئيس قسم الأطفال في مستشفى "النصر الرنتيسي" للأطفال بغزة، الدكتور راغب ورش أغا أن المستشفى سجل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، محذرًا من تصاعد انتشاره في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية.
وأضاف أن من أبرز أعراض المرض ارتفاع درجات الحرارة وتصلب عضلات الرقبة وظهور طفح جلدي، مشيرًا إلى أن هذه العلامات تدل على تقدم العدوى إلى مراحل خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة..
وأوضح أغا قائلا: "نشهد زيادة يومية في عدد الإصابات وسط عجز كبير في توفير المياه النظيفة ومستلزمات النظافة، ما يعزز من فرص تفشي الأوبئة، خصوصًا داخل مراكز الإيواء المكتظة والتي تفتقر لأدنى شروط الصحة العامة".
ووفقا له، فإن كل حالة مصابة تحتاج من أسبوع إلى 10 أيام من العزل الطبي والمتابعة والعلاج بالمضادات الحيوية الدقيقة، في ظل شح شديد بهذه المضادات، نتيجة الحصار المشدد وإغلاق المعابر.
هذا وترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 وبدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
ويفرض الاحتلال حصارا محكما، ويغلق المعابر كافة منذ الثاني من مارس الماضي، ويمنع إدخال الإمدادات الإنسانية، بما فيها الطبية والوقود للمستشفيات التي تواجه خطر الانهيار نتيجة قلة الإمكانيات والاكتظاظ الشديد من جرحى ومرضى.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية فقد خلفت الإبادة نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح الكثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع للبنى التحتية والمباني والمدارس والجامعات والمرافق الصحية والمستشفيات.