موقع 24:
2025-12-15@05:14:47 GMT

باحثة: الإنسانية "على المحك" في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

باحثة: الإنسانية 'على المحك' في حرب غزة

أكدت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا ومديرة معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام الدكتورة بيج فورتنا أن الغاية لا تبرر الوسيلة في النزاعات.

الزعماء السياسيون على الجانبين مخطئون

وكتبت في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أنه منذ هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت اللغة تُستخدم بشكل استراتيجي في التنافس على الشرعية بطرق تؤدي إلى طمس الفروق المهمة.


ليست شدة المعركة حول الشرعية مفاجئة. يثير الصراع مخاوف وجودية يشعر بها الطرفان إلى أقصى الحدود تجاه الطرد والإبادة، بالنظر إلى تاريخهما. ربما تتشكل النتيجة السياسية لهذا الصراع من خلال التنافس على الشرعية على المسرح العالمي بمقدار ما تتشكل من خلال الصراع العسكري على الأرض. مع ذلك، يضيع عدد من الفروق المهمة في التنافس على الكلمات وفق فورتنا.
إن الحجج حول ما إذا كان يوم السابع من أكتوبر هو "إرهاب" أو "مقاومة للاحتلال" تستحضر القول المأثور القديم بأن الإرهابي في نظر شخص ما هو مناضل من أجل الحرية لدى شخص آخر. ولكن التعبيرين لا يستبعدان بعضهما البعض. إن الجدل حول "الإرهاب" مقابل "المقاومة" يتجاهل التمييز الحاسم بين التكتيكات والأهداف، بين الوسائل والغايات. الجواب ليس مجرد مسألة منظور. ما هو الإرهاب؟

إن الإرهاب هو تكتيك يستخدم لتحقيق أهداف سياسية. في أبحاثها الخاصة، تعرّف الكاتبة الإرهاب بأنه "استهداف عشوائي متعمد للمدنيين". من الممكن أن ينطبق هذا التعريف على الدول وكذلك على الأطراف من غير الدول، على المجموعات التي تحظى بالثناء على نطاق واسع وكذلك على تلك التي يتم شجبها. على سبيل المثال، استخدمت الجماعات المسلحة المناهضة للفصل العنصري، بما في ذلك المؤتمر الوطني الأفريقي، الإرهاب ضد جنوب أفريقيا. كما استخدمت منظمة الإرغون، وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية حاربت البريطانيين لإقامة دولة إسرائيل، تكتيكات إرهابية أيضاً.

 

 

This is better put than I’ve done or seen. https://t.co/qTSUEqb93H

— Obi-Wine Kenobi (@ObiWine_Kenobi) November 27, 2023


إن استهداف حماس للمدنيين في منازلهم ومهرجان الموسيقى وذبح الأطفال في السابع من أكتوبر يشكل إرهاباً لا لبس فيه. ويشكل العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية إرهاباً أيضاً.

عدالة القضية لا تبرر ظلم الوسائل تلفت الكاتبة النظر إلى أنه يمكن النضال من أجل قضية عادلة بوسائل غير عادلة. إن القتال من أجل قضية عادلة لا يضفي الشرعية على استهداف المدنيين. مقاومة الاحتلال لا تجعل الإرهاب مسموحاً. وعلى نفس المنوال، إن واجب إسرائيل الدفاعي ضد هجمات حماس لا يبرر القصف العشوائي للمدنيين في غزة، ولا الحرمان والعقاب الجماعي، الذي يأتي مع حصار المدنيين. إن القانون الدولي الإنساني واضح: "الغاية لا تبرر الوسيلة".
من خلال التمييز بين التكتيكات والأسباب، بين الوسائل والغايات، يصبح من الممكن في الوقت نفسه إدانة هجمات حماس باعتبارها إرهاباً، ومن الممكن أيضاً إدانة قصف المدنيين في غزة، إلى جانب إدانة الحصار الذي قطع الغذاء والماء والدواء والوقود، ودعم حق إسرائيل في الأمن. تمييز آخر

إن التمييز الثاني الذي يضيع وسط ضغينة هذه المناقشة ينطوي على الاختلاف بين الجماعات السياسية والشعوب التي تدعي أنها تمثلها. ثمة فرق بين حماس (والجماعات المسلحة الأخرى، والسلطة الفلسطينية) و"الفلسطينيين" أو "العرب". وثمة أيضاً فرق بين الحكومة الإسرائيلية و"الإسرائيليين" أو "اليهود". إن انتقاد تكتيكات الحكومة الإسرائيلية ليس معادياً للسامية بطبيعته. وانتقاد تكتيكات حماس ليس بالضرورة معادياً للإسلام أو للفلسطينيين. إن الفشل في التمييز بين هذه الأمور يفتح الباب أمام التعصب وتجريد شعوب بأكملها من إنسانيتها، والتجريد من الإنسانية يمكن أن يفتح الباب أمام الإبادة الجماعية.

 

In Gaza conflict, words like 'terrorism' and 'genocide' are potent weapons. Definitions matter (via @latimesopinion ) https://t.co/c70OCj7smx

— L.A. Times Opinion (@latimesopinion) November 26, 2023 الفهم لا يعني التبرير إن التمييز الثالث الذي يضيع في المناقشات الدائرة حول الإرهاب ودوره في الصراع هو الفرق بين جهود الفهم ومحاولات التبرير. وهذا مهم بشكل خاص في المراكز الجامعية، حيث علة الوجود هي محاولة فهم العالم وفق الكاتبة. إن وضع الهجمات في سياقها لا يعني إنكار أنها تشكل إرهاباً أو إضفاء للشرعية على استخدامها. ولا يمكن الأمل بفعل أي شيء حيال الإرهاب إذا لم تُفهم أسبابه وآثاره. إن قرار استخدام الإرهاب يتم اتخاذه بشكل استراتيجي من قبل لاعبين سياسيين، وينبغي للظروف التي يتم في ظلها اتخاذ هذه القرارات أن تشكل فهم المراقبين. لكن فهم الإرهاب لا يعني التسامح معه.
أضافت الكاتبة أنه من المنطلق نفسه، تتخذ دول (مثل إسرائيل) تقاتل جماعات مسلحة (مثل حماس) قرارات استراتيجية بشأن استخدامها للقوة العسكرية. ثمة حوافز استراتيجية لقصف غزة ومحاصرتها. وثمة بالتأكيد أسباب سياسية تدفع الحكومة إلى الانتقام بقوة بعد وقوع هجوم مدمر. لكن هذه الحوافز والأسباب لا توفر تفويضاً بارتكاب جرائم حرب.
إذا كان الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين عمداً فيجب أن تُفهم حملة القصف التي يشنها على أنها إرهاب. إذا لم يكن يستهدف المدنيين عمداً، فبموجب القانون الإنساني الدولي، تصبح مسألة تناسب. في حين لا توجد قواعد محددة حول عدد المدنيين الذين قد يُقتلون "كأضرار جانبية" عند التخلص من أهداف عسكرية محددة، يبدو العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا في غزة حتى الآن غير متناسب، وبالتالي يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب الدولية. وتابعت الكاتبة: "من الممكن أن نفهم وندين في الوقت نفسه. ومن الممكن أيضاً أن يكون طرفا الصراع العسكري مخطئين". الإرهاب ليس منبوذاً أخلاقياً وحسب في هذه الحالة، إن الزعماء السياسيين على الجانبين مخطئون، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، بل أيضاً من الناحية الاستراتيجية. بشكل ملحوظ، إن الإرهاب غير فعال في تحقيق الأهداف السياسية. وتشير الكاتبة إلى أن أبحاثها تظهر أن الجماعات المتمردة التي تستخدم الإرهاب لا تفوز أبداً في حروبها تقريباً، ومن غير المرجح أن تحقق أهدافها السياسية على طاولة المفاوضات. لقد أدت هجمات حماس إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية، ولكنها تجعل التوصل إلى أي حل تفاوضي للصراع أكثر صعوبة.
فالإرهاب جيد جداً في استفزاز الطرف الآخر ودفعه إلى ارتكاب الفظائع رداً على ذلك. وإسرائيل، بشكل مأساوي ومتوقع، تقع في هذا الفخ. الصور اليومية للدمار في غزة تقوض الدعم لإسرائيل وتغذي السرديات المعادية للسامية. في نهاية المطاف، هي تترك إسرائيل أقل أمناً. لقد خُذل كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم يقاتلون من أجلهم. إنسانيتنا على المحك إن العديد من الكلمات المستخدمة لوصف هذا الصراع (الإرهاب، وجرائم الحرب، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية) مشحونة عاطفياً. ويرى البعض أنه ينبغي تجنبها تماماً. لكن الترياق لتحويلها إلى سلاح لا يتمثل في تجنبها، بل في استخدامها بعناية ودقة وثبات.

وختمت فورتنا: "يتعين علينا أن نسمي الإرهاب وجرائم الحرب بأسمائها، أياً كان الطرف الذي يستخدمها، ومهما كان رأينا في شرعية الأسباب التي تستخدم باسمها. إنسانيتنا تعتمد على ذلك. وكذلك أي أمل في فهم هذا الصراع، وربما إنهائه".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هجمات حماس من الممکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشدد على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية المؤقتة وحماية المدنيين في غزة

جرى اتصال هاتفى بين د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والسيدة "إيفيت كوبر" وزيرة خارجية المملكة المتحدة، يوم السبت ١٣ ديسمبر، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

رحب الوزير عبد العاطي بالتطور الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً الحرص على تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يعود بالنفع على البلدين.  كما

كما أشار إلى أهمية عقد حدث اقتصادي رفيع المستوى يضم الشركات البريطانية الكبرى ليسهم في زيادة حجم الاستثمارات البريطانية في مصر خلال السنوات القادمة، لاسيما مع تطور المناخ الاستثماري في مصر فى ظل  الإصلاحات الاقتصادية التي تمت خلال السنوات الأخيرة.

وزير الخارجية: دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزةوزير الخارجية يلتقي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لتناول القضايا ذات الاهتمام المشتركوزير الخارجية: أهمية البدء الفوري في جهود التعافي المبكر وإعادة إعمار غزةوزير الخارجية يلتقي نظيره الباكستاني لمتابعة إعداد خارطة طريق لتعزيز التعاون

وتبادل الوزيران الرؤى إزاء التطورات في قطاع غزة، حيث أكد وزير الخارجية أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار وتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي "ترامب"، مؤكدا ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ٢٨٠٣. وشدد على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية المؤقتة في سبيل مراقبة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتمكين القوات الفلسطينية من تولي مهام إنفاذ القانون في غزة.

كما أطلع الوزير عبد العاطي نظيرته البريطانية عن رؤية مصر للمرحلة الانتقالية المؤقتة تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكداً ضرورة تجسيد الدولة للفلسطينية وفقاً للمرجعيات والقرارات الشرعية الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد على رفض مصر لأية إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو تقويض فرص حل الدولتين. كما أعرب في هذا السياق عن ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدوره لوقف التصعيد في الضفة الغربية وهجمات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، مندداً بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

كما تطرق الاتصال للتطورات في السودان، حيث استعرض وزير الخارجية الاتصالات المصرية المكثفة، وانخراط مصر في إطار الرباعية لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، مجددا التأكيد على الموقف المصري الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ودعم مؤسساته الوطنية.

طباعة شارك وزير الخارجية والهجرة إيفيت كوبر وزيرة خارجية المملكة المتحدة الاستثمارات البريطانية بدر عبد العاطي

مقالات مشابهة

  • تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة: نقص المساعدات والطقس يزيدان الضغوط على المدنيين
  • “الجهاد الإسلامي”: انطلاقة “حماس” أسست لمنعطف حاسم في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني
  • الشرق الأوسط بعد أوهام الردع.. حين تُدار الحروب بدل أن تُمنع
  • باحثة ليبية تطور إطارًا وطنيًا لقياس الأمن الغذائي
  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • وزير الخارجية يشدد على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية المؤقتة وحماية المدنيين في غزة
  • "الأحرار": الاحتلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار باستهداف المدنيين
  • غوتيريش يدين الهجمات على المدنيين في السودان
  • مقتل عشرات من المدنيين.. الصومال تصف تصريحات بـ«الإهانة»
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها