شركة نفط الكويت تقوم بأكبر عملية لتأهيل التربة في العالم
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
قال مسؤول في شركة نفط الكويت إن الشركة تقوم حاليا "بأكبر عملية لتأهيل التربة في العالم" لتطهير نحو 10 ملايين متر مكعب من التربة من مخلفات الغزو العراقي عام 1990 وتأهيلها من جديد لعودة الحياة الطبيعية.
وقال رئيس فريق معالجة وتأهيل التربة في شركة نفط الكويت الدكتور محمد مبارك القحطاني لوكالة رويترز إن الشركة أنجزت حاليا نحو 35 في المئة من أعمال المشروع، متوقعا الانتهاء من تطهير وتأهيل التربة في كل مناطق عمليات الشركة بحلول عام 2027.
وأضرمت القوات العراقية النار في نحو 730 بئرا نفطية خلال انسحابها من الكويت عام 1991 متسببة في واحدة من أكبر الكوارث البيئية في العالم، إذ استمر إطفاء الآبار المشتعلة شهورا بعد تحرير الكويت، بحسب رويترز.
وقال القحطاني إن الحرائق النفطية التي "وصلت آثارها إلى جبال إيفرست" نتج عنها تسربات نفطية في الأرض وخلفت ما يوصف بالبحيرات النفطية، التي جف بعضها وبقي البعض الآخر، كما خلفت أيضا طبقات من الأسفلت الخفيف فوق سطح الأرض.
وأشار القحطاني إلى أن الشركة قامت خلال السنوات التالية لإطفاء الآبار بتنظيف بعض الأماكن "لضرورات العمل وبقيت التربة (الملوثة) مكدسة في أماكن محددة حتى لا ينتشر التلوث".
وأبرمت شركة نفط الكويت عقودا قيمتها 1.73 مليار دولار منذ 2013 وحتى سبتمبر الماضي، لإعادة تأهيل التربة في حقول النفط من آثار الغزو العراقي، طبقا لوثيقة حصلت عليها رويترز.
واستكمل العراق في 2022 دفع 52.4 مليار دولار لتعويض الأفراد والشركات والحكومات الذين أثبتوا أنهم تعرضوا لأضرار بسبب غزوه للكويت واحتلاله لها في 1990.
وكانت لجنة الأمم المتحدة للتعويضات، التي شكلها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد تحرير الكويت، تلقت جزءا من عوائد مبيعات النفط العراقي، ووافقت على 1.5 مليون طلب استوفى الشروط وحصل أصحابها على 52.4 مليار دولار.
وبلغت قيمة أكبر مطالبة وافقت عليها اللجنة 14.7 مليار دولار وهي لصالح مؤسسة البترول الكويتية التي تتبعها شركة نفط الكويت، نظير الأضرار الناجمة عن إضرام القوات العراقية النيران في آبار النفط.
وقال القحطاني إن شركة نفط الكويت بعد أن أمّنت المبالغ المالية من الأمم المتحدة، باشرت العمل مع المقاولين في عمليات التأهيل والتنظيف.
وطبقا للوثيقة، المؤرخة في الرابع من أكتوبر، قال وزير النفط الكويتي سعد البراك إن هذه العقود التي تتعلق "بالتأهيل والمعالجة والحفر والنقل والردم تغطي جميع المناطق المتضررة والمساحات المراد تأهيلها داخل حقول النفط".
وأضاف البراك أن مساحة الأراضي الملوثة والمتضررة داخل الحقول النفطية جراء الغزو العراقي تقدر بنحو 114 كيلومترا مربعا، مشيرا إلى أنه تمت إزالة ما يقارب 16 كيلومترا مربعا من التربة الملوثة إلى المرادم أو مراكز إعادة تأهيل التربة حتى تاريخه.
وقال القحطاني إن "غالبية" نسب تلوث التربة بالكويت أقل من سبعة بالمئة، بينما تصل في بعض المناطق إلى 15 بالمئة، كما أن هناك تفاوتا في عمق التلوث من مكان لآخر، بين 60 سنتيمترا في مناطق وخمسة أمتار في مناطق أخرى.
تحدي البحيرات
أكد القحطاني أن التعامل مع البحيرات النفطية شكل تحديا حقيقيا إذ بلغ طول إحداها 600 متر وعرضها 500 متر، مشيرا إلى أن تطهير هذه البحيرات من المتفجرات استلزم وقتا وجهدا، حيث لا يجدي معها الغوص ولا حتى استخدام المراكب.
وأضاف أن الشركة اعتمدت طريقتين لتأهيل التربة، الطريقة العضوية وطريقة الغسل، مع ترك الحرية للمقاول لإدخال تكنولوجيا جديدة وطرق جديدة، بشرط إثبات نجاعتها عمليا في تقليل التلوث إلى أقل من واحد بالمئة في التربة. وتقوم الطريقة الحيوية على استخدام أنواع من البكتريا، موجودة طبيعيا بالكويت، وهي قادرة على تكسير جزيئات البترول بالتربة، حيث يتم مساعدتها على التكاثر والنمو والقيام بدورها.
أما طريقة الغسل فيتم من خلالها نقل كميات التربة الملوثة وغسلها بواسطة منظفات ومذيبات للمواد النفطية، تحت درجات حرارة عالية نسبيا ومحسوبة بدقة حتى لا تفسد خواص التربة.
وأوضح القحطاني إن عملية غسل التربة ينتج عنها تربة معالجة، وتربة غير قابلة للمعالجة، وسوائل ملوثة بالبترول والمنظفات.
وقال "الكميات الصلبة غير القابلة للتنظيف تذهب للمدافن، المدفن الواحد يستوعب مليون متر مكعب. هناك مدفنان ونبني ثلاثة حاليا.. المقاولون يتسابقون على المعالجة لأنها تعطيهم ربحا أكبر (من عمليات الدفن)". وأشار إلى أن السوائل الملوثة يتم معالجتها وإعادتها لدورة تنظيف من جديد والنسبة غير القابلة للمعالجة يتم إرسالها لمصنع النفايات الخطرة بالكويت.
المتفجرات
أوضح القحطاني أن التحدي الأكبر الذي يواجه الفريق هو إزالة المتفجرات ومخلفات الحرب من المناطق الملوثة، حيث يتم مسحها بالتعاون مع القوات المسلحة وضمان خلوها من المتفجرات. وقال "نتعامل مع عدم اليقين. حسب نزول البترول داخل الأرض. أماكن حفرنا لغاية خمسة أمتار وأماكن فقط ستين سنتيمترا. وكل متر أحفره أبدأ العملية (إزالة المتفجرات) من جديد".
ولدى الشركة برنامجا لزراعة التربة بنباتات فطرية من ذات البيئة وإعادة الحياة الطبيعية إليها من جديد، يشمل نحو 30 بالمئة من المساحة المؤهلة وتترك النسبة الباقية للعوامل الطبيعية. وأوضح القحطاني أن هذه النباتات ستقوم بتلطيف درجة الحرارة المرتفعة بالكويت، مشيرا إلى عودة بعض الحيوانات والطيور بشكل طبيعي لمناطق تم تطهيرها "وهذه علامة طيبة أن الأرض أصبحت نظيفة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الكويت شركة نفط الكويت الكويت نفط الكويت شركة نفط الكويت العراق غزو الكويت الكويت شركة نفط الكويت أخبار الكويت شرکة نفط الکویت ملیار دولار التربة فی من جدید إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد حادث إطلاق النار في أستراليا.. زعماء العالم يدينون الإرهاب المعادي للسامية
رد قادة العالم على إطلاق النار المميت في شاطئ بوندي الشهير الذي استهدف احتفالًا يهوديًا، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل. وقال الزعماء الأوروبيون إنه "لا مكان لمعاداة السامية في المجتمع"، بينما تعهدت السلطات الأسترالية بـ "القضاء على الكراهية" مع استمرار تحقيقات الشرطة.
تفاعل زعماء العالم مع حادث إطلاق النار المميت الذي وقع على شاطئ بوندي في أستراليا والذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل فيما تصفه الشرطة الآن بأنه "هجوم إرهابي استهدف الجالية اليهودية" تزامنًا مع عيد الحانوكا، أحد أهم الاحتفالات.
وتحقق الشرطة فيما تتعامل معه على أنه "هجوم إرهابي". وقد لقي أحد المسلحين حتفه، بينما يوجد مسلح آخر في حالة حرجة. وتقول السلطات إن 29 شخصاً آخر يتلقون العلاج الطبي بعد إطلاق النار. وأظهرت لقطات مصورة رجلين يحملان بنادق هجومية وهما يطلقان النار بشكل عشوائي على حشد من الناس.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز للصحفيين إن إطلاق النار كان "هجومًا مستهدفًا ضد الأستراليين اليهود"، و"إرهابًا شريرًا معاديًا للسامية" وهجومًا "ضد أسلوب حياتنا" لن يمر دون عقاب. ولا يزال تحقيق الشرطة جاريًا.
وقال ألبانيز يوم الأحد: "لا مكان لهذه الكراهية والعنف والإرهاب في أمتنا".
وأضاف: "دعوني أوضح: سنقضي عليه. في خضم هذا الهجوم الدنيء ستظهر لحظة وحدة وطنية حيث سيحتضن الأستراليون في جميع المجالات زملاءهم الأستراليين من الديانة اليهودية في هذه اللحظة المظلمة لأمتنا."
رد فعل القادة الأوروبيين على إطلاق النار "المشينقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن إطلاق النار تركه "عاجزًا عن الكلام" ودعا قادة العالم إلى وقف توسع "العنف المعادي للسامية".
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد: "هذا هجوم ضد قيمنا المشتركة. يجب أن نضع حدًا لمعاداة السامية هذه - هنا في ألمانيا وحول العالم."
وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تعازيه قائلاً إن فرنسا تشارك "ألم الشعب الأسترالي" و"ستواصل الكفاح بلا هوادة ضد الكراهية المعادية للسامية التي تضر بنا جميعًا أينما وقعت".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهجوم بـ "المؤلم للغاية"، وأشاد بالضحايا وعائلاتهم، وكتب في منشور على موقع X "علينا أن نكافح معًا انتشار معاداة السامية".
وحثت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني على الحفاظ على "العزم الحازم على إنهاء كل أشكال العنف ومعاداة السامية"، بينما قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي "متحد ضد العنف والكراهية ومعاداة السامية".
كما وصف بعض القادة إطلاق النار بأنه دليل على الانتشار المتزايد لمعاداة السامية في أستراليا وخارجها.
وقال وزير الشؤون الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن الهجوم كان نتيجة "الهياج المعادي للسامية في شوارع أستراليا على مدى العامين الماضيين".
وحثت الرابطة اليهودية الأسترالية المواطنين على "الصلاة من أجل الجالية اليهودية الأسترالية" في بيان نُشر الأحد.
كان الاحتفال بعيد الحانوكا، وهو أحد أهم المناسبات في التقويم اليهودي، يقام على الشاطئ الشهير حيث حضر حوالي 1000 شخص للمشاركة فيه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة