في هذا المقام ونحن نحدد مفهوم المقاومة، طرأ على ذهني أن مفهوم المقاومة وتوابعه شكل منظومة مهمة ضمن أبنية كثيرة وعلى مستويات متنوعة؛ منها البناء الفيزيائي، والبناء الحيوي العضوي، والبناء الشبكي العصبي والإدراكي.

ولعل ذلك دفعني إلى مراجعة بعض هذه الأبواب لأسترشد بها في النظر والبصر لمفهوم المقاومة، والاستفادة من استخداماته في علوم شتى، وبما يتيح لنا نظم هذه الأجهزة المختلفة وفق معجمها اللغوي ومعانيها القاموسي، حتى نتمكن من رسم صورة غاية في الأهمية في بناء هذا المفهوم من المدخل الفيزيائي والحيوي في علمي الطبيعة والأحياء، وفي علوم أخرى تمتد إلى علوم الحركة الميكانيكية وعلوم الحركة الديناميكية، ومن بعد سننتقل إلى مستوى آخر في الكشف عن مكنون المقاومة الحضارية، وكذلك المقاومة والفعل الانتفاضي.

ونكمل بناء ذلك المفهوم من مداخله المتكاملة تلك حول مفهوم الجهاد وارتباطه بالجهد والاجتهاد، "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: 69)، ضمن محاولة لرصد التفسير العياني والميداني لآيات الجهاد في القرآن في معركة الطوفان.

والشاهد في هذا الأمر أن منظومة من المعلومات والمفردات والأبنية والوظائف، والأهداف والمقاصد والغايات، تتكافل وتتكامل في تكوين رؤية غاية في الأهمية لمنظومة فكرة المقاومة في البناء الإنساني، "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" (الذاريات:21)، وفي تلك المعلومات والمعارف التي يمكن أن تقدمها علوم الطبيعة (الفيزياء) في هذا المقام، خاصة في جانب الوظائف والأدوار التي تقوم بها ضمن أجهزة مكتشفة ومخترعة حركت فكر الإنسان إلى محاكاة النفس البشرية، وهو أمر حدا بنا في هذا المقال الأوليّ أن نمد هذه المحاكاة على امتدادها في مواصلة الاستفادة من البيئة النفسية والإنسانية والبنية الطبيعية ومخترعاتها الإنسانية في استلهام قوانين أساسية في التفعيل والتشغيل لنستفيد من كل ذلك في مقاربة اعتبار واستثمار في سياق البصر في النفس، والتأمل في خلقها وأحوالها، والسير في الأرض والنظر في أحوالها، والهدف الإنساني في تحقيق الفاعلية من خلال الفعل الحضاري، وعمليتي التفعيل والتشغيل.

وفي هذا المقام علينا أن نتوقف أيضا عند هذا المجال المشترك بين عمل الإنسان في الطبيعة ممارسا ما تميز به عن بقية المخلوقات في تعلم الأسماء، وهو أمر صرّف فيه الله سبحانه وتعالى الأمور التي تتعلق بحمل الإنسان "الأمانة الحضارية" والقيام بمهام "الاستخلاف في الأرض"، والذي أمده الله سبحانه من خلال سنّة التسخير وسنّة الهداية إلى كل ما يعينه على تعمير الكون وعمران الدنيا وإقامة الكيان والبنيان في دور الإنسان. ومن ثم فإن ما نقدمه في هذا المقام إنما واحدة من ممارسات القراءة الحضارية في مفهوم المقاومة، النداء الحركي القرآني في مفتتح الرسالة: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" (العلق).

ونزول هذه الآية الكريمة في بداية الوحي؛ إنما كان مؤذنا وإعلانا تاريخيا بأن درع العلم والمعرفة والمنهج الواقي يقوم بالأساس على التعلم والقراءة المشفوعة بالكتابة (الذي علم بالقلم)، وبأن هذا الدين لا يستقيم به الإنسان إلا إذا عرف ما له وما عليه علما وتعلما فعلا وعملا، ولا يمكن لأي بشري كيفما كان أن يصل إلى مقصوده وهدفه الأسمى عن طريق القراءة.

وربط الله سبحانه العظيم القراءة باسمه إشارة إلى عظمته وقوته سبحانه، باعتباره الخالق لجميع الكائنات التي تتلفظ ألسنتها بالكلمات الناطقة، والتي تقرأ أعينها الكلمات المقروءة؛ أبعاد القراءة وضروراتها في بناء حضارة الأمة، إذ الخطاب الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم؛ إنما هو إبراز أولويات الحياة وجميع مقدماتها الضرورية. فبالعلم تبنى الحياة وتستقيم عودها، وبه يبني الإنسان علاقته بربه على شكل أسس لا تزحزحها رياح ولا يعتدي على صالحيتها وصلاحيتها شكوك ولا اضطراب؛ لذا كان كل شيء في الحياة عنوانه العلم والقراءة، انطلاقا من قول الحق في سورة العلق "اقرأ"، فأعيدت اللفظة مرتين في الآيات، وفي كل مرة تأتي بعدها لفظة "رب" لتؤكد على أصل القراءة التوحيدية.

وهي قراءة محوطة بالمنهج الإلهي والتعلم منه وعليه، والالتزام به، والامتثال له (باسم الله)، وهي قراءة في الخالق الواحد، والمخلوق المتعدد والإنسان المكرم في سياقات تحصيل العلم المستمر "عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق: 5)، موصولة بقراءة الكرامة والعزة من الإنسان المكرم، والتعرف على مغزى الأمر بالقراءة من "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" (العلق: 3)، والجمع بين كل القراءات النافعة والدافعة والفاعلة، النابعة من قراءة عمرانية وحضارية مؤمنة تستمسك بأصل التوحيد الداعم لقراءة الإيمان في مواجهة أي قراءة سلبية في الاستغناء أو الطغيان: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ" (العلق: 6-7).. تلك القراءات التي تفعل حركة الإنسان الكبرى مسترشدة بالقراءة بمنهج الله (باسم الله) فتتورط في قراءة الطغيان، أو قراءة الاستغناء وما يترتب على ذلك من فعل استكبار أو فعل استغناء وامتلاء.

إن القراءة المفعمة بالهدى والمسددة بالتقوى هي أساس قراءة الهدي والهداية لا قراءة الغواية والهوى، القراءة المتصلة بالتوحيد والقراءة المنفصلة عنه حتى يصل بها الأمر إلى رؤية تستهين بالإيمان من خلال فعل الاستغناء والطغيان: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ، عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ" (العلق: 9-10).. إن فعله المستغني جعله يمارس الكذب والافتراء والمروق، "كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ" (العلق: 13)، ذلك الذي يتغافل عن الحقيقة الإيمانية التأسيسية، "إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ" (العلق: 8)، لا يتصرف بمقتضى القراءة المهتدية وإنما يمارس القراءة الطاغية المعتدية، فيتحلل من أصول المبادئ والقيم وينهض ليكسر كل المعايير ويبدد كل الموازين، ويهمل كل أصول المسؤولية والمساءلة (ألم يعلم بأن الله يرى) ولا يتصور أنه ذات يوم سيقع تحت ميزان الحساب وسيف العقاب "كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَة، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ" (العلق: 15-16)، ويومئذ لا تفيده تلك القراءة الطاغية الظالمة ولا الفعل المستغني المستقوي على غيره، "فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" (العلق: 17 -18).. بتلك القراءة الداعية الواعية يحذرنا الله سبحانه وتعالى من الخضوع لأي أشكال قراءة أو فعل الطغيان، وأن عليه أن يستمسك بقراءة الإيمان، "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب" (العلق: 19)، فلا طاعة لطغيان بل هي قراءة السجود والطاعة والاقتراب والإيمان.

بين هاتين القراءتين، قراءة الطغيان والاستغناء من جانب، وقراءة الهداية والإيمان من جانب آخر، خرجت المقاومة لتمثل القراءة المهتدية بالإيمان والمقاومة للظلم والطغيان. وكانت عملية طوفان الأقصى معركة حقيقية في الميدان، بين هاتين القراءتين؛ رافضة أي خنوع أو إذعان، حاملة لواء قراءة الفعل العزة والكرامة، وتكريم الإنسان. بدت هذه المعركة تؤكد أن فعل المحتل الغاصب القائم على العدوان وإخضاع الأوطان والإنسان، والذي مارس فعل الظلم المؤذن بخراب العمران، والاستهانة بروح الإنسان، ولا بد أن تتم مواجهة كل هذا الطغيان بالمقاومة المسكونة بالإيمان، رغم أن ميزان القوى في مصلحة العدو والعدوان، ولكن الحساب المقاوم كان يستند إلى معادلة أخرى مع اختلال الميزان أن يواجه هذا الطغيان بالفعل الساجد والاقتراب المفعم بالإيمان وفق التوجيه والتنبيه القرآني: "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب" (العلق: 19).

وهذا ما سنؤكده في حزمة من المقالات حول مفهوم المقاومة الذي يتأسس على ميزان الإيمان الصادق، لا غطرسة الطغيان ولا فعل العدوان، فكانت الكلمة للمقاومة في الميدان.

twitter.com/Saif_abdelfatah

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الإيمان الظلم المقاومة الظلم الإيمان مفاهيم مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة عالم الفن رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الله سبحانه

إقرأ أيضاً:

الخطيب: التضامن والوحدة الوطنية أهم اسس القوة الى جانب الجيش والمقاومة

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة قال فيها:

قال تعالى في كتابه العزيز:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾، صدق الله العلي العظيم.
مبارك للمؤمنين هذه المناسبة التي تمّت فيها البيعة لأمير المؤمنين (ع) من المسلمين ممن شهد الاجتماع الذي دعا اليه رسول الله (ص) بعد الفراغ من أعمال الحجّ وسُمِيَ بحجة الوداع، حيث دعاهم الرسول (ص) للاجتماع في منطقة تُسمّى بغدير خم، مفترق طرق الحجيج الى بلدانهم. وكان ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة بعد أن حاول تنفيذ هذا الامر في مكة المكرمة، فلم يتمكّن نتيجة قيام البعض ممن علم من سياق الامور بنية النبي (ص) بالإبلاغ بشكل رسمي، وأمام الجمع الغفير ممن وفد الى مكة ليشهد مع النبي (ص) حجّه الأخير، حيث استنفرهم بالحضور وحضَّهم عليه بغية إبلاغهم وصيته الأخيرة.
أضاف :" لقد كانت النية أن يكون الابلاغ في مكة، ولكن هذا البعض الذي علم كما قلنا من سياق الامور أن النبي (ص) دعا الى تحويل ما كان يُردّده في غير مناسبة عن مصير الامور بعده، وعن موقع عليّ فيها، وانه خليفته والقائم بالامر من بعده، الى الاعلان عن ذلك بشكل رسمي ونهائي. 
فلذلك قام هؤلاء بإثارة اللغط والفوضى مما حال دون رسول الله (ص) والقيام بهذه المهمة. وقد أوحت له هذه الحركة بثقل هذه المهمة وصعوبة القيام بها وأشعرته بالخوف من الاجواء التي حُرّكت لمنعه من ذلك، فنزلت الآية المباركة تأمره بالامتثال للأمر الإلهي، وألا يخاف مما يُخطط له المتآمرون، مُبيّناً له ان الامر يستحق لأنه بحجم الرسالة، لذلك دعا الى الاجتماع في غدير خم وخطب خطبته الشهيرة وعقد فيها البيعة بشكل عملي لأمير المؤمنين (ع) حيث وقف الجميع فيها صفوفاً، واحداً بعد الاخر، على علي في خيمة نُصِبت له بأمر من النبي (ص) يبايعونه   فيها  بعبارة "بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه"، وتم الاعلان الالهي الرسمي عنها بهذه الآية المباركة التي نزلت بهذه المناسبة  (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا).
لقد عبَّرت هذه الآية المباركة بنصّ جليّ وصريح غير قابل للتأويل ان ولاية عليّ (ع) جزء من الدين وان تمامه كان بها. 
وقد احتفى بها رسول الله (ص) بهذا الاجتماع المهيب الذي عقد في غدير خم، والذي بلغت جموعه ما يزيد عن مئة الف، ولا ينقص عن سبعين. 
ومن هنا كان اهتمامنا بهذا اليوم واحتفاؤنا به أولاً لأن به تمَّ الدين،  وثانياً تِبعا لسنّة النبي (ص)، وثالثاً لأننا مخاطبون بأن نبايع عليّاً كما بايعه الاولون في غدير خم. فقد حمَّلهم رسول الله (ص) ان يُبلّغ الشاهد منهم الغائب فقال (فليبلغ الشاهد منكم الغائب) فهو ليس أمراً مخصوصاً بهم، بل هو جزء أتمّ الله به الدين".

فالإيمان بالدين لا يتم الا بالكل معاً ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ). 
لذلك فنحن مكلّفون بالاحتفال بهذا اليوم في كل عام، لنؤكّد هذه البيعة التي هي في أعناقنا لعلي ابن ابي طالب (ع) ونُجدّدها عند حلول هذه المناسبة في كل عام  استجابة لأمر الله تعالى  ورسوله (ص). 
لقد كانت مناسبة الغدير تتويجاً لما كرَّره رسول الله (ص) بمناسبة وغير مناسبة، لموقعية علي (ع)، ليس لأنه ابن عمه ولقرابته الدموية منه، وإنّما لما يتمتع به من مواصفات اعترف له بها خصماؤه، أهَّلته لأن يكون في هذا الموقع بأمر الله تعالى، وليس باختيار شخصي بميل من هوىً او عصبية. فهو بنصّ الكتاب معصوم لا ينطق عن الهوى، إن هو الا وحي يوحى، وقد عبَّر علي نفسه (ع) عن الاسى حينما جعلوه واحداً من ستة في الشورى فقال: (فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ حتى صِرت كأحدهم)".

وتابع :"في هذه الأيام المباركة، نتوجّه بالتهنئة والتبريك لشعبنا الذي تعرّض لعدوان كبير وما زال يعيش خارج بيوته نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، وما يحدث في فلسطين المحتلة وغزة من مجازر أمام أعين الأمم المتحدة وأعين العالم دون أن يصدر عنه ما يوقف هذا العدوان، وعلى العكس من ذلك دفعت القوى الكبرى العدو الإسرائيلي الى شنّ عدوان غادر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية طال بناها التحتية المدنية في مخالفةٍ صريحةٍ لميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية".

ورأى "إنّ الجمهورية الاسلامية، أثبتت اليوم لكل من له عين أو أذن صدق شعاراتها وما تقوم به، وانه خدمة لشعوبنا، لتتحرّر من الأسر والظلم الذي تعاني منه جراء النفوذ الغربي، ودعمه للعدو الاسرائيلي ليكون يده التي تبطش وتقتل وتنهب وتبيد كما هي الصورة بيّنة وواضحة وضوح الشمس في غزة".

وقال :"لقد آن لشعوبنا العربية والاسلامية التي ضُلّلت كفاية في الماضي، أن تدرك أن الجمهورية الاسلامية الايرانية إنما تدفع ثمن مواقفها المخلصة والداعمة للقضية الفلسطينية وللشعوب العربية والاسلامية ولاستقلال قرارها وعدم ارتهانها وخضوعها للغرب، والنموذج في الاستقلال والشعور بالكرامة الوطنية  والإسلامية".

واستطرد العلامة الخطيب :"إنّ إيران ستبقى عصية على التطويع فضلا ًعن السقوط لأنها على حق، وانما يسقط المبطلون والمضللون وعمي البصائر الذي يقادون كما تقاد البعير. 
إن القوة المادية التي يستند عليها الغرب وتُعبّر عنها الولايات المتحدة بهذا الصلف والعتو والعنجهية واللاأخلاقية، لن تخيف اليوم الجمهورية الاسلامية وقيادتها بالتهديد بالاغتيال، كما لم يخفها من قبل استخدام الأساليب القذرة كما يقرون اليوم باستهداف القيادات بالمباشر او عبر عملائه، ولن يثنيها التهديد بضربها باستخدام النووي عن الاستمرار في الدفاع عن كرامتها الوطنية والدينية، كما هو حال عملائها الذين داستهم بأقدامها بعد ان استخدمهم في ضرب شعوبهم واوطانهم.

فإيران تُسطّر اليوم أعظم مواجهة في مواجهتهم دون احلاف دولية، بل اعتماداً على الشعور بالكرامة وعلى استقلالها، وما حقَّقه ابناؤها من إنجازاتٍ علميةٍ وأسلحة فتاكة تُدمّر جبروت اعدائها وقواعدهم العسكرية في فلسطين المحتلة،  انتقاماً لما سفكوه من دماء الأطفال والنساء في غزة العزة، وما أحدثوه من فساد ودمار للدور والمساكن والمدن والقرى والأرياف ما أفرح قلوب شعوبنا. 
ونسأل الله تعالى أن يكون في ذلك الفرج لهم وان يقر أعيننا بالنصر القريب العاجل، (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) ، (اصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ).".

ووجه الخطيب الى "اللبنانيين أصحاب العقول الحية والمنفتحة"، التحية، الذين وقفوا مع بلدهم ودفاعا عن كرامتهم، الشرفاء الذين لم يمدوا يد العمالة لمن اعتدى عليهم واحتل ارضهم، ولم ينطلقوا في مواقفهم من منطلقات عصبية طائفية او مذهبية، بل من منطلقات وطنية وانسانية من أي طائفة كانوا ولأيّ مذهب انتموا، الذين لا يدفعهم انتماؤهم الطائفي والمذهبي الى الحقد والتآمر على من يجمعهم بهم الحسّ الوطني والقيمي والأخلاقي، وهم الاكثرية من ابناء وطننا العزيز لبنان، الذين رفضوا نزع سلاح المقاومة والعدو ما زال يعبث بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية وينتهك السيادة اللبنانية ويمارس القتل والإرهاب..  

التحية لهؤلاء، والى مزيد من التضامن الوطني والوحدة الوطنية التي هي اهم اسس القوة الى جانب الجيش اللبناني الوطني والمقاومة الشريفة والشجاعة والبطلة والعصية على المعتدين".

وختم :"والتحية للجمهورية الاسلامية ولقيادتها الشجاعة والحكيمة ولشعبها المخلص والمضحي، وللشهداء قادة وعناصر ولعوائلهم الكريمة، طبتم وطابت نفوسكم بنصر قريب.. إنهم يرونه بعيدا ونراه قريباً". مواضيع ذات صلة المفتي قبلان: لا ضمانة فوق ضمانة الجيش والمقاومة والتضامن الوطني Lebanon 24 المفتي قبلان: لا ضمانة فوق ضمانة الجيش والمقاومة والتضامن الوطني 20/06/2025 14:31:44 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب في يوم المقاومة والتحرير: نحيي أهلنا المتمسكين بأرضهم Lebanon 24 العلامة الخطيب في يوم المقاومة والتحرير: نحيي أهلنا المتمسكين بأرضهم 20/06/2025 14:31:44 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الخطيب: انتصار بيروت والبقاع ثمرة روح المقاومة Lebanon 24 الخطيب: انتصار بيروت والبقاع ثمرة روح المقاومة 20/06/2025 14:31:44 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الخطيب من إيران: سلاح المقاومة ليس خاضعًا للابتزاز Lebanon 24 الخطيب من إيران: سلاح المقاومة ليس خاضعًا للابتزاز 20/06/2025 14:31:44 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً خلفًا للاثارو... تعيين رئيس وقائد جديد لليونيفيل في لبنان وهذه هويته Lebanon 24 خلفًا للاثارو... تعيين رئيس وقائد جديد لليونيفيل في لبنان وهذه هويته 07:15 | 2025-06-20 20/06/2025 07:15:23 Lebanon 24 Lebanon 24 من الضمان الاجتماعي... بُشرى للمواطنين! Lebanon 24 من الضمان الاجتماعي... بُشرى للمواطنين! 07:09 | 2025-06-20 20/06/2025 07:09:46 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير العمل استقبل سفيرة سويسرا ونقابات Lebanon 24 وزير العمل استقبل سفيرة سويسرا ونقابات 07:08 | 2025-06-20 20/06/2025 07:08:23 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش و"اليونيفيل" يقومان بتفتيش منازل مدمّرة في مركبا Lebanon 24 الجيش و"اليونيفيل" يقومان بتفتيش منازل مدمّرة في مركبا 07:07 | 2025-06-20 20/06/2025 07:07:04 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام بحث مع حبشي قانون القنب وتناول مع سعد أوضاع صيدا والمخيمات الفلسطينية Lebanon 24 سلام بحث مع حبشي قانون القنب وتناول مع سعد أوضاع صيدا والمخيمات الفلسطينية 07:06 | 2025-06-20 20/06/2025 07:06:11 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها Lebanon 24 بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها 13:20 | 2025-06-19 19/06/2025 01:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص 09:48 | 2025-06-19 19/06/2025 09:48:29 Lebanon 24 Lebanon 24 جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا Lebanon 24 جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا 23:12 | 2025-06-19 19/06/2025 11:12:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... هل احتفلت منى شلبي بخطوبتها من هذا "الشاب الوسيم"؟ Lebanon 24 بالصورة... هل احتفلت منى شلبي بخطوبتها من هذا "الشاب الوسيم"؟ 09:34 | 2025-06-19 19/06/2025 09:34:12 Lebanon 24 Lebanon 24 تركيا بعد إيران: تسريبات إسرائيلية تفتح باب الاحتمالات Lebanon 24 تركيا بعد إيران: تسريبات إسرائيلية تفتح باب الاحتمالات 10:01 | 2025-06-19 19/06/2025 10:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 07:15 | 2025-06-20 خلفًا للاثارو... تعيين رئيس وقائد جديد لليونيفيل في لبنان وهذه هويته 07:09 | 2025-06-20 من الضمان الاجتماعي... بُشرى للمواطنين! 07:08 | 2025-06-20 وزير العمل استقبل سفيرة سويسرا ونقابات 07:07 | 2025-06-20 الجيش و"اليونيفيل" يقومان بتفتيش منازل مدمّرة في مركبا 07:06 | 2025-06-20 سلام بحث مع حبشي قانون القنب وتناول مع سعد أوضاع صيدا والمخيمات الفلسطينية 07:04 | 2025-06-20 سليمان بعد لقائه الرئيس عون: وحدة الموقف اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة ضرورية فيديو نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) 00:46 | 2025-06-19 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) 00:09 | 2025-06-19 20/06/2025 14:31:44 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • قراءة عسكرية في كمين القسام بمنطقة الزنة شرق مدينة خانيونس
  • كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح
  • طحنون بن زايد: الأب ركيزة أساسية في بناء المجتمع واستقراره
  • المفتي يزور جامع الجزائر الكبير..ويؤكد: الدين دعوة لاتباع الحق على بصيرة
  • علي جمعة يوضح مفهوم الصدقة وكيف يتصدق الله على عباده
  • هل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تقضي الحوائج؟.. فيها 5 عجائب
  • علي جمعة يكشف علامات رضا الله على الإنسان | 4 دلائل واضحة
  • علامات غضب الله على العبد.. 3 أدلة صادمة راقب ظهورها في حياتك
  • بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟
  • الخطيب: التضامن والوحدة الوطنية أهم اسس القوة الى جانب الجيش والمقاومة