ظهر نائب البرهان ياسر العطا امس الاول وهو في حالة هياج يتحدث في شريط فيديو تم تداولة علي نطاق واسع في شبكات الميديا الاجتماعية السودانية والعربية بطريقة كشفت بكل وضوح عن حالة فقدان الاتزان وسط المجموعة العسكرية التي وضعت نفسها باختيارها المطلق تحت تصرف القيادة الراهنة للحركة الاسلامية السودانية وذلك في اعقاب الخسائر العسكرية الميدانية الاخيرة للاسلاميين والبرهان وصاحبه العطا المشار اليه وهزيمة قواتهم في العاصمة الخرطوم و اقليم دارفور .


قام الجنرال العطا حفظه الله ورعاة باطلاق جملة من التهديدات المباشرة والمبطنة طالت دولة الامارات العربية المتحدة بالدرجة الاولي وتشاد واوغندا والجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي واتهام كل هولاء واولئك بتقديم كل انواع الدعم لقوات الدعم السريع وذلك علي طريقة اسطورة دون كيشوت التاريخية ذلك الاحمق المهووس بالفروسية ومصارعة طواحين الهواء الذي ظن انه في مهمة مقدسة .
تكشفت بعد ذلك وبكل وضوح دوافع الجهة التي دفعت بالجنرال المهزوم ياسر العطا ليقول مايقول ويتهم من يتهم بتلك الطريقة العشوائية الغير عاقلة .
بعد ذلك الاستعراض الارعن قامت القناة التاسعة احد القنوات العربية المحسوبة علي التنظيم الدولي او الاقليمي لجماعة الاخوان المسلمين باستضافة احد المخططين الاستراتجيين المعروفين في جهاز الامن والمخابرات السودانية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم علي ايام الرئيس المعزول عمر البشير و الأمين السياسي السابق للحزب الحاكم :
" حامد ممتاز "
واستضافته في برنامج باسم مسلمون حول العالم تم من خلاله وضع النقاط علي الحروف بصورة لالبس ولاغموض فيها عن نوايا غرفة عمليات الحرب التابعة للحركة الاسلامية السودانية نحو دولة الامارات العربية المتحدة وبقية الدول التي تمت الاشارة اليها باعتبارها المسؤولية عن الهزائم المتوالية لقوات المجموعة الانقلابية السودانية واذرعها الجهادية في الخرطوم واقليم دارفور .
تم في الحلقة المشار اليها بالتلميح و التهديد والابتزاز الواضح والصريح بالحاق الضرر بالامن الداخلي في دولة الامارات واستخدام المجموعات الارهابية والجهادية الليبية ضد الجيش الوطني في ليبيا عن طريق الحدود السودانية .
بالطبع لاتستطيع مجموعة مترنحة ومتراجعة تفقد في كل يوم ارض ومدينة وحامية عسكرية داخل حدودها القطرية ان تخوض حروب مباشرة ضد الدول المشار اليها اللهم الا ان تقوم بعمليات تخريبية علي نطاق اقليمي واسع عبر فتح المتبقي من الاراضي السودانية الواسعة امام جماعات ارهابية وانتحارية عربية متعددة الجنسيات وتدريبها علي عمليات التخريب والاغتيال السياسي لصالح الجهات التي يتحدث انابة عنها هذا الحامد الممتاز .
للاسلاميين السودانيين تجارب سابقة في ظروف مشابهة وصلت الي حد تدبير محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في مدينة اديس ابابا واستهدافة بصورة درامية امام انظار العالم كله .
لايجب ان ينشغل الناس بما يقوله ياسر العطا والبرهان لانهم لايتحركون بارادتهم وليست لديهم قضية من اي نوع او خلفية سياسية او فكرية تجعلهم يقولون مايقولون عن الدفاع عن العقيدة والوطن والجيش واشياء من هذا القبيل .
ولكن مصدر الخطر الحقيقي يظل في غرفة عمليات الحرب داخل الحركة الاسلامية علي كرتي ورفاقه في القيادة وعلي عثمان محمد طه اخطر قيادات الجماعة الاسلامية السودانية واكثرهم قدرة علي تدبير عمليات الاغتيال والتخريب واشعال الحرائق اما المخلوع البشير وعبد الرحيم حسين واحمد هارون وبقية الاسلاميين الهاربين من العدالة والمطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم لاتسقط بالتقادم فقد اصبحوا بلاحول ولاقوة ولاقدرة لديهم للتحرك بمفردهم او في جماعة علي مساحة صغيرة من الارض خشية ان يكتشف امرهم او يتم تحديد مكان اقامتهم .
علي الناحية الاخري ممايجري في السودان تعيش قوات الدعم السريع حالة من الاضطراب بسبب عملية اختراق واضحة للرهان علي بندقية الدعم السريع في الترويج لاجندات وادبيات سياسية معروفة تتحدث من وراء ستار باسم قوات الدعم السريع عن رؤية للحكم الفيدرالي واعادة توزيع الثروة الي جانب اطلاق البعض لشعارات ومطالب غامضة بتفكيك دولة 56 التي هي كل السودان وتاريخة المعاصر وارثه الخالد في التحرر والامن والاستقرار في مرحلة مابعد الاستقلال خلال كل سنين الحكم الوطني المدنية والعسكرية .
اذا انشغلت قوات الدعم السريع بهذا النوع من التفكير الانصرافي والطموحات السياسية الغير واقعية خدمة للبعض ووضعته علي جدول اولوياتها علي حساب الموقف الميداني والعملياتي قد تحدث ثغرة تطيح بكل ماحققوه من جهد وانجاز خلال كل مراحل الحرب الراهنة بطريقة تتيح للاسلاميين فرصة نادرة الاستفراد بهم والقضاء عليهم .
سننتظر رد فعل الامارات الرسمي والجيش الوطني الليبي وتشاد والدول الاخري التي شملتها الاتهامات والتهديدات التي اطلقها الدوبلير الاخواني والموظف العسكري الرفيع في جيش الحركة الاسلامية ياسر العطا احد كبار المسؤولين عن تدريب وتاهيل ميليشيا الدفاع الشعبي الجهادية والارهابية في السودان .
تهديد الامارات والجيش الوطني الليبي ربما يزعج دوائر عربية اخري لديها صلة بملفات الامن الاستراتيجية في البلدين ونعني بها السعودية و مصر التي تعيش فيها اليوم اعداد ضخمة من الصف الاول في الحركة الاسلامية السودانية السياسية والعسكرية والمخابراتية ورجال الاعمال الفاسدين والهاربين من العدالة ومجموعات ضخمة من المرتزقة والمتعاونين بطريقة قد تعرض مصر او السعودية الي نوع من الحرج اذا تم استخدام هذا الوجود في اي نشاط تخريبي او سياسي ضد ليبيا اوالامارات ولاتكفي بالطبع الاشادة بمصر والسعودية لضمان حيادهم امام مثل هذا النوع من البلطجة والابتزاز والتهريج وتحميل الاخرين المسؤولية عن الهزائم والضربات الموجعة لقوات الدعم السريع ضد فلول النظام المباد وقوات الدولة العميقة للمتاسلمين .
رابط له علاقة بالموضوع :

https://www.youtube.com/watch?v=RjyG1IpJxwk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاسلامیة السودانیة دولة الامارات الدعم السریع یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟

في حالة من التبسيط والتجهيل للعقل السوداني والوعي القومي يتحدث المستشار السابق لقائد مليشيا الدعم السريع يوسف عزت عن التحول الذي أحدثته الحركة الإسلامية بأن جعلت الحرب تستهدف المكونات القبلية في غرب السودان وذلك بإرسالها كوادرها التي تلبست الدعم السريع وجعلت الحرب تستهدف قبائل الرزيقات والمسيرية مما أدى لردة فعل من داخل الدعم السريع تجاه هذا الأمر.

٢- يوسف عزت وغيره يصورون الحركة الإسلامية بأنها قادرة على كل شئ وتستطيع أن تفعل ما تريد وتتصرف في السودان والسودانيين كما شاءت وشاء لها الهوى السياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي.

ولكن من الأهمية بمكان أن ندرك أن أكثر مشروع أثر على الدعم السريع وأورده موارد التهلكة هو المشروع اليساري الذي كان يقوده يوسف عزت نيابة عن آخرين وبه أقنع قائد الدعم السريع مستخدما النفوذ الكبير لحميدتي كقائد للدعم السريع في تمرير المشروع اليساري العلماني بأذرع خارجية تتمثل في دولة الإمارات العربية المتحدة. دولة الإمارات حربها ومشروعها الأساسي هو القضاء على الإسلاميين في السودان باستغلال عوامل تاريخية وجيو سياسية من بينها الموقف الرسمي المصري من الإخوان المسلمين وموقف إسرائيل والولايات المتحدة من غير أن تنظر لكثير من التحولات السياسية والايكولوجية التي أحدثها الإسلاميون عبر تاريخهم الطويل في التعاطي مع أعدائهم وأصدقائهم في كوكب الأرض من شرقها إلى غربها وقريبها وبعيدها.

٣- المشروع الإماراتي الخاص بمحاربة الإسلاميين في السودان تصطف معه تحالفات دولية وأيدلوجية ومنظمات لكنها تنظر إلى الوضع في السودان بصورة أشمل من اختصار المشكلة في الإسلاميين الذين سقطت حكومتهم على أيدي هذه القوى ولا يزالون يمثلون التحدي الأكبر في نظر التيارات التي تعمل على السيطرة على السودان ولم تعد المشكلة هي الإسلاميين أو الكيزان ولكن المشكلة هي الشعب السوداني الذي كان يأخذ على الحركة الإسلامية تقصيرها في تطبيق صحيح الإسلام والشريعة وذلك من خلال تيارات سلفية وصوفية وأهلية وحديثة سودانية.

٤- جاء المشروع الذي كان يوسف عزت اللاعب الأساسي فيه والذي بدأ الآن في الانهيار خصما على مشروع يقوده جمعة دقلو بدعم من عبد الرحيم دقلو وهو مشروع سياسي يتوسل بالتنمية وحاجة الناس للخدمات والبعض من من يبحث عن دور ولكن سرعان ما قضت مجموعة يوسف عزت وحلفائها على هذا المشروع الذي كان يريد أن يرث الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ويضم حزب الأمة علما بأن جمعة دقلو هو من قيادات المؤتمر الوطني وعضو البرلمان (المجلس الوطني) وله علاقات اجتماعية وقبلية شرع في التواصل معها لإستمالتها من خلال لقاءات واجتماعات كان قائد ثاني الدعم السريع أكثر حضورا لها عندما كانت تعقد في مزارع ومنازل بالخرطوم خلال الأعوام التي سبقت الحرب.

٥- مجموعة يوسف عزت التي تضم شقيقته استخدمت بعضا من شباب الثورة وشاباتها وناشطين في قوى الحرية والتغيير وكانت دولة الإمارات وسفيرها حمد الجنيبي قائمين علي هذا الأمر وأستطاعت الإمارات إبعاد حميدتي والدعم السريع من خلال دق الإسفين بين حميدتي والإسلاميين والقوى الشعبية والوطنية، بل أعلن حميدتي الحرب على كل من الوطنيين والإسلاميين في تصريحات مشهودة ورفضه لمبادرة الشيخ الطيب الجد بعد اكتمالها وعمل على استمالة الحركات الدارفورية المسلحة عبر اتفاق سلام جوبا وهو التيار الذي تشكل علي مراحل وشهد انشقاق الحرية والتغيير ما بين القوى الديمقراطية والمجلس المركزي ومن ثم الإجراءات التي اتخذها القائد العام للقوات المسلحة في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م .
ما ميز القوى العلمانية واليسارية وحلفائها في الخارج هو المثابرة على حالة التذبذب والتردد عند حميدتي إلى أن صار في صفهم في تحالف الدم والحرب والدوس والاستيلاء على السلطة عبر انقلاب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م ثم الحرب.

٦-بالعودة للوراء يتضح للمهتمين والمتابعين لأمر الدعم السريع فإن الدعم السريع هو عبارة عن مشروع أمني عسكري لحكومة الإنقاذ ولكنه تحول إلى مشروع سياسي بعد ثورة ابريل ٢٠١٩م وأصبح أداة للتحكم والسيطرة على السودان ووقع إخراجه من جميع الأرحام التي تم خلقه فيها سواء كان رحم الأمن أو الجيش أو الحركة الإسلامية والدليل على ذلك حل هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات بقرار من رئيس المجلس السيادي وقائد الدعم السريع حميدتي. وقد أدت حالة الفلتان والخروج عن الإمرة العسكرية والولاء التنظيمي أن يصبح الدعم السريع في سوق المضاربات السياسية والدولية بدء من الاتحاد الأوربي ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى المخابرات العالمية ولعبة المصالح التي تتوهم لأن تضر به الآخرين ولو لم تنتفع أنت به.

د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية) تدين الاعتداء على الحدود السودانية
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • مراسل سانا: انطلاق أولى رحلات شركة الطيران “فلاي شام” من مطار دمشق الدولي إلى مدينة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • طهران تهدد بضرب القواعد الأمريكية
  • إليك المنتخبات العربية الآسيوية التي بلغت الملحق المؤهل لكأس العالم
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟
  • كرامي يهنّئ قوى الأمن الداخلي بعيدهم: كل التحية والتقدير
  • الخير هنأ قوى الأمن بعيدها: لتأمين كل الدعم المطلوب لهذه المؤسسة الوطنية
  • الراعي في افتتاح سينودس الاساقفة: نحن هنا لنصل إلى الحقيقة الكاملة التي تحرّرنا وتوحّدنا وتطلقنا