الثورة نت:
2025-05-28@10:16:58 GMT

ثقافة الجهاد وفضل الاستشهاد

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

 

 

على مدى أسبوع كامل من كل عام يقف الشعب اليمني بكل إجلال أمام محطة الشهداء والتي يعزز من خلالها عشق الشهادة والاستشهاد، فيأخذ الدروس والعبر من شخصيات الشهداء العظام، ومن حضرتهم يأخذ المواقف العظيمة ويتسلح بسلاح الشهادة و يعرف أهمية الجهاد في سبيل الله .
فالجهاد في سبيل الله كان وما يزال هو الحل الوحيد لدفع شر أشد الناس عداوة للذين آمنوا _اليهود والذين أشركوا _ وتحت هذا العنوان العظيم والكبير والشامل كتب الله القتال على الأمة الإسلامية وإنْ كَرِهَتْ ذلك، إلا أنَّ فيه الكثير من الخير والعزة والحرية والنصر والظفر والوحدة والأخوة التي فقدتها الأمة عندما تخلت عن الجهاد في سبيل الله، وفي الجهاد يتجسد الصبر والثبات والعنفوان ويظهر بأس الله وتنكيله على سواعد «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».


ولعظمة الجهاد كحل وحيد لكف بأس الذين كفروا أمر الله نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك مع تحريض المؤمنين، قال تعالى : «فَقَٰتِل فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفسَكَ وَحَرِّضِ ٱلمُؤمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأسا وَأَشَدُّ تَنكِيلا» .
يعتبر القتال مع أعداء الله هو سنام  الجهاد والجهاد يحتاج إلى التضحية بالمال والنفس ولهذا كره الناس القتال فدخل الله في صفقة بيع وشراء مع المؤمنين بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقْتَلون لِيُحَطِمَ كل معاني الخوف من غرائزهم ويمحو قضية الموت من قلوبهم ويطمئنهم بأبلغ الجمل والكلمات «بل أحياء عند ربهم يرزقون»، بما توحي إليه من معان وحقائق أنهم أحياء يرزقون، ونهانا عن القول  أو حتى الظن والحسبان النفسي بأنهم أموات،  في دلالة واضحة على أن الله يريد من الأمة أن تمثل عزته وقوته حينما تقاتل عدوها تقاتله بدون أن تحسب للموت  أي حساب لأنه قد أُلْغِىَ الموت تماماً من قائمتهم، وبهذا تكون الأمة جاهزة وشغوفه للقتال والاستشهاد في سبيل الله تعالى وبمعنويات عالية وعوامل نفسية  كفيلة بأن تخضع العدو وتركعه وتذله وتجعله يتقهقر ويتراجع وينهزم ويتغير واقع الأمة من الذل إلى العز، وتحقق الحرية وتشعر بالكرامة وتقف شامخة كشموخ الشعب اليمني حينما تعرَّف أبناؤه على عظمة الجهاد وفضل الشهادة في سبيل الله فتقافزوا إلى ميادين القتال بكل بسالة لأخذ وسام الشهادة فحققوا الانتصارات المتتالية منذ نشأة المشروع القرآني الذي أرشدهم إليه السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه…
لقد تحرك الشهداء الأبرار تحت عنوان الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين وتحريرهم من الشر الأمريكي الإسرائيلي اليهودي، ولعظمة هذا المشروع أرخصوا له حياتهم وقدموا له أرواحهم، فكان عطاؤهم عظيماً وليس له نظير.. وبدمائهم تحرر الشعب وتكونت دولة وجيش استشهادي يهدد العدو الصهيوأمريكي قولا وفعلا ويضع تهديداتهم تحت قدميه…
إن الإنجازات العظيمة التي وصل إليها الشعب اليمني هي بفضل من الله أولاً وبفضل دماء الشهداء الطاهرة، وإن الاستمرار لتحقيق الأهداف والعناوين المثلى هي أمانة في أعناق من ينتظر بأن يتسلحوا بثقافة الشهادة وحب الاستشهاد في سبيل الله وأن لا يبدلوا تبديلا، كما وصفهم الله في القرآن الكريم: {مِّنَ ٱلمُؤمِنِينَ رِجَال صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبدِيلا}.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كل أسبوع.. ورطة «الهلالي» (أخيرة)

الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف متورط أيضا في قاعدة أو مقولة ابتدعها لا أجد لها سندا شرعيا، وهي تكرار قوله في البرنامج الذى يستضيفه أسبوعيا: «كل إنسان سيد»، والغريب أن مقدم البرنامج يوافقه على ما يقوله، دون استيضاح عاقل، أو استفسار بديهي لما يطرحه من أفكار أو مقولات شاذة وغريبة.

ويستند الهلالي في مقولته: إن كل إنسان سيد قراره، بقول الله تعالى: «وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه»، مستنكرا تحدث العلماء بصفة الجمع وباسم الشعب، فعنده لا يتحدث باسم الشعب سوى الشعب، بل من حق الشعب «السيد على الدين» من وجهة نظر الهلالي أن يراجع كلام الله في المواريث، فإذا اتفق الشعب على مساواة الرجل بالمرأة في الميراث الذى فرضه الله وقدرة، ليكن للشعب ما أراد كما حدث في تونس.

هيهات هيهات يا هلالي أن يحدث في مصر مثلما حدث في تونس، ولا في غيرها، إذا كان لا يوافق الشرع الحنيف، ولم يقره الأزهر الشريف.

أما قول الله تعالى: «وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.. » قال ابن عباس: عمله وما قدر عليه فهو ملازمه أينما كان. وقال الكلبي ومقاتل: خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسبه به، وعن مجاهد: ما من مولود إلا في عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد.

فأين السيادة التي يقصدها الهلالي في تلك المعاني التي ذكرها علماء أجلاء لا يدانيهم في التقى والورع ولا يبلغ نعالهم أهل الهوى والغرض.

فالتقرب إلى الله غاية المسلم، كل على طريقته الخاصة، وليس بمعنى السيادة التي يقصدها الهلالي، وإنما بمعنى أن من الناس من يتقرب بالصلاة وآخر بالصوم وغيره بالزكاة، وغيره بالأعمال الصالحة، ولكن يسعى الجميع إلى معرفة مفتاح القرب من الله، لنيل الرضا والثواب الكامل والفضل من الله عز وجل.

وإذا كان من سيادة للإنسان في اتخاذ قراره المصيري الذى يحدد مثواه في الآخرة، فهو اختياره للكفر بالله أو الإيمان به: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» [الكهف:29]، بل إن بعض علماء التفسير يرون أن الأمر في «فليؤمن» و«فليكفر» للتهديد، والتحذير، وليس المراد الإذن، لأن هذا معروف من الشرع بالنص والإجماع أنه ليس لأحد الإذن في المعاصي، ولا معصية أشد وأكبر من الكفر بالله.

ولو اعتبرنا أن اختيار العبد للإيمان أو الكفر نوع من السيادة، فإن هذه السيادة تنتفى تماما مع اختيار الإيمان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فيصير عبدا ذليلا إلى الله تعالى يتبع أوامره ويجتنب نواهيه ويلتزم بموجبات هذا الإيمان ويبتعد عن نواقضه، ولكن العبودية لله تختلف تماما عن عبودية البشر للبشر، وهذا ما يؤكده إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي ـ عليه رحمة الله ـ فيقول: إن العبودية لله تختلف تماما عن المفهوم البشري المشوه، فهي ليست تبعية تضعف الإنسان، بل هي عزة تمنحه القوة والكرامة، فالعبودية لله هي تبعية لكريم يعطيك، كلما ازدادت عبوديتك زاد الله في عطائه، ومن أشعاره المشهورة التي كان يرددها كثيرا:

حسبُ نفسي عزًّا بأني عبدٌ

يحتفي بي بلا مواعيد ربُّ

هو في قُدسه الأعزِّ..

ولكن أنا ألقى متى وأين أحبُ

ومن أشعار الإمام الشافعي:

إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن

ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ

فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى

يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب

مازال في الجعبة الكثير من ورطات الهلالي التي رده فيها علماء أفاضل ثقات، ولكنى سأكتفى بذلك، لملاحقة أحداث أخرى أهم بكثير من ملاحقة سقطات عالم أزهري أتلفه الهوى، ولفظه أقرانه.. بل طلابه.

[email protected]

اقرأ أيضاًإبراهيم نصر يكتب - تحويل القبلة والمؤامرة على الأقصى

نصر إبراهيم: جماهير الزمالك دائما كلمة السر.. والفوز على بتروجيت ضروري

أبو النصر يزور عددا من كنائس أسيوط للتهنئة بعيد القيامة المجيد

مقالات مشابهة

  • بين فرحة العيد والتضامن مع غزة.. ما التوازن المطلوب في الاحتفال؟
  • أمة تتحرك من اليمن بقيادة قرآنية وزخم شعبي لا ينكسر
  • عيون الأمة الحارسة والمرابطة.. مشاتل التغيير (20)
  • كل أسبوع.. ورطة «الهلالي» (أخيرة)
  • لا خوف على اليمن
  • تقبّل الله الشهداء.. وزير الأوقاف يدين استهداف مدرسة في حي الصحابة بغزة
  • اختتام أنشطة الدورات الصيفية في حجة
  • السيد القائد والشعب اليمني.. آيةٌ من آيات الاصطفاء الإلهي
  • في ذكرى معركة الكرامة.. حماد يشيد بالجيش ويجدد العهد بمواصلة البناء وتحقيق تطلعات الشعب
  • قبائل اليمن تحرج أمة المليارين مسلم..!