الحرة:
2025-05-17@17:12:32 GMT

أنفاق الجرذان.. كيف أنقذت الهند 41 عاملا بأسلوب محظور

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

أنفاق الجرذان.. كيف أنقذت الهند 41 عاملا بأسلوب محظور

بعد محنة استمرت سبعة عشر يوما، تمكنت الهند من إنقاذ 41 عاملا من نفق سيلكيارا المنهار وتجنبت كارثة وطنية باستخدام أسلوب حفر محظور دوليا.

وحفر عمال الإنقاذ، الثلاثاء، عبر أنقاض نفق سيلكيارا المنهار الذي يبلغ طوله 60 مترا.

وكان من المتوقع أن يدخل أفراد القوة الوطنية للاستجابة للكوارث (NDRF) المزلق الفولاذي الذي تم دفعه إلى الممر المحفور خلال الأيام القليلة الماضية ثم يخرجون العمال واحدا تلو الآخر.

ومن خلال التدريبات، يستلقي كل عامل على نقالة ذات عجلات يسحبها عمال الإنقاذ إلى الخارج باستخدام الحبال. كان من المتوقع أن يستغرق هذا حوالي ساعتين أو ثلاث ساعات، وفق تقرير من موقع "لايف مينت".

وبعد عدة تأخيرات بسبب تعطل آلة حفر من الولايات المتحدة، تم الانتهاء من المرحلة الأخيرة من مهمة الإنقاذ من جانب "عمال أنفاق الجرذان" ، الذين أكملوا بنجاح عملية الحفر ، وأزالوا جميع الأنقاض لخطوط الأنابيب التي كان سيتم وضعها والعمال المحاصرين لمغادرة النفق المنهار.

ما هي أنفاق الجرذان؟

"أنفاق الجرذان" مصطلح يشير إلى الأنفاق الضيقة التي تحفر في الأرض يدويا، وعادة ما تكون واسعة بما يكفي لنزول شخص واحد لاستخراج الفحم من المناجم.

بعد حفر النفق، يدخل عامل المنجم فيه باستخدام حبل وسلالم من الخيزران لاستخراج الفحم. وتعتبر هذه الطريقة خطرة للغاية. وهي غير قانونية في العديد من البلدان بسبب تزايد حالات وفاة عمال المناجم جراء الاختناق ونقص الأكسجين والجوع.

لماذا تم حظر أنفاق الجذران؟

واجهت طريقة أنفاق الجرذان انتقادات شديدة بسبب ظروف العمل الخطرة والأضرار البيئية والعديد من الحوادث التي أدت إلى إصابات ووفيات.

ويرى الخبراء أن المناجم عادة ما تكون غير منظمة، وتفتقر إلى تدابير السلامة مثل التهوية المناسبة أو الدعم الهيكلي أو معدات السلامة للعمال، مما يخلق بيئة ضارة إلى حد ما لعمال أنفاق الجرذان. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب عملية التعدين في تدهور الأراضي وإزالة الغابات وتلوث المياه.

وحظرت المحكمة الخضراء الوطنية في الهند (NGT) هذه الممارسة في عام 2014، وقضت بأن هذه التقنية كانت خطيرة وغير علمية بعد رفع قضية تتعلق بوفاة العديد من عمال مناجم الفئران، بما في ذلك بعض الأطفال، وفق تقرير من صحيفة "الإندبندنت".

        View this post on Instagram                      

A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الحظر ، ظلت هذه التقنية متفشية. وفي عام 2018، قتل 15 رجلا  بسببها في ميغالايا بعد أن حوصروا لعدة أيام بسبب الفيضانات. وبعد أعمال الإنقاذ التي استمرت نحو شهرين، لم يتسن انتشال سوى جثتين.

في عام 2021 ، قتل ستة من عمال المناجم في حادث مماثل بعد أن حوصروا في منجم غمرته المياه. تم إلغاء عملية انتشال الجثث بعد شهر وتم العثور على ثلاث جثث فقط.

أكاليل الزهور

والثلاثاء، استُقبل 41 عاملا هنديا بالهتافات وأكاليل الزهور بعد أن أخرجهم عناصر الإغاثة سالمين جميعا من نفق منهار كانوا عالقين فيه، في عملية ماراثونية استغرقت 17 يوما.

ومنذ انهيار النفق في 12 نوفمبر، شهدت جهود الإنقاذ تعقيدات، كما تباطأت بسبب انهيارات محدودة واعطال متتالية أصابت آلات الحفر الضرورية لإنقاذ العمال.

وتم توفير الأكسجين والغذاء والمياه للعمال المحاصرين عبر أنبوب ضيق أدخلت من خلاله كاميرا سمحت الثلاثاء لأسرهم برؤيتهم للمرة الأولى منذ انهيار النفق. 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

قبقبة معارضي الإنقاذ للمنشقين عنه: توبة قبل الغرغرة

درجت على نسبة تهافت الحكومة الانتقالية إلى ما سميته “عادة المعارضة” في كادرها. فالمعارضة عندهم بينة والحكومة التي يعارضونها بينة. ووجود أي منهما حيث هو “تأبيدة”. وعليه فالمعارضة ترتاب في أي حكومي-انقاذي خرج على الحكومة بقدر ما وسعه حتى أنه لما انشق قمر الإنقاذ وخرج الشيخ حسن الترابي عليها في أخريات عام 1999 قال المعارضون “مؤامرة” أو مكراً. فلا يرون في مثل ذلك الانشقاق كسباً من المؤكد أن لمقاومتهم للإنقاذ بعض سبب فيه.

وأنشر هنا كلمة لي من 2013 أحمل فيها على المعارضة إسرافها على نفسها فيما سميته “قبقبة” الإسلاميين الخارجين على الإنقاذ. وأخذت عليها تحكيم الوازع الأخلاقي تحكيماً تطابقوا في مصطلحه الثيولوجي-الديني مع عدوهم على زعمهم أنهم على قطيعة معرفية معه. وحكموا ذلك الوازع في تلك القبقة تحكيماً لا اعتبار فيها لتوسيع الجيش السياسي لمقاومة الإنقاذ. فضيقوا واسعاً. فإلى المقال القديم (29-11-2013).

لا غلاط في معقولية مطلب المعارضة الرسمية للإنقاذ من إصلاحيّ المؤتمر الوطني والسائحين وأصحاب مذكرة التغيير أن يكونوا شهداء على تاريخ الإنقاذ العصيب الذي كانوا هم طرفاً فيه بصورة أو أخرى. ولكن من المعيب أن يتحول هذا المطلب إلى “قبقبة” لهم ممن ظن أنه امتلك زمام الصواب. فقد نصب كثير من المعارضين الرسميين “محاكم تفتيش” عن سرائر جماعة الإسلاميين المنشقة غير خليق بصاحب مبدأ وموقف يعتقد في صوابهما ويؤمن بأن الناس ستأتي إليهما عاجلاً أو آجلاً.

وأكثر ما أزعجني هو سيادة مجاز التوبة الديني في هذه المحاكم المنصوبة. والعلماني والظلامي في الأخذ بهذا المجاز سواء. فطلب الترابي من غازي العتباني وصحبه التوبة عن خطيئة الإنقاذ التي لم يحسن هو بعد الكفارة عنها. وجاء بالآية: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين”. ولم يخرج حسين الزبير ذو الأصول العلمانية عن مجاز الترابي الديني قيد أنملة، بل بالغ. فطلب من منشقي الحركة الإسلامية أن يتوضؤوا من مخازي الإنقاذ وأن يرضخوا للتوبة عنها كما في الشرع. وهو أن تصدر التوبة بإخلاص، وبالندم على ما حصل، والإقلاع عن المعصية التي تاب منها الواحد والعزم ألا يعود إليها.

إن في زج المجاز الديني في هذا الوضع السياسي الملموس لشطط كبير. بل فيه تجديف. فمن وضع نفسه في مقام متلق التوبة عن المذنب زعم كمالاً وعلواً كبيراً ورحمة هي من صفاته سبحانه وتعالى. فالسياسي حين يتنكب الطريق لا يرتكب ذنباً، بل خطأ في التقدير يتراوح بين الصادر عن نية حسنة إلى ذلك الذي يؤدي بصاحبه. ولا توجد جهة، طالت أم قصرت، تملك صكوك الغفران أو مراسيم التوبة.

فمن فقر النفس والسياسة استخدام المجاز الديني في مثل موضوعنا السياسي الجماعي العاجل بينما الدين، من جهة التوبة فردي، وآجل. وربما لم نوفق في استيفاء مطلب الآجل من العاجل. فقال حسين الزبير مثلاً إن من أشراط التوبة أن تتم قبل الغرغرة (خراج الروح) بقليل. وجاء بالآية: “وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً”. فمتى ستكون غرغرة هذه الجماعات الإسلامية الخارجة حتى تتوب قبل أن تموت على غير الملة والعياذ بالله؟

أخذت على من طلبوا “التوبة” من الترابي بعد المفاصلة في 1999 فهمهم للتوبة ك”قرقرة”، أي تضييق حتى ينطق بالحق. وهذه بولتيكا ساكت. ف”التوبة” السياسة، إذا كان لابد أن نسميها كذلك، هي حالة ثقافية يكون بها الخطأ كله أمامنا بتاريخه وحيثياته نتداول فيه كأنداد في الوطن لأنه ليس منا في الأزمة الوطنية الناشبة من يمكن وصفه بالفرقة الناجية. فمنذ أيام تغاضب المؤتمر الشعبي وحزب الأمة فأتهم الأول الثاني بفصل الجنوب وأتهم الثاني الأول بتسعير الحرب في دارفور. وكنا نظن أنهما من جرائر الإنقاذ حصرياً. وأسفر ناطق باسم المؤتمر الوطني مكراً ماكراً حين قال اختلف اللصان فظهر المسروق.

لم تنم المعارضة الرسمية للإنقاذ بعد ربع قرن شقي من حياتها منابر للتداول في خطاب “التوبة” الذي “يفرش” القضايا ويحسن إليها بالفكر والموعظة الحسنة. فلا نعرف كسبنا بعد من “قبقبة” المعارضة للترابي. فماهي التجربة السياسية والتربوية المستخلصة منها؟ كيف جرى بثها في مواعين ثقافية لتصبح وعياً بين الناس يطمئنون به للمعارضة كبديل يرتجي؟ فمقتل المعارضة وقضية التغيير الآن في زهد الناس في الحكومة والمعارضة معاً. وهو موقف تكسب به الحكومة بالطبع.

أتمنى ما أزال أن يكون خروج هذه الجماعة من الإسلاميين للمساهمة الإيجابية المستقلة في حل الأزمة الآخذة بخناقنا تعزيزاً للوطنية السودانية. فقد كنت قريباً من بعض أعضاء هذه الجماعات وأعرف ما يثقل خاطرهم عن حركتهم بما يزهدهم في “محاكم التفتيش” المنصوبة. إنهم عارفون أن حركتهم ارتكبت بانقلاب 1989 خطأ مهلكاً مسبوقة إليه من حلفاء اليسار. وهو خطأ موجب للتأمل والنظر للوعي به لا التكفير عنه لو كف المعارضون عن التهريج بالتوبة.

عبد الله علي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رجال الإنقاذ يعثرون على جثة طفل غرق في نهر النيل بالحوامدية
  • إصابة 7 عمال باختناق في حريق مصنع كرتون بالمنوفية
  • عرقاب يعرض مشروع قانون المناجم الجديد أمام نواب المجلس الشعبي الوطني
  • تشكيك بريطاني في مصداقية الاحتلال: أنفاق حماس مجرد آثار مياه وتصريف (شاهد)
  • بسبب الأجور.. إضراب عمال السكك الحديدية في نيوجيرسي
  • قبقبة معارضي الإنقاذ للمنشقين عنه: توبة قبل الغرغرة
  • زمزم: “مراكب النجاة” أنقذت القرى الأكثر فقرًا من كارثة الهجرة غير الشرعية
  • حارس عقار يتهم عاملا بالاعتداء على طفلته ببولاق الدكرور
  • البحيرة.. ضبط 5أطنان علف أسماك مجهول المصدر وأسمدة محظور تداولها بإدكو
  • هآرتس: الجيش الإسرائيلي قدّم معلومات مضللة عن نفق تحت المستشفى الأوروبي