الاقتصاد نيوز _ بغداد

أعلنت وزارة الماليَّة، عزمها إطلاق الإصداريَّة الثانية من سندات الإعمار بقيمة أكثر من تريليون دينار، والتي بمقدورها تحقيق جملة نتائج اقتصاديَّة يقف في مقدمتها، الحد من ارتفاع نسب التضخم وسد عجز الموازنة، وفي حين أبدى مختصون تأييدهم مثل تلك الخطوات، شددوا على ضرورة رفع قيمة الفائدة النقدية المحددة لتلك السندات، بهدف زيادة رغبة اقتنائها، وبالتالي امتصاص الكتلة النقدية المكتنزة لدى المواطنين.

وتأتي خطوة وزارة المالية، عقب إطلاقها سندات "إعمار" خلال شهر أيلول السابق، مبينة أنَّ الإجراء الجديد يأتي تنفيذاً لفقرات البرنامج الحكومي المتعلق بتعزيز الجوانب التنموية والاستثمارية المتمثلة بحركة الإعمار والبناء التي تشهدها البلاد، إلى جانب تطوير السياسات المالية والنقدية وإتاحة فرص مساهمة المواطنين في مجمل النشاط الاقتصادي عبر الاستثمار بالسندات.

وعلى الرغم من الإيجابيات المتحققة جراء إطلاق سندات مالية، بيد أنَّ مختصين يرون أنَّ العائق الوحيد أمام مثل تلك الخطوات، هو احتمالية أن يبتلع التضخم الفائدة السنوية للأصول، وبالتالي ينبغي زيادة نسب الفائدة المخصصة لتلك السندات.

وذكرت وزارة المالية في بيان صحفي، أنه "نظراً للإقبال الشديد على تداول السندات الوطنية (سندات إعمار) ولاكتمال اكتتاب مبلغ الإصدارية الأولى بالكامل، تعتزم الوزارة ممثلة بدائرة الدين العام بالتعاون مع البنك المركزي العراقي، إتاحة الإصدارية الثانية من سندات الإعمار بقيمة 1,5 (‏تريليون دينار عراقي) وبنفس الآلية السابقة للإصدارية الأولى".

وأضافت أنَّ "هذا الإجراء يأتي تنفيذاً لفقرات البرنامج الحكومي المتعلق بتعزيز الجوانب التنموية والاستثمارية المتمثلة بحركة الإعمار والبناء التي يشهدها بلدنا العزيز، إلى جانب تطوير السياسات المالية والنقدية وإتاحة فرص مساهمة المواطنين في مجمل النشاط الاقتصادي عبر الاستثمار بالسندات"، مشيرة إلى أنَّ "هذه السندات تصدر بضمانة وزارة المالية، وبالإمكان اقتناء السند عبر تقديم الطلب إلى أحد المصارف الرسمية المجازة والمسجلة لدى البنك المركزي".

ودعت الوزارة "المستثمرين والمواطنين إلى انتهاز العرض وأخذ زمام المبادرة للاستفادة من هذه الفرصة الاستثمارية"، لافتة إلى أنَّ "حجم هذه الإصدارية سيكون محدوداً".

وتابعت أنَّ "الإصدارية الثانية للسندات بقيمة تريليون ونصف التريليون دينار قابلة للتداول في سوق العراق للأوراق المالية، وهي متاحة على شكل فئتين، الأولى بسعر (500,000) خمسمئة ألف دينار، بفائدة سنوية قدرها 6 % لمدة سنتين، والثانية بسعر 1,000,000 مليون دينار، بفائدة سنوية قدرها 8 % لمدة أربع سنوات".

ولفتت الوزارة، وفقاً للبيان، إلى أنَّ "شراء وتداول السندات المطروحة مُعفى من الضرائب بحسب ما ورد بقانون الموازنة الاتحادية العامة رقم 13 لسنة 2023".

بدوره، يرى الخبير الاقتصادي، علي جليل عبيد، أنَّ الفائدة للأسهم ولفترة 15 يوماً تبلغ قرابة 7.5 % وهي أعلى من الفائدة المخصصة للسندات، لذا كان من المنطقي أن تطرح السندات بفائدة 10 % كحد أدنى من أجل الابتعاد عن تأثير التضخم.

ولفت عبيد إلى أنَّ الإصدارية الأولى اكتتبت بها المصارف الأهلية ذات السيولة العالية، وقد اكتفت أغلب هذه المصارف ولا يمكن لها تجميد الكثير من السيولة المتاحة لهذا الغرض، مبيناً أنَّ "السندات يتم تداولها كما هي الأسهم في سوق العراق للأوراق المالية، وكلاهما يخضع لقانون العرض والطلب ويرتبطان بنسبة توزيع الأرباح والفائدة السنوية"، موضحاً في الوقت ذاته أنَّ "السندات تختلف عن الأسهم في كونها تحقق مردوداً ثابتاً سنوياً، أما الأسهم فإنَّ مردودها يعتمد على نشاط الشركة وكفاءتها ولا يشترط أن توزع سنوياً، كما لا يشترط أن تكون نسبة التوزيع متساوية أو متماثلة في كل سنة".

وبيّن المتحدث أنَّ سوق السندات في العراق لم يلق الترويج والتسويق له، سواء من قبل البنك المركزي أو من قبل سوق العراق للأوراق المالية، لذا ترى أنَّ الإصدارات السابقة تم الاستحواذ عليها من قبل القطاع المصرفي، مبيناً أنَّ المشكلة في هذا النوع من الاستثمار، هي أنَّ التضخم يمكن أن يأكل أو يبتلع الفائدة السنوية.

وتأييداً للرأي السابق، عدّ الخبير الاقتصادي الدكتور محمود داغر خلال حديث صحفي، أنَّ "تشجيع العمل بهذه الأدوات المالية يتطلب أن يكون معدل الفائدة أعلى بكثير عما أعلن في موضوع السندات المالية، لأننا إذا طرحنا معدل التضخم من معدل الفائدة الاسمي ستكون النتيجة معدل فائدة منخفضاً لا يشجع ولا يحفز على الدخول في عمليات شراء السندات، وبالتالي لن تلجأ المصارف التي لديها أموال فائضة بالدينار إلى شراء هذه السندات".

في حين أكد رئيس رابطة مستثمري سوق العراق للأوراق المالية، الدكتور علاء الموسوي، أنَّ "إصدار سندات الإعمار يأتي تنفيذاً لقانون الموازنة العامة الاتحادية الذي تضمن قيام وزارة المالية بإصدار سندات حكومية لتمويل عجز الموازنة العامة الاتحادية، حيث ستحقق تلك الخطوة حزمة خطوات إيجابية إضافة إلى تمويل العجز، أبرزها سحب جزء من الكتلة النقدية المكتنزة لدى المواطنين خارج النظام المصرفي واستخدامها في تمويل المشاريع الخدمية والاستثمارية وتوفير فرص عمل للمواطنين وزيادة الناتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني، والمساهمة في خفض نسبة التضخم من خلال خفض السيولة النقدية المكتنزة لدى المواطنين والمساهمة في عدم ارتفاع أسعار السلع والخدمات من خلال خفض الطلب على شرائها لانخفاض السيولة النقدية لدى المواطنين، فضلاً عن المساهمة في تحسين سعر صرف الدينار العراقي ".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار سوق العراق للأوراق المالیة لدى المواطنین وزارة المالیة سندات الإعمار إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسباب إبقاء البنك المركزي لأسعار الفائدة دون تغيير

قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 10 يوليو 2025 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 24.00% و25.00% و24.50%، على الترتيب. كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 24.50%. ويأتي هذا القرار انعكاسا لآخر التطورات والتوقعات الاقتصادية منذ اجتماع لجنة السياسة النقدية السابق.

تراجع توقعات النمو

على الصعيد العالمي، تراجعت توقعات النمو منذ بداية العام، وهو ما يُعزَى بالأساس إلى استمرار حالة عدم اليقين في سياسات التجارة العالمية واحتمالية تجدد التوترات الجيوسياسية. وعليه، اعتمدت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء نهجا حذرا بشأن السياسة النقدية في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالتضخم والنمو الاقتصادي. وفيما يتعلق بالأسعار العالمية للسلع الأساسية، شهدت أسعار النفط تقلبات حادة في الآونة الأخيرة متأثرة إلى حد كبير بعوامل العرض وتوقعات بانخفاض الطلب العالمي. وبالنسبة لأسعار السلع الزراعية الأساسية، فقد سجلت تراجعا طفيفا مدعومة باتجاهات موسمية مواتية. ومع ذلك، لا تزال المخاطر تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية واحتمالية استمرار الاضطرابات في سياسات التجارة العالمية والصدمات الناجمة عن تغير المناخ.

أسباب تثبيت أسعار الفائدة

أما على الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للبنك المركزي المصري للربع الثاني من عام 2025 باستدامة التعافي في النشاط الاقتصادي، مع توقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على نحو مقارب للنسبة السنوية المسجلة في الربع الأول من عام 2025 والبالغة 4.8% مقابل 2.4% في الربع الثاني من عام 2024. وفيما يتعلق بفجوة الناتج، تشير التقديرات إلى أنها تتقلص تدريجيا وإن كانت لا تزال سالبة بقدر طفيف، مع توقعات بوصول النشاط الاقتصادي إلى طاقته الإنتاجية القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وعليه، من المنتظر أن تظل الضغوط التضخمية من جانب الطلب محدودة، مدعومة بالسياسة النقدية الحالية.

شهد المعدل السنوي للتضخم العام تراجعا خلال الربع الثاني من عام 2025 إلى 15.3% مقابل 16.5% في الربع الأول من عام 2025، مواصلا بذلك مساره النزولي. ويُعزَى ذلك إلى استقرار التطورات الشهرية للتضخم إلى حد كبير، والمستوى المناسب من التشديد النقدي، فضلا عن انحسار الصدمات السابقة. وتحديدا، انخفض كل من المعدل السنوي للتضخم العام والأساسي في يونيو 2025 إلى 14.9% و11.4% على التوالي، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى التطورات الشهرية في التضخم، حيث سجل التضخم العام والأساسي سالب 0.1% وسالب 0.2% على التوالي، الأمر الذي يمكن تفسيره إلى حد كبير بانخفاض أسعار المواد الغذائية واستقرار تضخم السلع غير الغذائية.

وقد أسهمت هذه التطورات المواتية في التضخم العام والأساسي في تحسن توقعات التضخم، وعليه، من المتوقع أن يستقر المعدل السنوي للتضخم العام عند معدلاته الحالية خلال الفترة المتبقية من عام 2025 قبل أن يعاود تراجعه تدريجيا خلال 2026، وهو ما يتوقف على مقدار التغير في أسعار السلع غير الغذائية وعلى إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة (كالتغير في الأسعار المحددة إداريا) وتأثيرها على الأسعار المحلية. ومع ذلك، من المحبَّذ التريث في المضي قدما في دورة التيسير النقدي، خاصة وأن هذا النهج يتيح وقتا كافيا لتقييم الآثار المحتملة للتغييرات التشريعية المُعلنة في الآونة الأخيرة ومنها تعديلات ضريبة القيمة المضافة.

وفي ضوء ما تقدم، ترى لجنة السياسة النقدية أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يُعد ملائما لاستدامة المسار النزولي للتضخم. وسوف تواصل اللجنة تقييم قراراتها على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة متابعة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى المعدل المستهدف البالغ 7% (±2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026.

مقالات مشابهة

  • بنك قطر الوطني يتوقع استمرار المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة
  • إردوغان: تشكيل لجنة برلمانية لمناقشة نزع سلاح حزب العمال الكردستاني
  • التضخم يطرق الأبواب مجدداً.. والسبب رسوم ترامب
  • نيجيرفان بارزاني عن إلقاء سلاح العماليين: خطوة مهمة ومبشرة لتثبيت السلام
  • أسباب إبقاء البنك المركزي لأسعار الفائدة دون تغيير
  • "المركزي المصري" يكشف أسباب تثبيت أسعار الفائدة
  • لماذا ثبت البنك المركزي سعر الفائدة في اجتماع اليوم
  • سعر الفائدة.. لماذا فضّل البنك المركزي المصري التثبيت؟
  • البنك المركزي المصري يحسم سعر الفائدة في اجتماع اليوم
  • ترامب: سعر الفائدة الأميركي أعلى مما ينبغي بنحو 3% على الأقل