اختتمت وزارة الشباب والرياضة ، من خلال  الإدارة المركزية للتعليم المدني " الإدارة العامة للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية " ، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة في الإسكندرية ،ثاني فعاليات البرنامج القومي للوعي الاقتصادي للشباب ، والذي يحمل شعار « دور الشباب في دعم الإقتصاد المصري » ، بالمدينة الشبابية بأبوقير   ، بمشاركة 100 شابًا وشابة من الكوادر الشبابية المميزة ، علي مدار يومين ،  تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي ، وزير الشباب والرياضة .

في مستهل كلمته، نقل الدكتور محمد غنيم ، مدير عام التعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية ، اهتمام وترحيب  الدكتور أشرف صبحي ، وزير الشباب والرياضة ، بجميع المشاركين في البرنامج ، وتأكيده علي أهمية نشر ثقافة  الوعي الاقتصادي ،لانه يُعد  أحد العوامل التي تسهم في بناء وتعزيز القوة الناعمة في الجمهورية الجديدة ، حيث يقدم شبابها دورًا كبيرًا نحو دعم برامج  الاقتصاد المصري من خلال مشاركتهم في برامج  ريادة الأعمال والابتكار وإنشاء وتطوير الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة ، مشيرًا إلي 
الشباب لديهم قدرات و مهارات تكنولوجية عالية واستخدام واسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وإيجاد حلول جديدة لتحسين العمليات الاقتصادية في مختلف المجالات

كما أشاد بالنجاح الكبير الذي حققه البرنامج، وبالمواضيع والأطروحات التي تم التطرق لها في الجلسات النقاشية  التي تضمنها، والتي انعكست بشكل إيجابي على مخرجات دور الشباب في دعم الإقتصاد المصري  خلال المرحلة المقبلة في الجمهورية الجديدة التي أصبحت حاضنة عالمية لنموذج مبتكر في تمكين الشباب وتفعيل دورهم ومشاركتهم في العملية التنموية الشاملة ، وذلك تجسيداً لتوجيهات القيادة السياسية التي تؤمن بقدرات وطاقات الشباب، وتحرص على تعزيز دور فئة الشباب وتأهيلهم لمواجهة كافة التحديات المستقبلية، وتزويدهم بالأدوات والوسائل التي تدعم جهودهم نحو  اقتصاد معرفي ومستدام".

وأدار الجلسة النقاشية ، الدكتور محمد الخطيب  استاذ مساعد بكلية الدراسات الاقتصادية و العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية ، التي جاءت تحت عنوان " الوعي الاقتصادي ودوره في تحقيق الاستقرار الاقتصادي ومكافحة الأزمات الاقتصادية " ، وتحدث حول عدد من المحاور الاستراتيجية المرتبطة بماهية الوعي الاقتصادي وأهمية فهم شباب الجمهورية الجديدة للمفاهيم والمبادئ الأساسية في الاقتصاد وتأثيرها على الحياة اليومية والقرارات الاقتصادية ، والاستقرار الاقتصادي، والأزمات الاقتصادية ، تأثير الوعي الاقتصادي  على المجتمع المصري ، ثقافة الوعي الاقتصادي من خلال دور وسائل التواصل الاجتماعي  والمنصات الإعلامية المختلفة نحو تحقيق الوعي الاقتصادي لانه بمثابة ضرورة لاستقرار الأسرة والدولة ونهضة المجتمع ،  أثر انتشار الشائعات على الوعي الاقتصادي ، و التضخم والركود التضخمي والأزمات العالمية بعد جائحة كورونا ".

واختتمت الفعاليات بتكريم المشاركين في اللقاء ،  بحضور ، الدكتور محمد غنيم ، مدير عام التعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية ، خالد فوزي ، مدير إدارة تأهيل الكوادر الشبابية ، الدكتورة رحاب الزميتي ،  مدير إدارة التعليم المدني بمديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية ، اميل اسحق ، مسؤول البرنامج القومي تنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية بالوزارة  ، أحمد فؤاد ، مسئول البرنامج بالوزارة .

وأشاد المشاركون في البرنامج علي ماقدمه لهم كتجربة رائدة و محتوى ثري ومفيد يساعدهم على فهم أفضل للقضايا الاقتصادية والمالية، وزيادة وعيهم بأهمية القرارات الاقتصادية ، واتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً وتحقيق النجاح في حياتنا  المهنية والشخصية .

تجدر الإشارة إلي أن البرنامج يستهدف:"  علم الاقتصاد والتحكم في الوعي المجتمعي ، مفهوم الوعى الاقتصادي واثره على المجتمع المصري المعاصر ، ثقافة الوعى الاقتصادي من خلال وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي ، الوعي الاقتصادي ضرورة لاستقرار الاسرة ونهضة المجتمع ، الشباب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، دور الدولة في التنمية والإصلاح الاقتصادي ، التضخم والأزمة الاقتصادية العالمية بعد جائحة كورونا  ) حيث ينفذ داخل مراكز الشباب بــ 7 محافظات هي [ الأسكندرية ؛  القليوبية ؛  بورسعيد ؛  الدقهلية ؛  شمال سيناء ؛  بني سويف ؛  الوادي الجديد ].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الشباب والرياضة مديرية الشباب والرياضة الکوادر الشبابیة الشباب والریاضة الوعی الاقتصادی من خلال

إقرأ أيضاً:

عصام كاظم جري… اللغة الناعمة بعطرها الممسوس بتقانات الاثراء وتجويف الاساطير التراثية الميسانية عمقا ودلالة ومعنى

قراءة أدبية / سمير السعد ..

في زمنٍ باتت فيه الأصوات العالية تُغطّي على خرير الشعر، ينهضُ عصام كاظم جري بصوته الهادئ كقنديلٍ في عتمة الجنوب، لا يطلب الضوء لنفسه، بل يهبه للآخرين. شاعرٌ ومربٍّ وإنسان، ترك ومازال ، بصمة لا تُمحى في ذاكرة ميسان الثقافية، وفي وجدان من عرفوه، سواء في الحقل التعليمي أو في المنتديات الأدبية أو في طيب المجالس. أنيق في حضوره، رصين في كلمته، خفيف الظل على من حوله، محبوب في الأوساط الثقافية، ابتسامته لا تفارقه، وحديثه شيّق لا يُملّ، وكأن القصيدة تسكن حديثه كما تسكن قصيدته.

ولد في مدينة العمارة، وتشرّب من بيئتها الجنوبية الحسّ المرهف واللغة الصافية، فدرس اللغة العربية في كلية الآداب، وحصل على البكالوريوس، ليختار بعدها طريق التعليم، فيجمع بين الأدب والتربية، وبين الجمال والمسؤولية. لم يكن مجرد معلم للغة، بل مربٍّ للذوق والروح، فأثر في أجيال كثيرة، ترك فيهم بذور الحرف والوعي، وكان مثالًا للمدرّس الذي يجمع بين الخلق والعلم، وبين التواضع والهيبة.

انتماؤه للكلمة كان صادقًا وحقيقيًا، ولهذا انضمّ إلى اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، وكذلك إلى
اتحاد الأدباء العرب، وشارك في تأسيس ملتقى ميسان الثقافي، وشغل منصب رئيس نادي الشعر في اتحاد أدباء ميسان بين عامي 2016 و2019، في فترةٍ شهدت نشاطًا ملحوظًا في المشهد الأدبي المحلي، وكان من بين أبرز الأصوات التي حافظت على اتزان الشعر في مواجهة الاضطراب الثقافي العام.

تُعدّ تجربته الشعرية من التجارب المهمة في جنوب العراق، وقد انعكست في دواوينه “خارجًا ومكتفيًا بالسواد” الذي صدر عام 2001 عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد، و”خارطة الريح” الذي صدر عن اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان عام 2011. هذان العملان رسّخا حضوره كشاعرٍ يمتلك نبرة خاصة، ويتعامل مع القصيدة بوصفها شغفًا ذاتيًّا ورسالة وجودية. كما شارك في مجاميع شعرية جماعية مهمة مثل “أعالي السنديان”، و”أحزان عراقية”، و”وردة الضحايا”، مما جعله حاضرًا في المشهد الأدبي على المستوى المحلي والعربي.

في قصيدته “لقاء أوّل”، تتجلى رؤيته الشعرية التي تمزج بين الذات والواقع، وتنهل من الحزن العراقي، ولكن دون أن تستسلم له. يفتتح النص بلحظة العودة، العودة إلى الذات، وإلى الوطن، وإلى المواجهة:
عند أوّلِ عودةٍ لي
عند أوّل التفاتةٍ إلى حارسِ الحدود
عند أوّل نقطةٍ لتفشي السّر
تذكرتُ الحياةُ
شظايا
وأريكةُ ليل

هذا المقطع ينهض على مفارقة الشعور بين اللحظة الآنية وذاكرة الألم. كلّ “أول” في النص يشير إلى كشف داخلي. العودة ليست مجرد عبور مكاني، بل عبور وجودي نحو الذات المنهكة. حين يلتفت الشاعر لحارس الحدود، لا يراه بعين الجغرافيا، بل كرمز لحدودٍ أوسع ، حدود الوجع، الغربة، والانفصال. تتذكر الحياة لا كأمل، بل كشظايا، وكسطح هشّ ، ” أريكة ليل”، حيث الراحة مؤقتة، والوحدة أبدية.

ثم يمضي في توصيفٍ يزداد كثافة وتصعيدًا:
الحياة
سلّمٌ من رصاص
ساحةٌ ووقوفٌ من بارودٍ
وتلف

هذا السطر يعبّر عن سوداوية لا يخلو منها وعي الشاعر. الحياة هنا ليست ارتقاءً ناعمًا، بل “سلّم من رصاص”، كلّ درجة فيه موت مؤجل. “وقوف من بارود” إشارة إلى الثبات القسري وسط أخطار الحرب، وتتحوّل الحياة إلى تلف، إلى حالة من التآكل والصمت.

ويكمل الشاعر لوحته:

عند أوّلِ شهقةٍ من الآس
عند أوّلِ عبّارةٍ للغرق
الأرصفةُ مشاهدُ من جماجمَ
وأنفاق

الآس، رمز العطر والموت، يأتي ممزوجًا بـ”شهقة”، ما يوحي بجنازة، أو بوداع. “العبّارة للغرق” ليست فقط عبورًا مائيًّا بل رمزٌ للمرور من الحياة إلى الفقد. أما الأرصفة، فليست للانتظار أو اللقاء، بل “مشاهد من جماجم”، كأن الموت يمشي معنا على أرصفة المدن.

وفي المقطع الثاني من القصيدة، يرتقي الشاعر نحو صورة أكثر كثافة، وأكثر حزنًا:

من بياناتِ اختباء
عند أوّلِ لوحةٍ درامية من الرمل
عند أوّلِ ثريا تبثّ النجوم
عند أوّلِ ستارِ عَتمة
الخنادقُ أسلاكٌ
معطوبة

يبدأ من “بيانات اختباء” ليشير إلى هروب الإنسان من ذاته، من ذاكرته، من وطنه حتى، لكنه لا يهرب من القصيدة. “اللوحة الدرامية من الرمل” تشير إلى مشهد مؤقت، هشّ، قابل للانهيار. “الثريا” تبث النجوم، لكنها في مشهدٍ معتم، لا تنير ما حولها، فالضوء لا يبلغ الأرض. “الخنادق أسلاك معطوبة”، صورة تستدعي الحرب، العطب، فشل الحماية، وانهيار الدفاعات النفسية والواقعية.

ثم يختتم القصيدة بهذا التساؤل الموجع:

لكِ وحدَك أكثرُ من ليل
والطفولةُ علامةٌ تشبهُ أقواسَ الفرح
من يُنقذُ وجهَ الليل من هذا السواد؟
والشمسُ تخلعُ عباءةَ الإتقاذ
وتلوّحُ بخيوطِها للراحلين
الذين لا يملكونَ بقايا
الحروف؟

هذا المقطع يصل بالقصيدة إلى ذروة الدراما الشعرية. “لكِ وحدك أكثر من ليل” هو خطاب إلى ذات أنثوية مجهولة، ربما الوطن، أو الحب، أو الذاكرة. الطفولة، رغم رمزيتها، لا تأتي إلا كـ”علامة تشبه أقواس الفرح” – الفرح مجرّد تشبيه لا تحقق. في سؤاله: “من يُنقذ وجه الليل من هذا السواد؟” يتجلّى اليأس النبيل، واليأس الواعي. الليل مظلم حتى في وجهه، فكيف ننجو؟ حتى الشمس، التي يفترض أن تُنقذ، “تخلع عباءة الإنقاذ”، وتنأى، تلوّح للراحلين الذين “لا يملكون بقايا الحروف” – هم أولئك الذين صمتوا، ماتوا، ولم تُكتب لهم قصة أو قصيدة.

ولا يقتصر أثره على النص الشعري فقط، بل تعدّاه إلى النقد، حيث كتب مقالات رصينة عن تجارب شعرية عربية وعراقية، مثل “خيول مشاكسة” لماجد الحسن، و”الغياب العالي” لعلي سعدون، و”دفء الثلج” لجابر محمد، و”صيدلية البقاء” لمحمد قاسم الياسري، وغيرها. كانت كتاباته النقدية نابعة من حسّ معرفي وثقافي، ومن إحساس صادق بالشعر بوصفه ضرورة روحية وجمالية.

أما حضوره الأكاديمي، فقد تجاوز حدود النشر إلى فضاء الجامعات، حيث دُرست تجربته الشعرية في أطروحات دكتوراه ورسائل ماجستير في جامعات عربية وعراقية عدة، منها جامعة القاهرة، جامعة بابل، جامعة كربلاء، الجامعة المستنصرية، وجامعة ميسان. وهو ما يؤكّد أن أثره لم يكن لحظيًّا، بل عميقًا ومستمرًا، ويستحق مزيدًا من التوثيق.

من المدهش أن لا نجد حتى اليوم كتابًا نقديًا منفردًا يُعنى بتجربته الشخصية والأدبية، رغم غناها وتنوعها وتأثيرها. نحتاج إلى كتاب يحمل عنوانًا مثل “عصام كاظم جري: شاعر العمارة وضمير الجنوب”، أو “في ظلال قصيدة ميسانية ، دراسة في شعر عصام كاظم جري”، يضمّ قراءات نقدية وشهادات وأوراقًا أكاديمية، لتكون وثيقة وفاء لهذا الاسم الذي أعطى الكثير، وظل وفيًّا للقصيدة والإنسان والمكان.

عصام كاظم جري لم يكن شاعرًا فحسب، بل إنسانًا نبيلًا ومربيًا مخلصًا وصوتًا شعريًا مغايرًا، عرف كيف يجعل من الألم منبعًا للجمال، ومن الغربة نداءً للانتماء، ومن الكلمة سلاحًا للمحبّة والحقيقة. وفي كل مرة نقرأ نصًا من نصوصه، كأننا نسمع صوته وهو يهمس لنا بما لم نقله، ويضع أمامنا مرآةً من حروفٍ نقيّة، تقول لنا: “من يُنقذ وجه الليل من هذا السواد؟” وكأنه يعلّمنا من جديد أن الشعر، وحده، يستطيع أن يوقظ فينا ما نسيناه من إنسانيتنا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • إقبال كثيف من المواطنين على مراكز شباب الشرقية للاستفادة من الأنشطة
  • عصام كاظم جري… اللغة الناعمة بعطرها الممسوس بتقانات الاثراء وتجويف الاساطير التراثية الميسانية عمقا ودلالة ومعنى
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
  • أهدرت عائلته دمه.. من هو ياسر أبو شباب قائد القوة الجديدة في جنوب غزة؟
  • وزير الكهرباء يقضي ثالث أيام العيد مع العاملين بمحطة توليد أبو قير الجديدة
  • وزير الأوقاف المصري الأسبق يُشيد بجهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام 
  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • برنامج جديد لدعم الصادرات: رؤية شاملة لزيادة التنافسية وتعزيز النمو الاقتصادي