سودانايل:
2025-05-21@05:29:25 GMT

الامام الصادق المهدي الراحل الحاضر في المُخَيِّلة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

عني تغيب الإحداث ذلك لعدم المتابعة التاريخية بعد أن تركت الكتابة بنظام الرزنامة التي ترصد وتحدد الأحداث بالسنة السودانية منذ ذكري الاستقلال في يناير لديسمبر شهر ثورة الشباب المجيدة, وكذلك ضغوط العمل وعوامل العمر والصحة ,وأني لجد حزن بأن مضت ذكري رحيل الإمام عنا دون الانتباه لما ترك من رصيد فكري وكتابات كثيرة في شتي مناحي المعرفة والشأن العام والإفكار والقضايا الاجتماعية وبحزبه الذي كان هو الحزب والفكرة والقيادة , الراحل الإمام الصادق المهدي هو زعيم سياسي وفكري سوداني، توفي في السادس والعشرين نوفمبر 2022 بعد مسيرة حافلة بالنضال والإسهامات في مجالات مختلفة.

في هذه المساحة الضئيلة سنتناول بعض جوانب فكره ورؤيته الفكرية التي تميزت بالانفتاح والتجديد والتوازن وعند ما نقارن ما جاء به في أمر تجديد فكر المهدية السوداني وكتابات من يرون أن المهدية حركة مجاذيب , نري فكر جديد للحركة المهدية و يُعد كتابه (يسألونك عن المهدية) من أهم الأعمال الفكرية التي تناولت هذه الحركة الإسلامية التي ظهرت في السودان في القرن التاسع عشر ودوما كما كان يسعى الإمام الصادق المهدي في كتابه تحديدًا قدم قراءة جديدة للحركة المهدية، بعيدًا عن الأحكام الجاهزة والتصورات النمطية. فهو يؤكد أن الحركة المهدية كانت حركة إسلامية إصلاحية، هدفها إقامة دولة عادلة قائمة على العدل والمساواة والحرية , ويتناول الإمام الصادق المهدي في كتابه عددًا من القضايا المهمة المتعلقة بالحركة المهدية، مثل مفهوم المهدي في الإسلام وأسباب ظهور الحركة المهدية وأهداف الحركة المهدية و الممارسات السياسية والاجتماعية للحركة المهدية ويقدم الإمام الصادق المهدي في كتابه قراءة نقدية للحركة المهدية، حيث يشير إلى بعض الأخطاء التي وقعت فيها، لكنه في الوقت نفسه يؤكد على دورها الكبير في تاريخ السودان.
ويمكن تلخيص أفكار الإمام الصادق المهدي في كتابه "يسألونك عن المهدية"
في النِّقَاط التالية ,الحركة المهدية حركة إسلامية إصلاحية، هدفها إقامة دولة عادلة قائمة على العدل والمساواة والحرية.
مفهوم المهدي في الإسلام هو مفهوم ديني، وليس سياسيًا أو عرقيًا.
أسباب ظهور الحركة المهدية كانت متعددة، منها: الظلم والاستبداد الذي كان يعاني منه السودان في ذلك الوقت، والرغبة في إحياء الإسلام.
أهداف الحركة المهدية كانت إصلاحية وسياسية، منها: القضاء على الظلم والاستبداد، وإقامة دولة عادلة، ونشر الإسلام.
الممارسات السياسية والاجتماعية للحركة المهدية كانت متأثرة بالظروف التاريخية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
يُعد كتاب "يسألونك عن المهدية" من الأعمال الفكرية المهمة التي تساهم في فهم الحركة المهدية وتأثيرها على تاريخ السودان. فهو يقدم قراءة جديدة للحركة بعيدًا عن الأحكام الجاهزة والتصورات النمطية، ويؤكد على دورها الكبير في تاريخ السودان.
ويظل الإمام الصادق المهدي واحدًا من أهم المفكرين الإسلاميين في السودان، وقد ترك بصمة واضحة على الفكر الإسلامي المعاصر.
يمكن القول إن الإمام الصادق المهدي كان رائدًا في الحُوَار والتعايش مع الآخر، سواء كان الآخر من داخل السودان أو خارجه، وسواء كان من المسلمين أو غيرهم. فقد أظهر الإمام تفهمًا واحترامًا للتنوع الثقافي والديني والسياسي في السودان، وسعى إلى بناء جسور التواصل والتعاون مع كافة القُوَى والحركات الوطنية والإقليمية والدولية, وهو إلى ذلك كان متفتحًا على الفكر الحديث والمعاصر، ومستعدًا للمناظرة والنقاش مع مختلف المذاهب والاتجاهات الفكرية، مثل العَلمانية والماركسية والليبرالية والإسلامية، وذلك بأسلوب علمي ومنطقي وموضوعي، دون تعصب أو تجريح أو تشويه.
و يمكن القول إن الإمام الصادق المهدي كان مجددًا في الفكر الإسلامي، ومنهجه الفكري كان يقوم على الاعتماد على القرآن والسنة والعقل والإجماع، والاستفادة من تراث العلماء والمجتهدين السابقين، والتفاعل مع الواقع والمستجدات، والتوفيق بين الأصالة والمعاصرة، والتحرير من الجمود والتقليد والتشدد، والتحلي بالوسطية والاعتدال والرحمة. وقد أسهم الإمام في تطوير الفقه الإسلامي والتشريع الإسلامي، وتنوير العقيدة الإسلامية والفلسفة الإسلامية، وتجديد الأخلاق الإسلامية والتربية الإسلامية، وتحقيق العدالة الإسلامية والسلام الإسلامي.
وكذلك نستطيع نقول إن الإمام الصادق المهدي كان متوازنًا في الفكر والعمل، ومنهجه الفكري كان يرتبط بمنهجه السياسي، ويترجم إلى مواقف ومبادرات ومشاريع وبرامج تهدف إلى تحقيق المصالح العامة والمطالب الشعبية والحريات الأساسية والحقوق الإنسانية, وقد أظهر الإمام تفانيًا وشجاعة في الدفاع عن قضايا الأمة والوطن، ومرونة وحكمة في التعامل مع التحديات والمخاطر، وصبر وثبات في مواجهة الاضطهاد والظلم، وتضحية وإخلاص في خدمة الدين والشعب24.
إن فكر الإمام الصادق المهدي ورؤيته الفكرية تمثل إرثًا ثريًا ونموذجًا مشرفًا للجيل الحاضر والقادم، وتدعو إلى الاستمرار في البحث والتعلم والتجديد والتطوير في كافة مجالات الحياة، وتحث على الالتزام بالقيم والمبادئ والأهداف الإسلامية والوطنية، وتحمل رسالة الأمل والتفاؤل والعمل لبناء مستقبل أفضل للسودان والأمة.
وتعالوا معي لكي نجمل بقية ما سطر الإمام الراحل الصادق المهدي , بقية كتب الإمام الصادق المهدي وأفكاره في مجملها سزف تكون تراثاً فكرياً غنياً، يعكس رؤيته المتوازنة للإسلام والسياسة والمجتمع.
بالإضافة إلى كتابه الشهير "الإسلام والحرية"، الذي نشره عام 1960، كتب الصادق المهدي عدداً من الكتب الأخرى، منها "الدين والمجتمع" (1964): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والمجتمع، ويؤكد على أهمية الدين في بناء مجتمع عادل ومستقر.
"الإسلام والسياسة" (1971): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والسياسة، ويؤكد على أهمية الدين في بناء نظام سياسي عادل.
"الإسلام والاقتصاد" (1976): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والاقتصاد، ويؤكد على أهمية الدين في تحقيق التنمية الاقتصادية العادلة.
"الإسلام والمرأة" (1981): يتناول هذا الكتاب حقوق المرأة في الإسلام، ويؤكد على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة.
"الإسلام والعلم" (1991): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والعلم، ويؤكد على أهمية الدين في دعم العلم والمعرفة.
"الإسلام والأخلاق" (1996): يتناول هذا الكتاب الأخلاق الإسلامية، ويؤكد على أهمية الأخلاق في بناء مجتمع صالح.
في هذه الكتب، يطرح الصادق المهدي رؤيته الخاصة للإسلام، التي تتميز بالحداثة والتجديد. فهو يؤكد على أهمية الاجتهاد في فهم الدين، وضرورة تكييفه مع متطلبات العصر. كما يؤكد على أهمية الحرية والعدالة الاجتماعية، باعتبارهما من أهم القيم الإسلامية عمومًا، يمكن تلخيص أفكار الصادق المهدي في النِّقَاط التالية ,الإسلام دين حضاري وإنساني، يدعو إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.
الإسلام دين يدعو إلى الاجتهاد في فهم الدين، وضرورة تكييفه مع متطلبات العصر.
الإسلام دين يدعو إلى احترام التنوع والتعددية الدينية والثقافية.
لقد كان للأفكار التي طرحها الصادق المهدي تأثير كبير على الفكر الإسلامي المعاصر. فقد ساهمت في تجديد الفكر الإسلامي، ودفعته إلى الانفتاح على العالم الحديث.
بعض الأفكار المؤثرة للإمام الصادق المهدي من بين الأفكار المؤثرة للإمام الصادق ، ونجد فكرة "الإسلام الوسطي" وهي فكرة تدعو إلى التوازن بين الأصالة والمعاصرة في الفكر الإسلامي.
فكرة "الإسلام الحضاري": وهي فكرة تدعو إلى بناء مجتمع إسلامي حضاري قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية.
فكرة "الإسلام الديمقراطي": وهي فكرة تدعو إلى بناء نظام سياسي إسلامي ديمقراطي.
لقد ساهمت هذه الأفكار في إثراء الفكر الإسلامي، ودفعته إلى التفاعل مع الأفكار والقيم الحديثة.
رحم الله الإمام رحمة واسعة لما قدم من فكر جدير بالاهتمام والدراسة ومراجعة ما نحن عليه من أزمة فكرية بواسطة ما طرح, في زمن قل فيها اليراعة العارف العميق

zuhairosman9@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفکر الإسلامی

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: الإسلام ليس ضد التطور ويواكب كل منجزات العصر

قال الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن ما يُردَّد أحيانًا من أن الإسلام لا يواكب التطورات الحديثة أو لا يلائم العصر الحديث هو "قول صادر عن مهزومين نفسيًا"، مؤكّدًا أن الإسلام دين تقدُّم ورُقي، ويملك من التشريعات ما يجعله قادرًا على التفاعل الإيجابي مع كل جديد.

البحوث الإسلامية يشارك بمؤتمر: «الإرهاب في غرب أفريقيا»البحوث الإسلامية يطلق قافلة توعية شاملة في المطارات بمناسك الحج .. صور

وأوضح الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خلال تصريح، أن الإسلام منذ لحظته الأولى جاء يخاطب العقل والوجدان، ويرسّخ لقيم التفكير والتدبّر، مشيرًا إلى أن الله تعالى سخّر للإنسان ما في السماوات والأرض جميعًا من أجل رقيّه وتقدّمه، ثم عقّب على ذلك بقوله: "إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون".

وأضاف أن أعمال العقل والعلم والمعرفة هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من منجزات حضارية ومكتسبات مادية، ولا يمكن تصور أن يكون الإسلام ضد هذا المسار، بل على العكس، القرآن الكريم أشار بوضوح إلى التقدُّم العلمي والابتكار، في قوله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، مؤكدًا أن هذه الآية تُعدّ تهيئة نفسية للأجيال المتعاقبة لاستقبال تطورات واكتشافات ستأتي تباعًا، وهو ما نراه متحققًا في واقعنا اليوم.

وأشار الأمين العام المساعد إلى أن الإسلام لا يرفض هذه المخترعات، بل يضع لها ضوابط شرعية تضمن تحقيق الجانب الآمن والمفيد منها، مؤكدًا أن العالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة في وسائل الاتصال والتطبيقات الرقمية، وعلى المسلمين أن يواكبوها بالاستفادة والإفادة دون تفريط أو تضييع للقيم.

وشدد على أن القرآن الكريم أرشد البشرية منذ البداية إلى طريق المعرفة والعلم بقوله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، لافتًا إلى أن هذه الآية تمثل مفتاح الحضارة الإنسانية التي تُبنى على القراءة المنتجة، والمعرفة المسؤولة.

وعن الاستخدام الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعي، قال إن الإسلام يوجّه سلوك الإنسان إلى الانضباط اللفظي والأخلاقي، محذرًا من خطورة الكلمة غير المسؤولة، أو المهينة، أو المثيرة للفتن، مؤكدًا أن من صفات المؤمنين أنهم يعرضون عن اللغو، كما قال الله تعالى: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون".

وأكد على أن الإسلام يربّي أبناءه على المسؤولية في القول والفعل، وأن حضور الإنسان الرقمي لا ينبغي أن يكون منفصلًا عن ضوابط الدين وقيمه العليا في التواصل، قائلاً: "المنصات الحديثة فرص عظيمة إذا أُحسن استخدامها، وهي في ذاتها نعمة، ولكنها قد تتحول إلى نقمة إن فُقدت البوصلة الأخلاقية".

طباعة شارك البحوث الإسلامية الإسلام التطور العقل الوعي الدكتور حسن يحي الأزهر

مقالات مشابهة

  • الصادق الرزيقي يكتب: 4 تحديات مصيرية تواجه رئيس وزراء السودان الجديد
  • البحوث الإسلامية: الإسلام ليس ضد التطور ويواكب كل منجزات العصر
  • عاش الجيش والذين يقاتلون معه، فقد حققوا ما كانت تحسبه السيدة زينب الصادق مستحيلا!
  • نشأت الديهي: جوزيف عون يرى في الرئيس السيسي العروبي الحقيقي الصادق
  • اعتنقت الإسلام
  • نصرة الإسلام تجتاح مدينة مهمة في بوركينا فاسو وسط تهاوي قبضة الجيش
  • الصادق: الانتخابات البلدية أسقطت كل الأوهام
  • عبد الصادق:المسرح الجامعي أداة تربوية فعّالة تسهم في صقل شخصية الطلاب
  • والي الشمالية يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الآثار من التعديات
  • رئيس الشيوخ: الشباب هم شركاء حقيقيون في بناء الحاضر.. وليسوا فقط أمل المستقبل