الامام الصادق المهدي الراحل الحاضر في المُخَيِّلة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
عني تغيب الإحداث ذلك لعدم المتابعة التاريخية بعد أن تركت الكتابة بنظام الرزنامة التي ترصد وتحدد الأحداث بالسنة السودانية منذ ذكري الاستقلال في يناير لديسمبر شهر ثورة الشباب المجيدة, وكذلك ضغوط العمل وعوامل العمر والصحة ,وأني لجد حزن بأن مضت ذكري رحيل الإمام عنا دون الانتباه لما ترك من رصيد فكري وكتابات كثيرة في شتي مناحي المعرفة والشأن العام والإفكار والقضايا الاجتماعية وبحزبه الذي كان هو الحزب والفكرة والقيادة , الراحل الإمام الصادق المهدي هو زعيم سياسي وفكري سوداني، توفي في السادس والعشرين نوفمبر 2022 بعد مسيرة حافلة بالنضال والإسهامات في مجالات مختلفة.
ويمكن تلخيص أفكار الإمام الصادق المهدي في كتابه "يسألونك عن المهدية"
في النِّقَاط التالية ,الحركة المهدية حركة إسلامية إصلاحية، هدفها إقامة دولة عادلة قائمة على العدل والمساواة والحرية.
مفهوم المهدي في الإسلام هو مفهوم ديني، وليس سياسيًا أو عرقيًا.
أسباب ظهور الحركة المهدية كانت متعددة، منها: الظلم والاستبداد الذي كان يعاني منه السودان في ذلك الوقت، والرغبة في إحياء الإسلام.
أهداف الحركة المهدية كانت إصلاحية وسياسية، منها: القضاء على الظلم والاستبداد، وإقامة دولة عادلة، ونشر الإسلام.
الممارسات السياسية والاجتماعية للحركة المهدية كانت متأثرة بالظروف التاريخية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
يُعد كتاب "يسألونك عن المهدية" من الأعمال الفكرية المهمة التي تساهم في فهم الحركة المهدية وتأثيرها على تاريخ السودان. فهو يقدم قراءة جديدة للحركة بعيدًا عن الأحكام الجاهزة والتصورات النمطية، ويؤكد على دورها الكبير في تاريخ السودان.
ويظل الإمام الصادق المهدي واحدًا من أهم المفكرين الإسلاميين في السودان، وقد ترك بصمة واضحة على الفكر الإسلامي المعاصر.
يمكن القول إن الإمام الصادق المهدي كان رائدًا في الحُوَار والتعايش مع الآخر، سواء كان الآخر من داخل السودان أو خارجه، وسواء كان من المسلمين أو غيرهم. فقد أظهر الإمام تفهمًا واحترامًا للتنوع الثقافي والديني والسياسي في السودان، وسعى إلى بناء جسور التواصل والتعاون مع كافة القُوَى والحركات الوطنية والإقليمية والدولية, وهو إلى ذلك كان متفتحًا على الفكر الحديث والمعاصر، ومستعدًا للمناظرة والنقاش مع مختلف المذاهب والاتجاهات الفكرية، مثل العَلمانية والماركسية والليبرالية والإسلامية، وذلك بأسلوب علمي ومنطقي وموضوعي، دون تعصب أو تجريح أو تشويه.
و يمكن القول إن الإمام الصادق المهدي كان مجددًا في الفكر الإسلامي، ومنهجه الفكري كان يقوم على الاعتماد على القرآن والسنة والعقل والإجماع، والاستفادة من تراث العلماء والمجتهدين السابقين، والتفاعل مع الواقع والمستجدات، والتوفيق بين الأصالة والمعاصرة، والتحرير من الجمود والتقليد والتشدد، والتحلي بالوسطية والاعتدال والرحمة. وقد أسهم الإمام في تطوير الفقه الإسلامي والتشريع الإسلامي، وتنوير العقيدة الإسلامية والفلسفة الإسلامية، وتجديد الأخلاق الإسلامية والتربية الإسلامية، وتحقيق العدالة الإسلامية والسلام الإسلامي.
وكذلك نستطيع نقول إن الإمام الصادق المهدي كان متوازنًا في الفكر والعمل، ومنهجه الفكري كان يرتبط بمنهجه السياسي، ويترجم إلى مواقف ومبادرات ومشاريع وبرامج تهدف إلى تحقيق المصالح العامة والمطالب الشعبية والحريات الأساسية والحقوق الإنسانية, وقد أظهر الإمام تفانيًا وشجاعة في الدفاع عن قضايا الأمة والوطن، ومرونة وحكمة في التعامل مع التحديات والمخاطر، وصبر وثبات في مواجهة الاضطهاد والظلم، وتضحية وإخلاص في خدمة الدين والشعب24.
إن فكر الإمام الصادق المهدي ورؤيته الفكرية تمثل إرثًا ثريًا ونموذجًا مشرفًا للجيل الحاضر والقادم، وتدعو إلى الاستمرار في البحث والتعلم والتجديد والتطوير في كافة مجالات الحياة، وتحث على الالتزام بالقيم والمبادئ والأهداف الإسلامية والوطنية، وتحمل رسالة الأمل والتفاؤل والعمل لبناء مستقبل أفضل للسودان والأمة.
وتعالوا معي لكي نجمل بقية ما سطر الإمام الراحل الصادق المهدي , بقية كتب الإمام الصادق المهدي وأفكاره في مجملها سزف تكون تراثاً فكرياً غنياً، يعكس رؤيته المتوازنة للإسلام والسياسة والمجتمع.
بالإضافة إلى كتابه الشهير "الإسلام والحرية"، الذي نشره عام 1960، كتب الصادق المهدي عدداً من الكتب الأخرى، منها "الدين والمجتمع" (1964): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والمجتمع، ويؤكد على أهمية الدين في بناء مجتمع عادل ومستقر.
"الإسلام والسياسة" (1971): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والسياسة، ويؤكد على أهمية الدين في بناء نظام سياسي عادل.
"الإسلام والاقتصاد" (1976): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والاقتصاد، ويؤكد على أهمية الدين في تحقيق التنمية الاقتصادية العادلة.
"الإسلام والمرأة" (1981): يتناول هذا الكتاب حقوق المرأة في الإسلام، ويؤكد على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة.
"الإسلام والعلم" (1991): يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الدين والعلم، ويؤكد على أهمية الدين في دعم العلم والمعرفة.
"الإسلام والأخلاق" (1996): يتناول هذا الكتاب الأخلاق الإسلامية، ويؤكد على أهمية الأخلاق في بناء مجتمع صالح.
في هذه الكتب، يطرح الصادق المهدي رؤيته الخاصة للإسلام، التي تتميز بالحداثة والتجديد. فهو يؤكد على أهمية الاجتهاد في فهم الدين، وضرورة تكييفه مع متطلبات العصر. كما يؤكد على أهمية الحرية والعدالة الاجتماعية، باعتبارهما من أهم القيم الإسلامية عمومًا، يمكن تلخيص أفكار الصادق المهدي في النِّقَاط التالية ,الإسلام دين حضاري وإنساني، يدعو إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.
الإسلام دين يدعو إلى الاجتهاد في فهم الدين، وضرورة تكييفه مع متطلبات العصر.
الإسلام دين يدعو إلى احترام التنوع والتعددية الدينية والثقافية.
لقد كان للأفكار التي طرحها الصادق المهدي تأثير كبير على الفكر الإسلامي المعاصر. فقد ساهمت في تجديد الفكر الإسلامي، ودفعته إلى الانفتاح على العالم الحديث.
بعض الأفكار المؤثرة للإمام الصادق المهدي من بين الأفكار المؤثرة للإمام الصادق ، ونجد فكرة "الإسلام الوسطي" وهي فكرة تدعو إلى التوازن بين الأصالة والمعاصرة في الفكر الإسلامي.
فكرة "الإسلام الحضاري": وهي فكرة تدعو إلى بناء مجتمع إسلامي حضاري قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية.
فكرة "الإسلام الديمقراطي": وهي فكرة تدعو إلى بناء نظام سياسي إسلامي ديمقراطي.
لقد ساهمت هذه الأفكار في إثراء الفكر الإسلامي، ودفعته إلى التفاعل مع الأفكار والقيم الحديثة.
رحم الله الإمام رحمة واسعة لما قدم من فكر جدير بالاهتمام والدراسة ومراجعة ما نحن عليه من أزمة فكرية بواسطة ما طرح, في زمن قل فيها اليراعة العارف العميق
zuhairosman9@gmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الفکر الإسلامی
إقرأ أيضاً:
«السَّلَامُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية
خطبة الجمعة اليوم.. حددت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة اليوم 4 يوليو 2025م، الموافق 9 محرم 1447 هـ، وعنوانها «السَّلَامُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ»، والهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو: نشر السلام وإفشاء قيمته بين المجتمع، علما بأن الخطبة الثانية تتناول الكرم والجود والشهامة والمروءة وإنكار الذات، والعمل في صمت.
نص خطبة الجمعةالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ رَبُّنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، هَدَى أَهلَ طَاعتِهِ إلى صِرَاطهِ المُسْتَقيمِ، وَعَلِمَ عَدَدَ أَنْفَاسِ مَخْلُوقَاتِهِ بِعِلْمِهِ القَديمِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَتَاجَ رُؤُوسِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ.
وَبَعْدُ: فإن الإسلامَ جاءَ برسالةٍ سمحاءَ، وشريعةٍ غراءَ، ودٌّ ومحبةٌ، إلفٌ ورحمةٌ، سخاءُ بالأخلاقِ، ونشرٌ للخيرِ، ومنعٌ للشرِ، حياةٌ آمنةٌ مستقرةٌ، إنه مددُ الإسلامِ، ولا غَرو، فإنَّ رسالته هي السلامُ.
أيها الكرام، تأملُوا معي اسمَ الإسلامِ، ألمْ تلاحظُوا فيه معنَى السلامِ؟! ثم تأمَّلوا تَسَمِّينَا باسمِ المسلمين، إنه ارتباطٌ بالسلامِ في المسمَى والسلوكِ، دينًا ومتدينِين، وقدْ سجلَ اللهُ جلّ جلالُه ذلكَ في قوله تعالى: }مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}.
عبادَ اللهِ، تدبروا تحيةَ أهلِ الإسلامِ فيما بينَهم، إنها السلامُ، يلقيها وينْشُرها المسلمُ على مَنْ عَرَفَ ومَن لا يَعْرِفْ، تأملوا ختامَ الصلاةِ: سلامٌ على اليَمِينِ وسَلامٌ على اليَسَارِ، كأننا نبدأُ أهلَ الدنيا من كلِّ نواحيها بالسلامِ بعد أن فارقُوها بخواطرِهم لحظاتٍ، انصرفُوا فيها لمناجاةِ المَلِكِ العلامِ سبحانَهُ وتعالى، ثم تدبروا كيفَ نزلَ القرآنُ في ليلةٍ كلُّها سلامٌ تحفُّه ملائكةُ السلامِ، حيثُ قال سبحانه: {تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ}.
أيها النبيلُ: اعلم أن المسلمَ من سَلِمَ الناسُ من لسانِه ويده، وأن المؤمنَ الحقَّ هو من أمِنَهُ النَّاسُ على أنفسِهم وأموالِهم كما أخبرَنا صاحبُ الجَنابِ المعظمِ ﷺ، فكن أيها المسلمُ سِلمًا سلامًا، فإن الإسلامَ تخطَى بقضيةِ السلامِ إلى مساحاتٍ أرحبَ شملتْ الإنسانَ والحيوانَ والجمادَ وسائرَ المخلوقاتِ، إنَّهُ الإسلامُ دينُ السلامِ للعالمين.
أيها السادةُ، ألا تعلمون أن رسالةَ الإسلامِ إلى الدنيا الحفاظُ على الدنيا بخيراتِها ومقوماتِها وطاقاتِها وقدرَاتِها، وأن ندفعَ عنها شرَّ المفسدينَ، قال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، وكانَ الجنابُ الأعظمُ رسولُ السلامِ ﷺ جامعًا لمقالةٍ هي عينُ السلامِ وجوهرُه عندما قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، انظروا معي «لا ضررَ» معناه: أن تَزْرَعَ السِلمَ والسلامَ، «ولا ضرارَ» معناه: أن تسالمَ من آذاكَ فلا تضرُه كما ضرَّكَ، ولكنْ خُذْ حقَّكَ بطريقةٍ سلميةٍ عاقلةٍ، فلا تهورَ ولا فوضَى، ولكنْ بالسلامِ تُسدَى الحقوقُ، وتُوفَّى الاستحقاقاتُ.
أيها المكرمُ، لا تنسَ أنَّ شريعتَنَا الإسلاميةَ أرستْ قواعدَ السلامِ، وضبطتْ أحكامَها، فكلُّنا جيرانٌ في عالمٍ واحدٍ، وهنا يبرزُ السلامُ أيقونةَ العلاقاتِ الدوليةِ في الإسلامِ، فنقرأُ قولَ اللهَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، فنجدُ أنَّ السلامَ رحمةٌ وبرٌّ وتعايشٌ، وعزٌّ وقوةٌّ {وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
هذه هي رسالةُ الإسلامِ، السلامُ الشاملُ والعادلُ، السلامُ الذي ينشرُ الخيرَ، ويتطلعُ إلى حبِّ الحياةِ، وإلى البناءِ والتعميرِ، رسالةٌ ترفضُ التطرفَ والاعتداءَ، والتخريبَ والفسادَ، تُقررُ أمنَ الإنسانِ وبناءَ شخصيتهِ، السلامُ في الإسلامِ منظومةٌ يحركُها الشغفُ بالعمرانِ، يحركُها صناعةُ الحضارةِ وبناءُ الإنسان.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فإنَّ البذلَ، والجودَ، والشهامةَ، والمروءةَ، وإنكارَ الذاتِ، والعملَ في صمتٍ معانٍ جليلةٌ تمثلُها قيمةُ التضحيةُ التي تتطلعُ بالعبدِ إلى غاياتٍ أسمى، حيث تذوبُ المصلحة الشخصيةُ، وتتألقُ قيمةُ بذلِ النفسِ والمالِ والوقتِ ابتغاءَ الأجرِ والثوابِ على ذلك عند اللهِ عزَّ وجلَّ.Islamic clothing
أيها المكرمُ، اعلم أنَّ التضحيةَ اختبارٌ واختيارٌ صعبٌ، يكلفُ العبدَ نفسَه ومالَه وجهدَه وامتيازاتِه، وإذا أردتَ نجاحًا في اختبارِ التضحيةِ مع صعوبتِه، فتدبَّر أن الله تعالى هوَّنَ من شأنِ الدنيا وزينتِها، وعلَّمنا أن المضحيَ بالدنيا تنتظرُه المحاسنُ، والعقبى الطيبةُ، وإن شئتَ فاقرأ معي قولَ الحقِّ سبحانَه وتعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ} إنَّهُ ثوابُ فقهِ الدنيا وفهمِ واقعِها الذي يدفعُكَ دفعًا إلى التضحيةِ.
أيها المصريون، بمثل تضحياتِكم فلتفاخرْ الأممُ! وما خبرُ سقوطِ طائرةِ (رأسِ البَّرِ)، وكيفَ ضحى الطياران بحياتِهما خوفًا على أرواحِ المواطنين عنكم ببعيدٍ، وما هو بغريبٍ عنكم خبرَ السائقِ الشجاعِ الذي جادَ بنفسِه فأبعدَ سيارتَه التي انفجرَتْ في مدينةِ (العاشرِ من رمضانَ) عن حياةِ الناسِ، وارتقى شهيدًا، وأنقذَ الناسَ من حادثٍ مروعٍ.
أيها الكريمُ، عَلِّمْ أولادَكَ مَعنى التضحيةِ، اغرسْ فيهم حُبَّ الوطنِ، وحبَّ الناسِ، وفعلَ الخيراتِ دونَ مقابلٍ، عَلِّمْهُمْ أنَّ التضحيةَ مقامُ الأصفياءِ، وفِعلُ الأتقياءِ، وعلامةٌ من علاماتِ الأولياءِ، بدونها تبادُ الأممُ، وتنهارُ الحضاراتُ، وتتخلفُ المجتمعاتُ.
اللهم اجعلنا فداءً للأوطانِ، واحفظْ بلادَنا من كلِّ سوءٍ.
اقرأ أيضاً«السلام رسالة الإسلام».. موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف
السلام رسالة الإسلام.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
«بداية جديدة وأمل جديد».. موضوع خطبة الجمعة غدًا لـ وزارة الأوقاف