يعكس الالتزام الراسخ للدولة بشأن الحد من التغيّر المناخي وتعزيز الاستدامة يهدف إلى دفع جهود البحوث والابتكار لتسريع تبنّي التقنيات المستدامة بحرياً الدولة لعبت دوراً فاعلاً بالحلول المبتكرة لتحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية

أبوظبي: «الخليج»

رسخت دولة الإمارات مكانتها ضمن أفضل المراكز البحرية في العالم، من خلال تبنّيها الاستراتيجيات والسياسات والمعايير التي تعزز السلامة البحرية، وتسهم في الحفاظ على بيئتها، وتعزز كفاءة القطاع البحري عالمياً.

وتُعد دولة الإمارات من أبرز الدول المساهمة في تطوير الحلول المبتكرة والتقنيات المتقدمة لخفض الكربون البحري، في مختلف أنحاء العالم، ويأتي إنشاء «مركز الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع البحري»، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والرابع على مستوى العالم، أحد ثمار هذه الجهود التي تعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي متميز في مجال الاستدامة والتحول في قطاع الطاقة.

ويعكس إنشاء المركز التزام دولة الإمارات الراسخ بالحد من تغيّر المناخ وتعزيز الممارسات المستدامة في القطاع البحري، كما يؤدي المركز دوراً محورياً في تعزيز أهداف الاستدامة على المستويين، الوطني والإقليمي، إضافة إلى دعم الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ.

ويستعرض محور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً، تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول، من العام الجاري، في مدينة إكسبو دبي، جهود دولة الإمارات في مواجهة التغيّر المناخي من أجل تحقيق الحياد المناخي، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات وقصص النجاح الوطنية في مجال الاستدامة.

وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.

الممارسات المستدامة

وقد تعاونت وزارة الطاقة والبنية التحتية، مع هيئة التصنيف النرويجية «دي إن في»، في يوليو/ تموز الماضي، لإنشاء «مركز الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع البحري»، حيث تعد هذه المبادرة، علامة فارقة بالنسبة إلى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بشكل عام، كما تشكل معياراً جديداً لجهود خفض الكربون البحري في مختلف أنحاء العالم.

ويهدف المركز إلى دفع جهود البحوث والابتكار والتعاون بين المعنيين بهدف تسريع تبنّي الممارسات والتقنيات والسياسات المستدامة في القطاع البحري، عبر الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات ومكانتها المتميزة في القطاع البحري، إضافة إلى الخبرات الواسعة التي تمتلكها هيئة «دي إن في».

منصة رائدة للبحوث

ويسلط إنشاء مركز الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع البحري، الضوء على التزام دولة الإمارات بالعمل على تحقيق الأهداف الطموحة في قطاع الاستدامة انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050؛ كما تهدف الدولة من خلال قيادة جهود خفض الكربون البحري، إلى المساهمة في الحد من انبعاث غازات الدفيئة، بما يتجاوز الطموحات العالمية، وتعزيز مكانة الدولة الرائدة في مكافحة التغيّر المناخي.

ويشكل المركز منصة رائدة للبحوث والتطوير وتطبيق التقنيات والاستراتيجيات المبتكرة للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في القطاع البحري، كما يعمل المركز على تنفيذ مشاريع صناعية مشتركة وبرامج للحاضنات والمسرعات، إضافة إلى مبادرات لدعم وصقل الكفاءات والمواهب المستقبلية، ويتيح المركز إمكانية الوصول إلى فرص التمويل، وتعزيز التعاون بين المعنيين في القطاع، فضلاً عن دوره كمركز للمعرفة من خلال نشر المعلومات والبيانات ونتائج البحوث التي سيجريها في مجالات عمله.

مؤشرات التنافسية

ويدعم المركز ريادة دولة الإمارات في مجال الاستدامة والتقنيات الخضراء، ومكانة الدولة ضمن أفضل المراكز البحرية في العالم، حيث تتصدر الإمارات العديد من مؤشرات التنافسية الدولية في القطاع البحري، إذ جاءت في المركز الثالث عالمياً، في تيسير التجارة المنقولة بحراً، وتزويد وقود السفن، وفي المركز الخامس عالمياً ضمن أهم المراكز البحرية الدولية، كما صنّفت موانئ الدولة ضمن أفضل عشرة موانئ عالمية في حجم مناولة الحاويات.

وأسهمت الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في تعزيز مكانتها في المجتمع البحري العالمي، وتأهيلها للفوز للمرة الأولى بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية في الفئة «ب» عام 2017، وتمت إعادة انتخابها في عام 2019، وتصدرت فئتها بأكبر عدد من الأصوات خلال انتخابات عام 2021، وتتطلع الدولة إلى إعادة انتخابها للمرة الرابعة على التوالي في الانتخابات التي تجري في الفترة من 27 نوفمبر إلى 06 ديسمبر من العام الجاري، في العاصمة البريطانية لندن، لتواصل دورها الفاعل في تعزيز التشريعات واللوائح البحرية بما يخدم قطاع الشحن البحري والتجارة الدولية.

وتسعى الدولة من خلال عضويتها في مجلس المنظمة البحرية الدولية إلى مواصلة الإسهام في إعداد الاستراتيجيات والسياسات والاتفاقيات، ووضع المعايير المنظمة لعمل القطاع البحري، وتشارك الدولة بشكل إيجابي ومؤثر في جميع أعمال المنظمة البحرية الدولية بما في ذلك المجلس واللجان الفنية الرئيسية، واللجان الفرعية وفرق العمل ذات الصلة، واستضافت الدولة العديد من ورش العمل الإقليمية وغيرها من أنشطة بناء وتطوير القدرات لمساعدة الدول الأعضاء لتنفيذ اللوائح والمعايير البحرية الدولية.

وقد لعبت الإمارات دوراً فاعلاً خلال الدورات السابقة والحالية، ونجحت في إدخال تعديلات جوهرية على الكثير من القرارات التي تسهم في تطوير الصناعة البحرية لمواكبة المتغيرات العالمية والتطورات التقنية الحديثة، كما أصبحت الإمارات مركزاً دولياً للمؤتمرات التي تجمع خبراء الطاقة النظيفة حول العالم، لتطوير الحلول المبتكرة لتحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية في إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري.

وتقوم وزارة الطاقة والبنية التحتية بدور محوري لتعزيز مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة في القطاع البحري، إضافة إلى جهودها في استخدام أحدث التقنيات لضمان صناعة بحرية صديقة للبيئة.

ومن أجل تسريع عملية نشر وقود الهيدروجين منخفض الانبعاثات الكربونية ضمن خارطة طريق الريادة في مجال الهيدروجين، قامت الوزارة بالإعلان عن دعمها لتحالف الهيدروجين العالمي للموانئ، والذي يعد أول منتدى عالمي يجمع أبرز الخبراء في الصناعة ومشغلي الموانئ وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين ضمن منصة مشتركة لمناقشة اعتماد أحدث تقنيات استخدام الهيدروجين والوقود، حيث جاء ذلك تماشياً مع تبنّي الوزارة لخارطة الطريق الهيدروجينية التي تعتبر بمثابة مخطط وطني شامل لدعم تحقيق هدف صفر انبعاثات كربونية وتعزيز تنافسية الدولة كمصدر للهيدروجين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مرکز الإمارات لخفض الانبعاثات الکربونیة المنظمة البحریة الدولیة فی القطاع البحری دولة الإمارات إضافة إلى فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

غدًا.. انطلاق "قمة البنوك والتكنولوجيا 2025" لاستشراف مستقبل التحول الرقمي بالقطاع المصرفي

مسقط- الرؤية

تُدشِّن "ذا أريبيان ستويرز" للصحافة والإعلام (TAS)، في تمام التاسعة من صباح غدٍ الثلاثاء، أعمال قمة البنوك والتكنولوجيا 2025، وذلك بفندق إنترسيتي مسقط، بمشاركة رفيعة المستوى من ممثلي القطاع المصرفي، وخبراء التقنية، وصُنّاع السياسات الرقمية، وممثلي الجهات التنظيمية والأمنية، من داخل وخارج السلطنة.

وتأتي القمة في توقيت يتسارع فيه التحول الرقمي بوتيرة غير مسبوقة، وتتقاطع فيه تطلعات رؤية "عُمان 2040" مع واقع تقني آخذ في التشكل؛ مما يجعل القمة ملتقى استثنائيًا لصياغة مستقبل القطاع المالي، وتفعيل التكامل بين التكنولوجيا والتمويل.

وسيُلقي الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة نيشاد بديارات رئيس ومؤسس "ذا أريبيان ستوريز". يعقبه الدكتور محمد فخري سوالمة المدير الأول للاستثمار الوقفي في بنك نزوى، الذي يقدِّم الكلمة الرئيسية للقمة، مُستعرضًا رؤى استراتيجية حول التحول الرقمي والاستثمار الوقفي المستدام. فيما تنطلق أولى جلسات القمة بكلمة فيكتور لاريونوف الشريك الإداري الأول في مجموعة (Introduct)، وهو من أبرز الخبراء العالميين في مجالات التحول الرقمي وتطوير البرمجيات، حيث قاد مشاريع تقنية أحدثت تحولات جوهرية في قطاعات مصرفية وتجارية متعددة.

ويُدير الجلسة الثانية "الاستدامة والمصارف" بول جورج؛ بمشاركة عدد من المتخصصين ممثلي القطاع المصرفي: عمار عسكري رئيس قسم تجربة الزبائن في بنك ظفار، وسلمان كباني رئيس إدارة المخاطر المؤسسية في بنك نزوى، وحمزة اللواتي الرئيس التنفيذي لشركة "وديعة"، وممثل عن بنك عُمان العربي.

وتُختتم أعمال القمة بجلسة محورية حول "الأمن السيبراني"، يُديرها جيفر المعمري رئيس الأمن السيبراني في شركة فودافون عُمان؛ بمشاركة نخبة من خبراء الأمن الرقمي؛ هم: المقدم محمد الخروصي مدير الخدمات الرقمية بشرطة عمان السلطانية، والدكتور ناصر العزواني رئيس قسم تقنية المعلومات في بنك العز الإسلامي، وسعيد المصلحي رئيس أمن المعلومات في شركة أوريدو عُمان، وفيصل التوبي المحاضر في أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم، ووائل الكلباني مهندس المعايير الفنية بهيئة تنظيم الاتصالات.

وتسعى القمة هذا العام إلى تحفيز بيئة الحوار البنّاء بين الجهات التنظيمية والمالية والتقنية، من أجل بلورة سياسات فعالة، واستشراف مستقبل أكثر كفاءة واستدامة للقطاع المصرفي في سلطنة عُمان، والمنطقة عمومًا.

وتنطلق قمة البنوك والتكنولوجيا 2025 بدعم من عدد من المؤسسات الرائدة؛ حيث قدَّم بنك نزوى وبنك عُمان العربي رعايتهما الذهبية للحدث؛ تأكيدًا على التزامهما بدعم منظومة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار المالي في السلطنة، إضافة لرعاية "كريدت عُمان". وفي إطار دعم الحلول التنقلية المتقدمة، شاركت "شانجان" كراعي السيارات الرسمي، بينما قدّمت "أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم" دورًا محوريًّا بصفتها شريك المعرفة؛ من خلال ما تملكه من خبرات تخصصية ومبادرات تدريبية تدعم أمن الفضاء الرقمي المصرفي. أما "وديعة" فشاركت بصفتها شريك "الفينتك"، مؤكدة مكانتها كأحد رواد الحلول التقنية المالية في المنطقة. وتعزيزًا للحضور الإعلامي المتخصص، انضمت منصتا "صوت" و"بيزنس بلس" كشريكين إعلاميين، مُسهمتين في نقل وقائع القمة إلى جمهور واسع من المهتمين والفاعلين في القطاعين المالي والتقني.

مقالات مشابهة

  • قوى عاملة النواب: صرف العلاوات الجديدة في يوليو للموظفين والعاملين بالقطاع العام
  • تفاهم بين «طاقة للتوزيع» و«إمستيل» لابتكار حلول مخصّصة للمرافق بالقطاع الصناعي
  • نائب:استحالة القضاء على الفساد بوجود حكومة وأحزاب وقضاء داعم له
  • أزمة قطاع الصيد البحري تتفاقم في ظل صمت وزارة الدريوش
  • خطوة لخفض الأسعار .. الزراعة تكشف سر فتح استيراد الألبان الأمريكية
  • وفد جزائري يزور مركز الأمن البحري
  • غدًا.. انطلاق "قمة البنوك والتكنولوجيا 2025" لاستشراف مستقبل التحول الرقمي بالقطاع المصرفي
  • أطلق فريق من العلماء في جامعة مانشستر مشروعا يهدف إلى استكشاف إمكانية استخدام تفتيح السحب البحرية كوسيلة مؤقتة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. مشروع طموح لتبريد الأرض باستخدام السحب البحرية صورة ارشيفية / ria.ru يُموَّل المشروع من قبل وكالة البحوث والابتك
  • مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يحصد المركز الثاني لجائزة وزارة النقل للابتكار
  • رفع نسبة الدعم المالي المقدَّم من «هدف» للعاملين في 43 مهنة بالقطاع السياحي من 30% إلى 50%