كريمة أبو العينين تكتب: للصبر حدود
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
وتختلط دماء الشاب العشريني الفلسطينى بصوت أم كلثوم وهى تشدو للصبر حدود ، المشهد الذى عرضته وسائل التواصل يظهر فيه فلسطينى من رفح غارقا فى دماءه وبجواره جهاز راديو ترانزستور صغير تخرج منه موسيقى وصوت ام كلثوم بالصبر حدود ، ولاندرى هل استشهاد الفلسطينى ومن قبله الالاف ونهايته مصحوبة باغنية للصبر حدود مجرد مصادفة أم أنها رسالة بأن القادم سيكون له مفاهيم وتأثيرات أخرى !!
فبعد ساعات من إنتهاء هدنة مؤقتة عادت الدولة الصهيونية الى قصفها الهمجى الذى استمر لقرابة شهرين على قطاع غزة مستهدفا بصفة رئيسية الاطفال والنساء ، مرسلا بذلك رسالة مفادها القضاء على شريحة مهمة تمثل الغد بكل مافيه من آمال وتطلعات فلسطينية ، اسرائيل لاتخطىء فى قصفها كما تزعم وتقول انها تستهدف حماس وقادتها ورجالها المختبئين فى الانفاق تحت المشافي ودور العبادة .
اسرائيل تعلم جيدا أنها تريد القضاء على عصب الحياة وشريانها المتدفق الا وهم الاطفال والنساء؛ وبالتالى تتوقف حركة مد القضية الفلسطينية بالشباب لعقود طويلة تعمل خلالها الدولة الصهيونية على مواصلة تفريغ القضية الفلسطينية من فحواها ومحتواها .
اسرائيل تعلم جيدا ان قصفها الذى لن يتوقف لاهداف معلنة وأخرى خفية هو حلقة من حلقات مخططها الرامى الى اجبار الغزاويين على النزوح القهرى الى مصر ويقابله نزوح ابناء الضفة الغربية الى الاردن وفى اعقاب ذلك تتفرغ دولة بنى صهيون لحلمها الكبير وهو تمدد الدولة الصهيونية الى اكبر قدر ممكن .
اسرائيل لاتقصف غزة لتدافع عن نفسها كما زعمت واعلنت عقب السابع من اكتوبر او ماعرف بطوفان الاقصى ؛ لا ..فهى تقصف بهذه الوحشية وعدم المبالاة لانها فى مرحلة فارقة فى تاريخها الحديث ؛ وهى مرحلة القضاء على العماليق كما ذكر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الذى أوضح ان الرد على طوفان الاقصى يكون بالقضاء على كل ماهو فلسطينى طفلا كان ، او امرأة ، او شابا او شيخا ، كل ماهو فلسطينى يقتل بلا رحمة ولا عطف .
اسرائيل لن تتوقف عن القصف الوحشي لانها تعلم ان هذا التوقيت مهم جدا فى كيان دولتهم المتخوفة من اكمال الثمانين عام؛ وفى اكتمالهم نهايتها كما يقول التاريخ ويؤكد ذلك ، بأن دولتهم على مر التاريخ لاتتخطى السبعين عاما وينخرها بعد ذلك السوس والوهن وتتآكل وتنتهى .
اسرائيل كقيادة سياسية لابد ان تواصل القصف لان توقفه سينهى حكومة نتنياهو ويجعلها تقف أمام المحاكم ويقاضيها الشعب الاسرائيلى بتهم عدة اهمها عدم توفير الامن لهم والسماح لحماس بمهاجمتهم فى السابع من اكتوبر .
اسرائيل لن توقف قصفها لان مشاهد كتائب القسام وهى تصاحب المحتجزين الاسرائيليين وتسلمهم الى الصليب الاحمر لاقت قبولا عالميا واستنكارا لما يقوم به اليهود من معاملة فجة وغير انسانية للسجناء الفلسطنيين وخاصة الاطفال منهم والنساء؛ بخلاف ما اوضحه وتحدث عنه الرهائن الاسرائيليين العائدين من غزة .
اسرائيل لن تتوقف لانها حاصلة على ضوء اخضر من واشنطن بمواصلة حربها على غزة وعلى كل ماهو فلسطينى ، اسرائيل لن تتوقف لانها لاتجد من يجبرها على التوقف ، اسرائيل ستتوقف فقط بحدوث مفاجآت تعجز عن استيعابها ، اسرائيل ستتوقف وتنتهى قريبا لان ذلك وعد الله ، والله لايخلف وعوده ابدا ؛ فقط التوقيت والكيفية مرهون بوجود فئة ذات قوة وبأس شديد ترهب اعداء الله واعداء الانسانية ، اللهم عجل ، اللهم استجب ، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين وإكسر شوكة الذين يعيثون فى الارض فسادا …آمين آمين آمين
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسرائیل لن
إقرأ أيضاً:
بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
*المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات*
*استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية،*
*ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد ان تم تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و نهب المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء*
*ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث ليس من فعل البشر ،*
فى زيارتى الاخيرة للسودان ، و كانت حصرآ للخرطوم و الشمالية ، لست ادرى اكان شوقآ يستعجل زيارتى لبيتنا القديم او ما تبقى منه ، او ربما استعجالا و يقينا للوقوف على حجم الكارثة ،بعد ان وصلتنى لقطات مصورة للبيت ،
فى الطريق من ام درمان الى الخرطوم مررنا بشارع الوادى و الشهداء و الموردة ، كان الدمار هائلآ ، معظم البيوت و المحلات التجارية مفتوحة على مصراعيها ، خاوية على عروشها ، فى العودة شاهدنا وسط الخرطوم و شارع الجمهورية و الجامعة و شارع القصر ، لم يتركوا شيئ ،
فى الشارع المؤدى الى البيت عربات محروقة و اخرى تعرضت للتفكيك ، ثلاجات ، قطع اثاث ، الاشجار استطالت و تشعشبت ،
ناصية البيت دارت معارك شرسة لقربه من بيوت حميدتى و يقع فى شارع يؤدى الى المدرعات ، فوارغ الذخيرة من كل حجم و نوع تغطى الارض ، الجدار الخارجى نال حظه من الرصاص ،
البيت تعرض للسرقة و النهب و تدمير شبكة الكهرباء ، و اجهزة التكيف ، تم حفر ارضية المنزل لاستخراج كيبل الكهرباء الواصل من العمود بالشارع ، وحفرت الجدران لاخذ اسلاك التوصيلات الداخلية ، و كان من السهل سحبها دون الحاجة الى تدمير الجدار ، و لم يترك مفتاح او بلك او لمبة ، كان محزنآ تدمير الصور و اللوحات على الجدران ، بما فى ذلك صور الاسرة ، تم تمزيق و( تشتيت ) البومات الصور فى الحوش و على الارضيات ، الشهادات الجامعية و شهادات الابناء و الرقم الوطنى و شهادات الميلاد لا اثر لها ، و ربما تكون اسفل اكوام من الاوراق و المستندات تم العبث بها ، ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد محاولات تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء ..،
ما اثار النفس تحطيم اناتيك و مجسمات نادرة ، مجسم الكعبة المشرفة ، تاج محل ، قرن وحيد القرن ، ( خنجر يمنى اصلى ) ، ساعة ( الجيب ) المفضضة ورثة من الوالد عليه الرحمة ، و ساعة جوفيال و قلم باركر و مقتنيات موروثة ، شهادات تقديرية و وشاحات ، فقدان 12 فلاش تحتوى على ذاكرتى السياسية و الصحفية منذ اربعين عامآ ، تقديراتى ان البيت تعرض للسرقة و النهب فى ثلاثة موجات ، الاولى الاستيلاء على الوثائق و المستندات و الشاشات و ما خف وزنه و غلى ثمنه ، الثانية كانت للعربات ، و الثالثة القضاء تمامآ على الموجودات و تكسير اى حاجة تحتوى على النحاس و اخذه، و ما لم يسرق تم تحطيمه
المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات ، غرفة المكتب الرئيسية تعرض سقفها لقذيفة ومن الواضح ان المكتب تم حرقه بمواد حارقة ( الترابيز و الكراسى – سايحة – ) ، و تم استخدام مركزالطاقة الشمسية المجاور مقرآ للمجموعة رقم 27-28 من المليشيا ،بعد نهبه و سرقته تمامآ و تحويله الى مركز قيادى و مخزن للمسروقات فى الكونتينرات ، استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية ، هم يعرفونه جيدا،
مقر الهيئة الشعبية للشمال فى الخرطوم (3) وجدناه مسيج بشريط احمر ، ربما هناك جثث او مخلفات القصف تحت الركام ، اتخذته المليشيا ارتكازآ و مقرآ للسيطرة ، فهو يقع فى منطقة حاكمة من الطريق المؤدى للقسم الشمالى و السجانة او الى الخرطوم (2) و متفرعات نادى الاسرة ،الاخ الصادق من ساكنى جوار المقر وهو من اللذين قاوموا التهجير و ظل مع نفر قليل حتى التحرير ، قال شهدت قصف المقر بواسطة مسيرة و تدمير الارتكاز و قتل (13) من المليشيا تم دفنهم فيما بعد ،
بدأت تباشير العودة الى مربع (9) جبرة و المربعات المجاورة، تم اقامة ( تكية ) ، و يرابط شباب المنطقة فى حراسة ما تبقى من ممتلكات المواطنين ، محاولات جادة لاستعادة ضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية ، الحياة بدأت تدب فى السوق المركزى و سوق الشجرة ، مواصلات من ام درمان و بحرى للخرطوم و حتى الكلاكلات ،
ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث من فعل الشياطين ، لا يمكن لبشر سوى ان يفعل مثله ، اعادة الحياة رهينة بعودة الجميع خاصة الشباب ، و المشاركة فى آزالة اثار العدوان ، ما جرى لا يمكن وصفه بالسرقة او النهب هو يتعدى ذلك ، و ليس تدميرآ ، هو ابعد من ذلك ، و ليس حقدآ او غلآ ، هو اكثر من ذلك ،
محمد وداعة
14 مايو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب