حوار: صلاح الدين عبدالله

المتسلق الجيد يركز على أهدافه، ولا ينظر إلى الأسفل، وكذلك المغامر الجرىء يحقق أفضل النتائج، فأكبر مغامرة أن تسطر المسيرة التى تحلم بها.. اعلم أن امتلاك رؤية واضحة لما تريد تحقيقه أمر ضرورى لتحول أحلامك إلى حقيقة.. تابع الأشياء التى تحب القيام بها حتى لا يستطيع الناس رفع أعينهم عنك.

. وهكذا محدثى يملك إرادته بنفسه، ويسعى إلى ما يريد بكل ثبات وعزم.

انظر لمن سبقوك إلى النجاح فهم أيضاً تعثروا، ولكن طموحهم وإرادتهم هى التي ساعدتهم للوقوف مرة ثانية لأجل الوصول، فلا يمكنك أن تنجز حقا إلا فى شىء تؤمن به، وعلى هذا الحال كان مشوار الرجل منذ الصبا.

عمرو فاروق رئيس مجلس إدارة شركة تايكون القابضة للاستثمارات المالية.. الأكثر متعة فى فلسفته أن تفعل ما يعتقدون أنك لن تفعله أبداً، يقيس نجاحه بمدى ما وصل إليه عن جهد، يسعى دائماً إلى أن يكون مختلفاً، وهو سر قوته، الأمل فى قاموسه يخلق الكفاح، والمغامرة فى منهجه لا غنى عنها.

بتفاصيلها الساحرة واللون المبهج الذى يغلب عليها نمط حداثى يعتمد عليه تصميمها، سور الحديقة مزيج من أشجار الزينة، والنباتات العطرية، الأرض عشبية، حشائش خضراء، تتخللها ممرات من الأحجار الموضوعة بخطوط مستقيمة، الألوان تتناغم مع الأشجار، والحشائش.. عند المدخل الرئيسى تصميم هندسى أكثر تناسقا، مجموعة من اللوحات والرسومات تحكى جزءاً من التراث الشعبى، أنتيكات، وفازات بالممرات، تناسق بين اللون البيج، والأثاث.

الهدوء أكثر ما يضفى للمكان طاقة إيجابية، غرفة مكتبه تضم مقتنيات تاريخية، النظام والالتزام أهم ما يسيطر على جميع الأركان، الكتب التاريخية والسياسية تستحوذ على المكتبة، قصاصات ورقية، تسطر محطات مهمة من مسيرته بدأ افتتاحيتها بشكر كل من صنع شخصيته على مدار رحلته العملية والشخصية.

هادئ، ومنظم فى تفكيره، يحلل المشهد برؤية أكثر واقعية، عميق فى طرح وجهة نظره، حماسى، ويفسر وفقا للأرقام، وهذا سر تميزه، فى تحليله للمشهد الاقتصادى ترتسم على ملامحه علامات القلق، بسبب ضبابية المشهد، وبسبب أيضاً الأزمات التى يعانيها، ولا يزال الاقتصاد منذ جائحة كورونا، وامتدت مع التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، ثم ارتباك الأوضاع بالمنطقة، وكان لكل هذه المتغيرات تداعياتها السلبية على السوق المحلى، وكذلك أيضاً المعاناة الكبرى داخليا، بسبب نقص العملة الأجنبية، وندرة الإنتاج المحلى الذى من شأنه دعم الاقتصاد، وتخفيف معدلات الاستيراد الذى يستنزف العملة الصعبة، ورغم كل ذلك لا يزال الاقتصاد يشهد تماسكاً.

التميز سر قائم على النظام، وهو ما يحظى به الرجل.. منظم، ومرتب فى أفكاره، لذلك تجده يبنى علاجه للأزمات الاقتصادية على سرعة التعامل مع البيروقراطية، التى تضر بشكل كبير الاقتصاد، نتيجة العراقيل التى تواجه المستثمر سواء الأجنبى أو المحلى عند الاتجاه فى ضخ أموال بالسوق المحلى.

- بثقة ووضوح يرد قائلاً إن «السوق المحلى فى حاجة إلى رقابة شديدة، وبسبب غياب هذه الرقابة، فالأمر بات أكثر ضرراً، ورغم محاولات الحكومة فى ظل الأزمات التى يتعرض لها السوق، الاتجاه إلى تطبيق تسعيرة جبرية على السلع، فإن ذلك سوف يزيد من الأمر سوءاً، حيث تتضاعف الأسعار، وتختفى ولن تتراجع».. واستشهد فى هذا الصدد بما حدث فى السابق، وتجربة ارتفاع الأسعار بقطاع الأدوية، مما دفع التجار إلى سحب كميات كبيرة من العبوات الطبية، ورفع أسعارها، وبالتالى فإن التسعيرة الجبرية تضر بالاقتصاد والمستهلك، وسبق أن فشلت فى السنوات الماضية، بالإضافة إلى استمرار معدلات التضخم فى الارتفاع، وبصورة أكبر.

فى كل مرة تفعل شيئاً مختلفاً، فأنت تودع المسافة بين أن تكون شخصاً عادياً وعبقرياً، ونفس المشهد قدمه البنك المركزى، حيث انتهج سياسة احترافية لمحاولة تحقيق الاستقرار، عبر أدواته ومنتجاته المتاحة، خلال رفع معدلات سعر الفائدة، بهدف سحب السيولة من السوق، مما يسهم فى ضبط معدلات التضخم، وإتاحة الفرصة أيضاً للاستثمارات الأجنبية، للعودة مرة أخرى بالاستثمار فى السوق المحلى، فى ظل العوائد المرتفعة، مما يسهم بتوفير عملة صعبة، تساعد فى تحسن حال الاقتصاد، وهو ما دفع أيضاً الحكومة فى الاجتماعات الأخيرة إلى الإبقاء على سعر الفائدة، للعمل على تنشيط الاقتصاد.

لا يزال الاقتراض الخارجى، ووصوله إلى أرقام كبيرة للغاية، يمثل جدلاً، وقلقاً بين المراقبين، والخبراء، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن الاقتراض الخارجى يكون مفيداً للسوق المحلى، حال توجيه هذه الأموال للمشروعات الإنتاجية التى تحقق وتدر عوائد، بحيث تكون قادرة على سد قيمة أقساط القرض، مثل العديد من المشروعات التى حققت فى الفترات الأخيرة عوائد أفادت الاقتصاد.

واضح لأبعد الحدود، وهو سر قوته، حينما يتحدث عن ملف السياسة المالية، واعتمادها على منظومة الضرائب، فى الإيرادات.. يقول إن «اقتصادات العالم تُبنى على الضرائب، لكن فى مقابل هذه الضرائب، تعمل الحكومة على توفير خدمات متكاملة يستفيد منها الجميع، بالإضافة إلى حرص الحكومة على التوسع فى الشمول المالى، من أجل الوصول إلى نسبة أكبر للاقتصاد غير الرسمى، وضمه للمنظومة الرسمية، لكن على الحكومة العمل على تقديم المزيد من المحفزات المختلفة، سواء الإعفاءات الضريبية، أو مساعدة أصحاب هذا القطاع على الترويج، والتسويق لمنتجاتهم، بما يعمل على تشجيع هذا الاقتصاد.

- بمنطق الطموح هو الدافع الذى يدفع للتحسين يجيبنى قائلاً إن ملف الاستثمار يتطلب المزيد من العمل لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، عبر توفير كل ما يتعلق بملفات الاستثمار الأجنبى، من خلال توفير محفزات تتعلق بالتشريعات والقوانين، وإنهاء النزاعات، مع القضاء على البيروقراطية، والالتزام ببنود التعاقدات، ويكون ذلك من خلال الاعتماد على تحقيق ميزة تنافسية فى الاستثمارات، بما يدفع المستثمرين الأجانب إلى ضخ استثماراتهم بالسوق المحلى، مع ضرورة التركيز على التوسع فى الاستثمارات الخاصة بالاقتصاد الأخضر الذى شهدت مصر فيه تطورا كبيرا، وكذلك دعم القطاع الخاص الأجنبى والمحلى لمساعدته على النمو، والقيام بدورة كاملة فى تحقيق النمو، والتنمية المستدامة، والتوسع فى استثماراته، بمزيد من المساندة.

إذا لم تكن مرناً، لن تستطيع الوصول لحلول لما تواجهه من مشاكل، وهذا ما اتخذته الحكومة -بحسب تحليله- عندما قامت بتعديل استراتيجيتها من الطرح العام إلى الطرح لمستثمر استراتيجى، وذلك بحثاً عن العملة الصعبة، وهو أمر إيجابى للأسهم، حيث سوف تسهم هذه القفزات فى إتاحة الفرصة أمام الحكومة ببيع شركاتها بأسعار عادلة، بالإضافة إلى أن الطروحات الكبرى مثل اكتتاب العاصمة الإدارية سيعمل على استقطاب استثمارات جديدة وشرائح متنوعة من المستثمرين، وسيسهم أيضاً فى تحقيق نشاط للقطاع العقارى.

- بدت ملامحه أكثر هدوءا وثقة قبل أن يجيبنى قائلا إن «الرقابة المالية نجحت بتكاملها مع البورصة فى خلق بيئة أكثر هدوءا، حيث استطاعت الرقابة المالية التعامل بصورة أكثر إيجابية، ومرونة، بما لا يسبب خللا بالسوق، وبما يحافظ أيضاً على أموال المستثمرين، وحماية حقوقهم، مما ساهم فى إقبال الأموال الأجنبية والمحلية، وضخ أموال بالسوق».

سر النجاح يتحدد من خلال تنظيم وقتك والتزامك بما تخطط له، لذلك كانت نجاحات الرجل المتتالية التى استطاع من خلالها أن يكوّن كيانا ومؤسسة مالية عملاقة، بفضل خبرته وتجاربه التى منحته ثقلاً كبيراً، مع مجلس إدارة الشركة، ليتعامل باحترافية وقت الأزمات، والرواج، ليستكمل ذلك برؤية دقيقة، دفعته أن تكون الشركة ضمن أكبر شركات السوق خاصة العشر الكبار فى تداولات الأفراد، ويسعى إلى تعزيز ريادة الشركة عبر 4 مستهدفات تقوم على خطة تسويقية كبيرة، لاستقطاب مستثمرين عرب، وأجانب، وكذلك استهداف شرائح جديدة من المستثمرين الأفراد الذين ليس لهم دراية بالاستثمار فى سوق المال، وتأكيد الحفاظ على كون الشركة فى صدارة قائمة الشركات، مع العمل على تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا، لخدمة المستثمرين، وعملاء الشركة.

كل تعثر يجعلك تقف من جديد، وكل تجربة قاسية تخلف لك تذكارا من الحكمة، تزودك بالثبات والإرادة والعزيمة، ليظل الرجل محافظا على نجاحاته المتتالية، ويكون شغله الشاغل تعزيز ريادة الشركة فى السوق.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: للحكومة الشركة بالسوق السوق المحلى من خلال

إقرأ أيضاً:

الكنيست يقر تمديد قانون يسمح باحتجاز فلسطينيي غزة دون تهم

صادق الكنيست الإسرائيلي، اليوم الخميس، على تمديد العمل بقانون استثنائي يتيح للسلطات الإسرائيلية مواصلة احتجاز الفلسطينيين من قطاع غزة دون توجيه لوائح اتهام أو السماح لهم بلقاء محامين، في خطوة وُصفت بأنها جزء من سياسة ممنهجة لتجريد الأسرى من حقوقهم الأساسية.

وجاء في بيان رسمي: "صدقت الهيئة العامة للكنيست اليوم بالقراءتين الثانية والثالثة على اقتراح قانون سجن المقاتلين غير الشرعيين"، في إشارة إلى الفلسطينيين الذين اعتُقلوا من غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب البيان، أُقر القانون بأغلبية 30 صوتا مقابل 6 معارضين، من أصل 120 عضوا في البرلمان الإسرائيلي، مما يُدخله حيّز التنفيذ الفوري بموجب التشريعات المعمول بها.

وينص القانون على تمديد تشريع مؤقت ينظّم "أحكام سجن المقاتلين غير الشرعيين" حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، ويشمل فقرات تسمح بـ:

الاحتجاز المطوّل دون توجيه تهم. تأخير المراجعة القضائي. منع المعتقلين من اللقاء مع محامين لفترات طويلة.

وتُظهر المعطيات الرسمية لسلطة السجون الإسرائيلية، حتى مطلع يوليو/تموز الجاري، أن عدد الأسرى الذين تُصنفهم إسرائيل كمقاتلين غير شرعيين بلغ 2454، أي نحو ربع العدد الإجمالي للأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 10 آلاف و762 أسيرا.

وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير موثقة من منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية تتحدث عن وفاة أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في السجون الإسرائيلية نتيجة التعذيب والتجويع المتعمد والإهمال الطبي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، وسط تجاهل لقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العمليات العسكرية والانتهاكات بحق السكان المدنيين.

إعلان

وقد أسفرت هذه الحرب، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، عن استشهاد وإصابة أكثر من 202 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، وسط كارثة إنسانية تفاقمت بفعل المجاعة الجماعية وغياب الرعاية الصحية.

وتُعد هذه السياسات الإسرائيلية جزءا من منظومة احتلال عسكري مستمر منذ عقود، ترفض فيه تل أبيب الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وتُعرقل قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

مقالات مشابهة

  • وزير التموين يجتمع مع رئيس الشركة العامة لتجارة الجملة لمتابعة موقف المخزون الإستراتيجي
  • هل يقبل المركزي؟ مقترح يسمح بتحويلات مشروطة مقابل ضمان إضافي
  • معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء
  • الأمير خالد بن الوليد: شركة “كي بي دبليو” تستثمر في الأردن منذ أكثر من 10 سنوات
  • رطوبة مرتفعة وشبورة مائية.. الأرصاد تكشف عن الظواهر الجوية المتوقعة
  • أكثر 10 اقتصادات سياحية في العالم للعام 2024 (إنفوغراف)
  • أرقام تهوي وثقة تتبخر.. الاقتصاد العراقي يواجه اختبار الركود الأكبر منذ 2003
  • وزير الاقتصاد يجمع المجلس الوطني للضمان للمرة الأولى منذ أكثر من 5 سنوات
  • مجلس المنافسة: 2024 بصمت على فترة انتعاش مالي عام لسوق المحروقات بالمغرب
  • الكنيست يقر تمديد قانون يسمح باحتجاز فلسطينيي غزة دون تهم