أعلنت مصادر سعودية تعليق المباحثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منبر جدة التفاوضي لإنهاء الحرب السودانية.

الخرطوم _ التغيير

و أكدت المصادر السعودية تعليق المباحثات لوقت لاحق بسبب تمسك الدعم السريع بالقبض على 27 من المطلوبين لدى العدالة الدولية والمحلية كشرط مطلوب لإجراءات بناء الثقة المطروحة في الجولة الحالية.

و استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة اشهر والتي أودت بحياة الآلاف.

وقالت المصادر إن وفد الجيش وافق على قبض المطلوبين، لكنه تراجع في وقت لاحق ما تسبب في إنهيار المحادثات وسط تمسك الطرف الآخر بالقبض على المطلوبين كإجراء أساسي للمواصلة في بناء الثقة والوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.

ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأميركية-السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت اليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة.

ورجحت المصادر أن وفد الجيش تراجع عن موافقته بسبب ضغوط مارسها قادة نظام البشير على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالانسحاب من القتال إلى جانبه في الحرب في حال المواصلة في محادثات جدة.

وأكدت المصادر  أن البرهان أصدر خطابا مختلفا في مدينة ود مدني (الأحد) عن سابقه في مدينة (القضارف) بفارق ساعات ما يدلل على ضغوط كثيفة من الإسلاميين رافضة لوقف الحرب والمواصلة في مباحثات جدة.

وأشارت إلى أن الوساطة السعودية الأمريكية توصلت إلى أن قادة نظام البشير لن يسمحوا للجيش بالوصول إلى اتفاق أو وقف الحرب.

و تشمل إجراءات بناء الثقة تشمل القبض علي الهاربين من الطرفين بما فيهم عناصر الرئيس المعزول، و خفض التصعيد الخطاب الإعلامي وعدم مهاجمة قيادة الطرفين، على أن يتم تنفيذ خطوات بناء الثقة خلال 10 ايام تمهيداً للاتفاق علي القضايا العسكرية.

وقالت المصادر إن الوساطة السعودية الأميركية سلمت اليومين الماضيين وفدي القوات المسلحة و الدعم السريع  في مباحثات جدة مسودة لحل القضايا العالقة.

و أكدت المصادر تعثر التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية بين القوات المسلحة والدعم السريع بمفاوضات جدة، ما دعا إلوساطة إلى تعليق التفاوض و عودة الوفدان للتشاور مع قياداهما قبيل الإعلان جولة جديدة للمباحثات.

يذكر أن أبرز نقاط الخلاف شملت إنهاء نقاط التفتيش العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في المناطق المدنية،وقالت المصادر إنه تم الاتفاق علي خروج الدعم السريع من مساكن المواطنين و المؤسسات لكن تمثل الخلاف في “إلي أين تذهب قوات الدعم السريع بعد خروجها من هذه المناطق” في ظل تمسك الدعم السريع بإقامة ارتكازات و نقاط تفتيش في المناطق التي يسيطر عليها عقب خروجه من مساكن الموطنين والمؤسسات الحكومية.

من جهته رفض الجيش تماماً إقامة إرتكازات و نقاط تفتيش وتمسك بإنسحاب الدعم السريع إلى المعسكرات يتم الاتفاق عليها وهو ما يرفضه الأخير.

 

 

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر

البلاد (الخرطوم)
في تصعيد جديد للأزمة السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها لأي هدنة جزئية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة تمسكها بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل يرتبط بحل سياسي جذري للصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام.
وأكد المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، أن قواته لم تتلقَ أي طلب رسمي من أي جهة محلية أو دولية بشأن هدنة إنسانية في الفاشر، رغم إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان موافقته على الهدنة المقترحة، موضحاً أن قوات الدعم السريع لم تتلقَ أي اتصالات رسمية من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة بشأن المبادرة التي يجري تداولها دولياً، والتي تهدف إلى فتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين المحاصرين في المدينة.
وشدد النور على أن قوات الدعم السريع لن تقبل بأي صيغة لوقف إطلاق النار تكون “مؤقتة أو جزئية”، سواء في الفاشر أو في أي منطقة أخرى من السودان، مؤكداً أن القبول بالهدنة مرهون فقط بالتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار يكون جزءاً من حل سياسي شامل، يعالج جذور الأزمة. كما أشار إلى أن مدينة الفاشر باتت شبه خالية من المدنيين، بعد موجات نزوح جماعي إلى مناطق مثل طويلة وكرمة وجبل مرة، موضحاً أن من تبقى داخل المدينة هم مقاتلون تابعون للجيش السوداني.
التعنت الميداني يأتي في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر. وأفادت تقارير حقوقية بأن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين داخل المدينة، ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والأدوية وسط تدهور مقلق في الأوضاع الصحية والمعيشية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن أنه يجري اتصالات مكثفة مع الأطراف السودانية من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تسمح بوصول المساعدات إلى المدينة المنكوبة. وذكر غوتيريش أنه تلقى موافقة من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على مبادرة الهدنة، معرباً عن أمله في أن يستجيب الطرفان لتفادي كارثة محتملة في الفاشر.
وتؤوي مدينة الفاشر، وفق آخر الإحصاءات، نحو نصف مليون شخص، إضافة إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إلى المدينة هرباً من المعارك المستمرة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتعاني المدينة من أزمة خانقة في الإمدادات الغذائية ومياه الشرب والخدمات الصحية، في وقت تشير فيه تقارير إنسانية إلى تفاقم خطر المجاعة وانتشار الأمراض في معسكرات النزوح والمناطق المحاصرة.
موقف قوات الدعم السريع برفض الهدنة الجزئية يعكس تعقيد المسار السياسي في السودان، حيث تتعثر المفاوضات، وتفشل المساعي الإقليمية والدولية في دفع الأطراف نحو تسوية شاملة تنهي الحرب، التي دمّرت البنية التحتية وعمّقت الأزمة الإنسانية في البلاد.
وفي ظل غياب آفاق قريبة للحل، تتصاعد المخاوف من اتساع رقعة المعارك وارتفاع فاتورة الخسائر البشرية، وسط ضغوط أممية ودولية متزايدة لوقف التصعيد وإنقاذ المدنيين المحاصرين.

مقالات مشابهة

  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • الجيش السوداني يصد هجوما واسعا لقوات الدعم السريع على الفاشر
  • المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر
  • السجن المؤبد عشرين عاما لمؤيدة ومتعاونة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • إمعانا في خنقها.. “الدعم السريع” تفعل هذا في الفاشر
  • الدعم السريع ترد على «هدنة الفاشر» وتتمسك بشروط لوقف إطلاق النار
  • الجيش السوداني يقصف تجمعا للدعم السريع بجامعة نيالا
  • الأمم المتحدة: ميليشيا الدعم السريع تجند مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى