أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن “التحالف العالمي للتسامح” يمتلك من القدرات والإمكانات ما يمكنه من تعزيز الفهم الدولي للاستدامة والمساعدة في وضع استراتيجية شاملة لتطوير هدف مشترك، وفهم واضح لهذه القضايا بين الناس من مختلف الثقافات، داعياً الجميع إلى توجيه قدرتهم إلى بناء السلام والرخاء في جميع أنحاء العالم.

وقال معاليه : “لنعلن معاً التزامنا بإيجاد أرضية مشتركة لتضميد الجراح والحيلولة دون المزيد من التهديد لبيئتنا، ونؤكد قناعتنا بأننا نعيش جميعاً في عالم واحد، وعلينا المساهمة في تقدم البشرية، وأن نطلق العنان لقوة التعليم ودوره في ابتكار حلول جديدة لتحديات الاستدامة والبيئة، وأن نحتفي بالنماذج العالمية الناجحة التي تؤكد على قدرة السلام والتسامح على دفع قاطرة التنمية والمستقبل المستدام عالميا”.

جاء ذلك خلال افتتاح معاليه قمة “التحالف العالمي للتسامح” التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي، تحت شعار “متحدون بإنسانيتنا المشتركة”، بمشاركة سعادة ريبيكا جرينسبان الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وسعادة ميجيل موراتينوس، المُمثِّل السَّامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وعدد كبير من القيادات الفكرية والأممية والدينية، وتناولت القمة خلال جلساتها موضوعين رئيسين هما “تعزيز التنمية المستدامة من خلال الحوار والشمول”، و”نهج متعدد الأبعاد لمستقبل مستدام” بمشاركة قامات عالمية بارزة في مختلف المجالات.

ورحب معالي الشيخ نهيان بن مبارك خلال كلمته الافتتاحية بجميع الشخصيات العالمية المشاركة في الملتقى السنوي لقمة التحالف وقال : “إن هذا اللقاء يحمل أهمية كبيرة لأنه يتزامن مع عقد مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكلي ثقة بأن يوفر هذا الملتقى منصة مهمة لمناقشة وتحليل العلاقة الحيوية بين التسامح والاستدامة، ونعتز كثيراً بأن يسلط هذا الملتقى الضوء على أهمية التسامح في التصدي لتغير المناخ والاحتباس الحراري، حيث يؤكد مؤتمر الأطراف ، أن العلاقة بين الالتزام بحماية البيئة واستدامتها يجب أن تتكامل مع تحلي العالم بروح التسامح، وأن التعاون العالمي في هذه القضية الملحة يقتضي إقامة حوار فعال يحكمه التعاطف والرحمة والصدق وغيرها من سمات المجتمعات المتسامحة والمسالمة، وبذلك يكون التسامح هو ركيزة العمل الجماعي بشأن الاستدامة”.

وأضاف : “يجتمع المشاركون في مؤتمر COP28 من جميع أنحاء العالم سعياً لتحقيق هدف مشترك هو الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما دون مستويات ما قبل الصناعة، والمساعدة في تحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.. والمشاركون في المؤتمر لا تحكمهم أهواؤهم ومصالحهم الشخصية، بل على العكس من ذلك، فجميعهم يؤمنون بأن التعاون العالمي ضرورة وجودية لاستمرار وازدهار كوكب الأرض، وأن احتضانهم المتسامح للتنوع العالمي يشجع التعاطف والرحمة الضروريين للتفاهم والتعاون”.

وأكد معاليه أن المشاركين الذين ينخرطون في مؤتمر الأطراف COP28 في حوار جماعي يدفع سكان هذا الكوكب للتفكير ملياً في القيم المشتركة ودورها في التصدي للتحديات التي نواجهها مشيراً إلى أن تلك التحديات تشمل نشر الوعي بأهمية التصدي لقضايا التغير المناخي، وكيفية دعم التعاون العالمي في قضايا لا تتساوى فيها خسائر ومنافع البلدان المعنية، وكيفية الحفاظ على التوازن الخلاق بين الحاجة إلى النمو الاقتصادي والتوقعات المجتمعية من ناحية، واحتياجات العالم الطبيعي من ناحية أخرى،وكيفية تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.

وقال معاليه :” في التحالف العالمي للتسامح نؤمن بأن المجتمع المتسامح هو الذي يتخذ ما في وسعه من إجراءات للإجابة على هذه الأسئلة المهمة، ونفخر في دولة الإمارات العربية المتحدة، بكوننا مجتمعاً متسامحاً وسلمياً، نلمس حولنا عوائد الازدهار والاستدامة المرتبطة بالتسامح، وكما يبدو من تجربتنا، فإن الدول التي تثمن قيمة التسامح هي الأكثر تمتعاً بالسلام، وبالنشاط التجاري الناجح، وهي الأكثر وعياً بتحديات بيئتها الطبيعية، كما تتبنى شعوب تلك الدول قيماً أخلاقية أرفع، وتعيش في بيئة أكثر أمناً، وتخصص المزيد من مواردها للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المستدامة”.

وأوضح معاليه أنه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بجد من أجل نشر روح التسامح والتعايش المثمر في جميع أنحاء الكوكب، وهو ما يتفق مع دورها، بل مع واجبها، في بث الأمل والتفاؤل في نفوس البشر، وبفضل قيادتنا الرشيدة، التزمت الإمارات بمد جسور التواصل بين شعوب العالم، والاحتفاء بما يجمعهم من قواسم مشتركة، مؤكداً أن ذلك ينبع من إدراكها أن بناء مجتمع مستدام هو واحد من أهم تحديات القرن الـ،21، وانطلاقاً من جهود صاحب السمو رئيس الدولة ومبادراته، أصبحت الاستدامة نهجاً إماراتياً ويجب أن تصبح الدافع المهيمن لكل الإجراءات المؤثرة التي ستراعي بذكاء ونزاهة الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والوقائية والبيئية.

وثمن معاليه الدعوة المخلصة من صاحب السمو رئيس الدولة للتعاون الدولي وإطلاق المبادرات المشتركة لمواجهة التحديدات المناخية، مؤكداً أن عقد مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيد على التزام الإمارات بالعمل مع جميع شعوب العالم في مواجهة التحديات الكبرى، لأنه من خلال العمل المشترك سندفع المجتمعات المحلية والعالمية للتركيز على وضع حلول لأهم مشاكل العصر.

ونبه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن الأمم المتحدة عرفت التنمية المستدامة بأنها “التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة” وقال : “من واجبنا أن نقدم ما في وسعنا حتى يعي الناس هذا المفهوم، وأن تصبح الاستدامة اعتقاداً مشتركاً، وأن نساعد مجتمعاتنا على إدراك أن بقاءنا ورفاهنا يعتمدان على بيئتنا الطبيعية، وأن الاستدامة تخلق وتحافظ على الظروف التي يمكن أن يعيش فيها البشر والطبيعة في وئام، وتحدد الاستدامة الظروف التي تسمح بتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والجمالية للأجيال الحالية والمستقبلية، وبإمكان التحالف العالمي للتسامح أن يعزز الفهم العالمي للاستدامة”.

ودعا معاليه إلى أن يعلن كافة المشاركين بالتحالف عن التزامهم بإيجاد أرضية مشتركة للحيلولة دون المزيد من التهديد لبيئتنا، وأن يؤكدوا جميعاً على قناعتهم “بأننا نعيش جميعاً في عالم واحد، وعلينا جميعاً المساهمة في تقدم البشرية وعلينا أن نطلق العنان لقوة التعليم ودوره في ابتكار حلول جديدة لتحديات الاستدامة والبيئة، وأن نحتفي بالنماذج العالمية الناجحة التي تؤكد على قدرة السلام والتسامح في دفع قاطرة التنمية والمستقبل المستدام”.

من جانبه أكد سعادة ميجيل موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، في كلمته للمتلقي أن “التحالف العالمي للتسامح” يمكنه أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز القيم الإنسانية ودعم قضايا السلام والتعايش العالمي، بما يمكن الإنسانية من مواجهة كافة التحديات سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية، مشيراً إلى أن تفعيل هذا الدور يعزز القيم الإنسانية المشتركة، بما يوحد جهودنا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة وأشاد بدور القيادة الرشيدة لدولة لإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.

وعقب الكلمات الرئيسية للقمة، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك الجلسات النقاشية المفتوحة والتي ركزت على أهمية تعزيز التنمية المستدامة من خلال الحوار، وتحدث فيها، عبدالله الشحي القائم بأعمال المدير التنفيذي لبيت العائلة الإبراهيمية، وهند العويس مدير اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان بدولة الإمارات العربية المتحدة، ود.مارييت ويسترمان نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، ومنال بهمان مدير العمليات في جمعية الإمارات للطبيعة.

وتناولت الجلسة العديد من الموضوعات والمقترحات الهامة، التي يمكنها أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تدعم التنمية المستدامة على المستويين القريب والمتوسط، ومنها أهمية الشمولية الاجتماعية والاقتصادية والتي تركز على مشاركة جميع شرائح المجتمع في الوصول إلى الفرص الاقتصادية مهما كانت خلفيتهم أو أصلهم، بالمشاركة الفعّالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وركزت الجلسة على تعزيز الحوار والتفاعل الاجتماعي الذي يمكنه تعزيز الفهم المتبادل وتقبل وجهات النظر المختلفة، وبناء جسور الاتصال وتشجيع التفاهم بين المجتمعات المختلفة بما يمهد الطريق أمام التعاون والتفاهم المشترك نحو أهداف التنمية المستدامة.

وناقشت الجلسة دور التعليم والثقافة والأديان في تعزيز التنمية المستدامة، وكذلك دور المشاركة في صنع القرار الذي يؤدي إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة وركزت على أهمية دعم دور الابتكار والتكنولوجيا النظيفة، التي تسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين الأداء الاقتصادي إقليميا وعالميا.

وأكدت النقاشات أن التفاعل المجتمعي والحوار الشامل يلعبان دورًا حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى أهمية تحقيق التوازن بين الاحتياجات الحالية والمستقبلية التي تسمح بتحقيق الاحتياجات الحالية للجيل الحالي والحفاظ على الموارد والبيئة للأجيال القادمة.

وركزت الجلسة الثانية على أهم القضايا والأطر الدينية والمجتمعية والإنسانية التي يمكن أن تكون مفيدة لبناء نهج متعدد الأبعاد لمستقبل مستدام، وشارك فيها كلير دالتون رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الامارات، والإمام يحيى سيرجيو ياهي بالافيتشيني رئيس مجلس الإيسيسكو، والحاخام ديفيد روزين المدير الدولي لشؤون الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، والدكتور سوريندر سينغ كانداري رئيس معبد جورو ناناك دربار السيخ، دبي، والأب بيشوي فخري مندوب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

تناولت الجلسة أهمية التركيز على القيم الإنسانية المشتركة التي تحض عليها مختلف الأديان إضافة إلى استخدم مفهوم التنمية المستدامة الذي يركز على تلبية احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها.

وتحدثت الجلسة عن تعزيز النمو الاقتصادي من خلال استخدام الموارد بشكل مستدام وتطوير التكنولوجيا الخضراء، وركزت على أهمية أن يكون المستقبل المستدام شاملاً، مع التركيز على تقليل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية وضمان حقوق الإنسان للجميع، واستخدم التكنولوجيا والابتكار بشكل إيجابي لحل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يشهد احتفالاً جماهيرياً بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال الفلبين

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وهانز ليو كاكداك، وكيل وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، لشؤون التوظيف والرعاية الاجتماعية للعمال في الخارج، والقنصل العام الفلبيني في دبي مارفورد انجلوس، وعدد من المسؤولين الإماراتيين، والشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية من الجالية الفلبينية، الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال جمهورية الفلبين «كالايان 2025».
حظيت الفعالية، التي استضافها مركز دبي التجاري العالمي، ونظمتها صفحة «الإمارات تحب الفلبين» بالتعاون مع شرطة دبي، بحضور جماهيري كبير، حيث استقطبت أكثر من 40 ألف شخص، من أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بالدولة، في أجواء عكست العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.

 

في كلمته بمستهل الاحتفالية، هنأ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بذكرى مرور 127 عاماً على استقلال بلادهم، وقال معاليه «يسرّني أن أكون معكم هذا المساء للاحتفال بالذكرى السابعة والعشرين بعد المئة لاستقلال جمهورية الفلبين. وباسم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، أُعرب عن أحرّ التهاني وأطيب التحيات إلى شعب الفلبين في كل مكان من العالم».
وأضاف معاليه أن «هذا اليوم لا يخلّد فقط استقلالكم، بل يجسّد أيضًا روحكم الصامدة، وإحساسكم العميق بالمجتمع، وتفاؤلكم الدائم. إنه يوم فخر واعتزاز، ولكم كل الحق في أن تحتفلوا به».
وأكد أن دولة الإمارات تفتخر بعلاقتها الوثيقة مع جمهورية الفلبين، فهي صديقة مقرّبة وشريك موثوق، وقال «على مدى العقود، وفي أرجاء دولتنا كافة، ترك مئات الآلاف من أبناء وبنات الجالية الفلبينية بصمات مشهودة في مختلف القطاعات».

ونوّه معاليه إلى أن المعرفة والمهارات والإبداع والتعاطف التي يتمتع بها أبناء الجالية الفلبينية قد أثرت بشكل إيجابي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والضيافة والخدمات المالية وريادة الأعمال والفنون وغيرها، ولفت إلى أن «الجغرافيا قد تفرّق بين بلدينا، لكن ما يجمعنا من قيم مشتركة، كالتسامح والانفتاح والاحترام المتبادل والإيمان بكرامة الإنسان، يجعل من علاقتنا نموذجًا متينًا وملهمًا».
وأردف معاليه قائلاً «إن قصة نجاح دولة الإمارات هي قصة تشاركية، فنحن ملتقى العالم، حيث يعيش ويعمل أكثر من 200 جنسية جنبًا إلى جنب، في بيئة من السلام والازدهار، تحققت بفضل سياسة الانفتاح على الجميع واحترام كل الخلفيات».
وأبرز معاليه أن «ما تحقق من إنجازات في دولة الإمارات جاء بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم متواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومن قيادتنا الوطنية كافة، حيث اعتمدت دولتنا مبادئ الأخوة الإنسانية والتعايش والرحمة والإنجاز، ركائزَ أساسية لمسيرتها».

وقال إن «احتفالنا اليوم يُجسّد هذه الرؤية، ويؤكد أن دولة الإمارات تكرّم كل ثقافة وكل إرث تحتضنه على أرضها، وتقدّر كل جالية تُسهم في بناء هذا الوطن العظيم».
وأضاف معاليه «وفي هذه الروح من الوحدة والاندماج والاحتفاء، أود أن أشارككم بمبادرة وطنية جديدة قريبة إلى قلبي»، وأوضح أنه بصفته وزيرًا للتسامح والتعايش، وبالشراكة مع «صندوق الوطن»، فقد أطلقت مؤخرًا مسابقة كتابية وطنية بعنوان: «حياتنا في الإمارات». وذكر معاليه أن هذه المبادرة، التي تتماشى مع شعار «عام المجتمع»، تمثل دعوة موجهة لكل من يعيش على أرض الدولة، من المواطنين والمقيمين، من الشباب والكبار، من الطلبة والمهنيين، ليشاركوا بقصصهم وأصواتهم.
وبيّن أن هذه المسابقة تدعو المشاركين إلى التعبير عما تمثّله لهم الحياة في دولة الإمارات، من خلال قصة قصيرة، أو قصيدة، أو رسالة، أو مقالة، أو أي شكل إبداعي آخر، باللغة العربية أو الإنجليزية.
وأعرب معاليه عن ثقته بأن تأتي بعض من أكثر المشاركات تأثيرًا وصدقًا من الجالية الفلبينية، من أولئك الذين جاؤوا حاملين أحلامًا، وبنوا مستقبلًا، من آباء وأمهات يربّون أبناءهم، ومن ممرضين وممرضات، ومعلمين ومعلمات، ومهندسين وفنانين ومبدعين في شتى المجالات. وأكد أن قصص الجالية الفلبينية مهمّة، وأن المجتمع الإماراتي بكل مكوناته يود أن يسمعها.

ودعا معاليه الجميع إلى تقديم مشاركاتهم من خلال الموقع الإلكتروني: www.myuaestory.ae وحثّ معاليه أفراد الجالية على نشر الكلمة، وتشجيع الأسر، والأبناء، والزملاء، والجيران على المشاركة، لما لهذه التجربة من دور في إلهام الآخرين، والتعبير عن واقع الحياة في الإمارات، وما يميز هذا الوطن من وحدة فريدة في التنوع.
ولفت إلى أن المشاركات الفائزة ستُنشر في كتابين تذكاريين، أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، كما سيُحتفى بالفائزين في حفل كبير، وسيُمنحون جوائز قيّمة.
وأكد معاليه أن هذه المسابقة هي أكثر من مجرد مسابقة، بل تمثّل إرثًا وطنيًا يعكس هويتنا المشتركة. 
وفي الختام، جدد التهاني وأطيب التمنيات للجالية الفلبينية، مؤكدًا أن «هذه الجالية الكريمة تُجسّد كل ما تمثله دولة الإمارات: الشجاعة، والكرم، وروح الأسرة، والطموح، والإيمان بأننا، حين نلتقي على أرض واحدة بتعدد ثقافاتنا، قادرون على بناء عالم أكثر تسامحًا، وشمولًا، وازدهارًا».

أخبار ذات صلة جامعة أبوظبي تستضيف مسابقة «بحوث وابتكارات طلبة الجامعات» نهيان بن مبارك يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء فترة عمله

واختتم معاليه بالقول «ها أنا أقف اليوم بينكم، أرى ألوان الفلبين، وأسمع أنغامها، وأشعر بروحها… هنا في قلب الإمارات. ويُسعدني أن أشارككم هذا الاحتفال، وأن أكون جزءًا منه».
أطلقت مسابقة الكتابة «حياتنا في الإمارات»، بتنظيم مشترك من صندوق الوطن ووزارة التسامح والتعايش، دعوة لمواطني ومقيمي الإمارات لمشاركة قصصهم وتجاربهم الشخصية، احتفاءً بثقافة الإمارات الغنية وهويتها الوطنية وقيم التسامح والتعايش. ويمكن للمشاركين من مختلف شرائح المجتمع تقديم أعمال باللغتين العربية والإنجليزية عبر أساليب متنوعة تشمل القصة القصيرة، المقال، الشعر النبطي والفصيح، الخواطر، والرسائل. 
تهدف المسابقة إلى تعزيز الحوار والتعاون المجتمعي، وإبراز نموذج الإمارات الناجح في التعايش والسعادة، مع نشر الكتابات المختارة على نطاق واسع لتعكس التنوع الثقافي وتقوي أواصر الترابط الاجتماعي. يمثل هذا المشروع مساهمة فعالة في ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية والاعتزاز بالخصائص الفريدة للحياة في الإمارات.

وخلال الحدث، ألقى هانز ليو كاكداك، وكيل وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، لشؤون التوظيف والرعاية الاجتماعية للعمال في الخارج، كلمة تطرق فيها إلى العديد من المحاور ذات الصلة بالعلاقات الإيجابية المتميزة التي تربط بين البلدين، والتي تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع الفلبيني في الإمارات، والامتيازات العديدة التي تحظى بها العمالة الفلبينية بدولة الإمارات.
جاءت الاحتفالية بمثابة ليلة فلبينية متميزة على أرض الإمارات، عكست الاحتفاء الذي تلقاه الجالية الفلبينية المقيمة بالدولة، والروابط الاجتماعية بين أبنائها، وما تحظى به كافة الجاليات المقيمة بالإمارات، من تقدير واحترام، وما يسود العلاقات بين أبناء الثقافات المختلفة على أرض دولة الإمارات من تعايش وتسامح. 

واستمتع حضور الاحتفالية بالعديد من الفعاليات الثقافية، والعروض الموسيقية، والرقصات الشعبية، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية موجهة للأطفال. وشارك في الفقرات الفنية والترفيهية عدد من الفنانين الفلبينيين منهم جارين غارسيا، وكاي مونتينولا.

كما ضمت أجندة الحدث عروض تقمص الشخصيات، والألعاب الإلكترونية، وركناً خاصاً بالمأكولات، ونشاطات فنية للأطفال، ومعرضاً فنياً، ومنطقة للتعلم شكلت منصة للمدارس الفلبينية بالدولة، وعروضاً مبهرة للدراجات، وسحوبات وجوائز عديدة، بالإضافة إلى فعالية «قرية الشحن»، التي وفرت مساحة جمعت العديد من ممثلي شركات الشحن، تحت إشراف مجلس الأعمال الفلبيني.

يذكر أن دولة الإمارات وجمهورية الفلبين تربطهما علاقات صداقة قوية، حتى قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بصورة رسمية في 19 أغسطس 1974، ثم افتتاح سفارة جمهورية الفلبين في أبوظبي في 17 يونيو 1980. كما تطوّرت العلاقات بين البلدين إلى أن تُوّجت في العام 1989 بافتتاح سفارة دولة الإمارات في مانيلا، وتوسّعت مجالات التعاون الثنائي على نحو مثمر وملحوظ. كما تحتضن دولة الإمارات مئات الآلاف من أبناء الجالية الفلبينية، يعملون في العديد من القطاعات الحيوية، ويساهمون مساهمة متميزة في استدامة المسيرة التنموية للدولة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: ريادة الأعمال ركيزة أساسية في تنمية الإمارات
  • وزير البيئة والتغير المناخي: دولة قطر تعزز دورها العالمي في مواجهة التحديات البيئية ودعم التنمية المستدامة
  • نهيان بن مبارك يفتتح «المكتبة الشاملة» في مركز المستقبل للتأهيل بأبوظبي
  • نهيان بن مبارك يحضر حفل السفارة الإيطالية باليوم الوطني
  • لقاء نقابي سوري- تركي على هامش مؤتمر العمل في جنيف يؤكد ‏ضرورة تعزيز الحماية الاجتماعية للعمال
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح العامري في أبوظبي
  • نهيان بن مبارك: بناء وطن متماسك يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي
  • مدبولي: نعمل على تعزيز أثر ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة
  • نهيان بن مبارك يشهد تخريج 92 طالباً في مدرسة تريم الأمريكية
  • نهيان بن مبارك يشهد احتفالاً جماهيرياً بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال الفلبين