موقع 24:
2025-05-30@16:43:51 GMT

المستوطنون في الضفة الغربية.. جرائم متكررة بلا عقاب

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

المستوطنون في الضفة الغربية.. جرائم متكررة بلا عقاب

لم يعد موسى، ابن الثماني سنوات الفلسطيني، يلعب بالكلل، بل بات منذ شهر يقضي وقته في لعبة جديدة. يقول "أتظاهر بأن أبي لم يمت"، فيناديه ويتخيّل ماذا يمكن أن يفعل خلال النهار ويأمل أن يطلّ عليه فجأة.

قتل والده بلال صالح في 28 أكتوبر (تشرين الأول) وهو في الأربعين برصاصة في صدره فيما كان يقطف الزيتون في حقله.


وهو من بين أكثر من 250 فلسطينياً قتلوا بأيدي جنود ومستوطنين في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في الضفة الغربية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إثر شن الحركة هجومًا غير مسبوق على الدولة العبرية، وفق حصيلة للحكومة الفلسطينية.
تقول أرملته إخلاص متكلمة بعناء "كان رجلاً بسيطاً، متمسّكاً بأرضه"، عارضة على هاتفها صوراً لزوجها في الحقل، أو يتلو آيات من القرآن مع موسى أو في حفل زفاف مبتسماً وسط أطفالهما الثلاثة الآخرين.



تعرض الصور بتأثر شديد بدون أن تتمكن هي نفسها من النظر إليها، تاركة الكلام لأطفالها المحيطين بها.
تبقى مشاهد الهجوم في ذلك اليوم ماثلة في أذهان سكان الساوية الـ3500، وقد صورها بعضهم.
"بصق عليّ"
يظهر في الفيديو أربعة رجال ينهرون عائلة صالح فيما تقطف الزيتون، بعضهم يضع قلنسوات وأحدهم يحمل بندقية آلية، فيهرب الأقرباء الذين كانوا يشاركون في القطاف.
فجأة تدوي طلقة نارية فيهرع الجميع صوب بلال الذي عاد لاسترجاع هاتفه الجوال، فيجدونه ممدداً وصدره مضرج بالدماء.


تروي العائلة أنها نقلته إلى مستشفى سلفيت على مسافة عشرة كيلومترات، حيث أعلن الأطباء وفاته. وبعد ذلك، رأت على شبكات التواصل الاجتماعي أنه تم الإفراج عن مطلق النار بعد بضع ساعات على توقيفه.
وامتنعت الشرطة وجهاز "كوغات" المسؤول عن تنسيق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية، عن التعليق على المسألة رداً على عدة طلبت بهذا الصدد.
وبعد أيام، تم استدعاء إخلاص إلى مركز الشرطة في مستوطنة أرئيل المجاورة البالغ عدد سكانها أكثر من 20 ألف نسمة.
تقول "فيما كان حارس يتثبت من أوراق هويتي، عبر مستوطن في سيارة وعندما رآني محجّبة فتح نافذته ليبصق عليّ".
وتتابع "بعد هذا، لا أرى أي عدل يمكن أن نحصل عليه"، ولو أن منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان أقنعتها بتقديم شكوى.
ومن أصل ألف قضية رفعت إلى القضاء حول أعمال عنف ارتكبها مستوطنون وراجعتها منظمة "ييش دين" غير الحكومية الإسرائيلية بين 2005 و2021، أُغلقت 92% منها بدون اتخاذ أي تدابير.
الوضع "أسوأ"
يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بنظر الأمم المتحدة، وسط حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
يقول حازم صالح شقيق إخلاص "يزداد الوضع خطورة منذ عشر سنوات، يهاجموننا، يأخذون أراضيها، يبنون المستوطنات" مضيفاً "يمكنهم أن يفعلوا ما يشاؤون".
لكن منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بات الوضع "أسوأ" على حدّ قوله.
في ذلك اليوم قتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس غير المسبوق.
وردت إسرائيل بحملة قصف مدمر على قطاع غزة وعمليات برية واسعة النطاق، ما أدى إلى سقوط 15899 قتيلاً، 70% منهم نساء وأطفال ومراهقون، بحسب حكومة حماس.
ومع اندلاع الحرب، سهّلت إسرائيل شروط منح تراخيص بحمل السلاح ووعدت الشرطة ووزارة الداخلية بتوزيع أسلحة نارية على مدنيين في ما لا يقل عن ألف بلدة بينها مستوطنات.

مستوطنون يستغلون حرب #غزة لطرد الفلسطينيين من #الضفة_الغربية https://t.co/W5yZRA1szy

— 24.ae (@20fourMedia) October 29, 2023


"ما هذا العالم؟"
ومجموعة سكان الساوية على تطبيق واتساب مليئة بشهادات تعكس الخوف والعنف في الضفة الغربية وسواها.
تبدي منى صالح والدة إخلاص قلقها على أحفادها، وخصوصا موسى وشقيقته التوأم ميساء لصغر سنهما، متسائلة "كيف يمكن قتل رجل في ثوان أمام أطفاله؟ ما هذا العالم؟".
وأطلق مستوطنون النار السبت على فلسطيني في الـ38 في بلدة قراوة بني حسن، وفق ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية.
تقول زوجته إن عشرات الأشخاص من عناصر منظمات غير حكومية ومهاجرين فلسطينيين وصحافيين طلبوا منها أن تروي علنا قصة زوجها.
يقول شقيقها حازم "نحن لا ندعو إلى العنف أو الثأر، بل إلى السلام والرحمة تيمّناً بالنبي"، مؤكدا "لا ننتظر شيئاً" من القضاء الإسرائيلي.
ويضيف "كل ما يمكننا أن نفعله" من أجل بلال "هو أن نروي قصته، حتى لو أن ذلك يؤلمنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربية فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

اعادة هندسة الضفة الغربية

مقدمة

تمثل الضفة الغربية إحدى القضايا المركزية في الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تخضع لعمليات تغيير جذرية في بنيتها الجغرافية والديمغرافية بفعل السياسات الإسرائيلية المستمرة التي تسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض؛ يتجلى ذلك من خلال المستوطنات، والجدار العازل، وتهجير السكان الفلسطينيين، وتحكم إسرائيل في الموارد الطبيعية والبنية التحتية، وفصل المجتمعات الفلسطينية عن بعضها البعض. هذه التغيرات تعيد تشكيل الضفة الغربية بطرق تؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية، وتمثل تحديا أمام أي حل سياسي مستقبلي.

توسع المستوطنات

مع استمرار بناء المستوطنات، تزداد أعداد المستوطنين الذين يتمتعون بدعم حكومي إسرائيلي وحوافز مالية مغرية، هذا التوسع يقلب التوازن السكاني في الضفة الغربية ويزيد من تعقيد أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيثُ يعد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية أحد أبرز الأدوات الجغرافية التي تغير ملامح المنطقة. فمنذ عام 1967 أقامت إسرائيل مئات المستوطنات ووسعتها بشكل كبير، حيث يعيش اليوم أكثر من 900 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، تترافق هذه التوسعات مع بناء طرق التفافية تربط المستوطنات بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ما عمل على عزل المناطق الفلسطينية وصعوبة ربطها ببعضها البعض.

تواصل إسرائيل استخدام أساليب متنوعة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، مستغلة وسائل قانونية وعسكرية واقتصادية لفرض واقع ديموغرافي جديد
الجدار العازل أداة احتلال أم أمن؟

بدأت إسرائيل في بناء الجدار العازل في الضفة الغربية عام 2002 بحجة منع الهجمات المسلحة من المقاومة الفلسطينية في أراضي 1948، لكنه سرعان ما تحول إلى وسيلة لضم وسرقة الأراضي الفلسطينية، حيثُ يمتد الجدار لأكثر من 700 كيلومتر، ويمرّ في عمق الضفة الغربية، مما يعزل آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم وأماكن عملهم ومدارسهم وحتى عزل العائلة الواحدة. وأدى بناء الجدار إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية كما حاصر مدنا وقرى فلسطينية، مما زاد من صعوبة تنقل السكان في القدس، والأهم من ذلك أنه عزل أحياء فلسطينية بأكملها عن باقي الضفة، مما أثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكانها.

من الناحية القانونية، اعتبرت محكمة العدل الدولية عام 2004 أن الجدار غير شرعي، ودعت إلى إزالته وتعويض الفلسطينيين المتضررين، لكن دولة الاحتلال الإسرائيلي ضربت القرار بعرض الحائط كما عادتها. ويُنظر إلى الجدار على نطاق واسع كأداة لتعزيز الاحتلال وتقليص فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث يفرض واقعا جديدا على الأرض ويجعل حل الدولتين أكثر تعقيدا، وقد أصبح الجدار رمزا جديدا للفصل العنصري، ما يعكس هدفه في تغيير التركيبة الجغرافية لصالح إسرائيل.

السيطرة على الموارد الطبيعية

تُحكم إسرائيل سيطرتها على مصادر المياه الرئيسة في الضفة الغربية مثل الحوض المائي الجوفي، ما أدى إلى تقليص حاد في حصة الفلسطينيين من المياه العذبة، كما أن مناطق الأغوار التي تشكل سلة غذاء الضفة الغربية لا زالت تخضع لسيطرة إسرائيلية مشددة مما أعاق التنمية الزراعية الفلسطينية، إضافة لذلك فإن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الغنية بالمعادن في الضفة الغربية، بالإضافة إلى استغلال الغاز الطبيعي في الأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة الغربية، بينما يُمنع الفلسطينيون من تطوير مواردهم، هذه السيطرة حدتّ من التنمية الفلسطينية وأبقت الفلسطينيين في حال تبعية اقتصادية.

أساليب جديدة لتهجير الفلسطينيين

تواصل إسرائيل استخدام أساليب متنوعة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، مستغلة وسائل قانونية وعسكرية واقتصادية لفرض واقع ديموغرافي جديد، من أبرز هذه الأساليب إصدار أوامر هدم للمنازل بحجة عدم وجود تصاريح بناء، رغم أن إسرائيل نادرا ما تمنح الفلسطينيين هذه التصاريح، مما يجبرهم على مغادرة مناطقهم.

بالإضافة إلى ذلك، توسع إسرائيل المستوطنات الإسرائيلية بوتيرة متسارعة، حيث تستولي على الأراضي بالقوة وبدعم حكومي بقيادة سموتريتش، وتحرم السكان من حقهم في السكن والزراعة بتصعيد عنف المستوطنين ضد القرى الفلسطينية تحت حماية الجيش الإسرائيلي، لإجبار السكان على الرحيل خوفا على حياتهم.

من الناحية الاقتصادية، تفرض إسرائيل قيودا مشددة على حركة الفلسطينيين، مما يعيق وصولهم إلى أماكن العمل والخدمات الصحية والتعليمية، ويدفع البعض إلى الهجرة بحثا عن حياة أفضل وأكثر أمنا، كما تُستخدم القوانين العسكرية لطرد السكان مثل تصنيف أراضٍ زراعية فلسطينية كمناطق عسكرية مغلقة أو محميات طبيعية يُمنع الفلسطينيون من الاستفادة منها.

هذه السياسات ليست مجرد انتهاكات فردية، بل جزء من مخطط ممنهج لتفريغ الضفة الغربية من سكانها، وفرض أمر واقع يُصعّب تحقيق أي حل سياسي.

فصل المجتمعات الفلسطينية: الأبعاد السياسية والاستراتيجية

تعد سياسة فصل المجتمعات الفلسطينية إحدى الأدوات الاستراتيجية التي تستخدمها إسرائيل لتعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية وتقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية. يتم تنفيذ هذا الفصل عبر إجراءات ميدانية وقانونية، مثل بناء الجدار العازل، وتقييد الحركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعزيز المستوطنات، مما يخلق واقعا جغرافيا وسكانيا معقدا.

الأبعاد السياسية
إعادة هندسة الضفة الغربية جغرافيا وديمغرافيا على فرص الحل السياسي، إذ تسعى إسرائيل إلى خلق واقع يجعل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا، من خلال فرض أمر واقع يصعب تغييره
يهدف فصل المجتمعات الفلسطينية إلى منع أي وحدة سياسية واقتصادية بينها، مما يُضعف قدرتها على تشكيل كيان مستقل، الآن يتم تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة يجعل من الصعب على الفلسطينيين فرض سيادتهم أو تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وفي قطاع غزة، الحصار المشدد عزل القطاع عن بقية الأراضي الفلسطينية، وعمل على تعزيز الانقسام الداخلي بتقوية أطراف بعينها على حساب أطراف أخرى، وهو ما أدى إلى ضعف الموقف الفلسطيني على المستوى الدولي.

الأبعاد الاستراتيجية

استراتيجيا، يمنح هذا إسرائيل القدرة على فرض واقع جديد على الأرض، حيث يتم تقليل التواصل بين الفلسطينيين وإجبارهم على التبعية والاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي بكافة المجالات، كما سمح بتعزيز المستوطنات وربطها بشبكات طرق خاصة مما يجعل إزالتها مستقبلا أمرا معقدا. إضافة إلى ذلك، أدى الفصل إلى زيادة السيطرة الأمنية الإسرائيلية لتقليل القدرات المحتملة للمقاومة الفلسطينية.

كلُ ذلك عمل على إعادة هندسة الضفة الغربية جغرافيا وديمغرافيا على فرص الحل السياسي، إذ تسعى إسرائيل إلى خلق واقع يجعل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا، من خلال فرض أمر واقع يصعب تغييره.

الخاتمة

إعادة هندسة الضفة الغربية جغرافيا وديمغرافيا ليست مجرد تغييرات مادية، بل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى فرض سيطرة دائمة على الأرض، ما يؤدي إلى تعقيد أي حل سياسي مستقبلي.

في ظل هذا الواقع، تبقى خيارات الفلسطينيين محدودة بين مقاومة هذا التغيير من خلال الحراك السياسي والدبلوماسي أو البحث عن استراتيجيات جديدة للتكيف مع المعطيات المتغيرة، وتطرح تساؤلات حول مستقبل حل الدولتين وإمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.

مقالات مشابهة

  • كاتس: سنبني الدولة اليهودية في الضفة الغربية
  • إعادة هندسة الضفة الغربية
  • اعادة هندسة الضفة الغربية
  • الأكبر منذ اتفاق أوسلو.. إسرائيل توافق على توسعة هائلة لمستوطنات الضفة الغربية وأبو ردينة يعلق
  • الأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدد حل الدولتين
  • حماس: مخطط استيطاني جديد في الضفة الغربية يمثل جريمة حرب
  • (22) مستوطنة إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية المحتلة
  • مطاردة وضرب ونهب.. الغارديان تكشف عنف المستوطنين في الضفة الغربية
  • مستوطنون يحرقون مركبات برام الله ويقتحمون باحات الأقصى
  • ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟