بوتين يزور السعودية والإمارات
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أعلن الكرملين الثلاثاء عن قيام الرئيس فلاديمير بوتين برحلة سوف تستغرق يومًا واحدًا إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في محاولة منه لإعادة تأكيد دور روسيا في الشرق الأوسط، من خلال التركيز على الحرب بين إسرائيل وحماس، ثم سيستضيف الرئيس الإيراني في موسكو هذا الأسبوع.
وستركز محادثات الأربعاء في كلا البلدين على العلاقات الثنائية والحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف.
كما سيجري بوتين محادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين يوم الخميس، حسبما قال بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين.
وتأتي زيارته للسعودية والإمارات في وقت تريد فيه روسيا تعزيز دورها كوسيط قوي في الصراع في الشرق الأوسط.
وسعى بوتين إلى تصوير الحرب على أنها فشل للدبلوماسية الأمريكية متهمًا واشنطن بأنها اختارت "الصداقات" الاقتصادية عن فلسطينيين وتخلت عن جهود المساعدة في إقامة دولة فلسطينية.
وأشار إلى أن موسكو يمكن أن تلعب دور الوسيط، بفضل علاقاتها الودية مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، متهما بأنه "لا يمكن لأحد أن يشك في أننا نلعب على طرف واحد".
تم الإعلان عن رحلة بوتين لأول مرة يوم الاثنين من قبل مستشاره للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، متحدثًا إلى قناة الأخبار الروسية لايف.
وأشار المحلل الموالي للكرملين سيرجي ماركوف إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حليفتان مهمتان لروسيا، مشيرا إلى أن موسكو استفادت من ارتفاع أسعار النفط بفضل صفقة أوبك + التي رسختها مع الرياض. وأضاف أن العلاقات الوثيقة مع الإمارات وفرت أحد السبل لتجاوز العقوبات الغربية على موسكو.
وزار بوتين الصين في أكتوبر وقام بعدة رحلات إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق في الأشهر الأخيرة.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين في مارس بتهمة ارتكاب جرائم حرب متهمة إياه بالمسؤولية الشخصية عن خطف أطفال من أوكرانيا.
ومنذ صدور مذكرة الاعتقال، اختار بوتين عدم حضور قمة بريكس في جنوب إفريقيا لأن البلاد ستكون ملزمة باعتقال بوتين لدى وصوله كدولة موقعة على معاهدة المحكمة الدولية.
لم توقع السعودية ولا الإمارات على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية.
والمذكرة ضد بوتين في مارس هي المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة الدولية مذكرة اعتقال ضد زعيم أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي. وقالت المحكمة الجنائية الدولية في بيان إن بوتين متهم بارتكاب جريمة حرب تتمثل في "الترحيل غير القانوني" للأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بوتين السعودية الإمارات الولايات المتحدة حماس اسرائيل
إقرأ أيضاً:
مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
بين نيران الحرب والضغوط الدولية المتصاعدة، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة لاتخاذ خطوة مفاجئة تمثلت في تعليق مؤقت ومحدود لعملياتها العسكرية في قطاع غزة.
خطوة وُصفت بـ"التكتيكية"، لكنها تعكس، في جوهرها، حجم المأزق الذي تواجهه الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا، لا سيما في ظل موجة الغضب الدولي العارم التي فجرها الانتشار الواسع لصور الأطفال الجائعين في غزة على صدر الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، خصوصًا الأوروبية والأمريكية.
وهذا التقرير يرصد تفاصيل التحركات الإسرائيلية الأخيرة، وسياقاتها الإنسانية والسياسية، والتداعيات المحتملة لها داخليًا وخارجيًا.
رغم تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل بشكل مفاجئ تعليقًا تكتيكيًا مؤقتًا ومحدودًا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول المفاجئ في الموقف الإسرائيلي، رغم استمرار العمليات الميدانية.
وتزامنت هذه الخطوة مع موجة غضب عالمي غير مسبوقة، أشعلتها صور الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض، وقد تصدرت هذه الصور الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة. الأمر الذي استدعى تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا وواسع النطاق للحد من تداعيات هذه الكارثة الإنسانية.
حاولت الحكومة الإسرائيلية تبرير حجبها للمساعدات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، غير أنها فشلت في إقناع الرأي العام الدولي، ووجدت نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات تخفف من حدة الانتقادات المتصاعدة.
وبحسب ما كشفه عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ، فقد أجرت العديد من الشخصيات العالمية، من قادة وزعماء ودبلوماسيين ومؤسسات إعلامية، اتصالات مكثفة تطالب بوقف ما يجري ووضع حد للكارثة.
رغم محاولاتها تحميل المسؤولية للمؤسسات الأممية والدولية، واتهامها برفض تسلم وتوزيع المساعدات، رفضت هذه المؤسسات هذا الطرح، وأكدت أن العرقلة كانت من جانب الاحتلال.
وصرح الرئيس هرتسوغ، الأحد، قائلًا: "أدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بدورها وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير، كما طالبت إسرائيل منذ فترة. من غير المقبول أن تظل المساعدات المُقدمة إلى غزة دون توزيع أو أن تستولي عليها حماس، حتى مع اتهامها إسرائيل زورًا بمنعها".
محاولات بديلة فاشلةوكانت إسرائيل سعت سابقًا إلى تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" لتكون بديلاً عن الوكالات الدولية، مدعومة من الإدارة الأمريكية، لكن المشروع واجه رفضًا دوليًا واسعًا، ولم تنجح إسرائيل في فرضه كأمر واقع.
وواجهت هذه المؤسسة انتقادات حادة من وسائل الإعلام العالمية، ما اضطرها إلى إصدار سلسلة من البيانات التوضيحية في محاولة للدفاع عن شرعيتها وأهدافها.
في مواجهة العاصفة العالميةومع تعثر مفاوضات التهدئة، وجدت إسرائيل نفسها أمام موجة انتقادات لم تعد تُقال في السر، بل تحولت إلى بيانات علنية صادرة عن قادة العالم، خصوصًا في أوروبا، الذين لم يعودوا يكتفون بالتحذيرات خلف الأبواب المغلقة، بل أطلقوا تصريحاتهم على الملأ، الأمر الذي ضاعف الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر بدوره عن امتعاضه الشديد من الصور القادمة من غزة، مما زاد من حرج الإدارة الإسرائيلية.
وقال الرئيس الإسرائيلي، السبت: "في الأيام الأخيرة، تلقيت عددًا لا يُحصى من الرسائل من قادة، وأصدقاء لإسرائيل، وشخصيات إعلامية، وزعماء يهود من أنحاء العالم حول هذا الموضوع، والرد الصحيح هو تحرك عملي مسؤول".
التناقض الداخلي في إسرائيلرغم ما تعلنه إسرائيل رسميًا من نفي وجود مجاعة في غزة، إلا أنها تقر بوجود "أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة"، وهو ما يتناقض مع مواقف عدد من وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة، كوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يطالبان صراحة بوقف دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع.
وقد اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارًا بتخفيف الأوضاع الإنسانية في غزة في غياب هذين الوزيرين، مستغلًا فترة السبت التي لا تُعقد خلالها اجتماعات حكومية رسمية.
النتائج المحتملةرغم أن التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية والسماح بالإنزال الجوي للمساعدات قد يمنح نتنياهو بعض الوقت لتخفيف حدة الانتقادات الدولية، إلا أن هذه الخطوات تواجه رفضًا داخليًا شديدًا من شركائه في الائتلاف الحكومي.
وتُرجّح التقديرات الإسرائيلية أن يؤدي الضغط الدولي والمحلي المتزايد إلى دفع حكومة نتنياهو نحو قبول اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة إذا تضمن الاتفاق استعادة رهائن إسرائيليين، وهو ما قد يساهم في تهدئة الشارع الإسرائيلي الساخط.
ولم يكن التعليق التكتيكي الإسرائيلي للعمليات العسكرية مجرد خطوة ميدانية، بل كان انعكاسًا مباشرًا لحجم الحرج السياسي والإنساني الذي تواجهه تل أبيب في مواجهة الرأي العام العالمي. وبينما تتصاعد الضغوط من الخارج، والانقسامات تتعمق في الداخل، يبقى ملف غزة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة الإسرائيلية على الصمود، أو التراجع تحت وطأة العزلة الدولية.
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تتحرك على أعلى مستوى سياسي ودبلوماسي لاستئناف مفاوضات غزة، بالتوازي مع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من مسار سياسي متكامل يستهدف التوصل إلى هدنة شاملة تعالج جذور الأزمة. واعتبر أن نجاح دخول المساعدات يعكس فاعلية التحرك المصري المنضبط في مواجهة التعنت الإسرائيلي.
وأشار فهمي إلى أن الضغط السياسي والدبلوماسي الذي تمارسه القاهرة أجبر إسرائيل على فتح مسارات محددة للمساعدات، مؤكدًا أن ما يُعرف بـ"الهدن الإنسانية" لا تمثل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل خطوات مرحلية. ولفت إلى أن مصر تواصل تنسيقها مع الولايات المتحدة وأطراف دولية، وأن نجاح تلك الهدن قد يمهد لهدنة موسعة لمدة 60 يومًا تمهيدًا لاستئناف المفاوضات.