يمانيون:
2025-07-13@04:26:34 GMT

نصيحةٌ لجبناء الأمة: الحياة خطيرة لكن الجُبن أخطر

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

نصيحةٌ لجبناء الأمة: الحياة خطيرة لكن الجُبن أخطر

هاشم أحمد شرف الدين

إن الفطرةَ البشريةَ تجعل الروحَ الإنسانية -عندما تواجه الشدائدَ أو الغزو- ترتفع إلى مستوى الحدث، فتظهِر شجاعةً هائلة في مواجهة الغزاة المعتدين.

ولكن، ما الحالُ ونحن نرى خلال حياتِنا أناساً وحكاماً وشعوباً – تتعرض أوطانُهم أو أمتُهم لعدوانٍ وغزو – فيعتبرون أيَّ دفاعٍ أو مواجهة تهوراً ومغامرة، ويصرون على أن يكونوا على خلافٍ مع الفطرةِ البشرية، وألّا يمتلكوا روحاً إنسانية عالية.

فالأناسُ يشبهون أوراقَ الشجرِ التي ترتعدُ عندما تهمس الرياحُ همسا، فما بالكم بهم عندما تصبح عاصفة.

والحكّامُ يشبهون – في مؤتمرات قِممهم – الطيورَ المغرّدةَ على الأشجار، التي تظن أن الأغصانَ أحضانُ الأمان فتخشى التحليقَ خوفاً من المخاطر.

والشعوبُ تشبه السفنَ الكبيرةَ التي تبحر في الأنهارِ الهادئةِ فقط دون أن تخوضَ البحارَ والمحيطات، تخشى أن تغرقَها أمواجُ التهديدِ المرتفعة، أو أن تتحطّمَ كالزجاجِ المكسورِ أمامَ بارجاتِ أعدائِها وجبروتِهم.

بالنسبةِ لأولئك جميعِهم، أيُّ مواجهةٍ للغزاةِ تبدو تهوراً ومغامرةً، فهم يرفضون أن يتحدَّوا العدوَ ويخوضوا المعركة.

يفضلون الاحتماءَ وراء حواجزِ الخوفِ من المخاطرِ، ويتراجعون لانعدامِ الجرأةِ على المواجهة.

لا يدركون أن الشجاعةَ هي المفتاحُ الذي يفتح بابَ الحريةِ والاستقلال، وأنها من تكتب التاريخَ وتصنع الأبطال.

لا يفهمون أن الإنسانَ الشجاعَ هو من يصنع التغييرَ ويحقق الأحلام.

لا يعرفون أنه لا يمكن لأي شعبٍ أن يحصلَ على حريتِه من غير التحلي بروحِ التضحيةِ والشجاعة.

أنا لا أدعوهم إلى مراجعةِ تاريخِنا المليء بقصصِ أبطالٍ أبدوا شجاعةً لا مثيلَ لها في وجهِ الغزاةِ المعتدين، لأنهم يرون – في زمننا الحالي – أناساً وحكاماً وشعوباً يقاومون الغزاةَ وقوى الاحتلال بالرغمِ من كلِ الصعابِ والتحديات.

ها هم أحرارُ شعبِ فلسطين لم يستسلموا للاحتلالِ الإسرائيلي منذُ أكثر من نصفِ قرن، بالرغم من عدمِ التوازنِ العسكري والدعمِ الدولي. وها هم أحرارُ شعبِنا اليمني العزيز لا يزالون يقاومون العدوانَ والحصارَ الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي الإسرائيلي وتحالفَه على الرغمِ من الكوارثِ الإنسانية.

كلا الشعبين يُقدمان أمثلةً حيّةً على شجاعةِ الأحرارِ والشعوبِ التي لا تُقهر أبداً أمامَ الغزاة، ويقدمان أيضا شواهدَ ماثلةً على أن الشجاعةَ هي مفتاحُ الحريةِ، وأن الروحَ البشريةَ ستظلُ تتحدّى الغزاةَ وتحقق أحلامَها بالرغمِ من كلِ شيئ.

فيا أيها الذين ترفضون الشجاعةَ وتخشون مواجهةَ الأخطار، لا تسمحوا للخوفِ أن يقيّدَ حريتَكم ويمنعَكم عن مساعدةِ شعبِكم في فلسطين أو شعبِكم في اليمن. إن الحياةَ بذاتِها خطيرةٌ، ولكنَ الجُبنَ هو أخطر. وما الفائدةُ من العَيشِ خائفين منسحبين طوالَ الوقت؟

إن حبَ الوطنِ والأمةِ والدفاعَ عنهما هما عاطفةٌ وسلوكٌ شريفان، لكنكم لن تحصلوا على الاحترامِ ولن تشعروا بالكرامةِ إلا إذا تحليتم بروحِ التضحيةِ من أجلهما.

فلتخوضوا المعركةَ الآن من أجلِ ألّا تظلَّ أجيالُ الأمةِ القادمةُ تحت بطشِ الأعداءِ الظالمين.

عليكم أن تفهموا أن الحريةَ لا يمنحُها الأعداء، فهي تتحققُ بتضحياتِ وبطولاتِ الأحرار، وتهونُ في سبيلِها الآلامُ والدماء.

عليكم أن تتذكروا أن التاريخَ لن يذكركم. ستضيعُ أسماؤكم في غُبارِ الزمنِ بينما ستخلدُ أسماءُ الأبطال.

وإن كنتم تؤمنون حقاً بقضية فلسطين -قضيةِ أمتِكم المركزيةِ كما تدّعون- فلا بدّ من أن تتحلّوا بروحِ الشجاعةِ والتضحية.

هذه هي النصيحة التي أودُّ أن أقدّمَها لكم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بوزلاعة: ماضٍ قدماً في منح البلديات أكبر قدر من الحرية  

استقبل وزير الحكم المحلي المكلف بحكومة الدبيبة “عبد الشفيع الجويفي بوزلاعة”، اليوم الخميس، بمكتبه في مقر ديوان الوزارة بطرابلس، عميد المجلس البلدي نسمة السيد “أحمد الصيد” ، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة جملة من الملفات الهامة المتعلقة بالعمل البلدي وسبل تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.

وبحسب بيان بوزلاعة، تناول الاجتماع ملف المخصصات المالية المخصصة للبلدية، حيث استُعرضت الصعوبات والمشاكل التي تعيق سير العمل، بالإضافة إلى بحث سبل تذليل تلك العقبات وإيجاد الحلول الناجعة لتعزيز قدرات البلدية على تنفيذ مهامها بكفاءة أكبر.

وأكد الوزير، خلال حديثه في الاجتماع، على الدعم المباشر الذي تقدمه الوزارة لمختلف مكونات منظومة الإدارة المحلية ، وأشار إلى أن وزارته ماضية قدماً نحو منح البلديات حيزاً أكبر من الحرية في التصرف، ومزيداً من الاستقلالية في إدارة شؤونها، بهدف تحقيق الأهداف المنشودة لنظام الحكم المحلي، المتمثلة في بناء وحدات إدارية محلية ذات كفاءة وفاعلية في مختلف المجالات، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • النكف القبلي في اليمن .. سلاح الأرض والعقيدة في وجه الغزاة
  • مذنب يزور نظامنا الشمسي قد يكون أقدم جسم من نوعه شهدته البشرية
  • علماء يكتشفون طريقة فعالة لعلاج أخطر أنواع الأورام وأكثرها انتشارا
  • نهاية فيتو.. زعيم أخطر عصابات الإكوادور يسلم نفسه لأمريكا
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 11 يوليو 2025: نصيحة لبرج العقرب ومكافأة لهذا البرج
  • بالرغم من حبي لها.. أختي تعاملني كعدوة لها
  • بوزلاعة: ماضٍ قدماً في منح البلديات أكبر قدر من الحرية  
  • العراق بالمرتبة الـ 31 عربياً بمؤشر الحرية
  • نصيحة ساعر لنتنياهو بشأن صفقة غزة: تجاهل التهديدات السياسية
  • محافظة القدس: هدم منازل المقدسيين أخطر أدوات الاحتلال لتغيير التركيبة السكانية