ما هي أبرز حوادث استهداف السفن في باب المندب والخليج؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
عدن الغد / بي بي سي
لا تزال التوترات في مضيق باب المندب مستمرة، بعد استهداف جماعة أنصار الله الحوثي سفينتين تجاريتين يوم الأحد في جنوب البحر الأحمر بطائرات مسيرة بحسب ما أعلن الحوثيون والجيش الأمريكي.
وأوضح الحوثيون في بيان إن "قواتهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين رفضتا الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية".
يأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوعين على احتجاز الجماعة لسفينة تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي.
هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر. ويعدّ أحد أكثر الممرّات البحريّة ازدحامًا في العالم، إذ يعبر خلاله ما يوازي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.
فما هي أبرز حوادث الاستهداف والاحتجاز في منطقة باب المندب ومحيطها؟
يوم الأحد الثالث من ديسمبر/ كانون أول الجاري أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة "نمبر 9"، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال متحدث باسم الجماعة إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات.
وأضاف المتحدث العميد يحيى سريع أن الهجمات "جاءت استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة".
من جهته أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة "يونيتي إكسبلورر" التي ترفع علم جزر البهاما. وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن "نمبر 9" التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية بسبب صاروخ أطلِق من اليمن.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت شركة "أمبري" للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر. ووفقا لـ"أمبري"، فإنّ ملكيّة وإدارة السفينة التي تعرّضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو دان ديفيد أونغار، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة.
ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رداً على الحرب على غزة.
سفينة "غالاكسي ليدر"
في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن الحوثيون عن استيلائهم على سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية.
هذه العملية كانت الأولى من نوعها بعد إعلان الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة في اليمن منذ نحو الأسبوعين.
وأعلن الحوثي قبل أيام أن مصير السفينة "مرتبط بخيارات المقاومة الفلسطينية وبما يخدم أهدافها في مواجهة العدوان الإسرائيلي" بحسب تغريدة للمتحدث باسم الجماعة عبر منصة إكس.
وكانت السفينة في طريقها من تركيا إلى الهند، عندما انقطع الاتصال بها جنوب غرب مدينة جدة، قبل أن تعلن جماعة الحوثي عن احتجازها، في عملية اعتبرتها إسرائيل ودول غربية بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن الممرات البحرية والملاحة.
وترفع السفينة علم جزر باهاما وتملكها شركة بريطانية صاحبها رجل أعمال إسرائيلي.
من جهته أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً وصف فيه الحادثة "بالخطيرة جداً على المستوى العالمي"، نافياً أن تكون السفينة إسرائيلية.
سفينة روابي الإماراتية
في 3 يناير/ كانون الثاني 2022 احتجز الحوثيون في اليمن سفينة شحن ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد.
وفي تغريدة بموقع إكس، قال المتحدث باسم الحوثيين، يحي سريع، إن السفينة كانت تحمل "معدات عسكرية" و"دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص" وكانت "تمارس أعمالا عدائية"، وتم إحالتها للسلطات القضائية.
من جهته أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، أن سفينة الشحن روابي كانت تقوم بمهمة من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، وتحمل على متنها معدات خاصة بمستشفى ميداني سعودي.
ومنذ تدخل التحالف في اليمن عام 2015 احتجز الحوثي العديد من السفن التي تعود ملكيتها لدول التحالف، آخرها كان احتجاز روابي، والتي أطلق سراح طاقمها بعد نحو أربعة شهور.
القاطرة البحرية رابع 3
في نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2019 أعلنت جماعة الحوثي أنهم ضبطوا ثلاث سفن إحداها سعودية وتحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر، قالت الجماعة إنها دخلت إلى المياه الإقليمية دون إشعار مسبق، ودون استجابة لنداء القوات البحرية اليمنية، ما يعتبر" تحدياً واضحاً لكل القوانين الدولية البحرية وخرقاً للسيادة اليمنية" بحسب تصريح صدر عن الجماعة الحوثية.
من جهته أعلن التحالف الذي تقوده السعودية الحادث بمثابة "عملية خطف وسطو مسلح" و يمثل تهديداً حقيقياً على حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية، وسابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينها.
البارجة الحربية الدمام
في عام 2018، أعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح تعليقا فوريا ومؤقتا لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه الحوثيين على سفينتين محملتين بالنفط الخام. وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أكد أن الحوثيين استهدفوا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر.
بينما أعلن تلفزيون المسيرة اليمنية التابعة للحوثيين أن مقاتلي حركة انصار الله الحوثية استهدفوا بارجة حربية سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن تحمل اسم الدمام.
وأكدت شركة الشحن البحرية السعودية "بحري" أن إحدى ناقلاتها أصيبت بأضرار بسيطة دون وقوع ضحايا أو تلوث بيئي.
واستمرّ تعليق صادرات النفط لمدة أسبوعين، قبل أن يُستأنف الإبحار.
سفينة "سويفت"
في أكتوبر / تشرين الأول 2016 أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أن جماعة أنصار الله الحوثية استهدفت سفينة " سويفت" المدنية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، مشيراً أنه قام بإنقاذ الركاب المدنيين.
ونقلت وكالة أنباء سبأ المدعومة من الحوثيين حينها أن قواتهم دمرت سفينة عسكرية كانت تتقدم صوب ميناء المخاء على البحر الأحمر، كانت تشارك في حرب التحالف على اليمن.
البارجة الحربية الأمريكية 'يو إس إس ماسون'
في 2016 و بعد حادثة السفينة الإماراتية سويفت بأيام قليلة، أعلن الناطق باسم البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع الحوثيين وتدخل قوات التحالف العسكري.
ولم يسبق للحوثيين التعرض مباشرة لسفينة حربية أمريكية منذ اندلاع النزاع في اليمن بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتدخل الحلف العسكري بقيادة السعودية بمواجهتهم
استهداف قوارب صيد بتهمة تسليح الحوثيين
في الفترة بين نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2022 وحتى آذار/مارس 2023، أعلنت كل من البحرية الأمريكية والبريطانية عن سلسلة استهدافات لقوارب وزوارق صيد كانت في طريقها من إيران إلى اليمن، متهمة إياها بأنها تحمل شحنات أسلحة لجماعة أنصار الله الحوثية التي تسيطر على أراض واسعة في اليمن وعلى رأسها العاصمة صنعاء.
وتُتهم إيران بدعم وتسليح جماعة الحوثي وبأنها تخالف قرار حظر الأسلحة الصادر عام 2015، في وقت تنفي فيه إيران علانية هذه الاتهامات.
استهداف نواقل النفط في الخليج العربي
ساهمت العقوبات الأمريكية على إيران بمنع تصدير المنتجات البترولية أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، ما أدى إلى ظهور توترات ومواجهات في مياه الخليج بالقرب من بحر عُمان ومضيق هرمز.
ويرزح النفط الإيراني تحت عقوبات وعوائق أمام تصديره، إذ تصادر العديد من الدول مثل الولايات المتحدة من خلال قواتها البحرية المنتشرة في المنطقة، السفن المحملة بالنفط الإيراني، وتقوم باقتيادها وتفريغها في موانئ أجنبية، ما دفع طهران في مرات عدة إلى احتجاز ناقلات نفط تُبحر عبر مياه الخليج وترفع أعلام دول مختلفة، رداً على احتجاز تلك الدول لناقلاتها النفطية وللضغط من أجل الإفراج عنها.
وخلال العامين الماضيين أقدمت إيران على "مضايقة أو مهاجمة" 15 سفينة تجارية ترفع "أعلاماً دولية" بحسب بيان صدر عن البحرية الأمريكية في مايو/ أيار الماضي، ما تعتبره الولايات المتحدة بأنه "مضايقات غير مبررة وغير مسؤولة لحقوق الملاحة في المياه الإقليمية، وتشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي"، بحسب البيان.
وأعادت واشنطن عام 2018 فرض عقوبات على طهران، ومن ضمنها تصدير النفط.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الله الحوثیة البحر الأحمر جماعة الحوثی باب المندب من البحر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مؤتمر صحفي بميناء الحديدة يستعرض أضرار العدوان الصهيوني الأمريكي، وإعلان جهوزية الموانئ لاستقبال كافة السفن
الثورة نت/ يحيى كرد
نظمت وزارة النقل والأشغال العامة ومؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، اليوم الأحد، مؤتمرًا صحفيًا في أرصفة ميناء الحديدة، لاستعراض حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لموانئ البحر الأحمر نتيجة العدوان الأمريكي-الإسرائيلي، وللإعلان عن الجاهزية الكاملة لاستقبال مختلف أنواع السفن.
وخلال المؤتمر بحضور وفد أممي برئاسة ماريا روزاريا برونو، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والوفد المرافق لها. أشاد وزير النقل والأشغال ، محمد عياش قحيم، بالجهود التي بذلتها قيادة وكوادر مؤسسة موانئ البحر الأحمر في إعادة تشغيل ميناء الحديدة خلال فترة وجيزة، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت به.
وأكد الوزير أن استهداف المنشآت المدنية، بما في ذلك موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومحطات الكهرباء ومصانع الأسمنت، يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، ويجري وسط صمت دولي غير مبرر.
وأوضح أن هذا الاستهداف يهدف إلى تعطيل العمل في الموانئ، وزيادة معاناة الشعب اليمني، كوسيلة للضغط على المواقف اليمنية الداعمة للشعب الفلسطيني في غزة.
وشدد قحيم على أن هذه الاعتداءات لن تُثني اليمن عن موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية ومساندة المقاومة، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، مطالبًا الأمم المتحدة ومنظماتها بإدانة هذه الجرائم التي تطال البنية التحتية والمنشآت المدنية باليمن.
من جانبه، أكد محافظ الحديدة، عبدالله عبدة عطيفي، أن موانئ البحر الأحمر تُعد شريانًا حيويًا يمر عبره أكثر من 80% من احتياجات الشعب اليمني من الغذاء والدواء، محذرًا من التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار العدوان.
وجدد المحافظ تأكيده على جاهزية ميناء الحديدة لاستقبال جميع السفن، داعيًا الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح بإدانة الاعتداءات المتكررة على الموانئ.
كما عبّر وكيل وزارة الخارجية والمغتربين لقطاع التعاون الدولي، إسماعيل المتوكل، عن تقديره للجهود المشتركة التي بُذلت من قبل وزارة النقل والسلطة المحلية ومؤسسة موانئ البحر الأحمر لإعادة تشغيل الميناء.
ودعا المتوكل الوفد الأممي إلى نقل صورة واضحة للمنظمات الإنسانية حول جاهزية ميناء الحديدة لاستقبال السفن، استنادًا إلى واقع زيارتهم للميناء.
بدورها، أكدت ماريا روزاريا برونو أن الأمم المتحدة على اطلاع تام بما تعرضت له موانئ البحر الأحمر من استهداف مباشر، مشيرة إلى أن ميناء الحديدة يضطلع بدور رئيسي في استقبال المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب اليمني.
و أكد البيان الصادر المؤتمر أن ميناء الحديدة، و الصليف، ورأس عيسى تتعرض لعدوان ممنهج منذ يوليو 2024 وحتى مايو 2025، من قبل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، طال الأرصفة، محطات الطاقة، الرافعات الجسرية، والمرافق التشغيلية.
وأوضح البيان أن هذا العدوان يمثل جريمة حرب تهدف إلى تعطيل العمل الإنساني والإغاثي، وتندرج ضمن سياسة الحصار والتجويع، مؤكدًا أن استهداف البنية التحتية لن يزيد مؤسسة موانئ البحر الأحمر إلا إصرارًا على مواصلة العمل في خدمة أبناء الشعب اليمني.
وكشف البيان عن أن الخسائر الأولية جراء هذا العدوان بلغت نحو مليار و387 مليون و265 ألفًا و337 دولارًا، شملت تدمير أرصفة الميناء من 1 إلى 8، والرافعات الجسرية، ومحطة توليد الكهرباء المركزية، واللنشات البحرية، ومستودعات التخزين والصيانة، إلى جانب منشآت خدمية ولوجستية تستخدم في عمليات تفريغ المواد الإغاثية والغذائية والدوائية.
وإعلان البيان أن الموانئ باتت جاهزة لاستقبال كافة أنواع السفن، رغم حجم الأضرار، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الكوادر الهندسية والفنية في مؤسسة موانئ البحر الأحمر.
وأدان البيان بشدة العدوان الأمريكي-الإسرائيلي على الموانئ المدنية، محملًا العدوين كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن التداعيات الناتجة عن هذه الاعتداءات، كما حمّل الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص المسؤولية الأخلاقية والإنسانية نتيجة صمتهم وتقصيرهم في حماية المنشآت الحيوية، داعيًا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن والمواثيق الأممية التي تُجرّم استهداف المرافق المدنية.