وكيل الأزهر: الأزهر يقف مع المستضعفين ولو تخلى عنهم العالم كله والفلسطينيون هم أصحاب الحق والأرض
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن موقف الأزهر من أحداث غزة واضح وضوح الشمس، فما يحدث هو عدوان إرهابي صهيوني وإبادة جماعية في حق الفلسطينيين، وهناك تعمد لقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، وليس هناك أي مبرر لقتل وإبادة المدنيين بالطائرات الحربية وقصف المستشفيات، والتهجير القسري مع غلق كافة المنافذ، فلا غذاء ولا ماء ولا وقود، بما يبرهن على أن ما يتم هو جريمة حرب مكتملة الأركان.
وشدد وكيل الأزهر، خلال لقائه السيدة لمياء قدور، عضو البرلمان الاتحادي الألماني، والدكتور كارستن فيلاند، مستشار أول شئون سياسات الشرق الأوسط، أن ما يقوم به الفلسطينيون من تمسكهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها وصمودهم في وجه هذا المحتل الغاشم هو حق أصيل لهم، فهو احتلال غاصب للأرض وللإنسان، ومقاومة هذا المحتل مقاومة مشروعة، مستهجنًا ازدواجية الرؤية والمعايير لبعض الحُكومات الغربية نحو حقوق الفلسطينيين، مبينًا أن موقف الأزهر ثابت من أي عدوان واستهداف للمدنيين والأبرياء، ومتسائلًا: لماذا لا يزور الساسة والمؤثرون في الرأي العام العالمي غزة، ليشاهدوا حجم المأساة والدمار الذي يعانيه أهلها، ولماذا لا تزوري سيدة لمياء غزة كما زرتي الأرض المحتلة!
ولماذا لا تتم إدانة إساءة استخدام الحاخامات للنصوص الدينية وتحريضهم على إبادة المدنيين الأبرياء وقتل النساء والأطفال وارتكاب جرائم محرمة دوليًّا؟!
وبيّن الدكتور الضويني، أن فلسطين مرت بالكثير من الاعتداءات والهجمات الصهيونية في السنوات الماضية وراح ضحيتها ما يزيد عن 120 ألف شهيد، دون أن يحرك الضمير العالمي والمجتمع الدولي ساكنًا، ما أدى إلى ضيق الأفق السياسي وانعدام الحلول والرؤية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف في ظل توسع استيطاني محرم دوليًّا، وحينما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم وأرضهم، يلومهم من صمت حيال إيذائهم طوال السنوات الماضية، فأين كان المجتمع الدولي فيما مضى حينما بدأ الكيان الصهيوني بممارسة العنف والقتل دون محاسبة أو رادع، ضارب بكل العهود والمواثيق الدولية عرض الحائط؟!
وأكد وكيل الأزهر أن المنهج الأزهري الوسطي الذي دائمًا ما يدعو للسلام والتسامح، يفرض علينا أن نصف الأشياء بحقيقتها، وأن ننصر الحق والعدل، وألا نجزئ المعايير الإنسانية، مُحتجًّا على التواطؤ العالمي ونظرة اللوم التي توجه للأزهر الشريف ووصفه بعدم الحياد حينما يتحدث بإنصاف وإنسانية للعالم كله بضرورة أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأن ما يتعرض له إخواننا في غزة هو اعتداء وقتل، لا بالسلاح وحده، بل وبالتجويع وقطع أبسط أسباب الحياة عن شعب كامل، في سقطة من سقطات الحضارة الحديثة، مشددًا على أن استمرار هذا العدوان على إخوتنا في غزة سيظل وصمة عار في جبين الإنسانية والحضارة الحديثة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الفلسطينيون الأزهر يقف مع المستضعفين وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
شدد شيخ الأزهر أحمد الطيب، على ضرورة أن يكون قطاع غزة محور اهتمام وسائل الإعلام العربية في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد ساكنيه، مشيرا إلى أن "الكارثة" في غزة أسقطت القناع عن الأنظمة والسياسات المعاصرة.
وقال شيخ الأزهر في كلمة له على هامش مشاركته في قمة الإعلام العربي بدورته الثالثة والعشرين في دبي بالإمارات، الاثنين، "تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم".
تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنَّى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم..
من كلمة #شـيخ_الأزهر في: #قمة_الإعلام_العربي بدورته الثالثة والعشرين بدبي.. pic.twitter.com/xiHkNq7ofl — الأزهر الشريف (@AlAzhar) May 27, 2025
وأضاف الطيب "ما أظن أن منصفا في الشرق أو في الغرب، يتمارى في أن القضية التي يجب أن تدور عليها ماكينة الإعلام العربي صباح مساء، هي: قضية غزة وما نزل بساحتها من حروب ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرا متواصلة".
وشدد شيخ الأزهر على أن "الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، ومنع الصورة الشاهدة والفاضحة لبشاعة العدوان، وطمس الأدلة وتضليل العدالة والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكب آناء الليل وأطراف النهار".
كما دعا إلى "تبني إستراتيجية إعلامية عربية قابلة للتطبيق تصون الحقيقة وتدافع عن القيم، وتعبر عن قضايا الأمة وتحفظ هويتها"، وتحمي الشباب من الوقوع فريسة لمنصات رقمية تتحكم في توجيه مشاعره وعواطفه، وتعمل جاهدةً على تغييبِه عن واقع أمته ومواجهة تحدياتها".
وقبل أيام قليلة، قال شيخ الأزهر خلال استقباله وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة، إن "ما نراه من جرائم وحشية في غزة على مدار أكثر من عام ونصف لم نكن نتخيَّل وقوعها حتى في القرون الوسطى، فأصبحت تحدث يوميا في عالمنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بل وفي عصر التقدم العلمي التكنولوجي، وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة، التي أثبتت هذه الحرب أنه لا طائل منها ولا جدوى من ورائها".
وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.