أعرب أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة “روساتوم” الحكومية الروسية، عن تفاؤله بشأن الدور الحاسم للطاقة النووية في مكافحة تغير المناخ.

وقال ليخاتشيف، في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء الإمارات “وام” خلال COP28 إن “الطاقة النووية هي جزء لا يتجزأ من مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية الذي يسعى إليه العالم بأسره”.

وسلط ليخاتشوف الضوء على الدور الريادي لروساتوم في الدعوة إلى الطاقة النووية كأداة رئيسية في مكافحة تغير المناخ لافتا إلى أن روساتوم هي من أوائل شركات الطاقة النووية التي تشارك بنشاط في النقاش حول المناخ وتروج لهذا المنظور.

ومنذ دورة مؤتمر الأطراف السادسة والعشرين COP26 في غلاسكو، كانت روساتوم مشاركًا بارزًا في جناح روسيا الاتحادية، حيث نظمت العديد من الفعاليات المخصصة لدور الطاقة النووية في أجندة المناخ.

وأضاف ليخاتشوف أن أحد المجالات الواعدة للتطوير هو مشاريع المفاعلات النمطية الصغيرة “SMR” موضحا أنه يمكن تنفيذ مثل هذه المشاريع في الأماكن التي توجد فيها أنظمة طاقة معزولة، وفي المناطق النائية حيث توجد حاجة لمصدر ثابت للطاقة النظيفة لا يعتمد على إمدادات ثابتة بكميات كبيرة من الوقود.

وشدد على أن روساتوم هي حاليًا شركة الطاقة النووية الوحيدة في العالم التي قامت بتصميم وتنفيذ مشروع حديث لمفاعل نمطي صغير.

وذكر أنه من المخطط أن تبدأ الشركة في توفير الطاقة لتطوير مشروع “Baimskaya” في منطقة “Chukotka” بحلول عام 2029 مشيرا إلى أن روساتوم تقوم ببناء مفاعل نمطي صغير على الأرض في “Yakutia” وتنفذ مشروع مفاعلات “Shelf-M” الدقيقة بسعة تصل إلى 35 ميجاوات.

وقال ليخاتشيف ” من المتوقع أن يكون أول مصنع يعتمد على هذه التكنولوجيا قيد التشغيل بحلول عام 2030″.

وأعرب المدير العام لروساتوم عن ثقته بأن الخبرة التي تكتسبها الشركة في السنوات القادمة ستمكنها من تقديم أفضل الحلول في مجال المفاعلات النووية الدقيقة للشركاء في جميع أنحاء العالم.

وتطرق ليخاتشيف إلى تعهد صافي الانبعاثات الصفري، وهو خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، وقال ” يمثل الانضمام إلى تعهد صناعة الطاقة النووية بصافي الانبعاثات الصفري حدثًا مهمًا بالنسبة لنا في COP28، فهذه مبادرة رائدة لزيادة الطاقة النووية العالمية بمقدار ثلاث مرات على الأقل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.. بالطبع، لم تقف روساتوم مكتوفة الأيدي وانضمت إلى هذه المبادرة ويقر مؤيدوها بالطاقة النووية كأداة أساسية لتحقيق الحياد الكربون وبصفتنا أحد المنضمين إلى هذه المبادرة، نلتزم بحشد ودعم الاستثمارات في مشاريع الطاقة النووية”. وأكد ليخاتشوف مجددا على دور الطاقة النووية في مكافحة تغير المناخ، قائلا ” لقد استمر الحوار حول تغير المناخ لسنوات عديدة. تدريجيًا، أدرك العالم أن متطلبات مصادر الطاقة الحديثة لا تقتصر فقط على غياب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أثناء توليد الطاقة. أولاً وقبل كل شيء، يتم احتساب الانبعاثات الآن طوال دورة الحياة بأكملها، أي ليس فقط أثناء التشغيل، ولكن أيضًا أثناء البناء واستخراج الوقود. هنا أيضًا، تحتل الطاقة النووية الصدارة: فإجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري خلال دورة الحياة بأكملها ضئيل ويمكن مقارنته بانبعاثات أنواع التوليد “الخضراء” المعترف بها: مثل الرياح أو الطاقة الكهرومائية”.

وذكر كمثال أن محطات الطاقة النووية تنتج على مدار عمرها 5.5 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط ساعة في المتوسط، بينما تبلغ الانبعاثات الدنيا من محطات الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح 6 جرام و7.8 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط ساعة، على التوالي مشيرا إلى أن جميع محطات الطاقة النووية في العالم تساعد على منع أكثر من 1 جيجاواط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وأضاف أنه إذا لم يتم زيادة القدرة النووية العالمية، فقد ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4 مليارات طن بحلول عام 2040 – وهو ما يمثل حوالي عُشر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة في عام 2021.

وقال في ختام حديثه ” ثانيًا، يعد ضمان الموثوقية والكفاءة شرطًا أساسيًا لتطوير تقنيات إنتاج الطاقة منخفضة الكربون. لا تعتمد الطاقة النووية على التغيرات المناخية بالطريقة التي تعتمد بها توليد الطاقة الشمسية والرياح. فمحطات الطاقة النووية تعمل 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع. لهذا السبب لا شك ولا جدال في إسهام الطاقة النووية الكبير في مكافحة تغير المناخ”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السفيرة الأمريكية لدى اليونان: أثينا ركيزة أساسية في إستراتيجية ترامب للطاقة والاستثمار

وصفت السفيرة الأمريكية لدى اليونان كيمبرلي جيلفويل، اليونان بأنها ركيزة أساسية في استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجالات الطاقة والاستثمار والذكاء الاصطناعي.


وقالت السفيرة الأمريكية: "وجود اليونان كمركز للطاقة في المنطقة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للرئيس ترامب"، ووصفت الطاقة بأنها "أساس الاستقرار الجيوسياسي والهيمنة التكنولوجية".. حسبما ذكرت صحيفة "كاثميريني" اليونانية. 


وسلطت الضوء على الأهمية الجيوستراتيجية والتكنولوجية المتنامية للبلاد، وأكدت الطابع "المستقر والموثوق" للتحالف الأمريكي-اليوناني.


وقالت "من يسيطر على الطاقة سيسيطر أيضا على الذكاء الاصطناعي"، وإن شمال اليونان يبرز كمركز تكنولوجي واعد.


وأشارت جيلفويل إلى "رغبة قوية في الاستثمار" لدى الشركات الأمريكية، مؤكدة أن المناخ الحالي في اليونان يوفر "فرصا هائلة"، شريطة أن تبقى القدرة على التنبؤ والاستقرار على حالهما، وأكدت أهمية استقلال اليونان في مجال الطاقة للأمن الإقليمي. 


وقالت: "استقلال الطاقة يعني الأمن القومي، ونرى ذلك جليا في حالة أوكرانيا وروسيا"، وإن التبعية لعبت دورا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة. 


ووصفت جيلفويل دور اليونان كمركز للطاقة بأنه "قوة تساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي، مما يؤثر على العالم وعلى جيرانه".

طباعة شارك السفيرة الأمريكية لدى اليونان كيمبرلي جيلفويل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجالات الطاقة الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • هل يسرّع الغاز الأميركي وتيرة تحول تركيا لمركز إقليمي للطاقة؟
  • أميركا تتوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء
  • السفيرة الأمريكية لدى اليونان: أثينا ركيزة أساسية في إستراتيجية ترامب للطاقة والاستثمار
  • وكالة الطاقة الذرية: درع مفاعل تشرنوبل لم يعد قادرًا عن احتواء الإشعاع
  • بمسيّرات وصواريخ.. ضربات روسية مكثفة على مواقع الطاقة في أوكرانيا
  • قطر تتوقع قفزة قياسية في طلب الغاز الطبيعي بفضل الذكاء الاصطناعي
  • تقرير جديد: تغير المناخ يهدد بخسارة 19% من الدخل العالمي خلال26 عاماً
  • وكالة الطاقة الذرية تكشف تطورا مخيفا في محطة تشرنوبل النووية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف صدمة مخيفة حول محطة تشرنوبل النووية
  • نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائر