النص الكامل لكلمة المطران مار يوحنا لحدو باللغة العربية خلال رسامته الأسقفية
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
قال المطران مار يوحنا لحدو، مطران السويد والدول الإسكندنافية، خلال رسامته الأسقفية:
إلى مار إغناطيوس أفرام الثاني بَطريَركَ أنطاكيَّةَ وسائرِ المشرقِ، والرَّئيسَ الأعلى للكنيسةِ السُّريَانِيَّةِ الأرثوذكسيةِ الكليَّ الطُّوبَى، ܒܪܟܡܪܝ. والمطارنة الأجلاء أعضاءَ مجمعِ كنيسَتِنا السريانيةِ الأرثوذكسيةِ الأنطاكيةِ المُقَدّسِ جزيل الاحترام وأصحابَ السيادةِ ممثِّلي الطوائفِ المسيحيَّةِ الشقيقة، والسادةَ الدبلوماسيّين والرسميّين.
"جِئتُ لِأَخدُمَ" هذا ما قَالَهُ ربُّ المَجدِ عَن عَمَلِ اللهِ مَعَنا بَعدَ أَن وَضَعَ أَساسَ كَنيسَتِهِ، رِسالَةَ روحِ العَملِ والخِدمَة. وَعِندَما نَتأَمَّلُ عِمقَ هذهِ الرسالةِ، حينها نُدرِكُ مَا مَعنىَ الخِدمَةِ.
فالخدمةُ هي تعبيرٌ عمليٌّ عَنِ المَحَبّةِ والبَذْلِ والعطاءِ المُقَدَّمِ مِنَ الخَادِمِ للهِ في حَياتِهِ الخاصةِ ويعبِّرُ بها في خِدمَتِهِ لِلناسِ جميعًا، بَدْءًا مِنْ خاصّتِهِ وانطلاقًا إلى كلِّ الكنيسةِ. ويصيرُ اختبارُ المسيحيِّ للإيمانِ والتمتُّعُ بالخلاصِ وثمارِهِ والتَتَلّمُذُ على كلمةِ اللهِ شرطًا للتقدُّمِ للخدمةِ، وعمليًّا فإنَّ مَنْ لَمْ يَختَبِرْ حَياةَ الإيمانِ ومحبّةَ المُخَلِّصِ لَنْ يَهتَمَّ بالآخرِ أو يُبادرَ لخدمتِهِ.
إذًا، فالخدمةُ: هي شبعٌ بالمسيحِ المخلّصِ وفيضٌ مِنَ العطاءِ لكلِّ أحدٍ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ولاسيّما للذين اؤتُمِنَ الخَادمُ عَلىَ خِدمَتِهِمْ. فما الخِدمَةُ إلّا حَمْلِ الصليِبِ معَ يَسوعَ المَصلوبِ كسمِعانَ القيرواني. حَيث قَالَ الرَّبُّ: "فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطعامَ فِي حِينِهَا، طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ". (لوقا ١٢: ٤٢-٤٤).
واليومَ وأنا أتقبَّلُ بالنعمةِ لا بالاستحقاقِ درجةَ الأسقفِيَّةِ المقدَّسَةَ حينما وَضعْتُم ثِقَتَكم في ضعفي يا سَيِّدِي وَإمامَ أحبارِنَا فكلَّلَتْ يَمينُكُمُ الرسوليةُ المباركةُ هامَتي لأُصبحَ خادمًا للربِّ وكنيستِه كمطرانٍ لأبرشيّةِ السويدِ والدولِ الاسكندنافية. فيُسعِدُني أن أَتقدّمَ من قداسَتِكُم بأجملِ عباراتِ الشكرِ والمحبّةِ. واعدًا بأنّي سأكونُ عِندَ حُسنِ ظَنِّكُمْ كابنٍ مُطِيعٍ لِقداسَتِكُم ولقوانينِ الحياةِ الرهبانيةِ، وأعدُكم بالحفاظِ على إيمانِ كنيستِنا السريانيةِ الأرثوذكسيةِ المقدّسةِ وتعليمِ آبائها الميامينِ خاضعًا دومًا لأوامرِكم الرسوليةِ بما فيه خيرُ الكنيسةِ المقّدسةِ وهذهِ الأبرشية.
واسمحوا لي أن أتقدّمَ بالشكرِ الجزيلِ إلى أعضاءِ المجمعِ السُّريانيِّ الأنطاكيِّ المقدسِ الذين هم آبائي في خبرةِ الإيمانِ والرعايةِ. وأخُصُّ بالشكرِ أصحابَ النِّيافةِ الذين تحملّوا عناءَ السَّفَرِ وحضروا طَقْسَ وضعِ اليَدِ المُبَارَكَ هذا، فأَشكُرُ كلًّا باسمِهِ. وأخصُّ بالذكر:
1- المطران مار يوليوس عبد الاحد كلو شابو الجزيلَ الاحترام. مطرانَ السويد والدول الاسكندنافيةِ سابقًا بعد خدمةٍ طويلةٍ لهذه الابرشيةِ العامرةِ، اذْ كانَ له التعبُ الجمُّ والسهرُ الطويلُ في ترتيبِ شؤونِ هذه الابرشيةِ. لا سيّما من حيث تثبيتُ إيمانِ الكنيسةِ السريانيةِ الأرثوذكسيةِ ولغتِها المباركةِ وبناءُ الكنائسِ في سائرِ أرجاءِ الأبرشيةِ. وخاصّةً لِمَا أوْلاني به مِن رعايةٍ ومحبّةٍ وخدمةٍ منذ انضمامي للخدمةِ في هذه الابرشيةِ. فلكم جزيلُ الشكرِ والمحبةِ. ܘܒܪܟܡܪܝ
3- نيافةَ مار يعقوب باباوي، النائبَ البطريركي لشؤونِ الرهبانِ وإدارةِ إكليريكيةِ مارِ أفرامَ السريانيِّ في معرّةِ صيدنايا. وهنا أقفُ لأَسْتَذْكِرَ لحظاتٍ رهيبةً أنا وإخوةٌ لي (الراهب بنيامين شمعون والراهب حنا احو) ونحن نستعدُّ للتوشّحِ بالإسكيمِ الرهبانيِّ إذْ كانَ يتقدّمُنا شخصٌ محبٌّ أَلا وهوَ الراهبُ يعقوب باباوي ليكونَ لنا فيما بعدُ خيرَ أخٍ ومثالٍ في المحبةِ والتواضعِ والالتزامِ في قوانينِ الطاعةِ الرهبانيةِ والذي حتّى هذه اللحظةِ لم يَتْرُكْني ولا لحظةٍ واحدة. شكرًا لمشاركَتِكُم وبارخمور.
مار جوزيف بالي، المعاونَ البطريركي. الملاكَ الساهرَ لدى قداسَتِه في دارِ البطريركيةِ، الأخَ العزيزَ والذي رغمَ أتعابِه الكثيرةِ لم يتقاعَسْ يومًا عن مساعدتي، لاسيّما اليوم فيما يتعلّقُ بإنجاحِ هذه المناسبةِ الروحيةِ. وهو رفيقُ دربي في مرحلةِ الدراسةِ اللاهوتيةِ في اليونان والذي يكنُّ لي المحبّةَ والاحترامَ. تودي وبارخمور.
زكا الأول عيواص:
واسمحوا ليَ قداستُكم أن أقفَ بإجلالٍ أمامَ روحِ سَلَفِكم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، الذي احتضَنَني بروحِه الأبويةِ ورسمَني راهبًا وأوفدَني لأكملَ دراساتي اللاهوتيةَ. ففيما أشكرُ تَعبَ محبّتهِ طالبًا أن يصلّي من أجلي أمام عرشِ النعمةِ الإلهيةِ.
المطران يوحنا إبراهيم:
وصلاتي ومحبَّتي للحاضرِ معنا بالرّوحِ والمُغَيَّبِ قَسرًا عنّا، مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، راجيًا اللهَ أن يُعيدَه سالمًا مُعافى إلى كنيستِه التي لطالَما أحبَّها.
وأقدّمُ شكري إلى جميعِ وكهنةِ الكنائسِ الشقيقةِ، لأنّهم لبَّوا الدعوةَ وشاركونا فرحَتَنا هذه. وأشكرُ جميعَ الآباءِ الكهنةِ والرُّهبانِ الأحباءِ الذين حَضرُوا مِنَ الأبرشياتِ البعيدةِ، فإلى اللهِ أضرعُ أن يحفظَهُم ويُبارِكَهُم في خِدمَتِهِمْ.
وأشكرُ أيضًا أصحابَ السعادةِ ممثّلي الأحزاب السويدية وأشكر أيضًا سفير لبنان في ستوكهولم الأستاذ حسان صالح، والقائم بأعمال السفارة السورية في ستوكهولم السيد يامن ماضي، وممثل سفير تركيا في ستوكهولم المستشار الأول السيد جينار أرغين الذين بكلِّ فرحٍ شاركونا هذه المناسبةَ.
وأشكرُ أيضًا رئيسةَ وراهباتِ ديرِ مارِ يعقوبَ البرادعيِّ الفاضلات في العطشانة – بكفيا – لبنان.
وأقدّمُ شكريَ إلى الأخوةِ الخوارنةِ والكهنةِ والشمامسةِ والشمّاساتِ ومجلسِ الأبرشيةِ العامِّ وكلِّ أعضاءِ المجالسِ المليةِ وجميعِ شعبِ الأبرشيةِ
العامرةِ في السويدِ والدولِ الاسكندنافيةِ حيث وضعوا ثقتَهم بي وانتخبوني أنا الضعيفَ لأكونَ مطرانًا للأبرشيةِ. وأخصُّ بالذكرِ اللجنةَ البطريركيةَ التي قامَتْ بإدارةِ شؤونِ الأبرشيةِ بكلِّ تَفانٍ وإخلاصٍ في الفترةِ التي تَلَتْ تقاعدَ المطرانِ مارِ يوليوس عبد الأحد شابو، لا سيّما الأبَ الفاضلَ الخوري باسيل زكريا كاهنَ كنيسةِ مار يوحنا في ماشتا والسيّدَ نايل بارحنكو والسيّدَ سركون آدم والمرحومَ الخوري كبرو بارقاشو—رَحِمَه اللهُ—الذي خَدَمَ هذه الرعيةَ بكلِّ إخلاصٍ. وأيضًا أشكرُ اللجنةَ التحضيريةَ لترتيبِ شؤونِ وخدمةِ الضيوفِ القادمين، وأيضًا أشكرُ الأبَ الفاضلَ ملكي عشّو كاهنَ كاتدرائيةِ مارِ يعقوبَ ومجلس الكنيسة برئاسة الملفونو بسيم احو وجميعَ الشمامسةِ وجوقةَ الترتيل والكشّافَ وكلَّ اللجانِ الخدميةِ الذين سخّروا كلَّ طاقاتِهم للعملِ بجدٍّ ونشاطٍ لإنجاحِ هذه المناسبةِ الروحيةِ. وأيضًا أشكر رهبان دير الصليب والملفونو افريم جان على ترجمتهم طقس السيامة إلى اللغة السويدية. وأشكرُ أيضًا جميعَ القنواتِ الفضائيةِ والوسائلِ الإعلاميةِ التي تقومُ بتغطيةِ هذا الحفلِ الروحي، خاصّةً "التلفزيون السويدي وقناة سوبورو تيفي البطريركية وسورويو تيفي وسوريويوسات وغيرها". وأيضًا أشكرُ الجهاتِ الأمنيةَ "البوليس" الذين أسهموا بجهودِهم الاستثنائيةِ بتنظيمِ هذا الحفل. فإلى اللهِ أضرعُ أن يحفظَهُم ويُبارِكَهُم في خِدمَتِهِمْ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط مطران السويد والدول الاسكندنافية خ دم ت ه
إقرأ أيضاً:
أفالانش تغلق استوديو ليفربول وتُقلص فرقها في السويد بعد إلغاء Contraband
أعلنت شركة Avalanche Studios عن خطة لإعادة هيكلة شاملة تشمل إغلاق استوديوها في مدينة ليفربول البريطانية، وتقليص عدد العاملين في مكاتبها بالسويد. القرار الذي جاء في بيان رسمي على موقع الشركة، وصفته أفالانش بأنه نتيجة مباشرة لـ"التحديات الحالية التي تواجه الأعمال وقطاع صناعة الألعاب"، دون الخوض في تفاصيل دقيقة عن حجم أو طبيعة عمليات التسريح.
الإغلاق الكامل لاستوديو ليفربول يعني فقدان جميع موظفيه وظائفهم، بينما سيشهد كلٌّ من استوديو مالمو وستوكهولم عمليات إعادة هيكلة داخلية تتضمن تقليصًا جزئيًا للقوى العاملة وإعادة توزيع المهام. ويبدو أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب موجة تسريحات واسعة اجتاحت قطاع الألعاب خلال الأشهر الماضية، حيث اضطرت العديد من الشركات إلى تقليص نفقاتها أو إيقاف مشاريع ضخمة بسبب التحديات الاقتصادية العالمية وتراجع الاستثمارات في المجال الترفيهي الرقمي.
ورغم أن الشركة لم تشر بشكل مباشر إلى الأسباب الكاملة وراء هذه القرارات، إلا أن العديد من المتابعين يربطونها بإلغاء تطوير لعبة Contraband التي كانت أفالانش تعمل عليها لصالح مايكروسوفت. هذه اللعبة التي أُعلن عنها بحماس في السابق، كانت تمثل مشروعًا طموحًا من نوع العالم المفتوح التعاوني، لكن مايكروسوفت قررت إنهاء العمل عليها في أغسطس الماضي، ضمن خطة إعادة تقييم مشاريعها بعد سلسلة من التسريحات التي طالت فرق تطوير عديدة داخل الشركة وخارجها.
تلك الخطوة من مايكروسوفت لم تؤثر فقط على مشروع Contraband، بل انعكست أيضًا على شركاء التطوير مثل Avalanche، الذين وجدوا أنفسهم أمام فراغ إنتاجي كبير وضرورة لإعادة تقييم مستقبلهم. ويرى محللون أن إلغاء اللعبة كان بمثابة ضربة قوية لأفالانش التي كانت تعول على المشروع لتوسيع حضورها في سوق الألعاب الضخمة، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته سلسلة Just Cause والتي وضعت الشركة ضمن أبرز مطوري ألعاب الأكشن في العالم المفتوح.
ويُذكر أن لعبة Contraband كانت اللعبة الوحيدة المُدرجة ضمن قائمة المشاريع القادمة على موقع Avalanche الرسمي، ما يجعل مستقبل الشركة غير واضح المعالم في الوقت الحالي. ومع ذلك، أكدت الشركة في بيانها أنها لا تزال "ملتزمة بتقديم ألعاب مميزة لمجتمعات اللاعبين المتحمسين حول العالم"، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل على تعزيز خبراتها وابتكار تجارب ترفيهية جديدة رغم الظروف الصعبة.
خبراء الصناعة يرون أن ما يحدث داخل Avalanche ليس حالة فردية، بل هو جزء من موجة أوسع تجتاح صناعة الألعاب في عام 2025، حيث شهدت الأشهر الأخيرة تسريحات جماعية من شركات عملاقة مثل Epic Games وUbisoft وEA، في ظل تباطؤ النمو وتزايد تكاليف الإنتاج. هذه العوامل دفعت الكثير من الاستوديوهات إلى تقليص مشاريعها أو دمج فرقها لتقليل الخسائر وضمان الاستدامة.
وبينما يُبدي اللاعبون حول العالم حزنهم على فقدان لعبة Contraband التي كانت تُعد بتجربة فريدة، يأمل عشاق Avalanche أن تتمكن الشركة من تجاوز هذه المرحلة والعودة بإصدار جديد يُعيدها إلى دائرة الضوء. وحتى ذلك الحين، ستبقى سلسلة Just Cause هي العلامة الأبرز التي يتذكر بها اللاعبون هذا الاستوديو الذي اشتهر بابتكار عوالم مفتوحة مليئة بالفوضى والإثارة.
ورغم الغموض الذي يحيط بمستقبلها، فإن أفالانش تُرسل رسالة واضحة عبر بيانها الأخير: التحديات قد تُبطئ المسيرة، لكنها لن توقف الشغف.