قال المطران مار يوحنا لحدو، مطران السويد والدول الإسكندنافية،  خلال رسامته الأسقفية:

إلى  مار إغناطيوس أفرام الثاني بَطريَركَ أنطاكيَّةَ وسائرِ المشرقِ، والرَّئيسَ الأعلى للكنيسةِ السُّريَانِيَّةِ الأرثوذكسيةِ الكليَّ الطُّوبَى، ܒܪܟܡܪܝ. والمطارنة الأجلاء أعضاءَ مجمعِ كنيسَتِنا السريانيةِ الأرثوذكسيةِ الأنطاكيةِ المُقَدّسِ جزيل الاحترام وأصحابَ السيادةِ ممثِّلي الطوائفِ المسيحيَّةِ الشقيقة، والسادةَ الدبلوماسيّين والرسميّين.

الآبَاءَ الخوارنةَ والكهنةَ والرُّهبانَ الافاضلَ. والشمامسةَ والشمّاساتِ الأعزاءَ. وأعضاءَ المجلسِ الأعلى في الأبرشيةِ وأعضاءَ مجالسِ الأبرشيّة في السويد والدولِ الاسكندنافيةِ والنيابةِ البطريركية. أيُّها المؤمنونَ الكِرَام:
"جِئتُ لِأَخدُمَ" هذا ما قَالَهُ ربُّ المَجدِ عَن عَمَلِ اللهِ مَعَنا بَعدَ أَن وَضَعَ أَساسَ كَنيسَتِهِ، رِسالَةَ روحِ العَملِ والخِدمَة. وَعِندَما نَتأَمَّلُ عِمقَ هذهِ الرسالةِ، حينها نُدرِكُ مَا مَعنىَ الخِدمَةِ.

فالخدمةُ هي تعبيرٌ عمليٌّ عَنِ المَحَبّةِ والبَذْلِ والعطاءِ المُقَدَّمِ مِنَ الخَادِمِ للهِ في حَياتِهِ الخاصةِ ويعبِّرُ بها في خِدمَتِهِ لِلناسِ جميعًا، بَدْءًا مِنْ خاصّتِهِ وانطلاقًا إلى كلِّ الكنيسةِ. ويصيرُ اختبارُ المسيحيِّ للإيمانِ والتمتُّعُ بالخلاصِ وثمارِهِ والتَتَلّمُذُ على كلمةِ اللهِ شرطًا للتقدُّمِ للخدمةِ، وعمليًّا فإنَّ مَنْ لَمْ يَختَبِرْ حَياةَ الإيمانِ ومحبّةَ المُخَلِّصِ لَنْ يَهتَمَّ بالآخرِ أو يُبادرَ لخدمتِهِ.

إذًا، فالخدمةُ: هي شبعٌ بالمسيحِ المخلّصِ وفيضٌ مِنَ العطاءِ لكلِّ أحدٍ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ولاسيّما للذين اؤتُمِنَ الخَادمُ عَلىَ خِدمَتِهِمْ. فما الخِدمَةُ إلّا حَمْلِ الصليِبِ معَ يَسوعَ المَصلوبِ كسمِعانَ القيرواني. حَيث قَالَ الرَّبُّ: "فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطعامَ فِي حِينِهَا، طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ". (لوقا ١٢: ٤٢-٤٤).

واليومَ وأنا أتقبَّلُ بالنعمةِ لا بالاستحقاقِ درجةَ الأسقفِيَّةِ المقدَّسَةَ حينما وَضعْتُم ثِقَتَكم في ضعفي يا سَيِّدِي وَإمامَ أحبارِنَا فكلَّلَتْ يَمينُكُمُ الرسوليةُ المباركةُ هامَتي لأُصبحَ خادمًا للربِّ وكنيستِه كمطرانٍ لأبرشيّةِ السويدِ والدولِ الاسكندنافية. فيُسعِدُني أن أَتقدّمَ من قداسَتِكُم بأجملِ عباراتِ الشكرِ والمحبّةِ. واعدًا بأنّي سأكونُ عِندَ حُسنِ ظَنِّكُمْ كابنٍ مُطِيعٍ لِقداسَتِكُم ولقوانينِ الحياةِ الرهبانيةِ، وأعدُكم بالحفاظِ على إيمانِ كنيستِنا السريانيةِ الأرثوذكسيةِ المقدّسةِ وتعليمِ آبائها الميامينِ خاضعًا دومًا لأوامرِكم الرسوليةِ بما فيه خيرُ الكنيسةِ المقّدسةِ وهذهِ الأبرشية.

واسمحوا لي  أن أتقدّمَ بالشكرِ الجزيلِ إلى أعضاءِ المجمعِ السُّريانيِّ الأنطاكيِّ المقدسِ الذين هم آبائي في خبرةِ الإيمانِ والرعايةِ. وأخُصُّ بالشكرِ أصحابَ النِّيافةِ الذين تحملّوا عناءَ السَّفَرِ وحضروا طَقْسَ وضعِ اليَدِ المُبَارَكَ هذا، فأَشكُرُ كلًّا باسمِهِ. وأخصُّ بالذكر:


1- المطران مار يوليوس عبد الاحد كلو شابو الجزيلَ الاحترام. مطرانَ السويد والدول الاسكندنافيةِ سابقًا بعد خدمةٍ طويلةٍ لهذه الابرشيةِ العامرةِ، اذْ كانَ له التعبُ الجمُّ والسهرُ الطويلُ في ترتيبِ شؤونِ هذه الابرشيةِ. لا سيّما من حيث تثبيتُ إيمانِ الكنيسةِ السريانيةِ الأرثوذكسيةِ ولغتِها المباركةِ وبناءُ الكنائسِ في سائرِ أرجاءِ الأبرشيةِ. وخاصّةً لِمَا أوْلاني به مِن رعايةٍ ومحبّةٍ وخدمةٍ منذ انضمامي للخدمةِ في هذه الابرشيةِ. فلكم جزيلُ الشكرِ والمحبةِ. ܘܒܪܟܡܪܝ

3- نيافةَ مار يعقوب باباوي، النائبَ البطريركي لشؤونِ الرهبانِ وإدارةِ إكليريكيةِ مارِ أفرامَ السريانيِّ في معرّةِ صيدنايا. وهنا أقفُ لأَسْتَذْكِرَ لحظاتٍ رهيبةً أنا وإخوةٌ لي (الراهب بنيامين شمعون والراهب حنا احو) ونحن نستعدُّ للتوشّحِ بالإسكيمِ الرهبانيِّ إذْ كانَ يتقدّمُنا شخصٌ محبٌّ أَلا وهوَ الراهبُ يعقوب باباوي ليكونَ لنا فيما بعدُ خيرَ أخٍ ومثالٍ في المحبةِ والتواضعِ والالتزامِ في قوانينِ الطاعةِ الرهبانيةِ والذي حتّى هذه اللحظةِ لم يَتْرُكْني ولا لحظةٍ واحدة. شكرًا لمشاركَتِكُم وبارخمور.

مار جوزيف بالي، المعاونَ البطريركي. الملاكَ الساهرَ لدى قداسَتِه في دارِ البطريركيةِ، الأخَ العزيزَ والذي رغمَ أتعابِه الكثيرةِ لم يتقاعَسْ يومًا عن مساعدتي، لاسيّما اليوم فيما يتعلّقُ بإنجاحِ هذه المناسبةِ الروحيةِ. وهو رفيقُ دربي في مرحلةِ الدراسةِ اللاهوتيةِ في اليونان والذي يكنُّ لي المحبّةَ والاحترامَ. تودي وبارخمور.

 زكا الأول عيواص:
واسمحوا ليَ قداستُكم أن أقفَ بإجلالٍ أمامَ روحِ سَلَفِكم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، الذي احتضَنَني بروحِه الأبويةِ ورسمَني راهبًا وأوفدَني لأكملَ دراساتي اللاهوتيةَ. ففيما أشكرُ تَعبَ محبّتهِ طالبًا أن يصلّي من أجلي أمام عرشِ النعمةِ الإلهيةِ.

المطران يوحنا إبراهيم:
وصلاتي ومحبَّتي للحاضرِ معنا بالرّوحِ والمُغَيَّبِ قَسرًا عنّا،  مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، راجيًا اللهَ أن يُعيدَه سالمًا مُعافى إلى كنيستِه التي لطالَما أحبَّها.


وأقدّمُ شكري إلى جميعِ وكهنةِ الكنائسِ الشقيقةِ، لأنّهم لبَّوا الدعوةَ وشاركونا فرحَتَنا هذه. وأشكرُ جميعَ الآباءِ الكهنةِ والرُّهبانِ الأحباءِ الذين حَضرُوا مِنَ الأبرشياتِ البعيدةِ، فإلى اللهِ أضرعُ أن يحفظَهُم ويُبارِكَهُم في خِدمَتِهِمْ.

وأشكرُ أيضًا أصحابَ السعادةِ ممثّلي الأحزاب السويدية وأشكر أيضًا  سفير لبنان في ستوكهولم الأستاذ حسان صالح، والقائم بأعمال السفارة السورية في ستوكهولم السيد يامن ماضي، وممثل سفير تركيا في ستوكهولم المستشار الأول السيد جينار أرغين الذين بكلِّ فرحٍ شاركونا هذه المناسبةَ.
وأشكرُ أيضًا رئيسةَ وراهباتِ ديرِ مارِ يعقوبَ البرادعيِّ الفاضلات في العطشانة – بكفيا – لبنان.
وأقدّمُ شكريَ إلى الأخوةِ الخوارنةِ والكهنةِ والشمامسةِ والشمّاساتِ ومجلسِ الأبرشيةِ العامِّ وكلِّ أعضاءِ المجالسِ المليةِ وجميعِ شعبِ الأبرشيةِ 

العامرةِ في السويدِ والدولِ الاسكندنافيةِ حيث وضعوا ثقتَهم بي وانتخبوني أنا الضعيفَ لأكونَ مطرانًا للأبرشيةِ. وأخصُّ بالذكرِ اللجنةَ البطريركيةَ التي قامَتْ بإدارةِ شؤونِ الأبرشيةِ بكلِّ تَفانٍ وإخلاصٍ في الفترةِ التي تَلَتْ تقاعدَ المطرانِ مارِ يوليوس عبد الأحد شابو، لا سيّما الأبَ الفاضلَ الخوري باسيل زكريا كاهنَ كنيسةِ مار يوحنا في ماشتا والسيّدَ نايل بارحنكو والسيّدَ سركون آدم والمرحومَ الخوري كبرو بارقاشو—رَحِمَه اللهُ—الذي خَدَمَ هذه الرعيةَ بكلِّ إخلاصٍ. وأيضًا أشكرُ اللجنةَ التحضيريةَ لترتيبِ شؤونِ وخدمةِ الضيوفِ القادمين، وأيضًا أشكرُ الأبَ الفاضلَ ملكي عشّو كاهنَ كاتدرائيةِ مارِ يعقوبَ ومجلس الكنيسة برئاسة الملفونو بسيم احو وجميعَ الشمامسةِ وجوقةَ الترتيل والكشّافَ وكلَّ اللجانِ الخدميةِ الذين سخّروا كلَّ طاقاتِهم للعملِ بجدٍّ ونشاطٍ لإنجاحِ هذه المناسبةِ الروحيةِ. وأيضًا أشكر رهبان دير الصليب والملفونو افريم جان على ترجمتهم طقس السيامة إلى اللغة السويدية. وأشكرُ أيضًا جميعَ القنواتِ الفضائيةِ والوسائلِ الإعلاميةِ التي تقومُ بتغطيةِ هذا الحفلِ الروحي، خاصّةً "التلفزيون السويدي وقناة سوبورو تيفي البطريركية وسورويو تيفي وسوريويوسات وغيرها". وأيضًا أشكرُ الجهاتِ الأمنيةَ "البوليس" الذين أسهموا بجهودِهم الاستثنائيةِ بتنظيمِ هذا الحفل. فإلى اللهِ أضرعُ أن يحفظَهُم ويُبارِكَهُم في خِدمَتِهِمْ.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط مطران السويد والدول الاسكندنافية خ دم ت ه

إقرأ أيضاً:

رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: التعليم أساس العمل الروحي

افتتح رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، سنودس أبروشية مصر لعام 2025، رافعًا شعار الأبروشية "كنيسة حية لمجتمع أفضل"، بحضور المطران أنتوني بوجو السكرتير العام للكنيسة الأنجليكانية في العالم، وذلك في كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.

كنيسة أنطاكية

في البداية ترأس رئيس الأساقفة صلوات القداس الإلهي قبيل أولى الجلسات قائلًا: تأسست كنيسة أنطاكية كعلامة حيّة من علامات الكنيسة الممتلئة بالروح القدس. وها نحن اليوم نتجمّع لنتأمل في سمات هذه الكنيسة، حتى نتثمل بها لنُحقق رسالتنا ككنيسة "كنيسة حيّة لمجتمع أفضل". فقد كانت كنيسة أنطاكية كنيسة تقدم المحبة وتجمع الناس. لذا نسأل أنفسنا: هل تقدم كنيستنا اليوم المحبة للغريب والفقير؟ هل نحن كنيسة متجذّرة في التعليم؟ لأن أي عمل روحي لا يمكن أن يدوم دون تعليم. فالكنيسة الحيّة ليست مرسلة فقط، بل هي كنيسة معلّمة، والتعليم فيها ضرورة رعوية.

وأضاف رئيس الأساقفة: أما عن الهوية، فقد ظهرت كنيسة أنطاكية في بيئة وثنية، وسط مجتمع لم يكن يعرف المسيح، لكن ظهرت مجموعة من الناس عاشوا كما عاش المسيح، حتى أن الناس لم يجدوا اسمًا يطلقونه عليهم إلا أن يسمّوهم “مسيحيين”. لم يُقال عنهم أتقياء أو مؤمنين، وربما لم يطلبوا هم هذا الاسم، لكن الناس رأوا فيهم صورة المسيح الحي. هذه هي الكنيسة الحقيقية: كنيسة حيّة، شاهدة، هادئة، لكنها متجاوبة مع الاحتياج، تقدم غذاءً مشبعًا وتعد خدامًا أمناء لخدمة مستمرة.

كما استعرض رئيس الأساقفة تقارير العام الماضي من المؤسسات المجتمعية والقطاعات المختلفة التابعة للكنيسة، وتحدث عن مستجدات العلاقات المسكونية وأنشطة الحوار بين الأديان ومشاركة الإقليم في كثير من المؤتمرات الدولية، ثم تحدث رئيس الأساقفة عن الكنائس المحلية وخدماتها وأبرز ما جاء في العام الماضي.

رئيس الأساقفة يستقبل السكرتير العام للكنيسة الأسقفية في العالمالأنبا بيجول أسقف الدير المُحرق يصلي القداس بالكنيسة المرقسية بمطرانية ملويالبابا تواضروس: الكنيسة تربطها علاقات طيبة ومتينة مع الرئيس السيسي والأزهرالطائفة الإنجيلية: الاحتفال بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية لحظة فارقة في مسيرة الكنيسة

وخلال اجتماعات السنودس، تم انتخاب الكنن القس مدحت صبري ليشغل منصب سكرتير السنودس، وذلك تقديرًا لخبرته وجهوده المتواصلة في خدمة الكنيسة.

طباعة شارك رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي الأسقفية الأنجليكانية الأساقفة كنيسة أنطاكية الكنيسة

مقالات مشابهة

  • تفسير معنى البر.. رئيس جامعة الأزهر يكشف جوانبا من ثراء النص القرآني
  • تعليم قنا: منة ثالث وأمنية سابع الجمهورية في التحدث باللغة العربية الفصحى
  • المطران إبراهيم إبراهيم: أسعد نكد رجل بحجم دولة وعد ووفى
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: التعليم أساس العمل الروحي
  • «أبوظبي للشباب» ينظّم «فنون الإلقاء والتحدث أمام الجمهور» باللغة العربية
  • رئيس الأساقفة يستقبل السكرتير العام للكنيسة الأسقفية في العالم
  • المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة
  • لماذا يحتفي مؤسس ويكليكس بأطفال غزة الذين قتلتهم طائرات الاحتلال؟
  • ننشر النص الكامل لتوزيع الدوائر الانتخابية في جميع محافظات الجمهورية