تشاهد ناصرة التي أخرجت من غزة في بداية شهر نوفمبر/تشرين الأول مع والديها، عبر الأخبار، ما لحق بالمدينة التي ولدت ونشأت فيها من دمار، وكيف دمر منزل والديها وأصيب بعض أفراد عائلتها التي بقيت هناك.

بهذه المقدمة، بدأت صحيفة لوموند تقريرا بقلم بياتريس غوري تحدثت فيه مع الشابة ناصرة التي حصلت على درجة الدكتوراه في فرنسا وحصلت على عقد عمل دائم، أتاح لها التقدم بنجاح للحصول على الجنسية الفرنسية، لتتمكن عائلتها من الانضمام إليها.

ونظرا لعنف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ترى ناصرة أن كل التفاصيل تصبح مهمة بعد أن نزحوا قسريا تحت القنابل، وتقول "كل ليلة تراودني كوابيس وأتذكرها. كل صباح أسأل نفسي هل هذه حياتي أم حياتي بعد الموت؟"

ذكريات وحنين

"حتى قبل الحرب كان من الصعب تصور المستقبل في غزة، أما الآن؟" فناصرة بلغتها الفرنسية الممتازة، ولغتها الإنجليزية المثالية، تتابع دراسات متخصصة في مدينة فرنسية كبيرة، ولكن جمعية "فرانس هورايزون" التي تؤوي والديها، لم تجد لهما سوى شقة من غرفتين في إحدى ضواحي باريس، وهي بالتالي تقول إنه "من الصعب العمل في مثل هذه الشقة الصغيرة".

وتقدر الشابة أن تنظيف غزة وإعادة بنائها يحتاج إلى عدة سنوات، ودون التفكير ولو للحظة في العودة للعيش هناك، ترى أن غزة الماضي التي تستحضرها بابتسامة، لن تعود أبدا، انتهى زمن الذهاب الممتع لتناول مشروب بجانب البحر على شرفات الفنادق الكبيرة التي قصفت.

ولدت ناصرة قرب البحر، لكنها لا تعرف السباحة وتقول "بعد سن العشرين، لا يمكنك أن تذهبي إلى هناك لأن الناس ينظرون إليك كثيرا"، مضيفة و"لكن كما تعلمون، لدينا الكثير من حمامات السباحة الخاصة، يمكنك استئجارها للاجتماع مع العائلة أو الأصدقاء والسباحة عندما يصبح مقياس الحرارة مجنونا".

دمرت الجامعة

وطوال فترة دراستها في المدرسة الابتدائية العامة كان البنات والبنين مختلطين، ولكن التعليم الثانوي كان أحادي الجنس، باستثناء عدد قليل من المدارس الخاصة، وتوجد في غزة 5 جامعات معظمها حكومية، أشهرها الأقصى والأزهر التي "كنت أرغب دائما في متابعة التعليم العالي فيها، كما أردت الذهاب إلى أوروبا بعد الإجازة"، وقد تعرض حرم الأزهر، الذي أصبح الآن كومة من الأنقاض، للقصف في 26 أكتوبر/تشرين الأول وتم تدميره في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتشعر ناصرة بنوع من الدوخة وهي تشاهد الأخبار على هاتفها الخلوي، كل خبر كارثي أكثر من الآخر، وتقول "يشاهد والدي الأخبار طوال اليوم"، عندما لا يذهب للتسوق، ونادرا ما تخرج والدتها التي ترتدي الحجاب، أما ناصرة فتفكر في خططها بعد الحرب، ويضيء وجهها "سأتعلم السباحة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات تنتقد انتشار الأفران العشوائية وتقول إنها تهدد القطاع المرخص

أعربت الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات عن قلقها الشديد إزاء الانتشار المتزايد للأفران العشوائية التي تعمل خارج نطاق القانون، مُسببة أضرارًا جسيمة للمقاولات المرخّصة، ومُتجاهلة الضوابط القانونية وشروط الإنتاج والتوزيع.

وأشارت الفدرالية، في بيان لها، إلى أن هذه الأفران لا تحترم دفاتر التحملات أو تراخيص التشغيل، وتتجاهل الشروط الأساسية لظروف الإنتاج والتوزيع، مما يؤثر سلبًا على جودة المنتجات وسلامة المستهلكين.

كما شددت الفدرالية على أن ظاهرة التحايل في عمليات استصدار الرخص، وعدم الالتزام بالأنشطة المنصوص عليها، تُفاقم من الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها القطاع.

وفي السياق ذاته، أكدت الفدرالية الدور المحوري للجهات الرسمية في دعم وتطوير قطاع المخابز والحلويات بالمغرب. ودعت إلى وقف دور المتفرج حيال هذه التجاوزات، مشددة على ضرورة التحرّك الفوري لوضع حد لـ »الهدر التنموي » الذي يشهده القطاع.

وطالبت الفدرالية بتوحيد وتكثيف جهود جميع الفاعلين في منظومة قطاع الحبوب بالمغرب، من أجل وضع مصلحة قطاع المخابز والحلويات على رأس الأولويات المستقبلية. وتهدف هذه الدعوة إلى تجاوز التحديات الراهنة، وضمان بيئة عمل عادلة ومنظّمة تضمن استدامة ونمو المقاولات المرخصة، وتحفظ حقوق المستهلكين.

كلمات دلالية الحلويات، المخابز، الأفران،

مقالات مشابهة

  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • الحرب التجارية: فرنسا تدعو إلى خفض التصعيد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
  • ‏مصادر رسمية فرنسية: انقطاع واسع للكهرباء في جنوب شرق فرنسا بما يشمل مدينة كان
  • 20 جمعية فرنسية للصحفيين تطالب باريس بإجلاء زملائهم من غزة
  • جمعيات صحفية فرنسية تطالب باريس بإجلاء زملائهم من غزة
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • ناهد السباعي تستعيد ذكريات والدها الراحل بـ صور نادرة
  • الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات تنتقد انتشار الأفران العشوائية وتقول إنها تهدد القطاع المرخص
  • الأردن: صرف رواتب متقاعدي الضمان..مضافًا إليها زيادة سنوية
  • السفير المصري ببرلين: لدينا حجم عمالة شابة ماهرة تلبي احتياجات السوق الألماني