وعد تشي غيفارا تحقق بعد 3 سنوات من خطابه الأممي.. فما قصة النافورة والمرأة بطلة الخطة "ب"؟
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
مضى تشي غيفارا إلى نيويورك في 11 ديسمبر عام 1964 وخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا إن "فظائع الولايات المتحدة تعادل فظائع جيوش هتلر"، وإن "القسوة الإمبريالية لا حدود لها".
إقرأ المزيدفي تلك المناسبة ترأس غيفارا، وزير الصناعة في الحكومة الكوبية، وقاد بلاده إلى الأمم المتحدة، وخاطب "الإمبريالية" الأمريكية في عقر دارها قائلا إن فظائع الولايات المتحدة تعادل فظائع المظليين البلجيكيين أو الإمبريالية الفرنسية في الجزائر".
الوزير الكوبي والثائر الأرجنتيني العالمي أوضح لمندوبي الدول في الدورة 19 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن "جوهر الإمبريالية هو تحول الإنسان إلى حيوان متعطش للدماء، ومصمم للذبح والقتل والتدمير"، مشددا في السياق على ضرورة "عدم تصديق الإمبريالية أبدا في أي شيء"!
في تلك المناسبة ترك غيفارا انطباعا قويا لدى الحضور بأسلوبه "الخطابي الثوري" العنيد، وسخريته اللاذعة وردوده الحاسمة، إلى درجة أن بعض الوفود اقترح أن يطلق على تاريخ الحدث، يوم تشي غيفارا في الأمم المتحدة!
تحدث غيفارا وكان حينها يبلغ من العمر 36 عاما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على راحته وقال كل ما أراد من دون أي دبلوماسية، لكن لم يكن في نيويورك بعيدا عن الخطر، فقد حاول لاجئون معارضون للثورة الكوبية اغتياله بأكثر من طريقة.
أنصار للثورة المضادة في كوبا وضعوا خطة لاغتيال تشي غيفارا في نيويورك في 11 ديسمبر عام 1964، تتمثل في إدخال أسلحة إلى قاعة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل ذلك تشتيت انتباه حراس الأمن بإطلاق قذيفة بازوكا من الضفة الأخرى لمبنى الأمم المتحدة، علاوة على زرع قنبلة في أحد مباني الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكان يفترض أن يتم توقيت تفجيرها بالتزامن مع استهداف المبنى بقذيفة من الخارج. أراد الكوبيون المعارضون لنظام كاسترو تشتيت انتباه أفراد الأمن بإطلاق النار ما سيدفعهم إلى ترك المداخل من دون حراسة، ما سيتيح للكوبيين المعارضين فرصة الدخول بحرية إلى القاعة وإطلاق النار على تشي غيفارا.
خطة أنصار الثورة المضادة الكوبية فشلت تماما، فقد تم اكتشاف وإبطال مفعول قنبلة زرعت في مبنى الأمم المتحدة قبل بدء الاجتماعات، كما لم تصل قذيفة البازوكا التي أطلقت إلى هدفها وسقطت في النهر على بعد 70 مترا، وشكل انفجارها هناك نافورة بلغ ارتفاعها 5 أمتار، كما تم اعتقال مجموعة من المعارضين الكوبيين يبلغ عدد أفرادها 50 حاولت اقتحام قاعة الاجتماعات.
بين هؤلاء كانت توجد امرأة اسمها مولي غونزاليس عثر في حوزتها على سكين، وتبين باعترافها أنها كانت بمثابة الخطة "ب" في حالة فشل تسلل مسلحين وإطلاقهم النار على غيفارا، حيث كانت تنوي في تلك الحالة استهدافه وتوجيه طعنات له.
كل ذلك كان يجري فيما تشي غيفارا مستغرق في الحديث أمام وفود الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن "الإمبريالية" الأمريكية الميؤوس منها، من دون أن ينس في نفس الوقت أن يجلد بقسوة سلوك الدول الاستعمارية في أفريقيا في تلك الحقبة وخاصة بلجيكا.
لقي تشي غيفارا اهتماما كبيرا من قبل المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطرحت عليه العديد من الأسئلة التي أجاب عليها بهدوء وبابتسامة عريضة وبأسلوب مليء بالدعابة. من أمثلة ذلك قوله حين أبلغ بأن امرأة تدعى غونزاليس كانت تنوي طعنه:
"من الأفضل أن تموت بسكين امرأة بدلا من رصاصة رجل"!
أما المندوب الأمريكي الدائم في الأمم المتحدة في ذلك الوقت، أدلاي ستيفنسون الثاني فقد رد على خطاب تشي غيفارا الطويل بالقول أن النظام السياسي في كوبا " لا يتماشى مع مبادئ وأهداف منظومة البلدان الأمريكية".
قبل ذلك، اختتم غيفارا حديثه في نيويورك بوعد تحقق بعد 3 سنوات، حيث قال: "عندما يحين الوقت، وإذا لزم الأمر، سأضحي بحياتي عن طيب خاطر من أجل تحرير أي من دول أمريكا اللاتينية، ولا أطلب شيئا من أي شخص، ولا أطالب بشيء مقابل ولا أستغل أحدا".
ترك غيفارا مقعد الوزير في كوبا وارتحل مع مجموعة من الثوار إلى بوليفيا ليقاتل "الإمبريالية" في جبالها. ترصدته "الإمبريالية" وأعوانها، ويقال إن بسطاء ممن مضى ليدافع عنهم ويحررهم، وشوا به لأجهزة الأمن، فاعتقل بإشراف من الاستخبارات المركزية الأمريكية وأعدم في الخفاء.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الأمم المتحدة الجمعية العامة للأمم المتحدة تشي غيفارا فيديل كاسترو نيويورك الجمعیة العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة فی تلک
إقرأ أيضاً:
"نصيحة طبية" غيرت طريق ديوغو جوتا.. ثم كانت نهايته
ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن نجم ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا اختار السفر براً بعد أن نصحه الأطباء بتجنب السفر الجوي بسبب خضوعه مؤخراً لعملية جراحية في الرئة.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن "اختار جوتا السفر برًا بسبب معاناته من بعض الانزعاج الرئوي، وهو أمر غير خطير، وهناك عبارة تربط جنوب إنجلترا بإسبانيا".
وذكرت أن جوتا (28 عاما) كان في طريقه إلى ميناء سانتاندير شمالي إسبانيا برفقة شقيقه الأصغر أندريه، للحاق بالعبارة الليلية إلى المملكة المتحدة، ثم مواصلة الرحلة بالسيارة بعد وصوله إلى ليفربول.
إذ كان من المقرر أن يبدأ ليفربول تدريباته قبل انطلاق الموسم يوم الإثنين، لذا كان جوتا عائدًا إلى المملكة المتحدة في رحلة برية مع شقيقه بعد أقل من أسبوعين من زواجه في مسقط رأسه بورتو 22 يونيو الماضي.
وبحسب التقارير، فإن السيارة من طراز لامبورغيني أوروس، والتي تُقدر قيمتها بنحو 150 ألف جنيه إسترليني، تعرضت لانفجار في أحد إطاراتها أثناء محاولة تجاوز على الطريق السريع A-52 قرب بلدة سيرناديا، مما أدى إلى انحرافها واصطدامها بالحواجز واشتعالها بالكامل، في حادث مروّع وقع في حوالي الساعة 12:35 بعد منتصف الليل.
وسجّلت عدسات الكاميرات لحظات مفجعة لزوجة نجم ليفربول الراحل روتا كاردوسو، وهي تنهار بالبكاء وتواسي أفراد العائلة المكلومة أمام معهد الطب الشرعي في مدينة ثامورا الإسبانية، ظهر الخميس.
وبحسب الصحيفة البريطانية، ظهرت روتا (28 عاماً) وهي تحتضن أفراد العائلة وسط حالة من الصدمة والحزن العميق، بعد أن ساعدت في التعرف إلى جثمان زوجها.