مع نهايته.. عام 2023 هو الأعنف في الصراعات العالمية منذ 30 عام!
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أظهرت المراجعة السنوية للصراعات التي أعدها ونشرها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية The International Institute for Strategic Studies IISS أن هناك 183 صراعًا مسلحًا إقليميًا في العالم عام 2023، وهو الرقم الأعلى منذ 30 عامًا.
وقد شغلت الحرب في غزة العالم بأسره في الفترة الأخيرة، ومن قبلها السودان وأوكرانيا لكن يبدو أن هذه الصراعات ليست الوحيدة التي اشتعلت هذا العام.
وحذر المحللون من أن بعض الزعماء أصبحوا ينظرون إلى الحرب مرة أخرى بوصفها "أداة سياسية مفيدة".
واشنطن بوست.. "الجيش الصين" يطور طرقًا لبث الفوضي اللوجستية في الولايات المتحدة تقييم استخباراتي سري: خسائر بشرية هائلة لروسيا في أوكرانياوقد نظرت الدراسة فقط في الصراعات الإقليمية ولم تشمل المواجهات بين دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، ووفقا لمؤلفي المراجعة، فقد أصبحت السمة المميزة لمشهد الصراع العالمي الحديث هي "صعوبة حلها"، فيما ترسم المراجعة "صورة قاتمة لتصاعد العنف في عدد من المناطق، حيث تمنع الحروب السلام بشكل مزمن".
ووفقا لتقديرات المعهد الدولي، فإن العالم "تهيمن عليه الصراعات المستعصية على نحو متزايد والعنف المسلح على خلفية أعداد متزايدة من الجهات الفاعلة، والدوافع المعقدة والمتداخلة، والتأثيرات العالمية، وتسارع تغير المناخ".
وتصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر 459 جماعة مسلحة تثير أنشطتها مخاوف إنسانية، يعيش تحت سيطرتها الكاملة 195 مليون إنسان، وتمتلك أربعة أخماس هذه المجموعات هيمنة محلية أو إقليمية كافية لفرض الضرائب وتوفير قدر ما من الخدمات العامة، فيما لا تمتد سلطة الحكومات الوطنية المعترف بها إلى مناطق كبيرة من مساحة اليابسة العالمية.
وأوضح الباحثون، على سبيل المثال، أن معظم الصراعات الإقليمية في القارة الأمريكية تنجم عن التنافس بين المجموعات الإجرامية، لا سيما في تجارة المخدرات، وتمارس تلك الجماعات مزيدا من السلطة تجاه الدولة في عدد من دول أمريكا الجنوبية والوسطى. وما يسمى بالحرب على المخدرات، التي تشنها عدد من الدول منذ عقود، ليس لها تأثير يذكر على الإنتاج أو سلاسل التوريد. وفي عدد من الأماكن، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لم يكن الأمر سوى استفزاز للجماعات الإجرامية لتسليح نفسها بأسلحة فتاكة متزايدة، وأغلبها يتم تهريبها من الولايات المتحدة، حيث يمكن الوصول إلى الأسلحة بسهولة.
وبينما تظل أوكرانيا وفلسطين من الأماكن الأكثر عنفًا على كوكب الأرض، فإن أعداد اللاجئين الذين شردتهم الحرب مذهلة، حيث بلغت أكثر من 6 ملايين في سوريا، و5 ملايين في أفغانستان، ومليون في ميانمار، وفقا للدراسة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عدد من
إقرأ أيضاً:
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل
إعادة نظر !
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل، مرتبطًا بشركاء تتناقش معهم حسب أولوياتهم. فخلال إدارتي ترامب وبايدن، اقتصرت خطوات واشنطن على ادعاءات ضعيفة حول الانتقال الديمقراطي، حيث أسهم تعيين سفير بدلًا من مبعوث خاص في تعقيد الأزمة عبر “الاتفاق السياسي الإطاري”، الذي وضع الجيش في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع المسلحة.
وفقًا لتقرير “Country Reports on Terrorism 2023″، علّقت واشنطن التعاون الأمني وبرامج بناء القدرات بعد انقلاب 2021، مما أضعف جهود مكافحة الإرهاب – باستثناء جمع معلومات محدودة. ومع ذلك، واصل السودان مشاركته الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، مثل الإنتربول وبرامج الأمم المتحدة، وفقًا للتقرير ذاته.
أظهرت تقارير 2024 تأثر أداء الحكومة السودانية بالحرب، لكن الموقف الأمريكي المتساهل مع قوات الدعم السريع وداعميها – خاصة الإمارات – زاد من إضعاف الحكومة المركزية. وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في 15 مايو، تجاوز المتحدث “تومي بيغوت” سؤالًا عن الدعم الإماراتي للدعم السريع، وهو ما يعكس انحيازًا واضحًا.
تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة بحجة عدم امتثال السودان لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، بناءً على تقرير 15 أبريل 2025. هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة الضغط الأمريكية التي يعتبرها كثيرون “هراءً نقِيًّا”، خاصة مع تمسك مستشاري البرهان بوهم دعم ترامب أو بايدن للحكومة.
غياب الشجاعة في مواجهة العدوان الإماراتي، واعتماد الخرطوم على تحالفات غير مدروسة مع دول “مصلحة السودان”، أدى إلى تراجع الموقف الدولي للحكومة. وقد تفاقم الوضع بسبب “شبيحة” القرار الذين أقنعوا البرهان بالانتظار، متناسين أن واشنطن تعمل وفق مصالحها حتى لو تعارضت مع استقرار الدول.
الخيارات الحالية لمجلس السيادة ومستشاريه – بما في ذلك تعيين كامل إدريس – قد تدفع البلاد نحو تخبط في المواقف و العلاقات الخارجية ورغم التشاؤم من هذه الخطوات- تعين كامل إدريس- فإن مراقبة التحركات القادمة ستكون مفتاحًا لتقييم الاتجاه الذي سيسير فيه رئيس الوزراء المكلف.
حسان الناصر