بوابة الوفد:
2025-11-08@08:09:00 GMT

حكم وضع سترة أمام المصلي منفردًا

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن  من السنة أن يضع المصلي سُترة أمامه حتى لا يمر أمامه أحد؛ لِمَا روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ، وَلْيَدْنُ مِنْهَا» أخرجه الأئمة: أبو داود -واللفظ له- وابن ماجه والبيهقي في "السنن".

الإفتاء توضح حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة دار الإفتاء توضح حكم شرب الماء في الطواف أثناء أداء المناسك

واستشهدت الإفتاء بما روي، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ» أخرجه الأئمة: الحميدي وإسحاق وأحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن".

حكم وضع سترة أمام المصلي

أضافت الإفتاء، أنه قد اتفق الفقهاء على استحباب وضع السُّترة أمام المصلي إذا كان منفردًا أو يصلي بالناس إمامًا، وسواء كان في الحَضَر أو في السَّفَر، ونَقَل بعضُهم الإجماعَ على ذلك، وقال الإمام ابن رُشْد في "بداية المجتهد": [واتفق العلماء بأجمَعِهِم على استحباب السُّترة بين المصلي والقبلة إذا صلَّى منفردًا كان أو إمامًا].

وقال الإمام النووي في "المجموع": [السُّنَّة للمصلي أن يكون بين يديه سُترةٌ مِن جِدارٍ أو سارِيَةٍ أو غيرهما، ويَدنو منها، ونَقَل الشيخُ أبو حامِدٍ الإجماعَ فيه]، وقال الإمام ابن قُدَامَة في "المغني": [يُستحب للمصلي أن يُصلي إلى سُترة.. ولا نَعلَم في استحباب ذلك خلافًا]، وقال الإمام برهان الدين ابن مُفْلِح في "المبدع": [(ويُستحب أن يُصلي إلى سُترة) مع القدرة عليها بغير خلافٍ نَعْلَمُهُ، وظاهِرُهُ: لا فَرق بين الحَضَر والسَّفَر].

مذاهب الفقهاء في وضع السترة أمام المصلي الذي يخشى مُرور أحد من أمامهالصلاة

وتابعت الإفتاء: هذا، وقد فرَّق الفقهاء بين المصلي الذي يخشى مُرور أحدٍ من أمامِه في أثناء صلاته -منفردًا كان هذا المصلي أو إمامًا-، وبين من لم يخش ذلك.

وذهب الحنفية -وهو المشهور مِن مذهب المالكية- إلى أن استحباب وَضْعِ السُّترة إنما هو في حال ما إذا خشي المصلي أن يَمُرَّ مِن أمامِهِ أحدٌ، ولا بأس بتَرْكها إذا لَم يَخْشَ المُرور، كأن يكون في مكان ليس فيه سواه، أو في صفٍّ متقدِّمٍ بحيث لا يَتَقَدَّمُ عليه بين يَدَيه أحدٌ.

قال الإمام برهان الدين المَرْغِينَانِي الحنفي في "الهداية": [ولا بأس بترك السترة إذا أمن المرور ولَم يُواجِهِ الطريق]، وقال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل": [قال في "المدونة": ويصلي في السفر والحضر في موضِعٍ يَأمَن فيه مِن مرور شيءٍ بين يديه -إلى غير سُترة. ابن ناجي: ما ذكره هو المشهور]، وذهب الشافعية والحنابلة، والمالكية في القول الثاني، إلى استحباب وَضْع السُّترة مطلقًا، سواءٌ خَشِيَ مُرورَ غيره بين يديه أثناء صلاته أو لَم يَخْش ذلك.

الخلاصة

واختتمت الإفتاء: "وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه يُستحب للرجل المذكور أن يضع سُترةً أمامَهُ إذا خَشِيَ مرورَ أحدٍ بين يديه أثناء الصلاة حال كونه يصلي في محل عمله منفردًا أو إمامًا، فإنْ أَمِنَ عَدَمَ مرورِ أحدٍ بين يديه أثناء صلاته فإنَّ له أنْ يصلي مِن غير اتخاذ سُترة، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج كما سبق بيانه".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء السنة وقال الإمام قال الإمام بین یدیه منفرد ا إمام ا

إقرأ أيضاً:

سرّ "أهل الكساء".. أحمد كريمة يكشف سبب تراجع نصارى نجران عن المباهلة حين رأوا الإمام الحسن

سلط الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الضوء على المكانة الرفيعة والمتميزة التي حظى بها الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن مكانته كانت محل إجلال وإكبار من كبار الصحابة، ومستمدة من نسبه الشريف ودوره المحوري ضمن أهل الكساء.

​وأكد "كريمة"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أن الإمام الحسن كان محل تبجيل من الجميع، مشيرًا إلى مواقف تاريخية تثبت عظيم منزلته، أولها تقدير الإمام علي، حيث طلب منه أبوه الإمام علي (رضي الله عنه) أن يلقي عليه موعظة، لكن الحسن رفض أدبًا أن يخطب في حضرة أبيه، فاختبأ الإمام علي وراء عمود في المسجد ليسمع خطبته الفذة، وبعد انتهائها، قال الإمام علي مستشهدًا بآية من سورة آل عمران: "ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم"، دلالة على إقراره بعبقرية ابنه، موضحًا أن كبار الصحابة أقروا بمنزلة الحسن؛ فقال عنه أبو بكر الصديق: "بابي، شبه النبي ليس شبيهاً بعلي"، معبرًا عن مدى الشبه الجسدي بينه وبين جده النبي، وفي خلافة عمر بن الخطاب، فُرض عطاء للإمامين الحسن والحسين يُعادل 5000 درهم، وهو نفس العطاء المخصص لأهل بدر، دلالة على منزلتهما العالية، وكان عبد الله بن عباس (ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم) يأخذ بركاب الإمام الحسن والإمام الحسين (يمسك بلجام خيلهما) إجلالاً وتكريماً لهما.

وأوضح أن الأساس الأقوى لمكانة الإمام الحسن هو كونه جزءاً من "أهل الكساء" أو "أهل العباء"، في إشارة إلى الواقعة الشهيرة التي زادت مكانتهم الدينية، فعندما قدم نصارى نجران للقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهم الإسلام فترددوا، دعاهم النبي إلى المباهلة (كما ورد في سورة آل عمران: ندعو أبناءنا ونساءنا وأنفسنا ثم نبتهل)، وقام النبي بإحضار الإمام علي، والسيدة فاطمة الزهراء، والإمام الحسن، والإمام الحسين، وألقى عليهم الكساء (الرداء)، وقال: "اللهم إن هؤلاء أهلي أُباهل بهم"، وقال كبير بطارقة نجران لمن معه عند رؤية هذه الوجوه النورانية: "والله إني أرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى أن يزيل الجبال لأزالها إكراماً لهم، لا تباهلوهم"، وبالفعل تراجعوا عن المباهلة.

ولفت إلى أنه في واحدة من أعظم اللحظات التي عكست رؤية الإمام وحبه لوحدة المسلمين، وبعد معركة صفين وتزايد المشاكل وتجنيد معاوية بن أبي سفيان للأتباع عبر المال والدهاء، قرر الإمام الحسن التنازل عن الخلافة، وأرسل الإمام الحسن إلى معاوية طالبًا التنازل طواعية عن الإمامة (الخلافة)، لكنه أرفق هذا التنازل بشرط واضح، وهو: أن تعود الخلافة إلى بني هاشم مرة أخرى بعد موتك، موضحًا أن التركيز على التنازل فقط دون ذكر الشرط يُعد نقصًا وخطأً في سرد هذه الواقعة التاريخية التي كان هدفها الأعلى هو حقن دماء المسلمين وتوحيد الصف.

مقالات مشابهة

  • ما حكم صلاة المرأة في المكتب أمام الرجال؟ الإفتاء تجيب
  • لماذا تجلى الله على جبل الطور وكلم عليه سيدنا موسى .. ما الذي يميزه؟
  • سرّ "أهل الكساء".. أحمد كريمة يكشف سبب تراجع نصارى نجران عن المباهلة حين رأوا الإمام الحسن
  • سر التشابه النبوي.. أحمد كريمة: "وجه الحسن" يُكمل "جسد الحسين" لترى النبي محمد
  • حكم إطلاق قول "عليه السلام" على سيدنا الحسين
  • الافتاء: الملائكة تُسجِّل أسماء المتسابقين إلى صلاة الجمعة حتى يصعد الإمام المنبر
  • عدد مرات الطلاق التي يملكها الرجل على زوجته
  • حكم الطلاق المعلق في الشرع والقانون
  • فضل صلاة الجماعة وأقل عدد تنعقد به
  • حكم تكبيرات الانتقال في الصلاة وقول الله أكبر بعد القيام من الركوع