صحيفة الاتحاد:
2025-11-08@12:55:59 GMT

الأرجنتين تهتف لمارادونا!

تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT


بوينس آيرس (أ ب)

أخبار ذات صلة بيزا يحتفل بـ «الفوز الأول» في «الكالشيو» كونتي يبحث عن الحلول الهجومية في لقاء بولونيا


قاطعت الهتافات باسم دييجو مارادونا من مشجعين يرتدون قمصان الأرجنتين وبوكا جونيورز ونابولي، أجواء الجدية الأكاديمية، في القاعة الرئيسية لإحدى أعرق جامعات أميركا اللاتينية، حيث هتفوا «أوليه، أوليه، دييجو، دييجو».


وبعد ثلاثة عقود من إبهار دييجو مارادونا جامعة أكسفورد، حين راوغ كرة جولف بقدمه اليسرى عقب إلقائه محاضرة هناك، عادت موجة الحنين إلى النجم الأسطوري الذي توفي عام 2020، لتحدث تأثيراً مشابها في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة بوينس آيرس.
وجرت هذه المشاهد ضمن إطار أول مؤتمر دولي حول دييجو مارادونا، حيث بدأ الأكاديميون، مناقشة التأثير الذي تركه أسطورة كرة القدم على الثقافة الشعبية وما يتجاوز حدود الملعب.
وقال الصحفي دانييل أركوتشي في افتتاح المؤتمر: «لا يوجد رياضي في العالم، ناهيك عن لاعب كرة قدم، يمكن تناول شخصيته وتحليلها من زوايا متعددة مثل دييجو مارادونا».
ويعتبر أركوتشي هو الكاتب المعتمد للسيرة الذاتية لقائد منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 1986.
وهذه هي المرة الأولى التي تُخصص فيها أهم جامعة عامة في البلاد وقتاً لتحليل ظاهرة مارادونا، ليس بغرض تفسيرها، بل من أجل مواصلة بناء الجسور بين حياته وحياتنا، وبين شخصيته والتاريخ الحديث»، وفقاً للمنظمين.
وتوفي مارادونا في 25 نوفمبر 2020 عن عمر ناهز 60 عاماً، إثر سكتة قلبية، منهياً حياة تخللها الكثير من التجاوزات.
وكان حينها قيد الإقامة الجبرية بعد خضوعه لجراحة بسبب ورم دموي تحت الجافية «حالة طبية تتمثل في تجمع دموي يحدث بين سطح الدماغ والغشاء الخارجي للدماغ».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأرجنتين دييجو مارادونا بوكا جونيورز نابولي دییجو مارادونا

إقرأ أيضاً:

إسكندر حبش.. الطائر الذي حلّق بعيدا

اجتمعتُ كثيرا مع الشاعر والمترجم الراحل إسكندر حبش (١٩٦٣-٢٠٢٥) على صفحات المجلّات والصحافة الثقافيّة، ولكننا لم نلتقِ إلّا في مهرجان جرش 2024م، في عمّان، يومها لم أنتبه لوصوله، فنهض من مكانه بكلّ تواضع، وقال: «أنا إسكندر حبش»، نظرتُ في وجهه، كانت المسافة شاسعة بين صوره المنشورة في الصحف، والحال الذي بَدَا به في تلك الظهيرة الصيفية العمّانيّة!، فـ(مستر سين) كما يسمّي مرض السرطان، بدأ يفتك بجسده، فضعف بدنه، وتباطأت حركته، ولكنه لم يفقد حيويته وجموحه في الكتابة، فما كان لي سوى أن أحتضنه، فقد وجدت نفسي أخيرا أقف وجها لوجه مع الشاعر الثمانيني الذي قدّم إسهامات لافتة للنقّاد وعموم القرّاء العرب في قصيدة النثر في الثمانينيات، وقد أكّدتها دواوينه: (بورتريه رجل من معدن)، و(نصف تفّاحة)، و(تلك المدن)، و(أشكو الخريف)، و(لا أمل لي بهذا الصمت)، و(لا شيء أكثر من هذا الثلج)، و(إقامة في غبار)، وهو المترجم الذي عرّفنا على الكثير من الشعراء الأجانب، ورفد المكتبة العربية بكتب مترجمة قيّمة، وهو الصحفيّ النشيط الذي قرأنا صولاته وجولاته ومقالاته وحواراته في الصحافة اللبنانية وتحديدا جريدة(السفير)، ومن ضمن المقالات: كتابته لمقال أسبوعي في جريدة (عُمان) ظلّ مواظبا عليه إلى ما قبل أسبوعين من رحيله.

وفي كلّ تلك النصوص والمقالات والمواقف كانت مواقف إسكندر واحدة في الشعر والحياة، لم يغيّر جلده، ولم يجامل على حساب القضية، فقد كان مؤمنا بأن الشاعر الحقيقي هو الذي ينتمي لقضايا مجتمعه، ويعلّق الشارع العربي على رقبته الآمال، فكان صلبا في مواقفه، مقاتلا شرسا، رغم هدوئه، مؤمنا أن «الشعراء يقاتلون طوال حياتهم، ويموتون في المعركة حتى لو ماتوا على السرير»، وهذه العبارة يستعيرها من الشاعر والروائي الفرنسي كريستيان بوبان، ويثبّتها في منشور له بتاريخ 29 يناير، وحتى حين علم أن المرض الخبيث تسلّل إلى جسده، لم يتركه يتمكّن منه، بل قاومه، وكان يدوّن يومياته مع المرض، وينشرها في صفحته على هيئة حلقات، ورغم تعبه وحزنه الشديد، لم يفقد الأمل حتى جعلنا واثقين من أنه سينتصر عليه.

اشتركت معه في الأمسية التي جمعتنا في (المركز الثقافي الملكي) في أغسطس 2024، وقرأ قصائد نثر، رغم أن الأجواء كانت تميل نحو القصيدة الموزونة، والمقفاة، وبعد أن انتهى من قراءتها، همس في أذني، وكان يجلس جواري على المنصّة» معي نصوص من تلك التي تستهوي الجمهور، لكنني قرأت نصوصا تمثّلني»، قلت له: «حسنا فعلت، ولنا جولة ثانية في محافظة إربد ببيت عرار، ولك محبّون كثر هناك»، وقبل الانطلاق إلى (إربد) نزلت إلى صالة الاستقبال في الفندق حيث كانت تنتظرنا السيارة التي ستوصلنا إلى (إربد) وجدته قد سبقني، وكان يتحدّث مع الصديق الشاعر يوسف عبد العزيز، فانضممت إليهما، وبعد قليل نادنا موظف العلاقات طالبا منّا الصعود في السيارة، فنهضتُ لكن إسكندر اعتذر، قلت له: لماذا؟ أجاب: وضعي الصحي لا يسمح لي، وعليك أن تذهب إلى (بيت عرار) بمفردك، فشعرتُ بألم شديد، وعرفتُ أن المرض بدأ يحدّ من حركته، وحين ودّعناه وزوجته الإعلامية شيرين موسى عرفنا أن الطيران نحو بيروت توقّف عن الحركة، وعليهما الانتظار حتّى استئنافه، وبقيت على تواصل معه، وعلمت أنهما عادا إلى بيروت بعد يومين من مغادرتنا عمّان، وبقيت أتابع بقلق يومياته التي توقّف عن كتابتها عند الحلقة العشرين، وبدءًا من الحلقة (13) التي نشرها في (14) يناير تسرّب القلق إلى نفسي، ففيها يقول: «لا أخفي أنني أشعر أحيانا بالاكتئاب، حتى ولو كان عابرا، ما يجعلني على استعداد لأعلن هزيمتي، حتى وإن قال لي طبيب الأورام بأن ثمة أمل، في نهاية هذه المرحلة من العلاج.

لقد بدأ الطريق يصبح طويلًا جدًا، ما يزعجني في الحقيقة هو عدم تأكدي من أن الأمر، حتى لو نجوت، سينتهي برمته، ما أشعر به هو حالة الحرب الدائمة التي أعيشها»، وفي ذروة حربه هذه وصلته دعوة لزيارة مسقط في أبريل 2025 ليحل ضيفا على معرض مسقط الدولي للكتاب، لكنه اعتذر، لوجود سوائل في قدمه، رغم شوقه لزيارة مسقط، ولم يبق أمامه سوى أن يحلم أن يكون طائرا محلّقا، وإن لم يستطع فيكفيه أن يكون «رفرفة جناح، لأقفز-كما يقول- ومن ثم أرحل بعيدًا... سيكفيني بعض الفُتات لأنقرَه كي أعيش، أما باقي الوقت، فأحوم فيه فوق العالم»

وها هي روحه تحوم حولنا، بعد انطفاء جذوة الجسد، واليوم ونحن نقلّب أوراق ديوانه «أشكو الخريف» نسأله:

أكان عليك

أن ترسم الفصول

ثم تمضي كالليل

أكان عليك

وأنت الغريب عن هاتين اليدين

أن تكتب؟

مقالات مشابهة

  • سرطان القولون- إليك شكل البراز الذي قد يشير للإصابة
  • بدء تصويت المصريين في الأرجنتين وباراجواي بانتخابات مجلس النواب 2025
  • ميسي يقود الأرجنتين في «الرحلة الأنجولية»
  • أكبر محاكمة فساد في الأرجنتين.. 87 متهمًا بينهم رئيسة البلاد ودفاتر تفضح أسرار الرشاوى
  • محاكمة جديدة في قضية وفاة مارادونا تبدأ في مارس 2026 بعد إلغاء الحكم الأول
  • كيرشنر تُحاكم في أكبر قضية فساد على الإطلاق في الأرجنتين
  • ما الذي يتمناه المتقاعدون ؟
  • الإعلان عن محاكمة جديدة في قضية وفاة مارادونا
  • إسكندر حبش.. الطائر الذي حلّق بعيدا