السودان على شفير حرب جديدة.. هل تنقذ واشنطن الموقف؟
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
تتزايد التحركات الدبلوماسية الأميركية نحو إرساء هدنة إنسانية في السودان، بعد قبول قوات الدعم السريع بالمقترح الدولي، فيما رفضه الجيش السوداني مفضلاً الحسم العسكري. تصاعدت التحذيرات الأممية من جولة قتال جديدة، خاصة في إقليم كردفان.
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، إن الهدنة الإنسانية التي اقترحتها الرباعية الدولية (مصر والإمارات والسعودية وأمريكا) تمثل فرصة نادرة لوقف القتال وحماية المدنيين وتخفيف المعاناة، مشيدًا بكل الجهود التي تدعم الشعب السوداني وتعيد الأمل إليه.
وأضاف لعمامرة عبر منصة “إكس” أن على جميع الأطراف اغتنام هذه الفرصة لتغيير مسار البلاد، مؤكدًا أن مثل هذه القرارات نادرة وصعبة في أوقات الحرب لكنها ضرورية لإنقاذ الأرواح وبناء الثقة بين الأطراف.
كما أشار إلى أن استمرار العنف يومًا بعد يوم يؤدي إلى فظائع وهروب العائلات، وأن الوقف الدائم لإطلاق النار قد يمهد الطريق لحوار سياسي جاد يحقق سلامًا عادلاً ودائمًا.
وختم لعمامرة حديثه بالقول: “الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل الهدنة المقترحة إلى جسر حقيقي نحو السلام”.
في السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أنها تتابع “بكل جدية” الوضع في السودان، وأنها تجري “اتصالات مباشرة مع طرفي الصراع لتسهيل إبرام هدنة إنسانية”، مشيرة إلى أن الحاجة “ملحة لاحتواء العنف وإنهاء معاناة الشعب السوداني”.
وصرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض لـ”سكاي نيوز عربية” بأن واشنطن “تشارك بكل ثقلها في الجهود الرامية لتحقيق حل سلمي للنزاع”، وأوضح أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل مع شركائها في الرباعية الدولية (السعودية، الإمارات، مصر، بريطانيا) على “معالجة الأزمة الإنسانية والتحديات السياسية على المدى الطويل”.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إدموند غريب، في مقابلة مع برنامج “التاسعة” على قناة “سكاي نيوز عربية”، أن اهتمام واشنطن بالملف السوداني كان “متراجعًا خلال السنوات الماضية”، وأشار إلى أن هناك أصواتًا داخل الكونغرس الأميركي انتقدت عدم تحرك الإدارة بشكل كافٍ للضغط على شركائها في المنطقة لوقف الحرب.
وانتقد غريب أيضًا غياب التحرك الأميركي الفعّال في القضايا الإفريقية بشكل عام، ولفت إلى أن واشنطن بدأت الآن تظهر اهتمامًا أكبر، حيث تعمل على خطة لتوسيع الهدنة لمدة تسعة أشهر تمهيدًا لعملية انتقال سياسي شاملة.
وأشار غريب إلى أن التحديات أمام واشنطن تبقى كبيرة، خاصة مع انشغالها بقضايا أخرى مثل أوكرانيا وغزة والصين. قال: “من المبكر القول إن هذه الجهود ستنجح، فالخلافات داخل السودان عميقة ومعقدة”. وأوضح أن بعض التيارات داخل الحكومة السودانية ترى أن وقف الحرب ليس في مصلحتها.
أضاف غريب أن بعض الأصوات في واشنطن ترى أن التراخي الأميركي قد يفتح المجال أمام روسيا والصين لتعزيز نفوذهما في إفريقيا، ما دفع الإدارة الأميركية إلى “محاولة استعادة زمام المبادرة في الملف السوداني قبل فوات الأوان”.
استمر تبادل الاتهامات وتصعيد العمليات العسكرية بين طرفي النزاع، في وقت يظل فيه مصير السودان معلقًا على قدرة واشنطن وشركائها في تحويل الوعود إلى خطوات عملية.
اختتم غريب حديثه قائلاً: “من غير المتوقع أن تحل الأزمة بين ليلة وضحاها، لكن إذا واصلت واشنطن تحركها بالتنسيق مع القوى الإقليمية، فقد نرى بداية لمسار جديد يوقف نزيف الحرب ويفتح باب الحل السياسي”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
السوداني بين كفتي المقاومة والبيت الأبيض و العراق ساحة اختبار بين السيادة والضغوط
6 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يرى مراقبون أن التحركات الأمريكية الأخيرة في الملف العراقي تعيد فتح واحدة من أعقد القضايا السياسية والأمنية، وهي علاقة الحكومة بفصائل المقاومة التي تحوّلت منذ سنوات إلى جزء من النسيج العسكري للدولة، فيما يتصاعد الجدل حول أهداف واشنطن من إثارة هذا الملف في لحظة سياسية شديدة الحساسية تسبق الانتخابات العامة المقبلة.
ويفيد محللون أن الضغط الأمريكي المتجدد على بغداد، والذي يأتي تحت عنوان “إعادة ضبط المشهد الأمني”، يحمل في جوهره رغبة واضحة في إعادة تشكيل موازين القوة قبل صناديق الاقتراع،
وتشير مصادر سياسية إلى أن واشنطن، وهي تلوّح مجددًا بورقة نزع السلاح، تسعى لاختبار مدى استعداد الحكومة للابتعاد عن الفصائل الحليفة التي تشكل ركيزة من ركائز ائتلاف الإطار التنسيقي، القوة البرلمانية الأبرز في المشهد السياسي.
وترى هذه المصادر أن أي استجابة سريعة من بغداد ستُقرأ داخليًا على أنها تراجع أمام ضغط خارجي، ما قد ينعكس سلبًا على المزاج الشعبي في موسم انتخابي محتدم.
ويؤكد خبراء في الشأن الأمني أن فصائل المقاومة، التي وُلدت من رحم الحرب ضد الإرهاب، أصبحت اليوم عنوانًا لتوازن داخلي معقّد، وأن محاولة إضعافها دون بدائل وطنية واضحة قد تفتح الباب أمام فراغ أمني جديد.
وتشير معطيات إلى أن مطلب واشنطن “نزع السلاح الكامل” يتعارض مع اتفاقات قائمة حول انسحاب القوات الأمريكية التدريجي، الذي بدأ في عام 2025 والمفترض اكتماله بنهاية 2026، وهو ما يثير الشكوك حول نيات أمريكية أعمق في تمديد النفوذ العسكري والسياسي.
ويحذر مراقبون من أن الموقف الأمريكي، مهما بدت مبرراته، يواجه في الداخل العراقي رواية مضادة ترى فيه محاولة لإعادة تشكيل القرار الوطني من الخارج، فيما تواصل الحكومة محاولاتها للموازنة بين ضرورات السيادة ومقتضيات العلاقة مع واشنطن التي لا تزال تمسك بخيوط دقيقة في المشهد العراقي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts