أمين الفتوى يوضح حكم العلاج في بلاد غير مسلمة
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أجاب الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إلى برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، حول حكم العلاج في مستشفيات خارج مصر يعمل بها أطباء غير مسلمين، وما إذا كانت الملائكة تحيط بالمريض هناك، وهل تجوز الصلاة في هذه الأماكن.
. الإفتاء: جائزة بشرطالتعامل بين الناس من مختلف الديانات أمر مشروع في الإسلام
وأوضح الدكتور اليداك أن العلاج في أي مكان داخل مصر أو خارجها، سواء كان القائم عليه مسلمًا أو غير مسلم، أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، مشيرًا إلى أن التداوي من الأمور المباحة، وأن المعايشة والتعامل بين الناس من مختلف الديانات أمر مشروع في الإسلام.
وأضاف أمين الفتوى أن الصلاة في المستشفى صحيحة ما دام المكان طاهرًا، داعيًا المرضى إلى أداء صلواتهم في أوقاتها دون تردد أو قلق من المكان.
وبيّن أن الملائكة تحيط بالمريض وتدعو له بالرحمة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ الذي بشّر من يعود مريضًا بثواب عظيم، مؤكدًا أن هذا الفضل لا يقتصر على كون المعالج مسلمًا أو غير مسلم، فـ«بركة الرحمة الإلهية تحوط المريض في كل مكان بإذن الله»
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء المصرية العلاج فی غیر مسلم
إقرأ أيضاً:
من نتبع ومن نسمع منه العلم الشرعي؟..علي جمعة يوضح
من نتبع ومن نسمع منه العلم الشرعي؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: اسمع العلماء، اسمع هذا الذي قضى ثلاثين عامًا أو أربعين عامًا في طلب العلم الشرعي الصحيح؛ لأنه صاحب منهج وسطي، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].
وتابع: عندما يخرج أحدهم ويريد أن يتدين، ويظن أنه بتدينه قد تعلّم، فهو مخطئ. العلم له أركانه، ولابد أن يكون العلم على يد أستاذ. فإذا فقدت الأستاذ والشيخ، فكيف تتعلم؟! هل تتعلم من الكتاب فقط؟ أين العلوم المساعدة؟ من الذي امتحنك؟ من الذي أجازك؟ وبأي درجة؟ وفي أي مستوى؟ وفي أي تخصص؟
لذلك لابد أن نتعلم من أهل العلم الموثوقين. مؤسسات التعليم مفتوحة، وليس من التعلم أن تقرأ الكتاب على سريرك. من أنت؟
لهذا السبب اهتم الأمريكيون جدًا عندما أرادوا أن يتحدثوا عن العلم بمنهج "Who is who"؛ أي: من هذا؟ وصنعوا مجلدات ليترجموا لكل إنسان، ولا يقبلون إلا ممن لديه مرجع موثوق.
قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وقال أيضًا: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وقال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وفسرها العلماء بأنها تشير إلى أهل العلم.
إذًا، لابد أن تكون لنا مرجعية، وهذه المرجعية هي كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، بقراءة العلماء المعتبرين، وليس باتباع الأهواء أو المتشددين. فقد قال رسول الله ﷺ: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق»، وقال ﷺ: «من رغب عن سنتي فليس مني»، وقال ﷺ: «هلك المتنطعون»، وقال ﷺ: «إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه».
وقال الله سبحانه وتعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وقال أيضًا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. وقال رسول الله ﷺ: «إنما أنا رحمة مهداة»، وقال ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
لكننا نجد بعض المتشددين يخرجون بجفاء في وجههم، وشعث في لحاهم، يدّعون أنهم على سنة رسول الله، فينفرون الناس من هذا الدين العظيم، وحاشا رسول الله ﷺ أن يكون مثاله كذلك.
لقد كان رسول الله ﷺ أجمل الناس وأرحمهم وأرفقهم. كان يتبسم ويضحك حتى تظهر نواجذه — أضراس العقل — وكان يحب كل شيء جميل. وقال ﷺ: «إن الله جميل يحب الجمال».
هذا التشدد المقيت لا يناسب الدين، ولا ينتمي إلى الإسلام، ولا إلى العصر. بل إنه حائل وحاجز بين الناس وخالقهم. هؤلاء يصدّون عن سبيل الله بغير علم، لأنهم أحبّوا الزعامة والتصدر، وأرادوا أن يتشبعوا بما ليس فيهم.
قال رسول الله ﷺ: «من غشنا فليس منا»، وقال: «المتشبع بما لم يُعطَ كلابس ثوبي زور».
إنهم يدّعون العلم وهم ليسوا علماء، وهذا ما يسميه أهل العلم: "الشَّغَب". كثير من الناس الطيبين يصدقونهم لأنهم يرونهم بلحاهم وملابسهم التي يدّعون بها العلم. لكن أين القرآن؟ وأين السنة؟
هؤلاء إذا ذهبوا إلى القرآن والسنة، فإنهم يأخذون بظاهر النصوص لا بحقيقتها، فيخطئون في الفهم. ثم يتصدرون قبل أن يتعلموا، ويتحدثون قبل أن يتفقوا. فإنا لله وإنا إليه راجعون.