خسرت حرب المعلومات.. نيوزويك: إسرائيل هاجمت 250 ألف هدف في غزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
بعد شهرين من القتال، هاجمت إسرائيل 250 ألف هدف في قطاع غزة، ولم تقتل إلا 20% فقط من تقديرات ما قبل الحرب لعدد المقاتلين، وفق قولها، ما يعني أنها هجومها كان على المدنيين وليس المسلحين، ما يعني أنها خسرت حرب المعلومات.
هكذا يتحدث تقرير مطول في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، كشف أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استخدمت إسرائيل نحو 140 ألف قطعة سلاح، ثلثها من الجو والباقي من الأرض، بما في ذلك المدفعية.
وتظهر بيانات المخابرات الأمريكية أن إسرائيل هاجمت حوالي 25 ألف هدف من الجو والأرض.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن ما يزيد على 50 ألف وحدة سكنية دمرت، كما لحقت أضرار بـ250 ألف وحدة أخرى، وهي تشكل نحو 60% من إجمالي المساكن في غزة.
كما تم تدمير حوالي 100 مبنى حكومي بالكامل، وفقًا لبيانات المخابرات الأمريكية.
ونظراً لحجم الأضرار داخل غزة، يتفق ضباط الجيش والمخابرات الأمريكية، على أن الخسائر في صفوف المدنيين التي يتم قياسها لكل قنبلة أو لكل هدف منخفضة بشكل استثنائي.
اقرأ أيضاً
وزير بمجلس الحرب: استمرار القتال سيكبد إسرائيل ثمنا باهظا في غزة
ومع ذلك، يبدو من غير المرجح، وفق المجلة، أن يحدث هذا فرقا كبيرا، عندما يقارن بمدى المعاناة الإنسانية الواضحة للغاية.
يقول ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية الأمريكية: "تشن إسرائيل حملتها بحجة أنها تدمر حماس، في حين تقول، بعد شهرين، إنها قتلت حوالي 20% فقط من تقديرات ما قبل الحرب لعدد المقاتلين".
ويضيف: "إنها حالة كلاسيكية لكسب المعركة وخسارة الحرب، وأخشى أنه على الرغم من كل الجهود التي تبذلها، فإن هذا هو في الواقع هجوم على المدنيين".
ويلفت ضابط المخابرات، الذي شارك في مداولات داخل إدارة الرئيس جو بايدن ومناقشات مع نظرائه الإسرائيليين: "جزء من المشكلة هو غطرسة إسرائيل".
ويتابع: "حتى بالنسبة لنا، في محادثات خاصة وصريحة، أشار المسؤولون الإسرائليون إلى هجوم حماس المفاجئ ووحشيته، واستحضروا المحرقة، وألقوا باللوم على حماس، وأشاروا إلى أحداث 11 سبتمبر/أيلةل 2001".
في المقابل، وفق الضابط، فإن، "عمليتهم لا ترحم.. والحقيقة المؤكدة حاليا هي أن إسرائيل خسرت حرب المعلومات، لأنها دمرت الكثير، حتى لو كان بإمكانهم تبرير كل هجوم فردي".
اقرأ أيضاً
لا تستهدف حماس.. بل "حرب أمريكية إسرائيلية ضد شعب غزة"
ويستطرد الضابط الأمريكي: "إسرائيل تسببت بأضرار جسيمة بين المدنيين، ومستعدة للتسبب بأضرار مدنية كثيرة، سعيا لتحقيق أهداف الحرب النهائية".
كما نقلت المجلة الأمريكية عن ضابط إسرائيلي، رفيع كشفه تلقي تل أبيب انتقادات من واشنطن، لمجرد حديث الإعلام عن استهداف متعمد لمواقع بها مدنيون.
وقال: "لقد تلقينا الكثير من الانتقادات، خاصة في الولايات المتحدة، لدرجة أن وسائل الإعلام تفترض أن الأشياء التي أصيبت أو تضررت كانت مستهدفة عمداً".
وهنا علق ضابط كبير في استخبارات الدفاع الأمريكية، قائلا إن "تدمير مباني بأكملها لقتل إرهابي واحد أو عدد قليل من الإرهابيين ليس له أي معنى، لا من حيث الحسابات البشرية أو من حيث الكفاءة العسكرية".
في غضون ذلك، لفتت مصادر للمجلة الأمريكية، إلى أن مجتمع الاستخبارات الأمريكية، يتفق داخليا على أن عدد القتلى يتوافق مع إحصاءات وزارة الصحة بغزة.
ولفت الضابط الأمريكي المشارك في المداولات، بالقول: "نظراً لحجم القصف الإسرائيلي، والتداخل بين العسكريين والمدنيين، والكثافة السكانية في غزة، فإن الأرقام ليست صادمة".
ووفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في غزة، فقد ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، إلى 18 ألفا و608 شهداء، و50 ألفا و594 مصابا، 70% منهم من الأطفال والنساء، فضلا عن الإبلاغ عن حوال 6500 مدني في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
اقرأ أيضاً
هل تشارك قوات أمريكية في "تحقيق الاستقرار" في غزة بعد الحرب؟
ووفق الضابط الأمريكي، فإن إدارة بايدن بدأت مناقشات داخلية بشأن الرد الإسرائيلي مع تزايد الاحتجاجات الدولية، مؤكدا أن واشنطن تدعم هدف الحرب بالقضاء على "حماس"، لكنها غير مرتاحة لطريقة تحقيق ذلك.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعامل مع مجلة "نيوزويك"، وأجاب بـ"لا تعليق" على سلسلة من الأسئلة المحددة المتعلقة بالأسلحة والأهداف وسير الحرب.
في المقابل، نقلت "نيوزويك"، عن مصادر أمريكية وإسرائيلية متعددة، تقديم واشنطن لتل أبيب 3 نقاط جوهرية فيما يتعلق بإدارة الحرب، أولها التشكيك في ضرورة قصف البنية التحتية المدنية، لتحقيق مكاسب طويلة الأمد تتمثل في حرمان "حماس" من قاعدة عمليات.
الأمر الثاني، هو التشكيك في استخدام إسرائيل لقنابل تزن 2000 رطل وشراسة قصفها الأولي في الشمال، بحجة أن الأسلحة ذات القوة الانفجارية الأقل قد تؤدي إلى خسائر أقل.
أما الأمر الثالث، وفق المجلة، فإن الولايات المتحدة شككت في هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على "حماس"، وهو الهدف الذي انبثقت منه العديد من المبررات المستهدفة.
وتضيف "نيوزويك": "لم يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذا الهدف مستحيل التحقيق فحسب، بل كانوا يخشون أيضًا من تداعيات سعي إسرائيل إلى تحقيق هذا الهدف، لافتين إلى أن وصمة القصف العشوائي والاعتقاد السائد بأن إسرائيل تقتل المدنيين عمدًا من شأنه أن يقوض أمن إسرائيل حتى لو فازت بالمعركة".
اقرأ أيضاً
مسؤول أوروبي: وضع غزة كارثي و الدمار أكبر مما شهدته ألمانيا في الحرب العالمية الثانية
المصدر | نيوزويك - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حماس حرب غزة حرب المعلومات غزة إسرائيل بايدن أمريكا اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا تستعرض إسرائيل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدرة بـ 940 سفينة؟
تستعرض دولة الإحتلال الإسرائيلية حجم المساعدات العسكرية الأمريكية التي قدمتها واشنطن لها منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر عام 2023.
ووصل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية في إدارة بايدن إلي 940 سفينة محملة بالأسلحة والمدرعات ومعدات عسكرية أخرى وصلت إسرائيل خلال عامين.
وجاء استعراض الإدارة الإسرائيلية بحجم السلاح الأمريكي الذي وصل إليها بسبب إقدام الدول الأوروبية الكبرى قرار وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل بسبب استخدامه في انتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين الفلسطينيين.
وكان في مقدمة تلك الدول المملكة البريطانية التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها ديفيد لامى وقف صادرات السلاح وقطع العلاقات التجارية مع تل أبيب.
وفي ظل الدعوة الأوروبية التي تقودها إسبانيا حاليا بقطع صادرات السلاح إلى إسرائيل من أجل وقف الحرب تخرج الإدارة الإسرائيلية لتستعرض بأنها لن تتأثر من قطع أغلب دول العالم صادرات السلاح عنها لحصولها على أغلبه من الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن خلال استمرار الحرب الإسرائيلية على فلسطين مات الكثير من الأبرياء والمدنيين والذين بلغوا 54 ألفا في أبشع صور الإبادة الجماعية.
في ذات السياق المتعلق بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل يدرس الاتحاد الأوروبي الآن إلغاء الشراكة مع إسرائيل سواء على المستوى العسكري أو التجاري بدعوة من فرنسا بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين.