لبنان ٢٤:
2025-12-14@03:03:22 GMT

قاسم: الإجرام لن يقتصر ‏على غزَّة وسيطال الجميع

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

قاسم: الإجرام لن يقتصر ‏على غزَّة وسيطال الجميع

اشار نائب الأمين العام لـ "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، الى أن "العدوان الأميركي الإسرائيلي على غزَّة، أكد بأننا لو لم نكن أقوياء كحزب الله وننتصر في عام 2006 ‏لانتقلوا إلى المرحلة التالية في احتلال قسم من لبنان. لو لم نكن أقوياء لمَا ردعنا إسرائيل 17 عاماً من دون أن ‏تتجرأ في أن تهجُم علينا أو أن تقوم بمعركة ضدنا.

لو لم نكن أقوياء لاستغلوا الفرصة الآن في معركة غزَّة ‏وانقضُّوا على لبنان كما هو أحد مشاريعهم الذي لم يستطيعوا تسويقه ولم يجدوا مبرراً أو قدرةً على القيام به. ‏لا يحمينا مجلس الأمن ولا الدول الكبرى، سلاحنا فقط هو الذي يحمينا وتعاوننا وإرادتنا هي التي تؤدي إلى ‏تحقيق الانتصارات والحماية، هذه المقاومة تتطلب من أجل استمراريتها أعلى مستويات التجييش والإعداد ‏والإمكانات والسلاح وسنوفر هذه الأمور ما دمنا أحياء لأننا نعتبر أنَّ هذه القوة المقاومة هي الطريق الوحيد ‏لمنع العدو الإسرائيلي ومن ورائه أميركا من تحقيق أهدافهم في لبنان والمنطقة، ولا يمكن مواجهة الشر ‏العالمي والغدة السرطانية إسرائيل كأداة مجرمة إلَّا بهذا الإعداد". ‏
وقال قاسم: "هذه المعركة في غزَّة اليوم هي نيابة عن العرب والمسلمين، من يقول بأنَّها معركتهم هم في فلسطين ولا شأن ‏لنا فهو لا يقرأ سياسة ولا يعرف الحقائق، هذه المعركة هي نيابة عن العرب والمسلمين لأنَّ إسرائيل هي ‏مشروع توسعي في بلدان العرب والمسلمين، في السابق احتلت جزء من سوريا وجزء من الأردن وجزء من ‏لبنان وجزء من مصر، ومشروعها من المحيط إلى الخليج، ماذا يعني ذلك؟ يعني التوسع. قرارات الأمم ‏المتحدة ومجلس الأمن أن تكون لهم أراضي الـ 48، ماذا يفعلون بأراضي الـ67 "أي باقي فلسطين"؟ هم ‏يقضمونها قطعة قطعة، هؤلاء خطر على فلسطين ولبنان والمنطقة". ‏   وأضاف: "مشاركة حزب الله اليوم في القتال هو جزء من هذه المواجهة ضد الاحتلال والظلم والإجرام الذي لن يقتصر ‏على غزَّة وإنما سيطال الجميع. هذا العدو إذا لم نواجهه فهو يبدأ في غزَّة ومن ثم يبدأ في لبنان، فالأفضل أن ‏نقاتله حيث هو قبل أن يصل إلينا لنمنع قدرته على التوسع وهذا هو التصرف الحكيم الذي يعني أن نكون معاً ‏في اللحظة المناسبة حتى لا يأخذوننا فُرادى وأقسام.‏ ورأيتم كيف أن التعاطف الشعبي في كل أنحاء العالم مع غزَّة وشعب غزَّة استنكاراً للمجازر وقتل المدنيين ‏وقتل الأطفال والنساء وتهديم المستشفيات وإعدام الحياة في داخل غزة، هذا تعبير عن أنَّ المسؤولية ‏الإنسانية الممتدة في العالم لا تحدُّها الجغرافيا. ما الذي يجعل الإسباني والأميركي والإيطالي والألماني ‏والمغربي والتونسي وآخرين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية؟ لو كانت الحدود الجغرافية هي حدود العلاقة ‏مع الآخر لتبين أنَّ ما يحصل هو أمر غريب، لكن هذا يدل أنَّ الإنسانية لا تحدُّها جغرافيا وأنَّ العِزَّة لا تحدُّها ‏جغرافيا".
وختم: "نحن أَولى في لبنان والمنطقة أن نواجه هذا التوحش الإسرائيلي الأميركي دفعاً لما ‏هو أعظم ولوضع حدٍّ لهذا الشر المتمادي الذي لا تُوقفه إلَّا المقاومة الممتدة إلى كل أحرار العالم، لمواجهة ‏هذا الشر الممتد إلى كل الظالمين الدوليين وسُرَّاق الحياة الآمنة البشرية".‏

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

محاولة لفهم ما يحدث في اليمن

 

ما يحدث اليوم في جنوب الوطن مقلق وغامض، ربما كان هناك غباء مفرط من قبل بعض القوى وذكاء مفرط من بعض القوى الأخرى، في التعاطي مع التطورات في الجنوب، فالانتقالي الذي بات يسيطر على الجغرافيا في الجنوب ينصب خيام الاعتصام للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال في حين أصبح هو الحاكم الوحيد في الجنوب، وهو المسيطر، وهو من يملك القرار بعد مغادرة الحكومة ورئيس مجلس القيادة إلى الرياض، حتى بات الجو خاليا له كي يبيض ويفرخ كما يشاء لكنه ينصب الخيام ويطالب من نفسه الانفصال وإعلان دولة الجنوب العربي، وهذا أمر يجعل المرء في حيرة من أمره، كما أن الأمر يوحي أن الانتقالي لا يملك قراره وإنما هو أداة تتحرك بقرار وتخمد بقرار، وتتمدد بقرار وتنكمش بقرار، ومثل هذا الارتهان والخضوع المذل لن يجعل الانتقالي حاكما ولا قادرا على إعلان دولة الجنوب العربي، كما ينشدها في خطابه الإعلامي .

اشتغلت بعض القوى السياسية والثقافية في الجنوب على فكرة المزايدة بالوحدة قبل عام 2011م وظلت هذه الفكرة ثابتة في تصوراتهم الذهنية ولم تبرح خيالهم إلى اللحظة التي أصبحوا فيها يملكون قرار تحديد المصير بعد أن عملوا على تصفية الجنوب من كل ما هو شمالي وكانت آخر بطولاتهم إخراج طفلة يتيمة تنتمي إلى الشمال من كوخ متهالك ونهب محتويات ذلك الكوخ وتركها تبكي وتندب حظها في العراء دون رأفة أو شفقة من تلك القلوب التي ملأها الحقد، وهو مشهد مبك ومحزن تداولته شبكات التواصل الاجتماعي، وبرغم كل ذلك السقوط القيمي والأخلاقي وجدوا أنفسهم عاجزين عن إعلان دولتهم بل خرجوا في الساحات للمطالبة من الفاعلين الدوليين إعلان دولة الجنوب، فالعجز عن إعلان دولة الجنوب يضع سؤالا جوهريا: ثم ماذا بعد ؟ ولماذا الهروب إلى التصريحات النارية في تحرير الشمال؟ طالما، أنت لم تحرر نفسك ولا تملك قرارا، عد لنقسك وأبدأ بتحريرها قبل أن تحرر من يبسطون نفوذهم على أرضهم ووقفوا أمام التحالف الدولي وقوى الشر العالمي، وأثبتوا للعالم حريتهم وقدرتهم على مناهضة رغبات الشر ورغبة الخضوع .

لو أراد الشمال الخضوع لقوى الشر العالمي كان اليوم حاكما مطلقا على اليمن من شماله إلى جنوبه، فهو يملك الرؤية ومواهب القيادة، ويحسن صناعة الحيوات، وفرض سلطان الدولة على ربوع اليمن، لكن حركة الدور والتسليم التي حدثت في حضرموت والمهرة ربما أغرت قادة الانتقالي وهما بالقدرة التي هم لا يملكونها في الواقع، فكانت تصريحاتهم هروبا من استحقاق تاريخي يشعرون بعجزهم هن مواجهته في قابل الأيام .

أشد أنواع الهوان حين يفصح الواقع عن حقيقة مرة تقول لك بوضوح : لست سوى أجير وعميل تقتات من بيع شعبك ووطنك مقابل دراهم معدودات، وأنك عبد في سوق نخاسة السياسة الإقليمية والدولية، ولو كنت تحمل مشروعا ناهضا لوطنك وشعبك لكان ولاؤك لليمن، أما أن تنجر إلى مشروع بريطانيا القديم والذي يتجدد فيك اليوم وأقصد فكرة الجنوب العربي، فلن يكون مصير المشروع إلا ذات المصير الذي وجده في النصف الثاني من القرن العشرين وهو التلاشي والزوال، فالتاريخ حين يبدأ حركته بمأساة لن تكون نهايته سوى مهزلة وهي المهزلة التي نشهد تفاصيلها في حركة الواقع في المحافظات الجنوبية .

كرأي شخصي لا يمثل أحدا سواي، لست ضد الانفصال إذا كان خيارا جامعا لكل أبناء المحافظات الجنوبية وربما يشاركني هذا الموقف الكثير من النخب لكن الثابت من خلال حركة الواقع أن المطالبة بالانفصال لا تمثل سوى أقلية منتفعة في مثلث جغرافي هو على غير توافق تاريخي مع بقية الجغرافيا الوطنية في الجنوب، هذا المثلث نفسه سيكون وحدويا حتى النخاع إذا تجففت روافده المالية ومنافعه التي تتدفق من الخارج، لأنه سيجد نفسه وحيدا خارج سرب الوطن وهو عاجز أن يكون بنفسه لكونه وعبر التاريخ لا يتحقق وجوده إلا بغيره .

ما حدث في سوالف الأيام لن يعدو عن كونه حركة تفكيك للنسيج الاجتماعي والوطني وإن كان البعض يرى أنه حركة تموضع جديدة في الخارطة السياسية، وإعادة ترتيب خارطة الصراع بما يتسق مع مصالح التحالف ودول الشر العالمي لا بما يتسق ومصالح اليمن، فالتموضع الجديد يترك ظلالاً قاتما على المستقبل، وترك وسوف يترك ندوبا في النسيج الاجتماعي والوطني، فتعدد الولاءات والتشرذم والتفرق وتنمية الصراع البيني، والتباعد بين الثقافات، والتوحش والغابية, والتفسخ القيمي، والسلوكيات ذات البعد الجهوي والمناطقي لن يكون في مصلحة الوطن الواحد المستقر في المستقبل .

ما يزرعه اليوم فرقاء العمل السياسي في اليمن سوف تجنيه الأجيال القادمة لأنهم سوف يرثون وطنا مقسما ومشرذما وبائسا، فالهوية الكلية حين يتم تجزئتها تصبح وبالا في المستقبل على الاستقرار والنهضة والبناء، فالمأساة التاريخية بين اليمن الأسفل، واليمن الأعلى، وبين الجبلي والتهامي، وبين القعيطي والكثيري، وبين الطغمة والزمرة، ما زالت تستيقظ مع كل حالة مماثلة كي تنتهي بمهزلة، ومعالجة تلك الفروق من المستحيلات طالما وهي تتجدد في الوجدان العام مع كل حركة للتاريخ .

لا أخشى على اليمن من العدو الخارجي لأنه عصي عليه والتاريخ تحدث عن ذلك والواقع اليوم على ذات النسق، لكننا نخشى عليه من أبنائه الذين جرهم شنآنهم إلى تمزيقه .

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت
  • حزب الله: الدولة معنيّة بتثبيت السيادة والمقاومة أدّت دورها في مساندتها
  • لأول مرة.. أمين حزب الله يكشف عن مؤامرة جديدة ويؤكد: سلاحنا لن يُنْزَعْ ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان
  • إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله يحذر من الاستسلام للاحتلال
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • هل قيام الليل يقتصر على ركعتين؟.. أمين الفتوى يوضح
  • في هذا اليوم.. كلمة لنعيم قاسم
  • مسؤول إسرائيلي: لا مستقبل لحماس في غزة والمنطقة ستكون منزوعة السلاح