ما حكم بيع الأعضاء أو التبرع بها ؟.. اعرف رأي الشرع
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
ما حكم بيع الأعضاء أو التبرع بها؟ سؤال أجاب عنه الشيخ عبدالحميد السيد عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بوعظ الأزهر.
ما حكم بيع الأعضاء أو التبرع بها ؟وقال في فتوى له عبر الصفحة الرسمية لوعظ الأزهر بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: اتفق العلماء على حُرمة بيع أعضاء المسلم والاتجار بها؛ لأنّه ليس مالكًا لها، ومن شروط صحة البيع تملّك البائع للمبيع، وقد نهى النبي ﷺ عن بيع الإنسان ما لا يملكه، حيث ورد فيما رواه أحمد أن النبي ﷺ قال لحكيم بن حزام: «لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ»، أي: لا تبع ما لا تملكه.
وروي: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ الأَمَةِ، وَلَعَنَ الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ» أخرجه البخاري.
وأوضح أن بَيْعُ الإنسانِ لأعضائه فيه امتهانٌ له ومنافاة للتكريم الذي كرّمه الله لبني آدم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
(الإسراء- 70).
أما مسألة التبرع بالأعضاء فقد اختلف العلماء فيها، فمنهم من أفتى بمنعها؛ لأن الجسد ملك لله وليس ملكًا للإنسان، فليس للإنسان إلا أن ينتفع بها فقط، ولكنه لا يملك بيعها أو التبرع بها لغيره في حياته أو بعد مماته، وذهب بعض العلماء إلى أن التبرع بالأعضاء أمرٌ جائز شرعًا شريطة ألا يقبض المتبرع مقابلًا ماليًا عن هذا العضو أو أن يَلْحقَ بالمتبرع ضررٌ أو أن يتسبب التبرع بأحد الأعضاء في وفاته، كأن يتبرع بكلتا عينيه أو يتبرع بقلبه إن كان ذلك في حياته.
وشدد أما بعد الوفاة فالتبرع جائز إذا سمح المتوفى بذلك قبل وفاته، كما يشترط الاحتياج الشديد للمريض الذي سينتفع بهذا العضو.
وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء خلال برنامج “ من مصر” المذاع عبر فضائية cbc، إن هناك خطاب يسمى العقيدة، والرؤية الكلية للإنسان والكون والحياة، والاسئلة الكبرى التي أجاب عنها الإسلام بالتفصيل والإجمال، ومنها كيفية خلق الإنسان وصفات الله، والهدف من خلق الإنسان، والمقصود بعمارة الأرض وغيرها.
وتابع: الإنسان على قمة هرم الخلق حيث كرمه الله تبارك وتعالى وأسجد له سبحانه الملائكة وأخذ موقفاً قوياً من إبليس لعدم سجوده لآدم، ما يدل على عظمة هذا المخلوق عند الله، والذي سخر الكون له، مشيراً إلى أننا أمام كون مسخر عابد معدوم الاختيار.
وأوضح أن الإنسان من العالم المميز لا الجماد والأشياء، الإنسان مكرم ولا يجوز تحويله لقطع غيار، وهو نزول من العلو والإنسانية، لا يجوز بيع الأعضاء وهي جريمة مركبة، تشييء الإنسان أي تحويله من كرامته التي خلقه الله عليها إلى أشياء تتملك لها مقابل، مشددًا على أن العقيدة جعلت الإنسان مكرم وهذه المسألة ليست بها أي تكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيع الأعضاء وعظ الأزهر التبرع بالأعضاء الدكتور علي جمعة بیع الأعضاء
إقرأ أيضاً:
كيفية صلاة الغفلة وفضلها ووقتها وعدد ركعاتها؟ اعرف الأحاديث الواردة عنها
صلاة الغفلة من صلوات النوافل، وهي مستحبة شرعًا، ووقتها بين صلاتَي المغرب والعشاء، وإنما سميت بذلك؛ لأن الناس يتشاغلون عنها بغيرها بالعَشَاء أو النوم، فيغفلون بذلك عن أدائها.
وقد ورد في عدد ركعاتها أقوالٌ كثيرة، فأقلُّها ركعتان، وقيل: أقلُّها أربع ركعات، وأوسطُها ست ركعات، وأكثرها عشرون ركعة.
صلاة الغفلةوقالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الغفلة من السُّنن التي وردت بشأنها جملةٌ من الأحاديث والآثار ونصوص الفقهاء في مشروعيتها وحكمها وفضلها، وأقلُّها ركعتان، وأوسطُها ست ركعات، وأكملها عشرون ركعة.
ومما ورد في ذلك: ما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة- رضي الله عنها-، أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَن صَلَّى بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ عِشرِينَ رَكعَةً؛ بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه-، أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم بَينَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه.
وعن محمد بن عمار بن ياسر- رضي الله عنهما- قال: رأيتُ عَمَّار بن ياسر صلى بعد المغرب ست ركعات، فقلتُ: يا أَبَه، ما هذه الصلاة؟ قال: رأيتُ حبيبي رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- صلى بعد المغرب ست ركعات، وقال: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِن كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ» أخرجه الإمام الطبراني في "الأوسط".
صلاة الغفلة والأحاديث الواردة عنهاوقيل لـ عُبَيدٍ، مولى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: هل كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يأمر بالصلاة غير المكتوبة؟ قال: «بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ» أخرجه الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد".
وعن عبد الرحمن بن الأَسود، عن أبيه قال: ما أتيتُ عبدَ الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدتُه يصلي، فقلتُ له في ذلك، فقال: «نِعمَ سَاعَةُ الغَفلَةِ»، يعني: ما بين المغرب والعشاء. أخرجه الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد".
وهذه الأحاديث والآثار وإن كان في بعضها ضعفٌ، إلا أنها في جملتها يُقوي بعضُها بعضًا، ويُعمل بها في الفضائل، وقد تقرر عند أهل الحديث أنه يُكتفى في أحاديث الفضائل بأقل شرائط القبول في الرواة ليكون الحديث مقبولًا، كما في "فتح المغيث" للإمام الحافظ شمس الدين السَّخَاوِي (1/ 350، ط. مكتبة السُّنة).