دراسة: الكتابة الإبداعية تدعم صحتك وتعزز تقديرك لذاتك
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
ذكرت دراسة جديدة أن الكتابة التعبيرية عن تجارب الحياة تعدّ "طريقة مفيدة غير طبية وفعالة من حيث التكلفة لتحسين القدرة على مقاومة الصدمات، فضلاً عن تحسين الرفاهية النفسية"، وأن هذا النوع من الكتابة يوّلد آثاراً إيجابية فيما يخص الصحتين، الجسدية النفسية، وكذلك تعزيز التنمية الشخصية، وتعزيز الانتماء للمجتمع.
وشارك في الدراسىة عشرين عضواً من مجموعة للكتابة الجماعية تحت اسم "الحياة الجماعية الصحيحة"، وأجرى معهم طلبة الطب مجموعة من المقابلات، في إطار مشروع للعلوم الإنسانية الطبية لجامعة كيب تاون الجنوب إفريقية، ونُشرت الخلاصات في مجلة BMJ للعلوم الإنسانية الطبية.
وأوصت الدراسة باستخدام الكتابة التعبيرية، خصوصا في البلدان محدودة الموارد، التي لا تملك قدرات كبيرة للرعاية الصحية، وكذلك في البلدان التي عانت في ماضيها القريب صدامات وتوترات كبيرة أثرت على الصحة العامة كما عليه الحال مع جنوب إفريقيا، وأوصى القائمون بأن تكون هذه الكتابة مستمرة لأجل آثار إيجابية أكبر.
وذكرت المجموعة أنها تعمل على تعزيز الإبداع باعتباره أداة لمعالجة تجارب الفرد، ونظمت دورات للكتابة، شاركت فيها محررة من موقع "ذا كونفرسايشن" في خلية التوجيه في طرق الكتابة، وكان الهدف منها حسب هذا الموقع هو "تعزيز الإبداع كأداة تعليمية من أجل التغيير، حيث يمكن أن تتحول الروايات السلبية والعالقة في الأذهان إلى قصص مكتوبة تدعم وتخلق الروابط والتعاطف".
واعتمد المنظمون على خلق مساحات آمنة للمشاركين لأجل التعبير عن تجاربهم وما يجب مشاركته مع الآخرين ضمن الدورات ذاتها، حيث يستمع لهم بقية المشاركين، وكثيرا ما اكُتشف وجود تجارب مماثلة، بما يعزز الانتماء داخل المجتمع الواحد.
وسبق لدراسات أخرى أن ذكرت أن الكتابة الإبداعية يمكن أن تدعم الصحة النفسية، ومن ذلك تعزيز احترام الذات، وتحسين التركيز، وتقوية التعبير عن المشاعر، وتعزيز الذاكرة، وخلق أثر إيجابي على الحياة المهنية للأشخاص.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
شَبَه الكتابة بالطبخ
تشبه الكتابةُ الطبخَ في أنه كما أننا يمكن أن نعطي المقادير بدقة لشخص ما مع خطوات الطبخ، لكن الطبخة النهائية لا يمكن أن تتشابه مع أي طبخة أخرى في العالم حتى مع الالتزام بجميع الإرشادات. بل قد ينتج عنها طبخة رائعة عند أحدهم، وفاشلة وغير قابلة للأكل عند آخر، وعادية عند ثالث. وكذلك الأمر في الكتابة؛ حيث إنه مهما علّمت شخصًا ما كيف يكتب، ووفرت له مواد الكتابة مع أرشيف كاف، فإنك لن تستطيع أن تضمن منه نصًّا جميلًا. بل إن المنتج النهائي قد يتفاوت ما بين نصَّ عادي إلى رائع جدًّا إلى نصَّ سيئ لا يستطيع أحد إكمال قراءته حتى النهاية.
وكما قال أحدهم: أحب الكزبرة لكن أبي يعتقد أن طعمها كالصابون! فإن نصًّا قد يجعل قارئًا يتوقف أثناء قراءته ويعيد القراءة ثانية وثالثة، ويردد: الله الله! أو يصرخ كما يفعل بعض مشجعي كرة القدم، ولكن نفس النص قد يجعل شخصًا آخر يتثاءب ثم يقفل الكتاب وقد لا يعود إليه ثانية.
ذلك أن هناك عوامل عديدة ومعقدة تتداخل وتتفاعل معًا لكي تسهم في إخراج أي نصّ كما نراه، ليس أقلها الخلفية المعرفية، والقراءات السابقة، وحتى الحالة النفسية للكاتب، وما تعرض له من مواقف طوال حياته، ثم ما يواجهه من مواقف وقت الكتابة، كل هذه تشكل معًا أسلوبًا في الكتابة يظهر لنا من خلال النصَّ المكتوب. كما أن أسلوب الكتابة قد يتغير حينما يرغب الكاتب في إيصال رسائل إلى أشخاص معينين أو أطراف بعينها، أو حتى لشخص واحد (أحيانا نكتب للجميع لكي يقرأ شخص واحد)!
كذلك فإن الخبرة في كل من الطبخ والكتابة مهمة للغاية مهما توفر للطاهي من وصفات للطبخ، ومهما توفر للكاتب من أرشيف كتابي كبير وإرشادات كثيرة لطريقة الكتابة. وكما أن هناك أيضًا ما يسمى في عالم المأكولات (نَفَس الطباخ) الذي يصعب تفسيره، هناك أيضًا (نَفَس الكاتب)، الذي يفوق نَفَس الطباخ في صعوبة تفسيره.
وختامًا، فكما أن الطبخ احتفاء بمنتجات الطبيعة عبر خلطها بطرق معينة وتعريضها للحرارة أو البرودة، فإن الكتابة هي احتفال في الذهن حين نتمكن من عصر أفكارنا ثم تسجيلها ومشاركتها مع الآخرين.
*الكتابة مهنة انتحارية إذ لا مهنة غيرها تتطلب قدراً كبيراً من الوقت، وقدراً كبيراً من العمل، وقدراً كبيراً من التفاني مقارنة بفوائدها الآنية. – الروائي ماركيز-