كيف تكتب عن فلسطين؟ دليل ساخر للسلوك الإعلامي المريح
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
تسخر الكاتبة الجنوب أفريقية سيسونكي ميسمانغ في المقال التالي من التضييق الذي يتعرض له العديد من الكتاب والصحفيين الذين يسعون إلى تقديم تغطية متوازنة عن الحرب الإسرائيلية على غزة. والمقال المنشور على موقع "إنترسبت" الأميركي -كما تقول الكاتبة- مستوحى من الأسلوب الساخر للنص الشهير "كيف تكتب عن أفريقيا؟" للكاتب الكيني الراحل بينيافانغا واينانا.
لا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم:
لا تصف التصعيد الإسرائيلي بأنه هجوم على سكان غزة، بدلًا من ذلك استخدم كلمات مثل "حرب" و"صراع"، فذلك أسهل لتجنب كلمة الإبادة.
عند الحديث عن القتلى، استخدم صيغة المبني للمجهول دائمًا، ولا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم، وكرّر ذكر 7 أكتوبر كلما سنحت الفرصة. عند الكتابة عن الفلسطينيين، لا تنسَ أن تُركّز على مشاعر الإسرائيليين، فرغم أن الجيش الإسرائيلي يقصف ويقتل، إلا أن القصة الحقيقية هي "معاناة الإسرائيليين" بعد 7 أكتوبر. ولا تعقّد الأمور أكثر بالإشارة إلى أن معاداة السامية نشأت أصلًا في أوروبا. الكتابة عن فلسطين تعني أساسًا الكتابة عن حماس، والكتابة عن حماس لا تقل أهمية عن الكتابة عن 7 أكتوبر. فحماس "شخص"، "شيء"، "وحش"، "شبح".حماس في كل بيت، حماس في الأنفاق والمستشفيات، حماس في الخيام، نائمة بجوار المرضى على الكراسي المتحركة، حماس في سيارات الإسعاف المدفونة مع المسعفين، حماس تسللت إلى مطبخ الغذاء العالمي وكل المطابخ والمدارس، حتى أرواح الأطفال تسللت إليها حماس. يمكن وصف هجوم حماس في 7 أكتوبر بأي من الكلمات التالية: مروّع، وحشي، شنيع، قاتل، صادم، فظيع، مأساوي، مرعب. أما عند الكتابة عن الهجمات على الفلسطينيين، فيُفضّل عدم استخدام أي صفات. يكفي مثلًا أن تكتب: "مقتل أكثر من 90 في غارات على غزة." ولا تُشعر القارئ أنك متحيّز لطرف ما. عند الكتابة عن فلسطين، لا تدع الحقائق تُفسد القصة الجيدة، ولهذا، تجاهل المصادر الفلسطينية، فقد تكون منحازة، أما الجيش الإسرائيلي، فهو مصدر موثوق جدا. إذا قال الجيش الإسرائيلي إن شيئًا لم يحدث، إذن لم يحدث شيء. وعندما ينكر الجيش أنه اغتصب نساء فلسطينيات، أو استخدم مدنيين كدروع بشرية، أو أطلق النار على أطفال وصحفيين، استمر في نشر نفيه دون تعليق.
لا تتّبع هذه القاعدة عند الحديث عن إسرائيل:
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعلام الجیش الإسرائیلی عند الحدیث عن فی 7 أکتوبر لم یحدث حماس فی
إقرأ أيضاً:
القتال تحت الأنقاض.. كيف تحافظ حماس على قوتها رغم الدمار الإسرائيلي؟
في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل الدفع بفرقها النظامية العسكرية إلى العمل في قطاع غزة، مع استمرار أزمة تجنيد الاحتياط، تتحدث تقارير إعلامية عبرية عن تجديد «حماس» قدراتها العسكرية، وكذلك احتفاظها بعشرات آلاف المقاتلين في صفوفها.
ودأبت إسرائيل على نشر تقارير شبيهة، على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي في أكثر من مرة نجاحه في تفكيك كثير من قدرات «حماس».
كان رئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هاليفي، قد أعلن عن هزيمة لواء رفح في «حماس»، وحينما تولى إيال زامير المنصب خلفاً لهاليفي، قالت مصادر عسكرية إن اللواء لم يهزم بعد، ليخرج زامير يوم الأحد، ويقول إنه «تمت هزيمة لواء رفح، وستتم هزيمة لواء خان يونس أيضاً» في إشارة منه لبدء عملية جديدة في المحافظة، على غرار ما فعلت قواته برفح من تدمير كامل وسيطرة عليها.
وحسبما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، فإنه «لا يزال هناك نحو 40 ألف مسلح من كافة الفصائل في قطاع غزة، إلى جانب شبكة أنفاق واسعة النطاق».
ولا تلقي التصريحات الإعلامية لكبار قادة الجيش الإسرائيلي، الضوء، على حقيقة قدرات «حماس»، على ما يبدو؛ إذ إنه بعد أشهر طويلة من القتال في رفح، أعلنت «كتائب القسَّام» الذراع العسكرية لـ«حماس» عن تنفيذ سلسلة عمليات، خلال الأسابيع الماضية، أدت لمقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وبعضها باستخدام الأنفاق، الأمر الذي جدد التساؤلات حول القدرات الحقيقية للحركة.
«إظهار القدرات رهن بالوقت المناسب»
تقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن «التصريحات الإسرائيلية من المستويين السياسي أو العسكري بشأن تقييم قدرات الحركة ليست بالجديدة، والحركة لا تهتم لها، وتركز حالياً على مواجهة (المحرقة) التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة بحق السكان».
ومع تشديدها على عدم ذكر تقديرات جغرافية أو عددية لقوام مقاتليها، تقول المصادر: «نحن نُظهر القدرات بالشكل والوقت المناسبين للظروف الميدانية والسياسية، وبما لا يشكل خطراً على المدنيين الفلسطينيين من جانب، في حال قررت إسرائيل الرد على موقع الهجوم».
لكن يبرز من بين أهم قدرات «حماس» سلاح الأنفاق؛ إذ نقلت «القناة 12» العبرية عن مصادر إسرائيلية قولها في أبريل (نيسان) الماضي، إن التقييمات الأمنية تشير إلى أنه «لم يتم تدمير سوى 25 في المائة فقط من أنفاق (حماس)».
وبسبب طبيعتها السرية، فإن التقديرات متباينة تجاه تحديد ماهية وعدد أنفاق غزة؛ فهي «شبكة ضخمة عددها 1300 نفق، تقع في عمق يصل في بعض المناطق إلى 70 متراً تحت الأرض، ويبلغ طولها 500 كيلومتر»، وفق التقديرات الفلسطينية.
وتؤكد المصادر أن الحركة «ما زالت تمتلك بعض الأنفاق، منها التي تستخدم بشكل دفاعي أو يتم تجهيزها لتنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية، وبعضها مخصص للتحكم والسيطرة والقيادة، وبعضها مخصص لاحتجاز المختطفين الإسرائيليين، بهدف حمايتهم من أي غارات إسرائيلية، ولمنع تتبعهم».
وتوضح المصادر أن إسرائيل لم تنجح في تدمير جميع الأنفاق، رغم أنها دخلت غالبية مناطق قطاع غزة، وعملت فيها أشهراً كانت تعمل خلالها في كل شبر، محاولةً الوصول لمقدرات المقاومة، إلا أنها لم تنجح في ذلك.
القدرات الصاروخية
ورفضت المصادر، تأكيد أو نفي الرواية الإسرائيلية بشأن احتفاظ «حماس» بقدرات صاروخية، او حتى تصنيع جديدة، مؤكدةً في الوقت ذاته أن هذا الأمر يُعدُّ سراً أمنياً للحركة.
لكن المصادر اكتفت بالقول إن «(القسام) لديها بعض الصواريخ، والأنفاق، والعبوات الناسفة، والصواريخ المضادة للدروع بأنواع مختلفة، بينما (مهندسو المقاومة) يعملون بالقدرات المتوفرة لهم لصنع مزيد منها باستغلال الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر، وغيرها من الأدوات الممكن استخدامها ضد قوات الاحتلال، حسب الحاجة لذلك».
وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، كما ذكر موقع «واللا» العبري، فإن «حماس» تملك «مئات الصواريخ على الأقل» لكن المنظمة امتنعت مؤخراً عن إطلاقها من مناطق يوجد فيها مواطنون، بسبب المخاوف من إلحاق الضرر بالسكان.