الأمير الراحل نواف الأحمد كان مثال المرجعية الهادئة والإبحار المتوازن في الأزمات الصعبة
عرفت الكويت منذ القرن الثامن عشر استمرارية ثابتة «الاستقرار»، انقطعت مرة واحدة عندما احتلها صدام حسين في طريق عودته من حرب إيران. شارك العالم بأكثره في تحرير الدولة الخليجية التي انتقلت بكليتها إلى الطائف مع أميرها الشيخ جابر الأحمد، وبقيادته، عادت إلى ديارها واستقرارها ومسيرتها بين الدول.تصرفت الكويت في العالم العربي، وضمن الأسرة العالمية، تصرف الدول النموذجية. كل خطوة لها قانونها. وظل انتماؤها إلى عروبتها، الالتزام الأول. وبينما كان العالم يرفض الاعتراف «بالصين الشعبية» قام جابر الأحمد بزيارة بكين، متحدياً هذا الرفض للاعتراف بمليار بشري.
استقلت الكويت في عهد الشيخ عبد الله السالم. وقد أنشأها على أفضل ما تكون الدول الحديثة: دستور، وبرلمان، وعضوية كاملة وعاملة في جميع المنظمات الدولية. وقام بتوزيع أملاك الدولة في مشروع نادر عرف بالتثمين، لكي يُسعف الأسر غير الميسورة. وأقام صناديق حديثة لمساعدة الدول العربية.
ومعه، ثم مع جميع أسلافه، تجنّبت الكويت نزاعات العرب، العاربة والمستعربة. وخالف مجلس الأمة أحياناً هذا الحذر، لكن ضمن الحرص على الاستقرار. وبدا البرلمان أحياناً غارقاً في ممارسات معهودة، لكن هالة الأمير وحكمته ومكانته في الناس، كانت تستوعب الأزمات مهما اشتدت.
الأمير الراحل نواف الأحمد كان مثال المرجعية الهادئة، والإبحار المتوازن، في الأزمات الصعبة. وقد جاء إلى الحكم من سنوات طويلة وزيراً للداخلية، وعارفاً بشؤون الدولة والرعية. ومن خبرة السنين الطويلة يجيء الأمير مشعل، الذي عرف عنه تكرّسه لحماية الأمير، وتوطيد عمله وحراسة مهمته. وكان الأمير الجديد يعمل في كنف صاحب الملك حامياً ومعاضداً. ويوم ذهب الشيخ جابر للعلاج في لندن، كان هو بنفسه من يدقق في هوية الزوار.
التحديات كثيرة وكبيرة. أمام الشيخ مشعل، منذ الاستقلال إلى اليوم، أصبح عدد سكان الكويت أربعة ملايين نسمة، وهي دولة ذات ضمان اجتماعي مطلق. وإضافة إلى صحافتها وبرلمانها، فهي تتميّز بساحة نقاش أخرى، تدعى الديوانيات، لا يقابلها أو يماثلها شيء في العالم.
أمام الدولة مرحلة دقيقة بطبيعتها. أي كيف سوف تُشكل إدارة الشيخ مشعل، وهل فيها تغيير واسع أم يترك ذلك إلى مرحلة تالية، ريثما يهدأ غبار المنطقة قليلاً. البعض يشعر أن الأمير الجديد من النوع الذي لا يتباطأ في شيء، ولن يترك أي شيء معلقاً مهما كانت الظروف المحيطة. وبالتالي لن يرهن قضايا الداخل بشؤون الخارج.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الكويت
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب يهنئ نظرائه في عدد من برلمانات الدول العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد
الثورة نت/..
بعث رئيس مجلس النواب، الأخ يحيى الراعي، برقيات تهانٍ إلى نظرائه في عدد من برلمانات الدول العربية والإسلامية الشقيقة، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ.
وعبر الراعي باسمه وهيئة رئاسة وأعضاء مجلس النواب عن أصدق التهاني وأطيب التبريكات بذكرى الهجرة النبوية الشريفة لنبي الرحمة والإنسانية والسلام، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إلى المدينة المنورة. مؤكداً أن هذه الهجرة كانت فاتحة عهدٍ جديدٍ أشرق نوره على العالم أجمع.
وأوضح أن هذه الذكرى شكلت منبعاً للقيم والمبادئ السمحة، التي تركت مآثرها الخالدة في الوفاء والصبر في مواجهة التحديات.
وأشار الراعي إلى أن هذه المعاني النبيلة تُحتّم على البرلمانيين حشد الجهود لتوحيد صف الأمة في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة.
ودعا إلى تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لخدمة قضايا الأمة المصيرية، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل والفاعل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل وداعموه على مرأى ومسمع العالم أجمع.