سلامة العميمي لـ«الاتحاد»: العمل التطوعي ركن أساسي للتنمية المستدامة في الإمارات
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكدت سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، أن العمل التطوعي يُعَدّ أحد الأركان الأساسية لتعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، انطلاقاً من دوره المحوري في تعزيز التلاحم والتماسك الاجتماعي والإسهام الإيجابي الكبير الذي يُقدمه في تعزيز التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في مجتمع إمارة أبوظبي، مشيرة إلى أن هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» تولي أهمية خاصة للعمل التطوعي، والمشاركة المجتمعية الفعالة، حيث يُساهم متطوعوها في تشكيل مجتمع متعاون، من خلال إحداث تأثير اجتماعي حقيقي، وتعزيز نمط حياة الأفراد في المجتمع.
ولفتت إلى أن لغة الأرقام، أظهرت النتائج المرتبطة بمبادرات الهيئة التطوعية زيادة كبيرة في فرص التطوع، حيث ارتفعت بنسبة ملحوظة، وتمثلت بفتح الباب أمام فرص تطوعية لأكثر من 1300 متطوع، والمساهمة في تحقيق الاستقرار المالي لحوالي 200 فرد من العائلات ذات الدخل المنخفض، كما عززت الرفاه الاجتماعي والصحة النفسية لنحو 210 من كبار المواطنين.
الأولويات الاجتماعية
وأكدت العميمي في حوارها مع «الاتحاد» أن الهيئة تواصل التزامها بمعالجة الأولويات الاجتماعية في أبوظبي من خلال برامج المشاركة المجتمعية والبرامج التطوعية الشاملة والهادفة، والتي أثبتت نجاحها مع النتائج الملموسة التي حققتها الهيئة في عام 2022. وقدمت الهيئة 57 فرصة تطوعية، وبلغت القيمة التطوعية 14.9 مليون درهم.
وتقدم «معاً»، من خلال المشاركة المجتمعية والتطوع، الدعم للمؤسسات غير الربحية المرخصة والمؤسسات الاجتماعية والمجموعات التطوعية والمدارس والأوساط الأكاديمية وشركات القطاع الخاص، وتدعمهم مالياً لتنفيذ مجموعة من البرامج الممولة من المنح المالية، أو اقتراح مبادرات تطوعية جديدة تهدف إلى معالجة الأولويات الاجتماعية في أبوظبي.
كما تتيح الهيئة لمتطوعيها المتخصصين قيادة البرامج والمبادرات وتنفيذها، بالاستناد إلى مفاهيم المجتمع المتعاون، بينما يستفيد المتطوعون بشكل شخصي من خلال توظيف تخصصاتهم ومهاراتهم وهواياتهم لمعالجة الأولويات الاجتماعية، وتفعيل دورهم كأفراد نشطين في المجتمع وقادرين على رد الجميل لمجتمع أبوظبي.
المساهمات الفردية
ولفتت هيئة «معاً» إلى أنه في عام 2022، شاركت ثمان من الشركات المُدرجة في السوق المالي كجزء من برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات في تقديم مساهماتها المالية لتحقيق أثر اجتماعي في أبوظبي. تم جمع هذه المساهمات، إلى جانب المساهمات الفردية بقيمة تبلغ 5.38 مليون درهم، مقارنة بمبلغ 4.05 مليون درهم في عام 2021، من خلال وسائل متنوعة مثل خدمة AD Pay ومنصة المساهمات الاجتماعية والرسائل النصية والصراف الآلي والإيداع المباشر ومنصة إنستاشوب وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، قدم القطاع الحكومي مساهمة إجمالية بقيمة 7 ملايين درهم، مقارنة بـ 3.6 مليون درهم إماراتي في عام 2021. تعكس هذه الأرقام مستوى متقدماً من التعاون والتماسك والثقة في دور هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» كمحفز للتنمية الاجتماعية.
العقود الاجتماعية
وأوضحت مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» أن عقود الأثر الاجتماعي التابعة لهيئة «معاً» تستخدم نموذجاً مالياً مبتكراً يعمل وفق مبدأ «الدفع مقابل النتائج» لتمويل وضع الحلول للتحديات الاجتماعية المركبة وإحداث أثر اجتماعي مستدام وقابل للقياس ويحقق عائداً مالياً.
وأشارت إلى أن سندات الأثر الاجتماعي من هيئة «معاً» تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وتعمل على تمكين القطاع الخاص والأفراد من الاستثمار والتعاقد على تقديم الخدمات الاجتماعية مع الالتزام بإحداث أثر اجتماعي مستدام وقابل للقياس لمعالجة التحديات الاجتماعية المركبة والمكلفة. وتعمل «معاً» على تمكين القطاع الثالث من الازدهار في أبوظبي من خلال قنوات الدعم المتنوعة، وتحقيق الاستفادة من المعرفة والخبرة والشبكات والتمويل. بالإضافة إلى الشراكة مع الجهات الحكومية لتحديد الأولويات وتوجيه الأموال للبرامج التي تخدم الاحتياجات الاجتماعية للمدينة، سنحفز القطاع الخاص والعامة على الانخراط معنا لاحتضان الأفكار الجديدة التي تنمو لتصبح مؤسسات غير حكومية واجتماعية مكتملة الأركان.
بدايات
صرّحت العميمي بأنه تم إطلاق برنامج «بدايات» خلال عام 2022، وهو برنامج دعم اجتماعي يهدف إلى تطوير خدمات دعم شاملة للأسر في إمارة أبوظبي، ويُستهدف هذا البرنامج توجيه أطفال الوالدين المطلقين الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و8 سنوات والذين يواجهون تحديات اجتماعية جديدة وصعوبات في التعامل مع الوضع الحالي. يُضاف إلى ذلك، يُقدم البرنامج استراتيجيات عملية للأمهات والآباء لدعم تنمية أطفالهم من الناحية الاجتماعية والعاطفية وتعزيز نمط حياتهم. وأكدت مدير عام الهيئة أن الهيئة إلى تمكين أطفال الوالدين المطلقين من الحصول على حياة آمنة ومستقرة وسعيدة. يتمثل الأثر المستهدف من البرنامج في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية عن طريق تقليل المشكلات العاطفية والسلوكية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين انضباط الأطفال ومهاراتهم الاجتماعية، وتعزيز مهارات التواصل بين الوالدين والأطفال، وتعزيز الاستقرار ونمط الحياة. كما يتضمن أهداف البرنامج أيضاً تقليل المشاكل والخلافات الأسرية، وزيادة مستوى الرضا والسعادة.
تمكين
أوضحت العميمي بأن القطاع الثالث يؤدي دوزاً أساسياً وفعالًا في تحقيق هدف هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، في المساهمة بتنمية مجتمعات متعاونة ومتماسكة. وتسعى الهيئة إلى تحقيق هذا الهدف من خلال تعزيز قدرات وتمكين مؤسسات القطاع الثالث، وتقديم مجموعة متنوعة من المبادرات والبرامج ومنصات التعلم. وأكدت أن الهيئة تولي أهمية كبيرة لتمكين وتطوير قدرات شبكة أبوظبي المتنامية من المؤسسات الاجتماعية والمنشآت الأهلية والمؤسسات غير الربحية. كما تعمل هيئة معاً على تحقيق ذلك وتمكين القطاع الثالث من خلال تنفيذ برامج الحاضنة الاجتماعية، وتقديم المنح والدعم المالي.
حلول مستدامة
أضافت العميمي بأن هذه البرامج، تهدف إلى تعزيز قدرات مؤسسات القطاع الثالث وتسهيل نموها وتطورها، وتوفير بيئة مشجعة للابتكار والريادة الاجتماعية. كما توفر الهيئة فرصاً للتعلم والتدريب للمؤسسات وتبادل المعرفة والخبرات بينها. وتتعاون هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» مع القطاع الثالث، وتمكنه من تقديم حلول مستدامة ومؤثّرة تعالج مجموعة واسعة من الأولويات الاجتماعية.
كما يتم توفير الدعم المالي والمنح لدعم مؤسسات القطاع الثالث التي تقدم حلولاً مستدامة للأولويات الاجتماعية في أبوظبي، بالإضافة إلى تقديم شهادة تصنيف الشركات ذات الهدف الاجتماعي وهي الأولى من نوعها في دولة الإمارات لاعتماد المؤسسات والشركات الهادفة إلى معالجة الأولويات الاجتماعية، والوقوف عليها لتحقيق أثر اجتماعي إيجابي في المجتمع. كما تدعم الهيئة جهات القطاع الثالث من خلال تقديم خدمات تطوعية تعزز من دورها، كما تساهم في التوعية بالأولويات الاجتماعية، فيما تخدم منحة التطوع المجتمعي عملية ترسيخ ثقافة التطوع في إمارة أبوظبي وتشجيعها.
«أطمح»
شجع برنامج «أطمح» المؤسسات على وضع وتنفيذ سياسات أكثر شمولية في محيط العمل من خلال التفاعل المباشر مع أصحاب الهمم، فقد ساعد البرنامج بعض المؤسسات والجهات الحكومية على تعديل أساليب التوظيف وزيادة قدراتها. هذا الجهد يبدأ من وصف الوظائف، ويمتد إلى جعل ساعات العمل أكثر مرونة. مضيفة بأن برنامج «أطمح» شجع مشاركة أصحاب العمل على تطوير هياكل وتقديم دعم لتعميم مفهوم الاندماج في جميع سياسات الموارد البشرية، وليس فقط في سياسات التوظيف، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو إنشاء منهجيات شمولية وتطبيقها في جميع جوانب المؤسسة.
وأوضحت العميمي أن النتائج البارزة لهذا البرنامج، تتضمن: تحفيز الابتكار في تمويل البرامج الاجتماعية، وإظهار قيمة المنهجيات القائمة على النتائج، وتعزيز الشراكات ومواجهة التحديات بشكل جماعي، وتعديل السلوك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات هيئة المساهمات المجتمعية التنمية المستدامة العمل التطوعي هیئة المساهمات المجتمعیة القطاع الثالث بالإضافة إلى ملیون درهم فی أبوظبی من خلال إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الاسكان يتابع اجراءات تطوير أداء الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي
في إطار حرص وزارة الإسكان على تقييم الأداء ومتابعة سير العمل بالجهات التابعة والقائمة على منظومتي مياه الشرب والصرف الصحي بالدولة، والاهتمام بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي من خلال دفع عجلة العمل للانتهاء من المشروعات في المواعيد المحددة لضمان استفادة المواطن من الخدمات بأفضل معايير الجودة، قام الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بزيارة تفقدية بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، حيث حرص على لقاء العاملين بها للإطلاع على مستوى الأداء بالهيئة والتعرف على كافة أوجه العمل والتحديات التي قد تواجه هم، وذلك بحضور مسئولي الهيئة وقطاع المرافق.
واستهل نائب الوزير الزيارة بعقد اجتماع بحضور اللواء أمين شوقي، رئيس الهيئة، الذي استعرض الهيكل الوظيفي المحدث للهيئة والتى تقوم بتنفيذ عدد كبير من المشوعات فى مختلف محافظات الجمهورية.
وأكد نائب الوزير على سرعة العمل على توفير الكوادر الفنية التي تحتاجها الهيئة لضمان سرعة الانتهاء من المشروعات وضمان التنفيذ بأعلى مستويات الأداء مع الاستعانة بكوادر من الخبرات الخارجية من الاستشاريين المتخصصين في مجال مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.
وأوضح الدكتور سيد إسماعيل، أن الدولة تتجه حاليًا إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال الوزارة لتنفيذ وإدارة المشروعات المستهدفة بالخطط المستقبلية وذلك من خلال تكوين وحدة مشاركة القطاع الخاص (PPP) تنسيقًا مع الوحدة المركزية بوزارة المالية وطلب من رئيس الهيئة العمل على تكوين وحدة مماثلة بالهيئة إضافة إلى وحدة خاصة بمتابعة شروط الصحة والسلامة المهنية بالمشروعات الجاري تنفيذها بمعرفة الهيئة.
وأشار الدكتور سيد إسماعيل إلى أن الدولة بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري والبدء في المرحلة الثانية والثالثة للمبادرة لاستكمال تغطية نحو 4500 قرية مصرية بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي.
وفي إطار الزيارة، عقد نائب الوزير لقاءات مع العاملين بالهيئة على كافة المستويات لمناقشة كافة المقترحات الكفيلة بالقضاء على السلبيات وتطوير الأداء والتي تناولت قطاعات التدريب والموارد البشرية والمعامل المركزية ومركز الاختبارات ومنظومة المتابعة المالية والإدارية حيث أشاد بما تقوم به الهيئة في هذه المجالات.
ووجه الشكر للقائمين على تلك القطاعات والتي تعتمد في أدائها على التحول الرقمي الذي تتبناه الدولة حاليًا وذلك بخبرات وامكانيات ذاتية دون الاعتماد على مصادر خارجية توفيرا للنفقات وتطويرا لأداء العاملين بالهيئة.
وطالب نائب الوزير بالتوسع في مجالات التدريب والمعامل لتوفير الخدمة للجهات الخارجية سواء التابعة للوزارة أو الأجهزة المعنية من خارج الوزارة وكذا الجامعات من خلال بروتوكولات تعاون مع الجامعات وذلك لضمان تبادل الخبرات وزيادة موارد الهيئة لتحفيز العاملين في هذه القطاعات على وجه الخصوص ودعم كوادر العمل بالهيئة على وجه العموم.