قال مسؤولون إسرائيليون إن التوصل إلى اتفاق جديد مع حركة "حماس" لتبادل أسرى قد يستغرق بضعة أسابيع، مشددين على أن أي مفاوضات مع "حماس" ستكون "طويلة ومعقدة" أكثر من الجولة الأولى، وفقا لجوناثان ليز في تقرير بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz) ترجمه "الخليج الجديد".

وخلال هدنة إنسانية استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، أطلقت "حماس" سراح نحو 110 أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق الاحتلال سراح أسرى فلسطينيين من بين أكثر من 7800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

ووصف المسؤولون، لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، اجتماع عُقد مساء منتصف ديسمبر الجاري بين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي ديفيد بارنيا ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأنه "بداية" لمفاوضات جديدة مع "حماس" بشأن إطلاق سراح الأسرى.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240، بينهم عسكريون برتب رفيعة.

لكن على الرغم من التفاؤل الإسرائيلي ببدء مفاوضات جديدة، قال أحد المصادر إنه "لا إسرائيل ولا حماس في وضع يسمح باستئناف المحادثات.. في ظل الظروف الحالية، قد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع قليلة".

كما قال مصدر آخر إن أي مفاوضات مع "حماس" ستكون "طويلة ومعقدة" أكثر من الجولة الأولى.

ولا يرفض المسؤولون الإسرائيليون فكرة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الأكثر أهمية هذه المرة، بَمن فيهم المدانيون بقتل إسرائيليين، إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى  الإسرائيليين، بحسب ليز.

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست: مقتل 3 أسرى إسرائيليين برصاص جيشهم ضيِّق الخناق على نتنياهو

الانسحاب من غزة 

وقال مصدران أمنيان مصريان لـ"رويترز" إن إسرائيل و"حماس" منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، على الرغم من استمرار الخلافات حول كيفية تنفيذ ذلك.

وأوضحا أن "حماس" تصر على أن تضع بنفسها قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية خلف خطوط محددة سلفا.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة في غزة خلّفت حتى منتصف ديسمبر الجاري 18 ألفا و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

ووفقا للمصادر، فإنه بينما وافقت إسرائيل على قيام "حماس" بوضع القائمة، فإنها ترفض الانسحاب من غزة، في إشارة إلى عمليات برية بدأها جيش الاحتلال يوم 27 أكتوبر في شمال القطاع ثم امتدت إلى جنوبه حتى مدينة خان يونس.

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في السلطة بعدها، من خلال إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.

اقرأ أيضاً

الحية: ملف تبادل الأسرى مغلق لحين وقف إسرائيل عدوانها المجنون على غزة 

مواقف متناقضة

وفي الأيام الأخيرة، كما أضاف ليز، اتخذ رئيس نتنياهو "مواقف متناقضة"، فمن ناحية، قال إن إسرائيل عازمة على مواصلة القتال في محاولة لتحسين موقفها التفاوضي في أي صفقة مستقبلية، ومن ناحية أخرى، وتحت ضغط الرأي العام، تحدث عن التزامه بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وتابع ليز: "حاليا، تأمل إسرائيل أن تقدم قطر ومصر والولايات المتحدة مقترحات تغري حماس بالتوصل إلى اتفاق".

وأعرب المسؤولون الإسرائيليون عن إحباطهم من أن المطالب الأمريكية بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة قد أفقدت إسرائيل وسيلة رئيسية لممارسة الضغط على "حماس".

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخبات التشريعة في عام 2006.

وشددت المصادر على أن "حماس تعتبر الأسرى بمثابة رصيد استراتيجي تفضل الاستفادة منه قرب نهاية الحرب. وبالتالي، ليس واضحا ما إذا كانت ستوافق على التخلي عنهم الآن دون تقديم تنازلات غير عادية في المقابل".

وفي أكثر من مناسبة، قال قادة من حماس" إن الحركة لن تتفاوض على إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين إلا إذا توقف العدوان.

وقال ليز إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت  إسرائيل بأن الوقت المتبقي لها لاستكمال عملياتها البرية في غزة محدود.

وبحسب مصادر دبلوماسية، تفضل إسرائيل مواصلة عمليتها البرية حتى نهايتها، بدلا من المخاطرة بالتوصل إلى اتفاق قد ينهيها.

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى أن كثيرين باتوا يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.

اقرأ أيضاً

مصدران مصريان: إسرائيل وحماس منفتحتان على وقف الحرب لكن هناك خلافات

المصدر | جوناثان ليز/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إطلاق سراح الأسرى إلى اتفاق أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة

أشار محللون إسرائيليون، اليوم الأحد،14 ديسمبر 2025 ،  إلى أن إسرائيل خاطرت بمواجهة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باغتيال القيادي في حركة حماس ، رائد سعد، أمس السبت، بعد أن كان ترامب قد دعا مؤخراً إلى ضبط العمليات العسكرية في قطاع غزة ، بهدف دعم تقدم خطته لإنهاء الحرب إلى المرحلة الثانية.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة يسرائيل هيوم، يوآف ليمور، أن "عدم غضب ترامب حالياً قد يُفسّر من إسرائيل كتلميح لضوء أخضر لمواصلة استهداف المسؤولين في غزة، على غرار السياسة المتبعة في لبنان". 

وأضاف ليمور أن قطر وتركيا ستسعيان على الأرجح لإقناع ترامب بلجم إسرائيل، وسيكون تأثير موقفه مؤشراً على سياسة إسرائيل تجاه غزة.

وتابع ليمور أن إسرائيل تسعى لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية قدر المستطاع، خشية أن يترتب على ذلك انسحابات إضافية وتغيرات جوهرية في الوضع الميداني بالقطاع.

في الوقت نفسه، لم تنجح الإدارة الأميركية بعد في تشكيل القوة الدولية المكلفة بالمسؤولية الأمنية في غزة، أو جمع مليارات الدولارات من دول الخليج لتمويل إعادة إعمار القطاع. وأفاد موقع واينت، أول من أمس، بأن واشنطن طالبت إسرائيل بإزالة كميات الأنقاض الهائلة التي خلفتها الحرب في السنوات الماضية، بدءاً من منطقة رفح، على نفقة إسرائيل نفسها.

ووصف ليمور الوضع أمام إسرائيل بأنه "ثلاثة بدائل صعبة": إما أن يظل الوضع على ما هو عليه مع استمرار حكم حماس؛ أو أن تقيم الولايات المتحدة هيئة حكم وهمية مع استمرار سيطرة حماس فعلياً؛ أو أن تنهار خطة ترامب ما يضطر إسرائيل لاستئناف الحرب، بما يترتب على ذلك من تكاليف اقتصادية وضغوط دولية.


 

من جهته، رأى المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هرئيل، أن السؤال الأبرز حالياً يتمثل في "رد فعل الولايات المتحدة" على اغتيال سعد، خصوصاً بعد إعلان ترامب عن عزمه دفع المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة. وأوضح هرئيل أن إسرائيل قد تستفيد من عدم وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس، لمواصلة استهداف الحركة دون دفع ثمن سياسي باهظ، مستبعداً أن تكون تل أبيب قد حصلت على موافقة أميركية مسبقة للاغتيال، لكنها ستعمل بحذر لتجنب إثارة غضب الإدارة الأميركية.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على لسان رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أن سعد كان "من مهندسي هجمات 7 أكتوبر، وكان يعمل مؤخراً على ترميم قدرات حماس وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، بما يشكل خرقاً صريحاً لوقف إطلاق النار وتعهد الحركة باحترام خطة الرئيس ترامب".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الإذاعة الإسرائيلية : المرحلة الثانية من اتفاق غزة ما زالت بعيدة محررون إسرائيليون يضغطون على نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة الأكثر قراءة الصحة في غزة: 6 شهداء جدد وارتفاع حصيلة العدوان إلى 70 ألفًا نتنياهو : نتوقع الانتقال قريبا للمرحلة الثانية من اتفاق غزة الصحة في غزة: أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية تصل مستويات كارثية استشهاد طفلة فلسطينية برصاص الاحتلال في مواصي رفح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون يهاجمون السلطات الأسترالية بسبب هجوم سيدني
  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • “حماس”: استمرار جيش العدو الإرهابي بجرائمه في غزة إمعان في خرق اتفاق وقف اطلاق النار
  • حماس: استهداف الاحتلال لسيارة مدنية خرق جسيم لاتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس تحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات خرقه اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • غزة.. كواليس دخول خطة ترامب المرحلة الثانية خلال أسابيع
  • وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين