سودانايل:
2025-07-28@04:40:22 GMT

خواطر مهاجر .. بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

خواطر مهاجر .. بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين حيران ..يكفكف دمعتو .. حزنان..يغالب لوعتو . يتمنى .. بس لي أوبتو .. طال بيه الحنين ..فاض بيه الشجن ..

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين ، حيث أنهم يمثلون الفئات الأشد تهميشاً في المجتمعات وغالباً ما يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال، فضلا عن ضعف قدراتهم على الحصول على الخدمات الأساسية ، ومواجهة ممارسات كراهية الأجانب .

يهاجر البعض لأسباب اقتصادية، ومنهم من يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعيا لتحصيل أكاديمي. بينما يهاجر آخرون هربا من الصراع أو الاضطهاد أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب آثار العوامل البيئية الأخرى ..الخ .تنطبق علينا كل أسباب الهجرة !!
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة ، في 7 أغسطس 2022 ، أن العدد الحالي للمهاجرين الذين يعيشون في مصر وصل إلى 9 ملايين مهاجر، من بينهم المجموعات الكُبرى مثل المهاجرين السودانيين (4 ملايين) والسوريون (1.5 مليون) واليمنيون (مليون) والليبيون (مليون) و تشكل هذه الجنسيات الأربع 80٪ من المهاجرين المقيمين حاليًا في مصر. ذكر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة كارلوس أوليفر ،بتاريخ 29 أغسطس 2023 أن هنالك حوالى (300) ألف سودانى وصلوا إلى مصر بعد الأزمة حتى ذلك التاريخ
جاء في تقرير المركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية (هو مؤسسة أكاديمية داخل وزارة الدفاع الأمريكية أنشأها الكونجرس لدراسة القضايا الأمنية المتعلقة بالأمن الأفريقي) .صدر التقرير بتاريخ 29 يونيو 2023 بعنوان صراع السودان يثقل كاهل الأنظمة المجاورة ذات الطبيعة الهشة أصلًا (Sudan Conflict Straining Fragility of Its Neighbors (
أدى الصراع في السودان إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، الأمر الذي أثقل كاهل أنظمة التكيف ذات الطبيعة الهشة بالفعل في المنطقة. يبرز هذا الواقع حقيقة أن جميع جيران السودان يكافحون حاليًا أو كانوا لوقت قريب يعانون من حالات الصراع أو عدم الاستقرار السياسي لديهم. كان السودان نفسه يستضيف أكثر من مليون لاجئ من جيرانه، بالإضافة إلى7.3 مليون من النازحين داخليًا . عبر حوالي 30 ألف سوداني الحدود إلى تشاد ومن المتوقع أن يصل عشرات الآلاف غيرهم. تستضيف تشاد بالفعل ما يقرب من 600 ألف لاجئ، 400 ألف منهم من منطقة دارفور. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في تشاد ما يقرب من 400 ألف نازح نتيجة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها . هنالك ما يقرب من 30 ألف لاجئ سوداني عبروا إلى جنوب السودان . و عبر حوالي 900 الى اثيوبيا و التي تستضيف ثالث أكبر مجتمع من اللاجئين في المنطقة بعد أوغندا والسودان و يبلغ عدد النازحين داخليًا فيها 3ملايين شخص. كما عبر أكثر من ستة ألف سوداني إلى افريقيا الوسطى. الجدير بالذكر، أن المركز في تقريره بعنوان توجهات الهجرة الأفريقية الواجب مراقبتها ((African Migration Trends to Watch in 2023 ، ذكر أنه سوف يؤدي تغير المناخ إلى خلق أعداد أكثر من المهاجرين والى جعل مناطق معينة في إفريقيا غير صالحة للسكن نظرًا لندرة المياه وموجات الحر وزيادة تفشي الأمراض، وغيرها من العوامل .لايزال بعض المهاجرين الأفارقة يواجهون مخاطر التعرض للاستغلال والاتجار، إما طوال مسار رحلتهم أو في بلد المقصد. ذكر التقرير ، أن هنالك أكثر من (9) ألف حالة وفاة مرتبطة بالهجرة منذ عام 2014 وكما فقد ما يزيد على (25) ألف شخص وهم يعبرون المياه بين أفريقيا وأوروبا.
تحاصرنا القنوات الفضائية التي تتحدث عن الفارين من الحرب في السودان..يا ربي ديل نحنا..ياااخونا ما تثبتو على مصطلح..فارين وله لاجئين و له مهاجرين و له نازحين وله طفشانيين!! تذكرت الفارين وأستاذنا رحمة الله عليه محمدالواثق في كورس المفضليات و هو يشرح ما حدث يوم الكلاب الثاني ، و ما فعله الحارث بن وعلة،الذي وثق فراره : فدى لكما رجلي أمي و خالتي .. غداة الكلاب اذ تحز . نجوت نجاء لم ير الناس مثله .. كأني عقاب عند تيمن كاسر . و أبى أن يردف قريبه خلفه عندما فر : يقول لي النهدي :انك مردفي.. كيف رداف الفل أمك عابر .
وذكرت فرار مالك بن خالد :لما رأيت عدى القوم يسلبهم ..طلح الشواجن و الطرفاء و السلم . كفت ثوبي لا ألوي على أحد .. اني شنئت الفتى كالبكر يختضم . عندما أستمع لتكراركلمة الفارين ، أشعر كأن أمامي دختنوس و هي تتهكم من النعمان بن قهوس و فراره في يوم شعب جبلة (فر بن قهوس الشجاع بكفه رمح متل يعدو به خاظي البضيع كأنه سمع أزل) أو كالعبشمية التي سخرت من عبد يغوث ( وتضحك مني شيخة عبشمية....كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيًا) .

ليل المهاجرين طويييل ..ترا الحال العلي شفتنو قولن ليهو أحكن....قولن ليهو ليلو طويل.. طويل طوولا يجنّن.. ليل المهاجرين..تنطلق منه الآهات، آهة تتبعها آهة و نكتم آهة تظهر آهة..بعدما يغلبنا الشوق و طول الليل..يتغير الموود و نبدأ في لعن البلد ،لعل ذلك يخفف الشوق ..نبدأ بالحاردلو و ملعون أبوكي بلد ..ثم ننتقل الى محمد الواثق :..ولا أحب بلادا لا ظلال لها ..يظلها النيم والهجليج والعشر ..و بالطبع فالعيب فينا و ليس في الوطن .. ننتفض لمن نتذكر وصية حميد ..ما تلعن وطنك الخ....وهكذا ننتقل بالخيال و الذكريات و الخواطر لنخفف ماعلينا..تذكرت أغنية مسكين أنا..مسكين أنا..أيام كانت في التوب..و بعدها ذهبت مع عذابات كجراي ..فالمحبوب مفتري ..يخاصم يوم و يرجع يوم..و يتحدانا يوم يزعل..تقول أقدارنا في ايدو ..و قمة طموحاتنا وفرحنا يوم يعاتبنا .. ونسأل عنه كان طول وما هاميه كان غبنا و أخيرا ..خلاص يا قلبى كان خاصم ضميره يحاسبو خليه ..تمر أيام وينسى غروره ويلقى هوانا راجيه..نعمل أيه ما هو الباقي باقي!!
يرتبط الغوص العميق في الخواطر و الذكريات ولحظات الصدق الوجدانية بقرب الموت.. دوما أتذكر سايكلوجية الموت عند عبد يغوث بن وقاص ، عندما تم أسره وتيقن أنهم سيقتلونه، طلب منهم أن يسقوه خمرًا ثم يقتلوه، وبدأ ينشد هذه القصيدة حتى مات .تعكس القصيدة سايكلوجية الموت ..يعود الى الذكريات و الماضي وهو ينتظر خروج الروح ،و يجسد حنينه وشوقه لهذه الأماكن التي لا تزول عن خاطره في هذه اللحظة .يذكر ندمائه بأسمائهم أيضًا يدل على استحضاره لتلك اللحظات التي كان يعيشها في رحاب نفس خالية من الحزن ، إنَّه هروب ذهني إلى تلك الأوقات، ومحاولة لاستحضارها في الذهن كما هي بكل ما فيها ومن فيها : فيا راكبا أما عرضت فبلغن .. نداماي من نجران أن لا تلاقيا ...أبا كرب و الأيهمين كليهما ..و قيسا بأعلى حضرت موت اليمانيا .ثم يَستدعي من الماضي صورة صوتية؛ حيث كان الشاعر يحس بالراحة النفسية وهو يستمع لصوت أناشيد الرعاة، فهو يتذكَّر أكثرَ ما كان يمنحه الإحساس بالطمأنينة النفسية في الوقت الذي يحاسره فيه الألم، وهو ما يحاول الهروب منه باللجوء إلى الماضي. و يقول :أحقًّا عباد الله أن لست سامعًا ....نشيد الرِّعاء المعزِبين المَتاليا . الأمر من ذلك ، أن الذي أسَر عبد يغوث فتًى من بني عبد شمس، وكان أهوج، فانطلق به إلى أهله، فقالت أمه لعبد يغوث، ورأَته عظيمًا جميلًا: من أنت؟ قال: أنا سيد القوم، فضحكت وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج..لا حول و لاقوة الا بالله العظيم من مأساة عبد يغوث و مأساتنا !
وسط الزحام.. تسمع صوت امرأة تبكي و هي تبحث عن طفلها و تنادي.. .تسرح بخاطرك و تغني ..يا ساري الليل ما شفت عوض ياااااا...تابع النجمات فات لي قدام ..يا ساري الليل ما شفته عوض ياااا...قطعا عوض حاله يقول شوفي الزمن يا يمه ساقني بعيد خلاص ..دردرني و اتبهدلت يا يمه وريني الخلاص! ..و تذكرت طفلة الدوش و كيف أنها وسط اللمة منسية.. دائما لمة نكد أو فرح بننسى أطفالنا..ونبدأ ياخوانا ما شفتو ليكم بت لابسه كده !!و فجأة تنتفض و تقول غناء شنو..بقينا ما بنحس بألمنا و ألام الناس..و نرجع دندن شكلو ( الألم في قلبي أصبح شي طبيعي) وتظهر بسمة خفيفة (بكره تتحقق أمانى والفؤاد يرتاح ويتبسم زمانى) . تذكرت استهتار أستاذنا بزميل الدراسة مصطفى عندما قال..لاجئ دي عاوزه شرح زيادة و ذلك بعد شرح الأستاذ لقصيدة ليل و لاجئة لمحي الدين فارس .ههههه يا حليل يا مصطفى ما واضحة...ما هو باين في العيون .. والألم ما لينا نحنا ..ما هو باين في عيونا مهما جينا و له رحنا ...أيوه ما بقينا ناس القصيدة دي ذاااته :(الليل أوغل لا تنامى .. الريح أطفات السراج .. ..وفراخك الزغب الصغار .. تراعشت مثل الحمام ..تمضى الحياة بلا ابتسام )..أتاري الأستاذ كان بحفظنا ليها بالجلد كانو عارف انها حتكون مصيرنا و حالنا.. بالمناسبة هنا بتلقى أبيات محي الدين فارس قداامك..تمشي مكان تلقى ديلك ناس : أسراب الضحايا الكادحون ووعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق ..و تمشي مكان تاني تلقى ناس ديلك ناس :المترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون ..في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور. أكيد بعد ما شفنه ديل..حنشوف بكره ان شاء الله أبياته :وغدا ًنعود ..والأطفال ترقص و الصغار ..سيعود السودان لنا ..وتعود أنغام الصباح .
ياسر سليم
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: قيمة الإنسان أصبحت مرهونة بالشهادة الجامعية

نلاحظ كل عام حجم المعاناة والمشاكل التي تواجه بعض الأسر المصرية التي لديها ابن أو ابنة في الصف الثالث الثانوي – مرحلة الثانوية العامة، مشاهد يصعب على العقل استيعابها؛ خوف، قلق، توتر دائم، ورعب من المستقبل، وكأن مصير هذا الشاب أو الفتاة سيتحدد كله من خلال تلك السنة وحدها.

تتمحور الأسئلة في ذهن الأهل:
 

هل سيلتحق الابن أو الابنة بإحدى كليات القمة؟
هل سيكون مثل ابن العم أو العمة الذي التحق بكلية مرموقة؟
أم سيكون مصيره كلية “عادية” أو أقل من ذلك، ليُنظر إليه بعدها وكأنه شخص بلا قيمة في المجتمع، فقط لأنه لم يحصل على مقعد في كلية القمة!

أصبحت قيمة الإنسان - في أعين كثيرين - مرهونة بالشهادة الجامعية، وليس بتكوين الشخصية أو بالأخلاق أو بمدى تأثيره الإيجابي في مجتمعه. فهل هذا ما دعا إليه الإسلام حين أمرنا بطلب العلم؟
ما الهدف الحقيقي من طلب العلم والسعي إليه؟
وما الذي يعود على الإنسان نفسه، وعلى أسرته، ومجتمعه من هذا العلم؟

للأسف، أصبحت نظرتنا قاصرة، مقتصرة على الاعتقاد بأن من يستحق التقدير هو فقط من يتخرج في كليات القمة، مع أن الواقع يخبرنا بعكس ذلك: كم من شخص مؤثر في العالم لم يحصل على شهادة جامعية، أو لم يتخرج في كلية مرموقة، ورغم ذلك ترك بصمة لا تُنسى في مجاله!

هذا المفهوم، الذي نتج عن ثقافة مترسخة في المجتمع المصري، لا نجده متداولًا بهذا الشكل الحاد في أي مكان آخر في العالم.
لماذا تشعر الأسرة المصرية بكل هذا الكم من الضغوط منذ أن يدخل الطفل إلى المدرسة، ويبدأ في التدرج الدراسي حتى يصل إلى الثانوية العامة؟
في تلك المرحلة، يتحول الأمر إلى كابوس حقيقي يطارد الأسرة من كل جانب: ماديًا، ومعنويًا، ونفسيًا.

وإذا لم يُوفَّق الابن أو الابنة في تحقيق رغبة الأهل، تُعتبر المسألة حينها “كارثة”، ويُعامَل وكأنه ارتكب جريمة لا تُغتفر.
يعيش بعد ذلك مشاعر خيبة أمل دائمة، حتى وإن وصل إلى أعلى المراتب لاحقًا، تبقى تلك اللحظة محفورة في ذاكرته.

أمعقول أن تكون هذه هي غاية المراد من وجود الإنسان؟
هل نُقاس فقط بدرجات، ومجموع، ومقعد جامعي؟
ألا يحتاج هذا المفهوم إلى مراجعة وإعادة بناء حقيقية؟

أ. د / سعاد العزازي 
أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع بجامعة الأزهر

طباعة شارك سعاد العزازي الثانوية العامة الصف الثالث الثانوي

مقالات مشابهة

  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
  • بريطانيا تشكّل وحدة شرطة خاصة لمراقبة المحتوى المعادي للمهاجرين
  • الظهران.. مبادرة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق
  • بمناسبة اليوم العالمي لصون النظم البيئية للقرم.. ريادة إماراتية في حماية غابات القرم
  • خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: قيمة الإنسان أصبحت مرهونة بالشهادة الجامعية
  • عمان الأهلية تُنظّم يوماً علمياً بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
  • شاهد بالفيديو.. بسبب القطوعات التي تشهدها مدينة بورتسودان.. شيبة ضرار يمنح مدير الكهرباء مهلة 12 ساعة ويهدد بإقتحام المكاتب بــ”الفرشات” و “البطاطين”
  • 1.3 مليون نازح سوداني يعودون إلى ديارهم وسط دمار شامل ونداءات أممية للدعم العاجل
  • حتى تحتفظ بلياقتك.. كم عدد الخطوات التي تحتاجها حقا في اليوم؟
  • تونس.. 4500 مهاجر يغادرون طوعياً وإزالة مخيمات المهاجرين في صفاقس