سفيرنا في القاهرة: الإعلام المُضلل شريك في "الإبادة الجماعية" بغزة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
القاهرة- الرؤية
شارك سعادة السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عُمان في جمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في ندوة نظمها صالون القاهرة الثقافي الدولي بعنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي".
وخلال الندوة، أبرز سعادة السفير عبد الله الرحبي العلاقة بين الإعلام والأمن القومي؛ باعتباره أحد عوامل تحقيق الأمن على المستوى الوطني والعربي، مُستعرضًا العديد من الأمثلة للدور الإعلامي الذي شكل معول هدم للدول خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك في العديد من الأزمات العربية.
ولفت الرحبي إلى أن الوجه المظلم للاستخدامات المحتملة للإعلام الجديد ينبغي ألّا يمنعنا من النظر المتوازن إلى أدواره الإيجابية، وقد عكستها الحرب على غزة بأوضح صورة؛ حيث تراجع بشكل لا جدال فيه دور الإعلام التقليدي في الشرق والغرب معًا، وأسهم المدونون المؤثرون هنا وهناك في تقديم "إعلام موازٍ" كان له دور كبير في تحريك جماهير واسعة في مختلف أنحاء العالم نُصرةً للحق الفلسطيني.
وتابع الرحبي أنه "أمام هذا التحول الكبير في الوزن النسبي للنوعين المتمايزين من الإعلام، تفرض الطبيعة الفضفاضة غير الهرمية لبنية الإعلام الاجتماعي، الانتقال من مرحلة التقييد وإصدار التشريعات التي تعاقب بأكثر مما تسهم في نضج الظاهرة، إلى مرحلة بلورة "ميثاق شرف عربي" يكون نواة بنية أوسع من التقاليد الأخلاقية والمهنية التي تجعل عمل المؤثرين العرب بناءً، ومتسقًا مع هوية الأمة".
واستطرد سعادة السفير قائلًا: "لا مبالغة في القول إن الإعلام الاجتماعي يمكن- مستقبلًا- أن ينجح في تحقيق ما لم ينجح الإعلام التقليدي في إنجازه بموازنات مالية ضخمة ورعاية رسمية سخية وهياكل بيروقراطية كبيرة، وأعني بذلك تغيير معادلة الإعلام العالمي، حيث بقي مسار التدفق- لعقود طويلة- مسارًا أحاديًا من الشمال إلى الجنوب. والأفق مفتوح بأسباب واقعية للتفاؤل، والثمرة المرجوة كبيرة، ونجاحنا على هذا المسار مرهون أولًا بالموازنة بين قيمنا وبين ممارسات إعلامية يملك القائمون عليها حرية تعبير حقيقية، يتحملون في مقابلها مسؤوليتهم الأخلاقية".
يُشار إلى أن الكاتب الصحفي محمد حميدة أدار الندوة، وشارك فيها الدكتورة عزة فتحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)
نظّم ناشطون أمريكيون، مساء الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقار عدد من كبرى وسائل الإعلام الأمريكية في العاصمة واشنطن، للتنديد بما وصفوه بـ"الانحياز الفاضح" في تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، و"المشاركة في تبرير الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".
وتجمّع العشرات من المحتجين أمام مقار شبكات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC)، و"إم إس إن بي سي" (MSNBC)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، القريبة من مبنى الكونغرس الأمريكي، رافعين لافتات وصوراً مؤثرة لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ورفع المشاركون صوراً لأطفال ظهرت عظامهم تحت الجلد، كُتب عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال".
???????? ABD’nin Washington DC kentinde yaşayan aktivistler, NBC News ve FOX News genel merkezlerinin önünde toplanarak Gazze’de derinleşen açlık krizine dikkat çekmeye çalıştı. pic.twitter.com/AVZi0Y5pxl — A Haber (@ahaber) July 29, 2025
كما حملوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية" و"وسائل الإعلام الأمريكية تبرّر جرائم إسرائيل". ورددوا شعارات غاضبة، منها: "الإعلام يكذب.. غزة تموت"، "فوكس نيوز عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".
وأعلن النشطاء نيتهم التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية، وتنظيم وقفات احتجاجية يومية، للضغط من أجل تغيير سياسات التغطية الإعلامية.
"الإعلام يشرعن الإبادة"
وقالت الناشطة حزامي برمدا، إحدى منظمات الفعالية، في كلمة خلال الوقفة، إن وسائل الإعلام الأمريكية "شاركت بشكل مباشر في شرعنة الجرائم الإسرائيلية من خلال تحريف الرواية وتجاهل صوت الضحايا الفلسطينيين".
وأضافت: "بدلاً من فضح سياسة التجويع القسري ومنع دخول المساعدات، أسهم الإعلام الأمريكي في تبريرها، وقلّل من شأن الجرائم، وتجنّب استخدام المصطلحات القانونية التي تصف الحقيقة كما هي، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".
وأشارت برمدا إلى أن المؤسسات الإعلامية الأمريكية "ساهمت بشكل مباشر في إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب، وساعدت على استمرار الدعم السياسي والعسكري الأمريكي له"، مؤكدة أن "لو قام الإعلام بواجبه المهني، لكان الضغط العالمي قادراً على إنقاذ حياة آلاف الأطفال في غزة".
تضليل متواصل رغم الكارثة
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تزايد الانتقادات لتغطية وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الأمريكية، للعدوان على غزة منذ اندلاعه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تُتهم هذه الوسائل بتجاهل المجازر، وتبني الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وتغييب المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في ظل الحصار الخانق والمجاعة المتفشية.
وكانت منظمات حقوقية وصحفية قد وثّقت مقتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين بنيران الاحتلال خلال تغطيتهم للحرب في غزة، في ظل منع تام لدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع، ما جعل مصادر المعلومات محدودة، وأفسح المجال أمام التلاعب بالرواية من قبل الاحتلال.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية الكارثية.