موقع النيلين:
2025-05-22@16:47:15 GMT

???? إعادة إستعمار السودان

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT


أقرب توصيف يمكن أن يُعبِّر عن ما يجري في السودان منذ نحو خمس سنوات هو القول بأنه “محاولات متكررة لإخضاع الإرادة الوطنية إلى قوىً أجنبية”، وهو ما كان يُسمى في قرون سابقة ب “الإستعمار”. وقد اتخذت هذه المحاولات عدة أشكال كانت الحرب التي تعيشها بلادنا الآن آخر تمظهراتها .

تدخل الحرب الآن شهرها التاسع، وتبدو بعض معالمها التي كانت غامضة آخذة في الاتضاح، خاصة وقد توثقت الدلائل المادية للأطراف التي تقدم الدعم العسكري واللوجستي للمتمردين، وكذلك الأطراف التي تساند التمرد سياسياً سواء من القوى الداخلية أو القوى الخارجية التي كانت تزعم أنها تدعم تحولاً ديمقراطياً في السودان بعد التغيير الذي حدث في أبريل ٢٠١٩.


يعتبر السودان، بحدوده الجغرافية الحالية – بما في ذلك جمهورية جنوب السودان – دولة حديثة التكوين لا يتعدى عمرها القرنين. وخلال عمرها القصير هذا تعرضت للغزو الخارجي المباشر مرتين وتم إستعمارها لما يفوق القرن بعقدين من الزمان.

كانت المرة الأولى في العام ١٨٢٠ عندما قرر محمد علي باشا، حاكم مصر عن الدولة العثمانية، تجريد حملة عسكرية لضم السودان إلى مناطق نفوذه، وقد كانت أبرز دوافعه من وراء ذلك هو البحث عن الذهب والرجال المقاتلين كما ورد في كتب التأريخ، إذ المعروف عن أرض السودان من قديم الزمان أنها غنية بالذهب الذي يتوفر قريباً من سطح الأرض، وغنية بالرجال الذين يمكن تجنيدهم كمقاتلين أشداء.

في المرة الثانية كان الغزو بريطانياً بغطاء من خديوية مصر، وكان للثأر لمقتل غردون والقضاء على الدولة المهدية حديثة التكوين، فقد ثبت أنها – المهدية – تفكر في أن يمتد نفوذها لما وراء حدود السودان، وقد دام ما عُرف بالحكم الثنائي لنحو ٥٦ عاماً، عملت خلالها بريطانيا على توظيف أراضي السودان ومياهه لزراعة وتوفير القطن لمصانع النسيج في لانكشير واجتهدت في أن تؤهل نخبة من أبناء البلاد لتجعلهم يقتدون بها في حكم بلادهم ويرتبطون بها ارتباطاً روحياً حتى بعد أن يعود رجالها إلى جزيرتهم !!

يُدرك الإنجليز والفرنسيون والألمان والأمريكان والإسرائيليون، بشكل دقيق، الإمكانات المهولة من الثروات التي يتمتع بها السودان، سواء منها ثروات ما هو فوق الأرض أو ثروات باطن الأرض، ويدركون كذلك أنه إذا ما أصبح بوسع شعب السودان إستغلال ثرواته وتوظيف خيرات أرضه، تحت حكم رشيد، فسيصبح للسودان تأثير عظيم في محيطه الإقليمي، إفريقياً كان أو عربياً، وهو ما يخشونه، ولذلك عملوا بكل ما استطاعوا على خلق أنواع متعددة من الفتن بين مكونات الشعب السوداني، وعلى خلق عدم استقرار سياسي يلازم الأنظمة التي تعاقبت على حكمه منذ أن نال استقلاله، وحققوا في ذلك نجاحات غير منكورة !!

لم يكن السودان بعيداً عن مخططات إعادة رسم خرائط المنطقة، بعد مرور قرن على الخرائط التي رسمها كلٌ من سايكس وبيكو (بريطانيا وفرنسا)، ولا عن الرؤية الإسرائيلية – الغربية للشرق الأوسط الجديد، بل الصحيح أنه كان في صلبها، وفي هذا السياق أتى الحصار الاقتصادي الأمريكي على نظام الإنقاذ والذي استمر لأكثر من ربع قرن، وأتى فصل جنوب السودان، واستمرت محاولات خنق وإخضاع ما تبقى من البلاد للإرادة الخارجية فجاءت ما سُمي ب “ثورة ديسمبر” بحمولاتها المتعددة والمتناقضة وأبرزها البعثة الأممية “يونيتامس” التي حاول المخططون من خلالها بسط الهيمنة الأجنبية من خلال إعادة هيكلة أوضاع البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فلما فشلت كل تلك المخططات قرروا أن ينفذوا خطة إخضاع السودان، وإعادة هيكلته، عن طريق القوى الجبرية والعمل المسلح فكانت حرب أبريل ٢٠٢٣م !!

مَن لا يزال يعتقد أن الحرب التي تعيشها بلادنا الآن هي شأن داخلي متعلق بطموحات سياسية أو مظالم تاريخية، ولم يستطع تمييز الأثر والنفوذ الأجنبيين فيها حتى الآن، عليه أن يُراجع حساباته، فهو إما مُساق إلى وجهة لا يعلمها أو جزء من أدوات تنفيذ الخطة نفسها.
والحال هكذا، فإن على السودانيين – حكاماً ومحكومين – أن يوحدوا صفهم وينسقوا جهدهم لتحرير بلادهم من أقصاها إلى أدناها من الإستعمار الجديد وتوابعه، وأن يتفقوا، دون تدخل خارجي، على رسم مستقبل بلادهم بحيث تصبح بالفعل حرة ومستقلة وناهضة يفخر ويفاخر بها كل أبنائها ممن لم تحدثهم أنفسهم بخيانتها.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح

كتبت -داليا الظنيني:

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه حين توفي أصحاب الكهف، اختلف الناس في شأنهم، فقال بعضهم: (ابنوا عليهم بنياناً)، أي أغلقوا باب الكهف بالطوب واتركوا الأمر لله.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "(ربهم أعلم بهم)، هذه إشارة ربانية إلى أهمية ترك بعض الأمور لحكمة الله، خاصة عندما تكثر الآراء وتتصادم الرؤى".

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الآية القرآنية "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً" تدل على أن من تولّى القرار في النهاية هم أولو الأمر، قائلاً: "غلبوا على أمرهم" تعني ولاة الأمر، فهم من حسموا القرار ببناء مسجد عند الكهف".

وأوضح الجندي أن المساجد كأماكن عبادة كانت موجودة قبل سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تكن بالضرورة بالمعنى المعروف لدينا اليوم.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الشيخ خالد الجندي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أصحاب الكهف لعلهم يفقهون

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الشيخ خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها أخبار هل يجوز الزيادة في الأمور التعبدية؟.. خالد الجندي يوضح أخبار هل مصدر كلام النبي وحي أم اجتهاد؟.. خالد الجندي يوضح أخبار هل نشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

بالفيديو.. لحظة إطلاق الاحتلال النار على الوفد الدبلوماسي في جنين 30 ألف جنيه فردي و306 آلاف قائمة.. شروط الترشح لـ"النواب والشيوخ" ننشر كراسة شروط سكن لكل المصريين 7 لحظات رعب داخل أسانسير الموت.. ناجٍ من حادث مصعد المستشفى الجامعي بالمنوفية يروي التفاصيل تغيير في القوائم والفردي.. ملامح تعديلات قانون انتخابات "النواب والشيوخ" رابط التقديم في وظائف المدارس المصرية - اليابانية 2025 من 15 إلى 45 يومًا.. اعرف حقك في الإجازة السنوية بقانون العمل الجديد بدء حجز سكن لكل المصريين 7.. كراسة الشروط إلكترونيا والمقدم في البريد 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • روسيا: إسقاط مسيّرات كانت تستهدف موسكو
  • لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان في فترة وجيزة
  • السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف
  • هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح
  • دبلوماسيون وخبراء يكشفون للجزيرة نت تحديات رئيس الوزراء السوداني الجديد
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • لماذا فتح الرفاعي ملف الاستقلال الآن؟
  • عاش الجيش والذين يقاتلون معه، فقد حققوا ما كانت تحسبه السيدة زينب الصادق مستحيلا!
  • مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات..كيف كانت النتيجة؟
  • بوتين: المكالمة مع ترامب كانت صريحة