بوابة الفجر:
2025-12-13@20:38:10 GMT

د. رشا سمير تكتب: "الكلمة" بين المقاومة والمساومة

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

في البدء كانت الكلمة.. والكلمة هي أصل كل شئ.. هي الرصاصة التي تنطلق من أقلام أصحاب الرأي لتسكن الأفئدة والعقول.. هي الطير الذي يقطع المسافات ليروي الحكايات التي لا يعرفها هؤلاء ممن يعيشون على الجانب الآخر..هي سلاح الصحفي والفنان والكاتب والمصور لتحقيق العدالة وتقريب المسافات ومجابهة الظلم، فلا يجتمع أصحاب الرأي إلا في بلاط صاحبة السعادة.

شاهدنا على مر الأيام الماضية المراسل الصحفي وهو يقوم بدور الجندي على خط النار يحمل قلم وكاميرا وميكروفون ليلهث وراء الخبر، وخلف الحقيقة..يسابق الزمان ليلتقط الصور ويصرخ في وجه الضلال لتصل الصورة التي يحاولون إخفائها عبر آلاف الأميال، تلك الحقيقة التي لا يستطيع أحد طمسها، هذا بالتحديد هو ما يحدث على أرض فلسطين المحتلة منذ يوم ٧ أكتوبر وحتى اليوم..

حمل مراسلي الصحف أكفانهم وراحوا يجوبون الأرض الطيبة ليل نهار، في محاولة لفضح جرائم الإحتلال وقذارة ما يقوم به هؤلاء المغتصبون القتلة من اغتيال الأطفال والتنكيل بالرجال وقتل النساء وهدم البيوت، في محاولة بائسة لمحو أثر أصحاب الأرض إلا أنهم نسوا أن الأرض التي رويت بدماء الشهداء لن تنبت إلا زهور تحمل أفنانها إسم "فلسطين".

صرحت لجنة حماية الصحفيين بأنه قد تم إغتيال ما لا يقل عن ٦٣ صحفيًا في حرب غزة، مما يجعلها الفترة "الأكثر دموية" بالنسبة للصحفيين منذ أن بدأت اللجنة في جمع البيانات، قبل ٣١ عامًا، إلا أن الإحصائيات الأدق تؤكد على أن القتل الممنهج الصهيوني قد طال منذ بداية العدوان على غزة نحو ٩٠ صحفيا فضلا عن إصابة آخرين واعتقال ٨ في تحد صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة التي تمنع استهداف الطواقم الإعلامية أو حتى التضييق عليها في مناطق النزاعات بل تفرض حمايتها وتأمين سلامة أفرادها.

وهو ما أعاد إلى أذهاننا المشهد الدموي اللإنساني لإغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين والذي كان استهدافا واضحا لها رغم ارتدائها زي يحمل كلمة "صحافة" لتصبح شهيدة الكلمة والواجب.

بالمثل قررت قناة الجزيرة إحالة ملف جريمة اغتيال المصور الصحفي سامر أبو دقة بشكل عاجل إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن أكدت لجنة حماية الصحفيين أن جيش الاحتلال ترك أبو دقة ينزف أكثر من ست ساعات قبل استشهاده، بل وتم منع طواقم الإسعاف، والهلال الأحمر من الوصول إليه لإنقاذه، في مؤشر واضح أن المطلوب إرهاب الصحفيين، وقتلهم حتى يتوقفون عن فضح جرائم الاحتلال.

ما قام به مراسلي القنوات الإخبارية والمصورين الصحفيين والإعلاميين في غزة على مدى أيام وليالٍ طويلة قاسية ليس إلا عمل بطولي يستحق أن ننحني إجلالا واحتراما له.

من منا لم يتمنى أن يكون مكان بطل الكلمة صاحب العقيدة الفولاذية الصحفي وائل الدحدوح الذي تحمل بكل صبر وعزيمة مقتل زوجته وابنه وابنته ثم حفيده، برغم كل الألم الذي لا يطيقه بشر تحامل على نفسه ليمسك بالميكرفون من جديد ويستكمل معركته ضد اعداء الحياة بقلب يعتصره الألم وجسد مسكون بمشاعر الفقد. 

كم منا رآه بطلا ومثلا أعلى وهو يودع رفيق عمره سامر ابو دقة ويعود بعد تشييع جثمانه برغم جراحه وإصابته في يده جراء القصف ليستكمل واجبه الصحفي بكل إستبسال، إنه بطل من ذهب ليت كل من كانت الكلمة عمله يقتدي به..

أكتب اليوم لأنعي من عاشوا وليس من رحلوا..لأن من رحلوا في سبيل كلمة الحق لا ننعيهم بل ننثر الزهور أطواقا فوق جثامينهم، أما من عاشوا يحملون أقلامهم من أجل الفوز في معارك شخصية أو لتصبح الكلمة وسيلة غير مشروعة لتحقيق مطامعهم بمساومات مادية دنيئة فهم بحق من يستحقون الرثاء، وما أكثرهم اليوم في عالم الصحافة والإعلام!.

هؤلاء هم من ننعيهم، بل وننعي الصحافة التي كانت يوما عنوانا للحقيقة وسلاحا لمحاربة الباطل، وبكل أسف تحولت على يد بعض المرتزقة إلى غاية لا تبررها الوسائل الرخيصة..

شكرا لأبطال الكلمة في فلسطين العربية المحتلة الذين لازالوا يتشبثون بأماكنهم ومواقفهم من أجل إعادة الحق لمن راحوا..وشكرا للمقاومة الفلسطينية ولكل إنسان فقد عزيز لديه من أجل أن تحيا الأرض..وستحيا الأرض.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

سمير كمونة لـ «الأسبوع» بعد انضمام علي معلول لقائمة منتخب تونس: «لكل مجتهد نصيب والأهلي لم يٌقصر معه»

تحدث سمير كمونة، لاعب النادي الأهلي السابق، على انضمام علي معلول، نجم الصفاقسي التونسي الحالي والأهلي السابق، لقائمة منتخب تونس استعدادًا للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2025.

وقال سمير كمونة في تصريحات خاصة لـ بوابة «الأسبوع»:« علي معلول لاعب كبير وإضافة لأي مكان، وقدم تاريخ كبير مع النادي الأهلي، لكن الإصابة التي تعرض لها مع الأهلي ابعدته عن الملاعب لفترة طويلة وتسببت في رحيله عن الفريق».

وأضاف كمونة:« النادي الأهلي مقصرش مع علي معلول، وهي دي سُنة الحياة وعامل السن كان سببًا في رحيله عن الفريق، لكن معلول لاعب مجتهد ولكل مجتهد نصيب، وبقوله ألف مبروك على انضمامك لقائمة منتخب تونس».

وكان علي معلول قد رحل عن صفوف النادي الأهلي في نهاية مايو الماضي، بعد الإصابة الموجعة التي تعرض لها رفقة المارد الأحمر ضد فريق الترجي التونسي بدوري أبطال إفريقيا.

قائمة تونس لكأس أمم إفريقيا 2025

حراسة المرمى: أيمن دحمان - بشير بن سعيد - نور الدين فرحاتي - صبري بن حسين.

خط الدفاع: ياسين مرياح - منتصر الطالبي - ديلان برون - آدم عروس - نادر الغندري - محمد بن علي - يان فاليري - علي العابدي - مرتضى بن وناس - علي معلول.

خط الوسط: إلياس السخري - سام تقا - محمد علي بن رمضان - فرجاني ساسي - إسماعيل الغربي - محمد الحاج محمود - حنبعل المجبري - نعيم السليتي.

خط الهجوم: إلياس سعد - إلياس العاشور - سبستيان تونكتي - فراس شواط - حازم المستوري - سيف الدين الجزيري.

مقالات مشابهة

  • تاريخ شعب فلسطين
  • لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة كانت الأكثر دموية للصحفيين
  • سمير كمونة لـ «الأسبوع» بعد انضمام علي معلول لقائمة منتخب تونس: «لكل مجتهد نصيب والأهلي لم يٌقصر معه»
  • حماس تهنئ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ58
  • “حماس” تهنئ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ58
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: مقاومة العدو الاسرائيلي حق أصيل وخيار وطني لابديل عنه
  • محافظ البنك المركزي يلقي الكلمة الرئيسية في الاجتماع السنوي العشرين
  • الدكتور العيسى يلقي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر إندونيسيا للوئام بين أتباع الأديان
  • “لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986