بوابة الوفد:
2025-07-31@01:43:28 GMT

الطوفان فى الميزان

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

رغم كل ما يقال عن طوفان الأقصى الذى نفذته حماس منفردة واقتحمت فيه مستعمرات إسرائيل وقتلت وأسرت جنودًا ومدنيين بينهم أطفال ومسنون، وأنه وضع القضية على الطريق وجعل العالم يعيد تفكيره فى حل الدولتين الخ، إلا أنه مازال فى كفة الميزان غير راجح ولم يحقق أى هدف من وجهة نظرى بل بالعكس وضع الطوفان المنطقة كلها فى حالة حرب وخلق أزمة بلا لازمة، فغزة كمدينة أصبحت خرابا وركاما واستشهد حتى الآن 20 ألف برئ بينهم أطفال ونساء وجميعهم مدنيون عزل، ناهيك عن أن جنود الاحتلال أصبحوا بداخلها وغيرها من المدن الفلسطينية التى كانت تعيش وتعمل بصورة طبيعية، فضلا عن خسائر حزب الله فى جنوب لبنان وقرصنة الحوثيين فى باب المندب الذى أصبح يمثل خطرًا داهمًا على قناة السويس وأثره يمتد لمعظم دول العالم.

 

حقق طوفان الأقصى كل هذه الخسائر فى المنطقة العربية مع كل مشاكلها الاقتصادية التى تربك المشهد وأضافت لمشاكلنا معضلة كنا فى غنى عنها.

الطوفان لم يحقق حتى الآن فى رأيى إلا الخراب وحتى فكرة طرح القضية ووضعها على مائدة المفاوضات، حتى تلك كان يمكن تنفيذها بالمظاهرات والمناشدات والدبلوماسية العربية.

صحيح أن إسرائيل الآن فى موضع المدان عالميًا ومتهمة بالوحشية والبربرية ولكن كل ذلك لن يؤثر فيها ولن يحاسبها أحد على جرائمها الإنسانية، لأن أمريكا معها تساعدها وتدعمها وتشد من أزرها. 

الطوفان حتى الآن خاسر وأمله الوحيد ليس فى وقف القتال لأن هذه لن تعيد غزة لما قبل 7 أكتوبر ولن تبنى ما سقط وتحول لتراب ولن تحيى من مات وارتقى. 

فإسرائيل أسرت الآلاف منذ ذلك التاريخ بالإضافة إلى من هو أسير بالفعل فى سجونها، ومهما بادلت مع حماس أسيرًا لها مقابل ثلاثة من فلسطين فستبقى سجون إسرائيل مليئة بالأسرى. 

الشىء الوحيد الذى يرجح كفة حماس بالميزان هو تنفيذ حل الدولتين على الأرض، وإجبار العدو على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، لو تحقق ذلك فعليا فيحق لحماس أن تباهى وتفتخر بل وتحتفل بالطوفان. 

أما نغمة أن العدو لم يحقق أهدافه ولم ينل من حماس ولم يغتل قياداتها فهذا كلام للاستهلاك المحلى ولا يقنع أحدًا على أرض الواقع، نحن نعيش حالة حرب فى المنطقة بسبب هذا الطوفان وكل التنبؤات تشير إلى أن إسرائيل مازالت تقتل الأبرياء وتهدم المدن التى ستحتاج لمليارات وسنوات حتى تعود لسابق صورتها. 

وطبعا الشهداء فى الجنة.. الأطفال والمدنيون الأبرياء عند الله بلا ذنب ولا جريرة لمجرد أن حماس أرادت ذلك منفردة فى مغامرة غير محسوبة. 

الطوفان وضع المنطقة كلها فى حالة احتقان وتوتر وارتباك اقتصادى وكأنه كان ينقصنا بجانب تداعيات كورونا وأوكرانيا.

الطوفان حتى الآن لم يضف إلا الخراب ودم الأبرياء العزل وتمركز أساطين العدو فى البحرين الأبيض والأحمر، وما كنا نشكو من شحه ونقصه، أصبحنا نتمنى وجوده بالشح والنقص، والغلاء.

الخلاصة أن حل الدولتين لن يتم من وجهة نظرى، لأن الجبهات الفلسطينية المنقسمة لن تسير فى طريق الحل ولن توفر له المناخ المناسب، وسنرى كما سبق ورأينا أن فصيلا يعرقل جهد الفصيل الآخر وكأنهم جميعا اتفقوا على بقاء الوضع كما هو عليه، وما تاريخ الفرص الضائعة إلا سجلًا مفتوحًا لكل من يبحث عن دليل وبرهان مفاده أن هناك اتفاقًا على عدم الاتفاق على أى حل مهما حدث، وأن القضية بوضعها المخزى، هى أفضل حل للمتنافسين على السلطة والمنقسمين عليها، والمستفيدين من نارها، أما شعب فلسطين فهو الشهيد الذى تحت الطلب دائما.

ويا مسهل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى أطفال ومسنون حتى الآن

إقرأ أيضاً:

"المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة

غزة - صفا

حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية، وعلى رأسها استخدام التجويع كسلاح ممنهج.

وقال المركز في بيان له، الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال تمنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات، ثم تحوّل نقاط توزيعها المحدودة إلى ساحات قنص وقصف وقتل جماعي.

وأكد أنه بالتوازي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية دامية على خيام النازحين، وعلى ما تبقى من منازلهم وأسواقهم وتجمعاتهم، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميًا.

وشدد على أن هذا التصعيد الدموي يمثل مرحلة متقدمة من جريمة الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بصورة علنية وممنهجة، في ظل عجز دولي فاضح عن وقفها، ويأتي في ظل حملة دعائية وتضليلية إسرائيلية تحاول حرف الأنظار عما يجري من محوٍّ منظم وممنهج للإنسان والبنيان ومعالم الحياة في القطاع.

وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال الليلة الماضية، نفذت هجومًا بريًّا مصحوبًا بقصف جوي عنيف على شكل أحزمة نارية، على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 30 مواطنًا، بينهم 12 طفلًا و14 امرأة، وإصابة وفقدان العشرات.

وحسب البيان، عند حوالي الساعة 22:30 من مساء أمس الاثنين، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا من محور نتساريم ومنطقة المغراقة باتجاه جسر وادي غزة، وصولًا إلى شمال وشمال غرب “المخيم الجديد” الواقع شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وجاء هذا التوغل تحت غطاء كثيف من تحليق الطائرات المسيّرة التي فتحت نيرانها على كل جسم متحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف أطلقته المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة، مستهدفة محيط المنطقة بشكل مباشر.

وما بين الساعة 23:20 23:50 من مساء اليوم ذاته، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منازل مأهولة بالسكان في المنطقة، وفق البيان.

وخلال الهجوم، وردت مناشدات استغاثة عاجلة من مواطنين محاصرين داخل منازلهم، لا سيما في محيط مسجد "ذو النورين" غرب المخيم الجديد، إلا أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة نتيجة كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.

ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، وبعد إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المنطقة، تمكن المواطنون وطواقم الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة، وتبيّن أن الطيران الحربي قصف منازل عدة فوق رؤوس ساكنيها، تعود لعائلات أبو عطايا
صيام، وأبو نبهان. وتم انتشال 30 شهيدًا بينهم 12 طفلا و14 امرأة، معظمهم كانوا أشلاء ممزقة، من بينهم جنين وُلد شهيدا بعد استشهاد والدته.

وقال المركز: إن هذه الجريمة، تأتي في وقت تتعمق فيه المأساة الناجمة عن التجويع الإسرائيلي، وباتت تسجل يوميا حالات وفاة جراء سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.

وأشار المركز إلى أنه في حين تنخرط قوات الاحتلال في حملة دعائية عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تظهر متابعة طاقم المركز، أنه لم يحدث أي تغيير جدين حيث دخلت عشرات الشاحنات فقط، مع غياب أي إجراء تأمين، واقتصر وصولها على مناطق تقع في نطاق سيطرة قوات الاحتلال، وهو ما يدفع آلاف المواطنين إلى المخاطرة بحياتهم والوصول إلى هذه المناطق شمال غربي مدينة غزة، وبين خانيونس ورفح، ليجدوا أنفسهم عرضة للنيران الإسرائيلية.

وأكد أن ذلك إلى استشهاد وإصابة العشرات خلال اليومين الماضيين، فيما كان على من نجا أن يخوضوا صراعا وتزاحما شديدا مع بعضهم ليحصلوا على حفنة طحين، بعد أن تنتزع آدميتهم وتمتهن كرامتهن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الوصول الآمن للمساعدات، ويجعل من هذه الآلية أداة قتل وهندسة تجويع وليس إنقاذ.

وشدد على أن تعمد الاحتلال تجاهل الحل الجذري، المتمثل في فتح الممرات البرية والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات كافية ومستقرة، هو جريمة إنسانية قائمة بذاتها. لا يجوز اختزال الاستجابة الإنسانية في مشاهد استعراضية سواء عبر الإنزالات من الجو أو إدخال الشاحنات دون تأمين وتفريغها في مناطق خطيرة، تهدر كرامة الناس وتعمّق مأساتهم.

وحمل المركز المجتمع الدولي بجميع هيئاته مسؤولية فورية ومباشرة، وطالب بتحرك عاجل وفعّال لوقف سياسة الإبادة عبر التجويع والقصف، وإلزام دولة الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات فورا دون قيود، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد بمحو حياة جيل كامل.

كما طالب الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.

وشدد على أن إنهاء التجويع إنما يتم عبر السماح بلا قيود للمساعدات والبضائع من الوصول إلى قطاع غزة، وتمكين الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة للقيام بدورها، وكل ذلك يتطلب فتح المعابر ورفع الحصار، وضمان حركة آمنة ووقف القصف الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس
  • إسرائيل تسلم تعديلات على رد حماس على مقترح الصفقة
  • حماس تُعقّب على سلوك إسرائيل القائم على “هندسة التجويع” في غزة
  • مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟
  • انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة
  • فؤاد شكر… قلبُ المقاومة وعقلُ الطوفان
  • "المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • أصداء الطوفان.. حين تصير الكلمة بندقية