الوطن:
2025-07-30@19:06:23 GMT

مصر تقدم خارطة طريق لإقامة دولة فلسطين

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

مصر تقدم خارطة طريق لإقامة دولة فلسطين

بعد أن توارى الحديث عن «حل الدولتين» كأحد الحلول الرئيسية للقضية الفلسطينية، فى ظل عدم اكتراث إسرائيل بالانخراط فى عملية سلام مع الفلسطينيين، واعتداءاتها المتكررة على حقوقهم المشروعة، جاءت عملية «طوفان الأقصى» التى كانت بمثابة زلزال هز إسرائيل والشرق الأوسط، لتعيد طرح فكرة «حل الدولتين» على الساحة الدولية باعتبارها أحد الحلول الجذرية للقضية الفلسطينية ومنح الفلسطينيين حقهم فى الحرية وتقرير المصير.

«السيسى» دعا فى قمة القاهرة للسلام لإنهاء المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني

والجهود المصرية لحل القضية الفلسطينية واحياء مسارات السلام واقامة الدولة الفلسطينية مستمرة منذ عشرات السنين وحتى الآن وآخرها حيث رسم الرئيس السيسى خارطة طريق لـ«حل الدولتين»، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث قال، فى كلمته بقمة القاهرة للسلام التى استضافتها مصر، فى إطار مساعيها لوقف الحرب على غزة: «نعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق.. تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.. وتنتقل فوراً إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار.. ثم البدء العاجل فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقرَّرات الشرعية الدولية.. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية».

وفى السياق نفسه، قال العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، إن المنطقة لن تنعم بالاستقرار حتى يحصل الفلسطينيون على دولة ذات سيادة إلى جانب إسرائيل، مؤكداً أن ما تشهده الأراضى الفلسطينية حالياً من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هو إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطينى على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وتابع، فى تصريحات له خلال افتتاح دورة برلمانية للبرلمان الأردنى: «لا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذى يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد»، مُشدداً على أن «حل الدولتين فقط سينهى دوامات القتل التى يدفع ثمنها الأبرياء».

بدوره، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إنّ «حل الدولتين» هو الأساس الواقعى الوحيد للسلام والاستقرار، مضيفاً، فى كلمته بمؤتمر القاهرة للسلام الذى نظمته مصر فى أعقاب عملية «طوفان الأقصى»: «حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل.. يجب أن يرى الإسرائيليون احتياجاتهم المشروعة للأمن تتحقق، ويجب أن يرى الفلسطينيون تطلعاتهم المشروعة لدولة مستقلة واقعاً، فى ضوء قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولى والاتفاقيات السابقة».

وفى إطار المطالبات العربية والإسلامية والدولية المتزايدة بتطبيق «حل الدولتين»، أكد أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، ضرورة المعالجة للأسباب الجذرية والتاريخية للنزاع وتنفيذ رؤية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وحتى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، أكبر حلفاء وداعمى إسرائيل، التى سارعت بتوجيه جسر جوى من المساعدات العسكرية الضخمة لإسرائيل فى حربها على غزة، فقد أكدت كذلك، حسبما جاء على لسان رئيسها جو بايدن، على حسابه فى منصة «إكس»، أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلى والفلسطينى. ومن أجل التأكد من أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يعيشون على قدم المساواة من الحرية والكرامة، فإننا لن نتخلى عن العمل لتحقيق هذا الهدف».

بدوره، عرّف محمد فوزى، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فكرة حل الدولتين، قائلاً: «تعد مسألة حل الدولتين والتى يكثر الحديث عنها داخل الأروقة السياسية العربية الرسمية، الأساس الموضوعى لمعالجة القضية الفلسطينية وفق المقاربة العربية».

ويعنى حل الدولتين وجود دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، وفق ما رواه «فوزى» لـ«الوطن»، على أن تتخذ الدولة الفلسطينية عاصمة لها ممثلةً فى القدس الشرقية، وتشمل الضفة وقطاع غزة، أى حدود 4 يونيو 1967 والتى أقرتها الأمم المتحدة وقواعد مؤتمر مدريد للسلام، وقد كان مبدأ حل الدولتين هو المحدد الرئيسى الحاكم للموقف العربى طوال سنوات من القضية الفلسطينية، ومنطلقاً رئيسياً للمبادرة العربية للسلام التى طُرحت فى 2002.

أبعاد عديدة وضحها محمد فوزى: «فى تقديرى أن حل الدولتين يظل الأساس الموضوعى والواقعى لمعالجة القضية الفلسطينية، ومنع دورات الصراع من التكرار، لكن سياسات الاحتلال الإسرائيلى تجاه المناطق المحتلة والأراضى الفلسطينية فى السنوات الأخيرة، أدت إلى تضاؤل فرص هذا الحل، وتراجع واقعيته»، مُفسراً ذلك بسبب سياسات التوسع الاستيطانى الإسرائيلية، والتى «تنسف» فكرة حل الدولتين وتجعلها بعيدة المنال أو صعبة التحقق عملياً.

خبراء: حل الدولتين أساس معالجة القضية وإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.. لكن النشاط الاستيطانى الإسرائيلى الإشكالية الأكثر تعقيداً فى مسار التسوية

يقتضى حل الدولتين وجود دولة فلسطينية مستقلة وفق الحدود المقررة دولياً، دون أى وجود استيطانى أو عسكرى إسرائيلى، بحسب ما أكده الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلا أن إسرائيل كانت قد بدأت فى نشاطها الاستيطانى منذ عام 1967 فى إطار ما عُرف بـ«مشروع ألون» الاستيطانى، والذى نُسب إلى «يغال ألون» وزير العدل الإسرائيلى فى ذلك الوقت، والذى طرح فكرة الاستيطان فى إطار استراتيجية إسرائيلية سعت إلى فرض أمر واقع جديد يخدم الاحتلال ويضيق مجال الخيارات المتاحة للحل والتسوية. شدد صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، على المجتمع الدولى، النظر بعين الاعتبار إلى القضية الفلسطينية، ودعم سبل تسويتها بشكل نهائى، وفق حل الدولتين لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، خاصة مع عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمى مرة أخرى. يرى الباحث أن مسألة النشاط الاستيطانى الإسرائيلى تعد الإشكالية الأكثر تعقيداً فى مسار التسوية، إذ إنها تحولُ دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأجزاء على اعتبار أن هذه المستوطنات باتت تصل إلى قلب الضفة وتحولُ دون الاتصال الجغرافى بين القدس والضفة وغزة، فضلاً عن أنها تعد عاملاً محفزاً لدورات التصعيد المتكررة بين الجانبين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين القضیة الفلسطینیة الدولة الفلسطینیة حل الدولتین فى إطار

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: إعلان مؤتمر نيويورك لحظة تاريخية فارقة للاعتراف بـ دولة فلسطين

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن إعلان مؤتمر نيويورك، بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، يشكل لحظة تاريخية فارقة للاعتراف بدولة فلسطين واحترام حقوق الشعب الفلسطيني وصولاً للسلام والأمن والاستقرار، وإنهاء العدوان عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

ورحبت الخارجية الفلسطينية، في بيان اليوم الأربعاء، بإعلان نيويورك الذي اعتمدته الرئاسة المشتركة السعودية وفرنسا للمؤتمر الدولي، ورؤساء مجموعات العمل، مثمنة التزام الدول باتخاذ خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها وفي أسرع وقت ممكن، لتجسيد دولة فلسطين المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لها، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، والقائم على إنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق سلام عادل ودائم، وضمان الأمن والسيادة لجميع دول المنطقة.

كما ثمنت الوزارة الدعم الدولي غير المسبوق الذي عبر عنه المؤتمر لتمكين دولة فلسطين من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على كامل أرض دولة فلسطين بما فيها قطاع غزة.

كما شكرت الدول التي عبرت عن مواقفها الواضحة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره مساهمة في السلام وفي الحفاظ على الحل الوحيد، حل الدولتين، مشددة على ضرورة أن تتحمل دول العالم مسؤولياتها في وقف العدوان ضد شعبنا وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة ومنع المجاعة، ووقف إطلاق النار في سائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع التهجير القسري.

كما أشادت بالتزام الدول في حشد الدعم السياسي والمالي لتحمل حكومة دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة، وفي سائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ودعمهم للخطة العربية الإسلامية في التعافي وإعادة الأعمار لقطاع غزة.

وأوضحت الخارجية الفلسطينية أن هذا الإعلان وما يرافقه من مخرجات لعمل لجان العمل الثمان يشكل خطة عملية فعالة على المستوى السياسي، والاقتصادي، والقانوني، والأمني، وتنفيذها الجدي ضمن جدول زمني واضح سيدعم أسس السلام، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

ودعت الدول المشاركة في المؤتمر وجميع الدول للانضمام إلى الإعلان باعتباره الأداة العملية لبناء زخم دولي لتنفيذ حل الدولتين وبناء مستقبل أفضل من خلال اتخاذ خطوات عملية وفعالة لتحويل الخطابات، والبيانات إلى أفعال والتزامات من الدول، وتحويل هذه الأفعال إلى عدالة تطبق على حقوق الشعب الفلسطيني وبما يقدم ضمانات دولية قوية حاسمة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية تدين «مجزرة المجوعين» في رفح.. وتطالب بوقف فوري للإبادة

الخارجية الفلسطينية تُحذر من تداعيات فرض السيطرة الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي بالخليل

الخارجية الفلسطينية تدين تخريب مستوطنين إسرائيليين آبار مياه في رام الله

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا سلام إلا بحل الدولتين
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس حول الأوضاع فى غزة تؤكد ثوابت الدولة المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • حركة فتح: نشهد تحولا تاريخيا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: إعلان مؤتمر نيويورك لحظة تاريخية فارقة للاعتراف بـ دولة فلسطين
  • الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحها
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يثمن دور المملكة وفرنسا في دعم القضية الفلسطينية
  • دعوات دولية لإقامة الدولة الفلسطينية كسبيل وحيد للسلام
  • انطلاق مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين... غوتيريش يصرح: "وصلنا إلى نقطة الانهيار"
  • فرنسا: لا بديل عن حل الدولتين في القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسى: موقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية ولا بديل عن حل الدولتين