إطلاق «سات 2».. قمر صناعي لخدمة عملية التنمية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أطلقت وكالة الفضاء المصرية القمر الصناعى «مصر سات 2»، من قاعدة إطلاق تيوتشان بمدينة تيا أكوان، فى تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم 4 ديسمبر الماضى بتوقيت الصين، وذلك فى إطار اتفاقية التعاون الفنى والاقتصادى بين الجانبين. وقالت الوكالة إنّ القمر خطوة مهمة على طريق توطين صناعة تكنولوجيا الأقمار الصناعية فى مصر بالتعاون مع الصين فى ضوء الشراكة الاستراتيجية التى تجمع حكومتى مصر والصين والتعاون المثمر والبنّاء بين البلدين.
وشارك فريق من مهندسى وكالة الفضاء المصرية مع فريق من الخبراء الصينيين فى كافة مراحل تصميم القمر وتصنيعه، ونجح فى تنفيذ أحد مكوناته بالكامل، وبالتالى يكون لدى مصر أول منتج مصرى يطلق فى الفضاء. وأشارت الوكالة، فى تقرير لها، إلى تجميع وتكامل واختبار النماذج المختلفة للقمر الصناعى بمركز التجميع والتكامل والاختبار الخاص بها، والذى يُعد الأكبر من نوعه فى أفريقيا والشرق الأوسط، وتم تأسيسه فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين.
وقال د. شريف صدقى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إن القمر الصناعى «مصر سات 2» يخدم أهداف التنمية المستدامة للدولة باستخدام تكنولوجيا الفضاء فى تطوير مجالات حيوية، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- الزراعة، استكشاف الثروات المعدنية، تحديد مصادر المياه السطحية، ودراسة تأثيرات التغير المناخى على البيئة بما يساهم فى دعم الاقتصاد، فضلاً عن تعزيزه لدور مصر الريادى بتوفير البرامج التدريبية الهادفة لتأهيل الكوادر المتخصصة فى القارة الأفريقية والشرق الأوسط وإمدادها بالبيانات الفضائية.
وقال «صدقى» لـ«الوطن»: يُعد «مصر سات 2»، إحدى العلامات البارزة فى مسيرة التعاون المصرى الصينى الناجح فى شتى المجالات، خاصة فى مجال تكنولوجيا الفضاء، وخطوة مهمة فى إطار الرؤية المصرية لتوطين الصناعات المتطورة، مثل صناعة الأقمار الصناعية، اتساقاً مع توجيهات رئيس الجمهورية فى تنفيذ أولويات الأهداف الاستراتيجية للدولة، مشيراً إلى أن «مصر سات 2» دخل المدار المخصص له بعد 830 ثانية من إطلاقه، وأنه فور دخوله تم فصله والتواصل معه، والاطمئنان على صحة عمله، وبدأت المحطة المصرية التواصل معه، وتم إنزال عدد من البيانات من جانب المحطة الأرضية فى مصر.
وأوضح «صدقى» أنّه يجرى حالياً استكمال عمليات الاتصال مع «سات 2» طوال الوقت فى إطار استمرار عمليات الاختبار، وأن حالة القمر جيدة ولا توجد أى مشكلات، مضيفاً أنه فى الفترة الماضية جرى عقد اجتماع فى مقر الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، وهى الجهة الصينية المسئولة عن مشروع القمر الاصطناعى مصر سات 2، والمسئولة أيضاً عن تصميم وتنفيذ المحطة الأرضية للقمر مصر سات 2، وتم بحث أوجه التعاون المستقبلية فى مجال نقل تكنولوجيا تصميم وتنفيذ الأقمار الاصطناعية، وكيفية تعظيم الاستفادة من الخبرات المكتسبة فى تنفيذ مشروع القمر الاصطناعى «مصر سات 2»، وكذا تأسيس مركز التجميع والتكامل والاختبار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنمية المستدامة مصر سات 2 فى إطار
إقرأ أيضاً:
نادي الصيادلة يدعو إلى مؤتمر عربي "صناعي _ علمي" لدعم توطين صناعة الدواء
تمثل صناعة الدواء أحد أعمدة الأمن القومي الشامل، ليس فقط باعتبارها ركيزة للصحة العامة، بل كقطاع استثماري استراتيجي قادر على تعميق التصنيع المحلي، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز الميزان التجاري، وخلق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.
ومن هذا المنطلق، تأتي صناعة الدواء في صميم رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مصر 2030، التي تستهدف بناء اقتصاد إنتاجي تنافسي قائم على المعرفة والتكنولوجيا لبناء دولة صناعية حديثة.
وانطلاقًا من هذه الرؤية الوطنية، يؤكد نادي صيادلة مصر أن المرحلة الراهنة تفرض الانتقال من نموذج الاكتفاء المحلي إلى قيادة إقليمية عربية في ملف الدواء، تجعل من مصر مركزًا محوريًا للتصنيع والتصدير والتكامل الصناعي الدوائي.
قال الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، إن مصر تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتكون قلب الصناعة الدوائية العربية، حيث يجتمع السوق الكبير، والكوادر البشرية المؤهلة، والبنية الصناعية القائمة، مع إرادة سياسية داعمة للتوطين والتصنيع.
وأضاف الدكتور محمد عصمت، أن تنظيم مؤتمر عربي متخصص في صناعة الدواء يُعد خطوة عملية لتحويل هذه المقومات إلى فرص استثمارية مباشرة في عدة مسارات حيوية، لتعميق الاستثمار في التصنيع الدوائي، والمساهمة في جذب استثمارات عربية ودولية، وذلك لإنشاء مصانع أدوية نهائية داخل مصر، وخطوط تصنيع مشترك (CMO / Toll Manufacturing)، والتوسعات الإنتاجية للشركات القائمة، بما يدعم زيادة الصادرات وتقليل الواردات، بالإضافة إلى توطين صناعة المواد الخام والمكونات الفعالة.
وأكد الدكتور محمد عصمت، أن الاعتماد على استيراد المواد الخام الدوائية (API) يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الصناعة، ويتيح المؤتمر فتح شراكات عربية لإنشاء مصانع لإنتاج المواد الخام الدوائية، وصناعات وسيطة لمكونات المنتج الدوائي، ومجمعات صناعية متكاملة تقلل الفجوة الاستيرادية وتدعم الأمن الدوائي.
أوضح الدكتور محمد عصمت، أن تطوير الصناعات المغذية والتكامل الصناعي، لا يقتصر على المنتج النهائي، بل يشمل منظومة واسعة من الصناعات الداعمة، من بينها التعبئة والتغليف الدوائي المتخصص، ومستلزمات الإنتاج والمواد المساعدة، والآلات والمعدات والتكنولوجيا الدوائية، ويمثل المؤتمر منصة لربط هذه الصناعات بسلاسل القيمة الإقليمية، بما يعزز القيمة المضافة المحلية.
وشدد على ضرورة الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات الدوائية، مشيرًا إلى أن رؤية مصر 2030 تسعى إلى التحول الرقمي كأحد محركات النمو. وفي هذا الإطار، يفتح المؤتمر المجال للاستثمار في نظم التسجيل الدوائي الرقمية، وقواعد بيانات الجودة والتتبع الدوائي، والذكاء الاصطناعي في البحث والتطوير، ونظم إدارة سلاسل الإمداد الدوائي. بما يضع مصر في موقع الريادة في الصحة الرقمية الدوائية على المستوى العربي.
أكد أن احتضان مصر لمؤتمر عربي صناعي–علمي في مجال الدواء يحقق جملة من المكاسب الاستراتيجية، من أبرزها تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع الدوائي، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وفتح أسواق تصديرية عربية جديدة أمام المنتج المصري، ودعم ميزان المدفوعات وتقليل الضغط على العملة الأجنبية، وخلق فرص عمل نوعية للشباب من الصيادلة والمهندسين والباحثين، والتكامل العلمي ودور كليات الصيدلة، مشيرًا إلى أن الصناعة لا تنفصل عن العلم، ومن هنا يؤكد نادي صيادلة مصر أهمية أن يكون المؤتمر صناعيًا علميًا في آن واحد، عبر تعزيز التعاون بين كليات الصيدلة في الوطن العربي، وربط البحث العلمي باحتياجات الصناعة، ودعم برامج التدريب والتبادل الأكاديمي، وتطوير مناهج تعليمية مواكبة لمتطلبات سوق العمل الدوائي.
وانطلاقًا من رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء دولة صناعية حديثة، يدعو نادي صيادلة مصر إلى عقد مؤتمر عربي صناعي–علمي لدعم صناعة الدواء، يكون منصة جامعة للحكومات، والهيئات التنظيمية، والمستثمرين، والشركات، والمؤسسات الأكاديمية، لفتح آفاق جديدة للتعاون الدوائي العربي، ووضع أسس عملية لتوطين الصناعة وبناء مستقبل دوائي عربي مستدام.