قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري في اجتماعها، الخميس، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوي 19.25%، 20.25% و19.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 19.75%.

ولم يعلن البنك المركزي المصري عن أي قرار جديد بشأن تحرير سعر الصرف الرسمي في البنوك المصرية، وتعويم جديد للجنيه، في الوقت الذي وصل فيه سعر الدولار الأمريكي إلى أرقام غير مسبوقة في السوق السوداء ليتخطى 50 جنيهاً، فيما يقل سعره الرسمي عن 31 جنيهاً بالبنوك المصرية.





من جانبه، أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية الدكتور محمد البنا، أن قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري فيما يتعلق بتثبيت سعر الفائدة يرتبط ذلك بمعدلات التضخم في مصر بالمقارنة بمعدلات التضخم في الشركاء التجاريين.

 

تجديد الثقة في القائم بأعمال محافظ #البنك_المركزي_المصري https://t.co/Ff053QlXXT

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023
تراجع التضخم



وقال البنا لـ24: "ما حدث أنه في مصر معدلات التضخم بدأت تنحسر، وفي الخارج استطاع الاقتصاد الأمريكي أن يحجم الاتجاهات التضخمية، ومن ثم اتجه إلى تثبيت سعر الفائدة، ومن الممكن أن يتجه إلى تخفيضها قريباً، وذلك بسبب انحسار الموجة التضخمية".




وأضاف: "ومن الممكن أن يكون البنك المركزي المصري ثبت سعر الفائدة على أساس أنه يمكن التحكم في المعروض النقدي وفي السيولة النقدية بأدوات أخرى للسياسة النقدية، إذا كان هناك حاجة إلى ضبط المعروض النقدي والسيولة في المجتمع، ليس بالضرورة يتم الاعتماد على سعر الفائدة لمكافحة التضخم وضبط الاتجاهات التضخمية وتقليل المعروض النقدي والسيولة النقدية، هناك أدوات أخرى لدى البنك المركزي مثل نسبة الاحتياط النقدي ومعدل السيولة إلى آخره، وهذا تفسير لقرار ثبات سعر الفائدة".


مخاوف تحرير سعر الصرف


وتابع: "أما فيما يتعلق بتحرير سعر الصرف الأجنبي، فنظام سعر الصرف الأجنبي الرسمي في مصر هو أنه سعر صرف حر، ومحاولة ضبط التقلبات لسعر الصرف في السوق، مراعاة لاعتبارات اقتصادية واجتماعية تكون بشكل مؤقت من خلال إجراءات خاصة بتنظيم الواردات، والحد من الطلب على النقد الأجنبي لأغراض ليست أساسية، وفرض رسوم جمركية، التدخل في هذه المرحلة يأتي نتيجة المخاوف من ترك سعر الصرف للسوق الحرة".




وأكمل: "ولا تزال هناك ضغوط على مصادر البلاد من النقد الأجنبي، فقدرة مصر التصديرية غير النفطية لا تزال محدودة، وبالتالي هذا كان مصدراً مهماً جداً من مصادر الدخل، أيضاً مخاوف من تأثر السياحة القادمة إلى مصر ومن ثم تأثر حصيلة مصر من النقد الأجنبي عن طريق السياحة تتأثر، ربما المورد المستقر إلى حد ما هو إيرادات قناة السويس، وكذلك تحويلات المصريين العاملين بالخارج".


لتفادي ضغوط التضخم.. المركزي المصري يرفع أسعار الفائدة https://t.co/sgwByMiJQr

— 24.ae (@20fourMedia) August 3, 2023
ظاهرة الدولَرة

وأشار أستاذ الاقتصاد، إلى أن موارد مصر من النقد الأجنبي عموماً بالنسبة للصادرات السلعية والخدمية غير النفطية، لا تزال متأثرة بالإجراءات والأوضاع الاقتصادية العالمية والداخلية غير المواتية، في نفس الوقت هناك طلب كبير على الواردات، ولو استطاعت الحكومة المصرية أن تنظم الطلب النظامي على الواردات، فلن تستطيع بشكل كبير أن تضبط الطلب على الصرف الأجنبي للأغراض الأخرى، سواء المشروعة أو غير المشروعة، لأسباب أخرى غير تمويل الواردات، مثل أن يكون مخزناً للقيمة، وهي ظاهرة يطلق عليها ظاهرة "الدولَرة".


واستطرد "كما أنه هناك اعتبارات المضاربة في مثل هذه الظروف، ممكن يحصل نوع من المضاربة لتحقيق أرباح ريعية من حيازة وبيع النقد الأجنبي، فالظروف غير مواتية في الوقت الحالي لتحرير سعر الصرف بشكل كامل في مصر، والتأجيل كان متوقعاً ليس فقط الظروف الاجتماعية وما سيؤدي إليه من ارتفاعات كبيرة في المستوى العام للأسعار وانعكاساتها على الاستقرار الاجتماعي، وإنما لاعتبارات اقتصادية بحتة أيضاً".



دعم خارجي

واختتم البنا "لكن من المتوقع مع تزايد احتمالات حصول مصر على دعم خارجي، سواء من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، أو مؤسسات التمويل والتنمية الإقليمية أو من الدول الشقيقة أو حتى الدفع قدماً لبرنامج الأطروحات أو الخصخصة وتشجيع عملية الاستحواذ، إذا نجحت كل هذه الأمور وحققت مصر رصيد كافي من النقد الأجنبي يزيد من احتياطات النقد الأجنبي يوسع قدرة البنك المركزي على ضبط سعر الصرف الأجنبي في حدود معينة، في هذه الحالة من الممكن جداً يسمح بتحرير سعر الصرف الرسمي صعوداً وهبوطاً، وسيكون حينها لدى البنك المركزي المصري أرصدة يستطيع من خلالها أن يتدخل إذا وجد أن هناك فجوة كبيرة بين المعروض من النقد الأجنبي والطلب على النقد الأجنبي".





تثبيت الفائدة متوقع

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد شوقي، أنه ليس هناك علاقة بين التعويم وتثبيت أسعار الفائدة، هنا بنتحدث عن أداء العملة المصرية، وهنا نتحدث عن أسعار العائد على الجنيه، فالعلاقة هنا غير موجودة بالأساس.

وقال شوقي لـ24: "قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري بتثبيت سعر الفائدة كان متوقعاً من أغلب الخبراء والمحللين الاقتصاديين، وأنا شخصياً توقعت ذلك منذ فترة، فرفع أسعار الفائدة سيؤدي إلى زيادة في أعباء الدين، فأعباء الدين تمثل 38% من الموازنة العامة المصرية".




وتابع "كما تم استخدام أداء سعر الفائدة لاحتواء التضخم، هل تم احتواء التضخم؟.. نعم ما تم خلال الفترة الماضية ادى لاحتواء التضخم حتى لا يصل إلى 40% وبدأ ينخفض بشكل نسبي إلى أن وصل إلى 35.8%، وهذا الانخفاض شبه قليل ولكن حين رفعت الفائدة لم تؤثر بشكل واضح أو كبير على معدلات التضخم".


أضرار رفع الفائدة

وأضاف "بالإضافة إلى أن رفع سعر الفائدة كان سيؤثر على الأعباء لتمويلية أو التكاليف التمويلية للشركات والمؤسسات العاملة داخل الدولة، وبالتالي سيؤثر في معدلات النمو، وبالتالي رفع الفائدة في هذه الفترة لن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد المصري وليس هناك ما يستدعي رفع الفائدة، وأرى أن قرار اللجنة بتثبيت سعر الفائدة قرار صائب، ونتمنى في الفترة المقبلة أن يكون هناك احتواء أكبر في معدلات التضخم على مستوى السياسات النقدية والمالية".



مخاطر التعويم

وشدد شوقي، على أن أي قرار بتعويم الجنيه في هذا التوقيت ليس قراراً صائباً، فمصر تستورد 1.8 مما تصدره، وهذا يعني عجزاً في الميزان التجاري داخل ميزان المدفوعات، كما أن أكبر مكون للتضخم في مصر الآن هو انخفاض سعر الجنيه، حين يخفض مرة أخرى سيرتفع التضخم مجدداً بعد أن بدأ في الانخفاض.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مصر البنک المرکزی المصری من النقد الأجنبی معدلات التضخم الصرف الأجنبی سعر الفائدة سعر الصرف فی مصر

إقرأ أيضاً:

«جولد بيليون»: الذهب يترقب بيانات التضخم الأمريكية وقرار خفض الفائدة

تراجع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم الثلاثاء، مع انتظار المستثمرين قراءة بيانات التضخم الرئيسية عن الولايات المتحدة، ونتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي للحصول على إشارات بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه البنك المركزي خفض أسعار الفائدة.

سعر الذهب الفوري

سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2297 دولار للأونصة قبل أن يقلص خسائره ليتداول وقت صياغة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2305 دولارات للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2310 دولارتن للأونصة.

سعر الذهب اليوم

ويأتي تراجع سعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه يوم أمس بنسبة 0.7% وتسجيله أعلى مستوى عند 2313 دولارا للأونصة، ليظهر الذهب تذبذب وتحركات عرضية في انتظار الأحداث الهامة التي تترقبها الأسواق العالمية يوم غد.

تقرير الوظائف الأمريكي

تأتي هذه التحركات بعد أن انخفض الذهب بنسبة 3.5% وهو أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر 2020 وذلك يوم الجمعة الماضية بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر ارتفاع في أعداد الوظائف الجديدة وفي معدل الأجور، مما قلل من فرص خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة.

البنك الاحتياطي الفيدرالي

قد يقلل تقرير الوظائف القوي فرص البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه الذي يبدأ اليوم ويستمر يومين في ان يشير إلى خفض الفائدة سبتمبر المقبل، وهو ما تنتظره الأسواق بشدة، الأمر الذي قد يؤثر بالسلبي على أسعار الذهب لأن بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لمزيد من الوقت يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.

بيانات مؤشر أسعار المستهلكين

يصدر أيضا يوم غد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر مايو والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، وهو محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع بالإضافة إلى توقعات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل الفائدة والتضخم والنمو والتي تصدر مع نتائج اجتماع البنك.

بيانات التضخم الأمريكية

صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم غد قبل اجتماع الفيدرالي بساعات قليلة سينتج عنه مستويات مرتفعة من التقلبات السعرية والتذبذب الحاد خاصة إذا ارتفعت معدلات التضخم بأكثر من المتوقع.

خفض الفائدة الأمريكية

حتى الآن تتوقع الأسواق خفض في الفائدة الأمريكية من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال هذا العام، ويحظى اجتماع شهر سبتمبر بالتوقعات الأكبر حالياً أن يشهد أول قرار لخفض الفائدة بعد دورة رفع الأسعار التي بدأت في مارس 2022.

لكن تماسك معدلات التضخم واستمرار قوة الاقتصاد الأمريكي بقيادة قطاع العمالة قد تدفع البنك الفيدرالي إلى الإبقاء على الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وقد أشار عدد من أعضاء الفيدرالي في تصريحاتهم الأخيرة أن الفائدة قد تستمر على مستوياتها الحالية حتى نهاية العام الجاري

مقالات مشابهة

  • الدولار عند أعلى مستوى في 4 أسابيع قبل بيانات التضخم بأميركا
  • بنوك تخفض أسعار الفائدة على شهادات الادخار.. ومصرفيون يكشفون خطوة المركزي القادمة
  • «جولد بيليون»: الذهب يترقب بيانات التضخم الأمريكية وقرار خفض الفائدة
  • بعد انخفاض التضخم في مصر.. ما مصير أسعار الفائدة في اجتماعات البنك المركزي القادمة؟
  • أسعار العملات العربية والأجنبية في مصر اليوم.. الثلاثاء 11-6-2024
  • أسعار الفائدة في النظام الاقتصادي
  • احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي ترتفع إلى 6 مليارات دولار
  • عاجل | التضخم يتراجع بقوة في مايو.. ويسجل أول انخفاض بالسالب منذ يونيو 2022
  • تعرف على أسعار الصرف في صنعاء ليوم الإثنين 10 يونيو 2024
  • «UBS» السويسري يتوقع تدفق أجنبي بقيمة 20 مليار دولار لمصر في العام المالي الجديد