قال السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال الإسرائيلي مارتن إنديك، إنّ "حماس" لن تهزم، لافتا إلى أنّ أفضل ما يمكن لإسرائيل فعله الآن، هو التفاوض على عودة الأسرى بـ"ثمن باهظ".

جاء ذلك في تدوينة له عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، تعليقا على ما ذكره المحللون الإسرائيليين البارزين، الذين أشاروا في مقالات وتحليلات في وسائل إعلام عبرية، حين قالوا إن ثمة فجوة بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب، وواقع ميدان المعركة في قطاع غزة.

ولفت المحللون إلى أنه في الوقت الذي يشدد السياسيون على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، فإن الجيش متعثر ولا أحد يريد الاعتراف باستحالة تحقيق أهداف الحرب والقضاء على "حماس".

وأمام ذلك، علق ممثل الولايات المتحدة في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية الفاشلة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما مارتن إنديك، قائلا إن "اليوم هو نقطة تحول في إسرائيل".

وأضاف: "حماس مجروحة لكنها لن تُهزم، وأفضل ما يمكن فعله الآن هو التفاوض على عودة الأسرى بثمن باهظ".

Today is a turning point in Israel when leading journalists (Barnea, Bergman, Caspit etc.) tell the Israeli public what @netanyahu will not tell them: that Hamas is bruised but will not be defeated and the best that can be done now is to negotiate a return of the hostages at a…

— Martin Indyk (@Martin_Indyk) December 22, 2023

اقرأ أيضاً

تباين بين أحاديث قادة إسرائيل وما يجري على أرض غزة.. إعلام عبري يكشف الفجوة

كما أشار في تدوينة أخرى، إلى ما ذكره رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، حين قال: "لقد حان وقت اتخاذ القرار.. وقف إطلاق النار مع الأسرى الأحياء، أو وقف قسري لاحقا للأعمال العدائية مع قتلهم".

Former PM Ehud Olmert has reached the same conclusion: “It's decision time. A cease-fire with living hostages, or a forced cessation of hostilities with dead ones.” https://t.co/WTnj2MQGrE

— Martin Indyk (@Martin_Indyk) December 22, 2023

وكان أولمرت وجه انتقادات لاذعة إلى نظيره الحالي بنيامين نتنياهو وحكومته التي وصفها بـ"المشؤومة"، ودعا إلى وقف فوري للحرب الحالية على غزة، مشددا على أن القضاء على "حماس" وأهداف الحرب الأخرى التي أعلنها نتنياهو "يستحيل تحقيقها".

وقال أولمرت، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، إن إسرائيل حاليا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما وقف فوري لإطلاق النار، وإما التوصل بجثث "الأسرى" لاحقا.

وأوضح أن أهداف الحرب على قطاع غزة التي أعلنها نتنياهو "كان واضحا منذ البداية أنه لا أساس لها وغير قابلة للتحقيق".

وتابع أن "نتنياهو لم ينفك يصرح بتلك الأهداف، وبينها القضاء نهائيا على (حماس) بطريقة مسرحية ويداه ترتجفان، وقد بدا منفصلا عن الواقع".

اقرأ أيضاً

أولمرت يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والتخلص من نتنياهو

وزاد أولمرت أن كل مسؤولي إسرائيل، بمن فيهم هو نفسه، كانوا سيسعدون بقيادة حرب لاستئصال "حماس" لو كان ذلك هدفا قابلا للتحقيق، لكن الكل يعلم أنه هدف لن يتحقق، حتى لو قضي على قادتها الكبار مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف.

وأعلن أولمرت أن إسرائيل تواجه حاليا اختيارا بين وقف إطلاق النار كجزء من صفقة تعيد المحتجزين على أمل أن يكون معظمهم على قيد الحياة، أو وقف إطلاق النار من دون اتفاق ومن دون عودة محتجزين، ومن دون حتى تحقيق إنجاز واضح، مع تقبل خسارة كاملة لما تبقى من دعم شعبي دولي لإسرائيل.

وأضاف أن "وقف الأعمال العدائية سوف يُفرض علينا من قبل أقرب حلفائنا بزعامة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا"، إذ لن يستطيعوا بعد الآن تحمل الثمن الذي يدفعونه شعبيا.

وقال إن استمرار القتال قد يحقق لإسرائيل إنجازت محلية مهمة، بينها قتل مزيد من مقاتلي "حماس"، وكشف المزيد من الأنفاق، لكن بالمقابل سيسقط قتلى وأسرى إسرائيليون من دون القضاء على حماس، وهذا أمر "لن نتمكن من مسامحة أنفسنا عليه كشعب وكمجتمع"، وفق تعبيره.

وفي هذه الحالة، وفق أولمرت، تبدو الإطاحة بـ"الأوغاد الفارغين من عرش رئاسة الوزراء لن تكون تعويضا كافيا عن فشلنا الأخلاقي كدولة"، لذا فإن الآن هو وقت اتخاذ القرار الحاسم "إما وقف لإطلاق النار مع استعادة رهائن أحياء، وإما وقف قسري للأعمال العدائية لكن مع أسرى قتلى".

اقرأ أيضاً

اتهمها بالفشل.. بن غفير يدعو إلى حل حكومة الحرب الإسرائيلية

المصدر | هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس أولمرت أسرى إسرائيل غزة حرب غزة نتنياهو أمريكا سفير أمريكا وقف إطلاق النار من دون

إقرأ أيضاً:

نتنياهو وكاتس.. شروط على المقاس

كرر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو تمسكه بشروطه لوقف الحرب في غزة التي قال إنه بلّغها للوفد الإسرائيلي المفاوض المتوجه إلى الدوحة، والتي تتمثل في إعادة الأسرى وتفكيك حماس ونزع سلاحها ورفض إدارة قطاع غزة بعد الحرب من قبل أي فصيل فلسطيني من حماس أو من السلطة الفلسطينية، وهذا يعني أن نتنياهو يريد شروطا على المقاس، تحقق له على طاولة المفاوضات ما عجز عن تحقيقه في ساحة العمليات.
إن شروطا كهذه تعني شيئا واحدا وهو أن نتنياهو لا يريد أن ينهي الحرب في غزة بصفقة توافقية بل بصفقة أحادية تضمن استمراره في السلطة واستمرار ائتلافه الحكومي وزوال الخطر الوجودي المتمثل في حماس وأخواتها.
وصرح وزير دفاع الكيان “يسرائيل كاتس” بأن “الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة اقتربت من نهايتها”، وذلك بعد أسبوع من انتهاء الحرب القصيرة التي شنّتها إسرائيل على إيران. وأكد كاتس مجددا على أهداف إسرائيل من الحرب، بما في ذلك إطلاق سراح جميع المحتجزين وهزيمة حماس.
هناك تناغمٌ بين نتنياهو وبين وزير دفاعه كاتس حول طريقة إنهاء الحرب في غزة بما يحقق في نظرهما نصرا لإسرائيل وهزيمة لحماس. لكن الغريب أن من يفاوضون حماس هم من يطالبونها بوضع سلاحها ورفع يدها عن القطاع، فكيف يستقيم ذلك؟ هل يعقل أن تفاوض خصمك على نفي قيادته وتوقيع شهادة وفاته بنفسه؟ لا يمكن أن تقبل بهذه الشروط إلا جهة لا يمثل لها الوطن شيئا ولا تمثل لها قوافل الشهداء إلا رقما أصمَّ في معادلة الصراع.
إن الصفقة التي يريدها نتنياهو وكاتس لا يمكن أن تشكل قاعدة لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى حل، كما لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال لا من حماس ولا من أي مفاوض آخر، لأنها ليست أقل من موقف الاستسلام والتسليم للخصم بكل الشروط.
إن شروط نتنياهو وكاتس غير العادلة وغير المقبولة تجعل عملية التفاوض صعبة وتتولد عنها في أحسن الأحوال صفقة هشَّة غير قابلة للصمود حتى للمدة التي اقترحها دونالد ترامب. يبحث نتنياهو عن صفقة على المقاس تحقق له ما أراد وتخرجه من المأزق السياسي والعسكري الذي يعانيه، خاصة بعد التحول النوعي في أساليب المواجهة التي تنتهجها المقاومة والتي كبّدت الجيش الصهيوني خسائر فادحة وغير مسبوقة بل مذلة للكبرياء العسكري الذي طالما تغنى به نتنياهو.

إن نتنياهو -كما أكد محللون– شخصية مرضية، يميزها المزاج المتقلب، وهذا لا يعين على التوصل إلى اتفاق وحتى في حالة حدوث ذلك فإنه لن يصمد كثيرا لأن نتنياهو سيعود بعد نهاية الهدنة وربما قبلها إلى العدوان على غزة بافتعال “خطر إرهابي” هنا وهناك كما يفعل في لبنان التي لا تزال تتعرض، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر 2024 إلى غارات صهيونية، تحت مسمى تفكيك بعض جيوب حزب الله التي لا تزال تشكل تهديدا لأمن إسرائيل كما ورد ذلك في البيانات التبريرية التي ينشرها جيش الاحتلال عقب كل غارة على الضاحية الجنوبية أو الحدود المتاخمة.

وفق أي إطار مرجعي تفاوضي يمكن أن تجرى مفاوضات إطلاق النار في غزة وهناك فجوة كبيرة بين المطالب الإسرائيلية ومطالب حماس، فإسرائيل –على لسان نتنياهو- تريد من هذه المفاوضات أن تفضي إلى إرغام حماس على التنازل عن سلاحها وعن حكم القطاع في اليوم الموالي لبداية سريان الصفقة، ولا يكتفي نتنياهو بتفكيك حماس ونزع سلاحها ومنعها من حكم القطاع، بل يشدد على ضرورة أن تمنع السلطة الفلسطينية أيضا من هذه الإدارة، وهذا يعني إدخال القطاع في المجهول وجعله تحت السيطرة المطلقة لإسرائيل أو لجهة موالية مستقبلا.

على النقيض مما يريده نتنياهو، تتَّسم المطالب التي تقدمت بها حماس بعقلانية أكثر؛ فهي تقبل بمبدأ تبادل الأسرى وبمبدأ إطلاق النار، ولكن الفرق بينها وبين إسرائيل أن حماس تحرص أيضا على الانسحاب الكلي وغير المشروط للجيش الإسرائيلي من غزة، فوقف إطلاق النار –حسب ما أبانت عليه الحركة في رسالتها إلى الوسطاء- يجب أن يقترن بالانسحاب وإلا سيكون من غير جدوى لأنه من المحتمل أن تعمد إسرائيل تحت أي ذريعة من الذرائع إلى التحرك شمالا وجنوبا وربما استخدام سلاحها الجوي والبري لقصف ما يخيل إليها أنها أهداف معادية، وهنا يكون احتمال العودة إلى الحرب أمرا وارادا في أي لحظة.

لا أمل – في ظل الموقف المتأرجح لنتنياهو وكاتس- من التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وبين حماس إلا إذا استطاعت الدبلوماسية القطرية على وجه الخصوص إقناع الوفد الصهيوني المفاوض بمبدأ التنازل عن بعض المطالب التي لا يمكن أن يتحقق معها وقف لإطلاق النار لمدة تطول أو تقصر وهو ما لا نتوقع حصوله وقبوله من نتنياهو الذي يريد أن يكون الخصم والحكم وأن يملي على حماس ما يجب أن تفعله إذا هي أرادت الحفاظ على ما تبقى من رجالها وقبول هؤلاء بالعرض الصهيوني بالخروج الطوعي من غزة والعيش في المنفى.

إن أكثر ما يقلق حماس في تصريحات نتنياهو –كما جاء في مقال لأشرف العجرمي في جريدة “الأيام” بتاريخ 10 جويلية 2024 بعنوان: “مأزق المفاوضات: هل يريد نتنياهو صفقة؟”- هو: “الحديث المتكرر عن رفضه إيقاف الحرب قبل أن تحقق جميع أهدافها التي أعلنها مرارا وتكرارا وهي: القضاء على حركة حماس، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ومنع التهديد الذي يمكن أن يشكله قطاع غزة على إسرائيل في المستقبل، على الرغم من أن هناك شبه إجماع في إسرائيل على استحالة تحقيق هذه الأهداف من خلال الحرب، وأن الحل سياسي ومرتبط بترتيب الوضع في غزة بعد الحرب”.

لا يريد نتنياهو وكاتس صفقة مع حماس وفق إطار تفاوضي بل يريدان صفقة على المقاس، وهذا لن يتحقق لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل، لأن القبول بهذه الصفقة يعني تقديم قطاع غزة على طبق من ذهب لإسرائيل، تتحكم بموجبه في المداخل والمخارج والمعابر ويعيش فيه الغزيون -إن سُمح لهم بالعيش- كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة ومن غزة ستمتد عين نتنياهو إلى ما وراءها.

لقد صرح نتنياهو بأنه يسعى لمفاوضات تحت النار وهو ما يعطي الانطباع  لكل محلل ومتابع للشأن الإسرائيلي بأن نتنياهو يريد طي ملف غزة ووقف الحرب بأي ثمن، والثمن كما هو معلوم مقايضة وقف الحرب من جانب إسرائيل بتخلي حماس عن سلاحها وعن حكم القطاع. لا تمانع حماس في القبول بالشرط المتعلق بمن يحكم القطاع بعد الحرب ولكنها تصرّ على أن يحصل ذلك بمشاورات وتفاهمات فلسطينية لا بإملاءات إسرائيلية أو أمريكية، وهذا المسعى الحمساوي يتعارض مع الأنا الصهيوني جملة وتفصيلا.

لا أريد لمفاوضات الدوحة بين الكيان وحماس أن تتعثّر، ولكن ليس هناك ما يجعلنا نتفاءل في ظل الأنا المفرط الذي يميز شخصية نتنياهو الذي لا يوقّع صفقة لإنهاء حرب إلا دخل في حرب أخرى، والعارفون بشخصية نتنياهو يعلمون بأنه لا يفكر إلا بمنطق القوة ولا يبرم صفقة إلا إذا كانت تصبّ في مصلحته قبل مصلحة الكيان الصهيوني متمثلا في ذلك قول القائل: “أنا وبعدي الطوفان”.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • نتنياهو وكاتس.. شروط على المقاس
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل دون إعلان اتفاق لوقف النار.. وغزة على صفيح المفاوضات الساخن
  • نتنياهو يرجح التوصل لاتفاق مع حماس خلال أيام والحركة تؤكد نياته الخبيثة
  • نتنياهو يأمل بصفقة خلال أيام قليلة.. ويضع شروط تعرقل المفاوضات
  • حماس تكذب مزاعم نتنياهو بعدم إمكانية عقد صفقة شاملة
  • نتنياهو يضع شروطا ترفضها الفصائل لإنهاء الحرب.. أبرزها نزع السلاح
  • عاجل. نتنياهو: إسرائيل مستعدة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في غزة
  • ‏يديعوت أحرونوت: إسرائيل وافقت مبدئيا على السماح لبعض الدول بتوجيه الموارد والأموال لإعادة إعمار غزة خلال وقف محتمل لإطلاق النار
  • حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح 10 أسرى وتشتكي تعنت إسرائيل
  • صاحب “خطة الجنرالات”:” ثمن باهظ لا نصر.. العالم كله يريد إنهاء الحرب باستثناء حكومة إسرائيل “